تَفْسِير رِسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ

 

إسم السفر:

رسالة بولس الرسول الثانية
الى أهل كورنثوس
Corinthians 2

الإختصار : 2كو = CO2

+ أثناء رحلة الرسول بولس التبشيرية الثانية، رأى رؤيا في ترواس أن
رجلا من مكدونية يستغيث به طالبا العون. فاعتبر هذه دعوة من الله، ورحل من آسيا
إلى أوروبا حيث بدأ خدمته في فيلبي المدينة الرئيسية في مقاطعة مكدونية وهي
مستعمرة رومانية (أعمال 12:16). وهناك تعرض هو وسيلا للضرب المبرح والسجن، ثم بعد
ذلك أطلق سراحهما في زلزال عظيم (أعمال 25:16-26).

ثم غادر بولس فيلبي وسافر
مسافة 100 ميل (160 كيلومتر) إلى تسالونيكي، وهي عاصمة مكدونية، ثم 50 ميل (80
كيلومتر) نحو الجنوب الغربي إلى بيرية حيث قَبِل الناس الكلمة [البشارة بيسوع
المسيح]، فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا (أعمال 11:17).

ثم سافر بولس إلى أثينا، وهي
من أشهر المراكز التعليمية في العالم القديم، حيث حدثهم عن الإله المجهول
للأثينيين على جبل مارس (أعمال 23:17،30).

ونظرا للنجاح المحدود في
أثينا، فقد رحل بولس إلى كورنثوس، التي تقع على بعد 50 ميلا تقريبا (80 كيلومترا)
نحو الغرب، حيث مكث ما يقرب من سنتين. وأثناء هذه المدة كان يعول نفسه من خلال
مهنته في صنع الخيام بمساعدة أكيلا وبريسكلا، وهما زوجان يهوديان كانا قد هربا من
روما بسبب مرسوم كلوديوس الذي أجبر جميع اليهود على الرحيل.

وكانت مدينة كورنثوس، التي
يبلغ تعدادها حوالي 400.000 نسمة، مدينة غنية جدا إذ أنها كانت متحكمة في كل
التجارة البحرية بين الشرق والغرب وأيضا في الرحلات البرية والأعمال المتبادلة بين
الشمال والجنوب. وقد كانت كورنثوس عاصمة إقليم أخائية الروماني وكانت واحدة من
أبرز المدن في اليونان.

وعلى الجبل المطل على كورنثوس
كان يوجد معبد إلهة الحب، أفروديت، حيث كان الرجال والنساء يمارسون العهارة كجزء
من عبادتهم.

وعندما غادر بولس كورنثوس،
عاد أولا إلى أنطاكية ثم رجع إلى أفسس حيث مكث ما يقرب من ثلاث سنين.

وبينما كان في أفسس (1
كورنثوس 8:16) تلقى بولس أخبارا مزعجة بشأن المشاكل التي نشأت في كنيسة كورنثوس (1
كورنثوس 11:1؛ 1:5؛ 1:7؛ 18:11). فلقد كانت الكنيسة منقسمة (10:1 – 21:4) وكان
البعض يعيشون في النجاسة (1:5-13). وردا على ذلك، أرسل بولس إلى الكنيسة أجمل
تعريف كتب عن الحب وهو المسجل في أصحاح 13، وأفضل شرح لقيامة المسيح في أصحاح 15.

تدل الرسالة الثانية الى
كنيسة كورنثوس، التي دوّنت، على الأرجح، حوالى السنة 57 (اي بعد كتابة الرسالة
الأولى بسنة واحدة) من مدينة مكدونية (مقاطعة رومانية في شمالي اليونان عاصمتها
فيلبي)، على توتّرات حدثت بين بولس وجماعة كورنثوس. الترجمة الأورشليميّة للكتاب
المقدس تعرّف بالرسالة بقولها إنها "مؤلَّف جدال وإقناع"، وذلك أن معظم
فحواها هو بمثابة جواب على اتهام يتعلّق بشخصية بولس من حيث انه "رسول يسوع
المسيح".

 في رسالته الأولى اليهم، وعد
بولس جماعة كورنثوس بأن يزورهم (16: 5)، وكرّر الوعد مرّة ومرّتين (2 كورنثوس 1:
16)، غير أن الوضع المتوتّر والصدام الذي حدث بينه وبينهم جعلاه يؤخر موعد
الزيارة. فعظمت الاتهامات التي تلقّاها من الكورنثيين، ولعلّ أقساها أنهم اعتبروه
غير أهل للسلطة التي يطالب بها، وذلك أنهم رأوا في تبدّل مشاريعه والتأخر عن وعودٍ
قطعها علامات تدل على عدم أحقيّته في رئاسة الجماعة (1: 12-24)… لا نعرف تماما
أصل مروّجي هذه الأفكار، ربما كانوا من اليهود المتنصرين (11: 22)، غير أننا نعرف
أن حكمة بولس هي التي اقتضت أن ينتظر تحسُّن الأوضاع في كورنثوس قبل أن يقوم
بزيارتها (1: 12-2: 11). ويبقى أن محبته الثابتة التي لا يغيّرها طارئ ألزمته بأن
يعالج الأمر سريعا فقرر أن يكتب اليهم هذه الرسالة الثانية.

تُعرِّفنا الرسالة الثانية
الى كنيسة كورنثوس على جوانب عدّة لشخصية بولس الرسول الفذة، وتكشف لنا بشكل خاص
شدته عند اقتضاء الشدة ولينه حيث يجب اللين. والرسالة أطروحة في قوة الله التي تظهر
في "الضعف الرسولي"، وذلك أن بولس لا ينفك يروي لقرائه، بفخر، ما يعانيه
من مشقات في العمل الذي أُوكل اليه، فيصف اهتمامه "بجميع الكنائس" (11:
28)، وما يتكبّده من آلام واضطهادات من أجل الرب يسوع وإنجيله (انظر: 6: 4و5، 11:
23-30). غير أن هذا الضعف الذي يشعر به لا يمنعه من أن ينتظر من الكنيسة التي
أسسها أن تطيعه بمحبة، لأن طاعتها له تكشف طاعتها وحبها للمسيح. فالضعف لا يقلل من
قيمة الخدمة الملقاة على الرسول، وإنما يتيح لها أن تظهر كما هي في واقعها، فبقدر
ما يكون هو ضعيفا تبرز البشارة قوية ليرتبط سامعوها بها اي بالله وليس ببشر، ومما
قاله: "لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا. مكتئبين في
كل شيء ولكن غير متضايقين، متحيرين لكن غير يائسين، مضطهَدين لكن غير متروكين،
مطروحين لكن غير هالكين. حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع
ايضا في جسدنا المائت. اذا الموت فينا ولكن الحياة فيكم" (4 :7-12، راجع ايضا
12: 5-10، 13: 9).

 

 وواقع الحال أن الكورنثيين
ارادوا أن تكون سلطة بولس الرسولية شبيهة بمقاييس عصرهم (أعني نموذج السلطة الذي
يمثله الوجهاء في الحواضر الهِلِّنستية). لم يهمل الرسول المفردات المستعملة في
تلك الحواضر والتي تُبرزه وترفع من قيمته (المجد، النور والحياة)، ولا الصور التي
تعطيه مهابة وسلطانا كبيرين (النصر، البرقع)، فاستعملها، ليكشف، انطلاقا من تعابير
معروفة في زمنه، استقامة الإيمان وسلامته.

 

كاتب السفر:

بولس الرسول

الكاتب هو بولس بلا أدنى شك،
فلم يفترض أحد مطلقاً أنها من كتابة شخص آخر، فهي تتميز بخصائص كتاباته وأسلوبه
أكثر من أي رسالة أخرى في العهد الجديد منسوبة إليه، فهي تسهم بشكل كبير في
معرفتنا بالرسول بولس، إذ تزودنا بكمية كبيرة من سيرته الذاتية، وكذلك بلمحات من
شخصيته بما في ذلك عواطفه واستقامته ومشاعره الشخصية وإدراكه العميق بأنه رسول
الرب. كما أن الدلائل الخارجية تثبت أنه هو الكاتب، لأنه من الثابت وثائقياً أن
الرسالة الثانية إلى كورنثوس كانت متداولة في كل الكنائس منذ عام 140م. ففي ذلك
التاريخ المبكر كان معترفاً بالرسالة بأنها من كتابات الرسول بولس بلا منازع، وما
زال هذا الاعتراف قائماً حتى الآن.

 

تاريخ كتابة السفر:

+ كتبها من مقدونية (7 : 5، 8
: 1، 9 : 2) بعد أشهر قليلة من رسالته الأولي.

 كتبت سنة 57 ميلادية من
مكدونية بعد الرسالة الأولى بأشهر قليلة وسبب كتابتهاأن بعض الأعضاء فى كنيسة
كورنثوس أنكرواعلى بولس سلطته الرسولية فكان من اللازم أن يبرهن ذلك لهم (2كو ص10-
ص13)،وموضوع الرسالتين :المواهب الروحية،القيامة من الأموات،العشاء الربانى،الحث
على العطاء بسخاء (2كو1:9- 15) والمحبة (1كو ص13)

تحديد تاريخ كتابة الرسالة ليس
بمثل هذه السهولة، إن لم يكن مستحيلاً، بسبب تعقد الخلفية التاريخية للرسائل إلى
كورنثوس. إن أهم فترة –وفي نفس الوقت أكثرها غموضاً- هي المدة ما بين كتابة
الرسالة الأولى وكتابة الرسالة الثانية. وفي محاولة تحديد مدى هذه الفترة، يلزم أن
يكون هناك وقت كاف لِمَا قام به الرسول بولس من أنشطة في تلك الأثناء. فالرسالة
الأولى كتبت على الأرجح في ربيع عام 57م، وعليه تكون الرسالة الثانية قد كتبت بعد
ذلك بمدة تتراوح ما بين ستة أشهر إلى ثمانية عشر شهراً. ومن المألوف تقليل المدة
بقدر الإمكان، ولذلك يلزمنا اعتبار كل أنشطة الرسول بولس المعروفة لنا في هذه
الفترة. ونقطة البداية هي تحديد كتابة الرسالة الأولى قبل يوم الخمسين من عام 57م
(ارجع إلى 1كو 16: 8)، وقد كتبت الرسالة في أفسس. ثم غادر الرسول بولس أفسس، وصرف
وقتاً في مكدونية واليونان (أع 20: 1-6). ولابد أن الأشهر الثلاثة التي صرفها في بلاد
اليونان كانت في أثناء الشتاء، حيث أنه غادر كورنثوس ووصل إلى فيلبي في وقت عيد
الفطير (أع 20: 6). ثم غادر فيلبي ووصل إلى أورشليم حوالي يوم الخمسين (أع 20:
16)، والتاريخ المحتمل لذلك هو عام 58م، فأكثر الأوقات احتمالاً لكتابة الرسول
بولس للرسالة الثانية إلى كورنثوس في هذه الأثناء هو أكتوبر عام 57م، فهذا التاريخ
كان يتيح له وقتاً لمغادرة أفسس بعد كتابته الرسالة الأولى لكورنثوس في عام 57م في
شهر الربيع، كما يتيح له وقتاً لزيارة مكدونية وإرسال الرسالة الثانية في أكتوبر
عام 57م. قبل وصوله إلى كورنثوس لقضاء شهور الشتاء. أما بخصوص عبارة "العام
الماضي" (2كو 8: 10، 9: 2)، فهي لا تعني انصرام عام كامل، وحيث أن السنة
المدنية كانت تبدأ في شهر سبتمبر، فعندما يكتب الرسول في أكتوبر، يستطيع أن يشير
إلى أي وقت قبل سبتمبر بأنه "العام الماضي"، وعليه فالمرجح هو أن تكون
الرسالة الثانية إلى كورنثوس قد كتبت في أكتوبر قبل وصوله في ديسمبر لقضاء شهور
الشتاء في كورنثوس. والأرجح أن الرسالة كتبت في فيلبي، فعندما أتى تيطس حاملاً
الأخبار المفرحة عن تحسن الأوضاع، كتب الرسول بولس من مكدونية معبراً عن فرحه وعن
نيته في زيارة كورنثوس بعد قليل. ومن المرجح جدَّا أن بولس سافر إلى كورنثوس حالاً
بعد إرسال تيطس بالرسالة إليها.

 

محور السفر :

 + ربنا يسوع المسيح هو
تعزيتنا.

 + "ولكن شكرا لله الذي
يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين 2 : 14"

 

موضوع السفر:

الخدمة القانونية

 

مفتاح السفر:

 "الذي جعلنا كفاة لان
نكون خدام عهد جديد لا الحرف بل الروح لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي" (3 :
6)

 

غاية السفر:

 + علم الرسول من تيطس أن
الرسالة الأولي قد أثمرت بالتوبة الصادقة (7 : 6) فأرسل إليهم يؤكد لهم فرحه
بتوبتهم، واتساع قلبه بالحب نحوهم.

 + جاء بعض اليهود من أورشليم
يشككون المؤمنين في رسوليته، ويعلنون أنه عنيف في رسائله ضعيف في حضرته هذا ما
ألزمه أن يدافع عن صدق رسوليته مؤكدا حبه لشعبه واستعداده أن يكون لهم عبدا
لينعموا هم بحرية مجد أولاد الله (4 :5)، وأن ينفق لأجلهم (12 : 15)، معلنا لهم
أنه يلتهب في أعماق قلبه مع عثرة كل واحد (11 : 29).

 + حذرهم من أصحاب البدع
والهرطقات والانشقاقات كما جاءت الرسالة تفيض بالتعزيات الإلهية التي يهبها الله
لمؤمنيه وسط الآلام.

 

هدف السفر:

مدح الإجراء التأديبي الذي
اتخذته الكنيسة ضد الخطية نتيجة لرسالة بولس الأولى. وهذه الرسالة تحذر أيضاً من
الأنبياء الكذبة وتدافع عن سلطة بولس الرسولية (إصحاح 10،12،13).

خلال السنوات التي تلت رحيل
بولس، يبدو أنه قد قامت مؤامرة داخل الكنيسة تهاجم سلطة بولس وتشكك في أحقيته
كرسول وتقول عن حضوره أنه ضعيف (2 كورنثوس 10:10). وأحد المواضيع الرئيسية في
رسالة كورنثوس الثانية هو خدمة المصالحة.

ويقتبس الرسول بولس مرارا من
أقوال العهد القديم ويقوم بتطبيقها (لاحظ: خروج 18:16؛ لاويين 12:26؛ تثنية 4:25؛
2 صموئيل 14:7؛ مزمور 9:112؛ إشعياء 8:49؛ 11:52؛ حزقيال 41:20؛ هوشع 10:1؛ 1
كورنثوس 9:9؛ 2 كورنثوس 2:6،16-18؛ 1:7؛ 15:8؛ 1:13).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد جديد رسالة يعقوب الرسول 05

 

مضمون السفر:

في هذه الرسالة يدافع الرسول
عن نفسه إذ يرى سلطته تدمَّر من الأساس على يد مسيحيّين متهوّدين (جاؤوا من
الديانة اليهوديّة) جاؤوا من الخارج (1 :12-7 :16). لاموه على تقلّبه : لم يقم
بالسفرة التي أعلن عنها. فيجيب بولس أنه لم يأتِ إلى كورنتوس لأنّه يريد أن يوفّر
على الكورنثيّين قساوته (1 :23-2 :1). ثمّ يتطرّق إلى مسألة اللمة من أجل مسيحيّي
أورشليم (8 :1ي). ويعود إلى الموضوع الأول فيدافع عن نفسه (10 :1-12 :18). ويمكننا
أن نلخّص مضمون الرسالة كما يلي. بعد المقدّمة العاديّة (1 :1-11) يأتي دفاعُ بولس
عن سلوكه، وغفرانُه للذي اغاظه، وخبرتُه في مكدونية (ف 1-2). ثمّ يتحدّث عن كرامة
الرسالة، وعواطف بولس تجاه الكورنثيّين (ف 3-7). بعد هذا يأتي الكلام على اللمة (ف
8-9). ثمّ نصل إلى موقف بولس تجاه خصومه، وإعلان عن زيارة ثالثة (10 :1-13 :10).
نجد في الخاتمة توصيات أخيرة، سلامات، بركة (13 :11-13). ثانيًا : صحّة الرسالة.
لا خصوم للرسالة في مجملها. ولكن هناك مقاطع يتوقّف النقّاد عندها (6 :14-7 :1).
ويندهش شرّاح : كيف أوقف بولس براهينه متحدّثًا عن اللمة؟ ولكن هذه هي طريقة بولس
الرسول : يترك الموضوع ثمّ يعود إليه بعد أن يتطرّق إلى موضوع آخر (رج 1كور 13).
ثمّ إنّ القسم الأخير (10 :1-13 :10) يبتعد من جديد عن ف 1-7 : يبدو بولس قاسيًا
(11 :3-4؛ 12 :19-20؛ 13 :2-3، 5، 10). لا يتحدّث عن سبب تأخير زيارته، بل يعد
الكورنثيّين بزيارة أخرى (13 :2، 10). لهذا يتحدّث بعضهم عن "رسالة
خامسة". ولكن قد تكون وصلت إلى بولس معلوماتٌ جديدة مخيفة، فغيّر لهجته.
ثالثًا : اشتهرت هذه الرسالة بصعوباتها. فكيف نعيد مثلاً بناء ظروف تدوينها؟ إن
المسائل المتعلقة بالأولى إلى كور تبدو وكأنها قد حلّت. ولكن ظهرت مسائل جديدة :
فاللمّة التي أعلن عنها في 1كور 16 :1 (رج غل 2 :10) قد قطعت شوطًا كبيرًا. إذن،
2كور جاءت سنة 57 وربما 58. انفجر نزاع بين "مغيظ" (هو غير زاني 1كور 5
:1-3) وشخص يمثّل بولس. أحسّ الرسول أنه جُرح شخصيًا في الصميم (1 :15-2 :4؛ 2
:5-10؛ 7 :8-12). فقام بزيارة سريعة إلى كورنثوس، واحتفظ من هذه الزيارة بذكرى
مؤلمة (2كور 1 :23-2 :11؛ 12 :14؛ 13 :1-2). فدوّن رسالة قاسية (ضاعت) كُتبت في
الدموع (2 :3-4، 9؛ 7 :8-9، 12). ولكن الجماعة تبرّأت من المذنب وعاقبته. وهكذا
تمت المصالحة (2 :6-8). بالإضافة إلى ذلك، تواجه بولس مع عداوة "البعض"
الذين يؤلّفون مجموعة أو أكثر. طرحوا سؤالاً حول لقبه كرسول : تاجروا بكلام الله
(2 :17)، قدّموا رسائل توصية. ممّن؟ لماذا؟ (3 :1). اعتبروا أنهم من المسيح (10
:7، رج حزب المسيح، 1كور 1 :12). أنهم "خدّام المسيح". فاستعاد بولس هذا
اللقب جوابًا على اعتدادهم، وأرفق كلامه بالاعتذار (11 :23). افتخروا بدون قياس
(10 :12)، وقدّموا نفوسهم كرسل من الدرجة العليا (11 :5؛ 12 :1). افتخروا بأنهم
"عبرانيون، اسرائيليون، من ذريّة ابراهيم" (11 :22). إذن، قد يكونون من
هؤلاء المتهوّدين الذين بلبلوا كنائس غلاطية. ولكن لا شيء يشير إلى أنهم أرادوا أن
يفرضوا الختان على المؤمنين. جاء القسم الاخير من الرسالة (ف 10-13) جوابًا لهم.
إذن، دُوّنت الرسالة على يد بولس بعد المحن القاسية التي واجهته في أفسس (1 :4-7)
وهو في الطريق إلى كورنتوس التي يُبحر منها إلى اورشليم ليوصل اللمّة إلى
"القديسين" (1 :15-17). تردّد في تحقيق هذا المشروع بسبب التوتّر بينه
وبين الكورنثيين. عاد تيطس من مهمّة أولى في كورنثوس، وانضمّ إلى بولس في ترواس (2
:12-13)، وحمل إليه الاخبار الطيبّة (7 :13). عند ذاك دوّن الرسالة لكي يوصي
باللمة ويهيّئ مجيئه إلى كورنثوس.

 

خلفية السفر:

الفترة التي اتصل فيها الرسول
بولس بالكنيسة في كورنثوس مسجلة في سفر أعمال الرسل (18: 1-18، 20: 2و3). وفي
أثناء الفترة الأخيرة من زيارته الأولى لكورنثوس، أصبح غاليون والياً عليها. وحيث
أن المصادر التاريخية تحدد بداية ولاية غاليون في عام 51 أو 52م، فمن السهل تحديد
زيارة الرسول بولس لكورنثوس بدقة. وبعد ذلك بخمس أو ست سنوات، صرف الرسول بولس
ثلاثة أشهر في بلاد اليونان، وعلى الأرجح في كورنثوس نفسها، ثم ذهب إلى مكدونية،
ومن هناك إلى أورشليم. أما ما نعلمه عن علاقة الرسول بولس بالكورنثيين، فيما بين
الزيارتين، فقاصر على ما نستخلصه من رسائله إليهم.

وأرجح الآراء أن الرسول بولس
كتب أربع رسائل إلى الكنيسة في كورنثوس، والرسالة الأولى هي التي يشار إليها
"بالرسالة المفقودة" (ارجع إلى 1كو 5: 9)، والتي طلب فيها الرسول بولس
من المؤمنين في كورنثوس أن ينفصلوا عن الزناة. أما الرسالة الثانية فهي الموجودة
بين أيدينا باسم "الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس" وهي رسالة تعليمية
يعالج فيها عدداً من المشكلات التي كانت قائمة في الكنيسة في كورنثوس. وهناك إشارة
لرسالة ثالثة توصف عادة "بالرسالة المحزنة" (ارجع إلى 2كو 2: 4)، والتي
كتبت على الأرجح عقب أزمة خطيرة بين الرسول والكورنثيين، وكان الرسول بولس يحاول
فيها معالجة العلاقات المتوترة. أما الرسالة الرابعة فهي "رسالة شكر"،
وهي المعروفة باسم "الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس" حيث نجد أن روح
الرسول بولس قد استراحت للأخبار التي حملها إليه تيطس عن تحسن العلاقات.

 

ويرتبط بموضوع الرسائل التي
كتبها الرسول بولس إلى الكنيسة في كورنثوس، عدد الزيارات التي قام بها الرسول بولس
لكورنثوس. ولقد سبقت الإشارة إلى الزيارتين المذكورتين في سفر أعمال الرسل، ولا
يمكن القول بأن زيارات الرسول بولس لكورنثوس قد اقتصرت على هاتين الزيارتين. وفي
ضوء ذلك، هناك اتجاه قوي الآن لترجيح قيامه بزيارة أخرى. وهذا الاتجاه يقوم على
بعض ما جاء في الرسالة الثانية. فبناء على ما جاء بها، تعرضت العلاقات لأزمة
شديدة. وإذ أدرك الرسول مدى ما أصاب هذه العلاقات من تدهور، أرسل تيطس إلى كورنثوس
"بالرسالة المحزنة" (2كو 2: 4).

 

وفيما يتعلق بتحديد هذه
"الرسالة المحزنة" هناك وجهتا نظر جديرتان بالتأمل أكثر من غيرهما:
"الأولى هي اعتبار أن الرسالة الأولى (التي بين أيدينا) هي "الرسالة
المحزنة". ومن يرون ذلك لا ينظرون نظرة جادة إلى احتمال قيام الرسول بزيارة
كورنثوس أكثر من مرتين. أما أصحاب وجهة النظر الثانية- على أساس دراسات أحدث-
فيرون أنه من غير المحتمل أن حالة الرسول بولس الذهنية عند كتابته لكورنثوس
الأولى، يمكن أن ينطبق عليها الوصف الوارد في 2كو 2: 4. وفي ضوء استحالة قصر
زيارات الرسول بولس إلى كورنثوس على زيارتين، فهناك ميل واضح إلى افتراض أن الرسول
بولس زار كورنثوس مرة ثالثة، أسفرت عن إحساس الرسول بالألم لموقفهم منه، فكتب
إليهم في محاولة لمعالجة الموقف، ولذلك فأغلب الآراء المعاصرة ترى ترجيح كتابته
رسالة أخرى.

 

وفي البحث عن هذه الرسالة
هناك الآن رأيان: أحدهما أن هذه الرسالة الثالثة، ما زالت محفوظة – ولو جزئياً- في
2كو 10-13. ولكن هذا الرأي يتعرض لنقد شديد، لأنه لا يقوم على أدلة كافية. أما
الرأي الثاني فيرى أن الرسالة قد فقدت، مثلها مثل الرسالة المشار إليها في 1كو 5:
9. ومع أن هذا الرأي لا يواجه من الصعوبات ما يواجهه الرأي الأول. إلا أنه لا يقدم
أي بيانات لمعرفة محتويات هذه الرسالة.

 

وقد يحدث بعض التقدم نحو فهم
جزئي لمحتويات الرسالة، بالجمع بين زيارة الرسول بولس الثانية المرجحة لكورنثوس
والعلاقات المتوترة التي إلى كتابة "الرسالة المحزنة" التي كتبها في
محاولة للتلطيف من حدة الأزمة. فإذا افترضنا أن الرسول بولس كتب هذه الرسالة عقب
مثل هذه الزيارة المحزنة لكورنثوس، فمن المعقول أنه كتب بخصوص الأمور التي أحزنته
بشدة، والتي دفعته إلى الإسراع في مغادرة كورنثوس حزيناً. وقد حمل هذه
"الرسالة الحزينة" إلى كورنثوس "تيطس". وفي تلك الأثناء استعد
الرسول بولس لمغادرة أفسس إلى مكدونية حيث انتظر قدوم تيطس ليخبره بما آلت إليه
الأمور في كورنثوس، بعد مضي بضعة أيام أو أسابيع. وجاء تيطس إلى الرسول بولس وقدم
له تقريراً مشجعاً، إذ ندم الكورنثيون، ويرجون المصالحة (2كو 2: 5- 11، 7:9و 10).
وهكذا تحول حزن الرسول إلى فرح وشكر (2كو 7: 6و 7و 13- 16)، وعلم أنه يستطيع أن
يعود إلى كورنثوس دون أن يخشى أن يواجَه بالرفض أو التمرد.

 

وقبل أن يستطيع الرسول بولس
أن يذهب إلى كورنثوس في زيارة ثالثة، كان يلزم معالجة أمرين: الأول هو أن الرسول
بولس كان في مكدونية للتأكد من أن الكنائس قد أعدت العطايا التي سيأخذها إلى
أورشليم. والأمر الثاني هو أن ما حدث من توتر في علاقته بالكنيسة في كورنثوس، قد
عطل عملية استكمال الجمع في كورنوس، قد عطل عملية استكمال الجمع في كورنثوس، من
أجل الإخوة الفقراء في أورشليم. وبعد أن زال أثر ما حدث منهم قبلاً، وفي انتظار
زيارة أخرى لكورنثوس، كتب الرسول بولس "رسالة شكر" (الرسالة الثانية إلى
كورنثوس) التي تعتبر آخر رسالة كتبها الرسول بولس إليها).

 

وحدة السفر:

تتضح وحدة الرسالة من مقارنة
جميع المخطوطات، فهي موجودة بصورتها الحالية في جميع المخطوطات، وليس بين
المخطوطات أي اختلاف يدعو إلى أدنى شك في وحدتها.

ورغم هذا السند الواضح في
المخطوطات بخصوص وحدة الرسالة، فقد كانت ومازالت نفسها تحوي الدليل على عدم وحدتها.
ودليلهم على ذلك هو اختلاف النغمة في الأصحاحات التسعة الأولى التي تتميز بالشكر،
عن النغمة في الأصحاحات الأربعة الباقية التي تتميز بالصرامة.

 

ولكن أهم محاولة لإثبات عدم
الوحدة، تتضمنها الحجج الآتية:

(1) إن الدراسة المقارنة
للأجزاء 2: 3و 4، 10: 1و2، 11: 2و3 تدل على أنها من رسالة أخرى غير الرسالة
الثانية إلى كورنثوس.

(2) يمكن أن تعتبر هذه
الرسالة "الرسالة الصارمة" (أو المحزنة) وقد كتبت لمعالجة التوتر الذي
حدث بين الرسول بولس والكنيسة في كورنثوس في الفترة ما بين الرسالة الأولى
والرسالة الثانية.

(3) تشكل الأصحاحات الأربعة
الأخيرة (10-13) جزءاً من الرسالة التي يمكن أن توصف بأنها "الرسالة
المحزنة".

(4) ولذلك فإن الأصحاحات
10-13 لابد قد كتبت قبل الأصحاحات التسعة الأولى بفترة.

(5) وضعت الرسالة الثانية إلى
كورنثوس في شكلها الحالي بمعرفة الجماعات في كورنثوس، وتم نشرها بين الكنائس.

 

أما الحجج لإثبات وحدة
الرسالة فهي:

(1) لا يوجد في المخطوطات
جميعها ما يحمل على الظن بأن الرسالة الثانية إلى كورنثوس كانت في الأصل رسالتين
ثم ادمجتا في رسالة واحدة.

(2) بينما نجد بالأصحاحات
التسعة الأولى نغمة الشكر، فهي ليست النغمة الوحيدة في هذا القسم (انظر مثلاً 1:
23). وبينما تتميز الأصحاحات الأربعة الأخيرة بنغمة صارمة، فهي أيضاً ليست النغمة
الوحيدة في القسم الثاني (انظر مثلاً 12: 20)، مما يقلل من قيمة هذه الحجة.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم المدائح 16

(3) محاولة القول بأن
الأصحاحات 10-13 تسبق في الزمن الأصحاحات التسعة الأولى، وأنها جزء من
"الرسالة الصارمة أو المحزنة" لا سند لها في ضوء المخطوطات المختلفة،
والدليل المستمد منها على وحدة الرسالة.

(4) عدم إمكانية إثبات أن
أجزاء من "الرسالة الصارمة أو المحزنة" موجودة في هذه الرسالة.

 

موضوعات السفر:

(1) "إنسان في
المسيح" في الرسالة الأولى التي كان يجيب فيها الرسول بولس على بعض المشكلات
في الكنيسة، كان يقدم نفسه كخادم للمسح، أما في الرسالة الثانية التي يعطي فيها
لمحات عميقة عن شخصه، فإنه يقدم نفسه باعتباره "إنساناً في المسيح" (12:
2). وبكل صراحة يقول عن نفسه إنه في الجسد ضعيف، وكلامه حقير (10: 10)، فقد اشترك
في ضعف البشرية، وشعر بجيشان العاطفة سواء في المحبة العميقة أو في الغضب الحاد.
فقد صارع مع مشكلات الوجود البشري، ولكن من الواضح الجلي أن تجديداً حدث في حياته.
فباعتباره "إنساناً في المسيح"، فهو "خليقة جديدة" (5: 17)،
وقد عرف ذلك بالخبرة الشخصية.

 

إن صورة بولس الذاتية هي إحدى
المعالم الرائعة في هذه الرسالة، فبينما يقدم لنا سفر أعمال الرسل –ولو جزئياً-
إطاراً لرحلات بولس ورسائله، فإن الرسالة الثانية إلى كورنثوس، تعطينا بعضاً من
السيرة الذاتية، وهو أمر بالغ القيمة، إذ كان من الدوافع القوية في حياة بولس،
إدراكه لفضل الله والمسيح عليه (1: 3، 5: 14)، ومخافة الله (5: 10و 11)، ومحبته
الصادقة للكنائس (2: 4، 11: 11) فكانت الكنائس التي أسسها هي موضوع فرحه واهتمامه
(2: 2و 3)، وكان دائماً على استعداد لأن يتألم من أجل المسيح (1: 5). فكان يحمل في
جسده "كل حين إماتة الرب يسوع" (4: 10)، وكانت خدمته خدمة انتصار دائم
في المسيح (2: 14)، وكان يفتخر في ضيقاته (12: 9)، وكان مسروراً "بالضيقات
والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح". فمع أنه سُلب وجاع
وسجن مراراً كثيرة، كما كان عليه أن يتحمل عذاب "شوكة في الجسد" (12:
7-10)، علاوة على "الاهتمام بجميع الكنائس" (11: 28)، فإنه كان شاهداً
حياً لقوة المسيح في حياته (12: 9) وكانت الاستقامة والأمانة تميزان خدمته، في صبر
كثير، في شدائد، في ضرورات، في ضيقات، في ضربات،
.. في أتعاب.. في طهارة.. في أناة في لطف في الروح القدس، في محبة
بلا رياء.." (6: 3- 10، 11: 23-29). وكانت رسالته هي: "يسوع المسيح
رب" (4: 5).

 

(2) الخدمة: ربما لا نجد
وصفاً للخدمة –في كل العهد الجديد في روعتها وسموها كما نجده في الرسالة الثانية
إلى كورنثوس (ارجع إلى 2: 14- 5: 21). ويتحدث الرسول بولس عن موضوع الخدمة، وكأنه
يسير في موكب من مواكب الانتصار، مما يجعله يشكر الله (2: 14)، وليس أدل على هذا
الانتصار من كنيسة كورنثوس نفسها، فروح الله عاملاً في خدمة بولس، قد أنجز كل هذا
(3: 2و 3)، فليس هناك من تفسير لقيام الكنيسة في كورنثوس، سوى أنها كانت من ثمر
الخدمة التي نجحت كل هذا النجاح بقوة الروح القدس (3: 4-6)، فالله الذي قال من البدء:
أن "يشرق نور من الظلمة" قد نطق بهذه الكلمات لقلوب الكورنثيين (4: 6).
ثم يناقش بعد ذلك مسئوليات الخدمة ومتاعبها، وكيف أوكلت لأوانٍ خزفية معرضة للضيق
العظيم والاضطهاد (4: 7-10)، وهنا وجهان متناقضان للخدمة فمع أنها كنز ثمين إلا
أنها أودعت في أوانٍ أدنى منها قيمة بكثير.

 

ويعقد الرسول بولس مقارنة بين
أربعة أزواج من المتناقضات، ولكن لا شيء يحول دون انتصاره (4: 8و9). والمسألة هي
أن كل موقف يهدد هذه الأواني الخزفية، يصبح فرصة لانتصار قوة الله ومجده، فبولس
كان على استعداد دائم لأن يخدم وأن يتألم، كما فعل الرب يسوع، ولكنه لم ينهزم أمام
أي ضيق، بل بالحري أعطته قوة الله النصرة على الدوام. ومع أن الضيقات قد أرهقت
"الإنسان الخارج" فإن قوة الله قد جددت "الإنسان الداخل" (4:
16)، فإن مجد الرب قد حوَّل الضيق إلى مجد (4: 17).

 

وأخيراً يصف الرسول بولس
موضوع الخدمة، فهي خدمة مصالحة (5: 18)، وما كتبه الرسول بولس عن خدمة المصالحة
بالغ الأهمية (5: 14-19)، فهو يعلن أن الله في محبته، لم يقدم لنا البراءة
الشرعية، بل الأهم أنه منحنا علاقة شخصية وثيقة معه، وتغييراً داخلياً في الحياة
(5: 17). هذا هو لب إنجيل خدمة الرسول بولس، الكرازة بالمصالحة. وعمل الله في
المصالحة يتضمن مناقضة بالغة، فالذي مات من أجل الجميع، لم يعرف خطية، ومع ذلك فقد
جعل الله هذا الشخص بالذات "خطية لأجلنا" (5: 21). فكان موضع الخدمة هو
أن المصالحة قد تمت. ويؤكد الرسول بولس أنه كان أميناً في إنجاز هذه الخدمة (6: 3و10).

 

(3) الجمع: كان موضوع الجمع
للمؤمنين المحتاجين في أورشليم جزءاً هاماً من خدمة الرسول بولس. وقد أفرد أصحاحين
لهذا الموضوع، الذي كان له أهميته في بناء علاقات قوية بين الرسول بولس
والكورنثيين. ولم يكن دافعه لذلك هو تعاطفه مع المحتاجين فحسب، بل لبناء الوحدة
بين الكنيسة في أورشليم وكنائس الأمم.

 

وكانت دعوته للكورنثيين
لاستئناف عملية الجمع مبنية على ثلاثة أسس:

حيث أن المكدونيين كانوا
أسخياء إلى هذا الحد في عطائهم، فيجب أن يعلم الكورنثيون ذلك.

حيث أن الرب يسوع بذلك نفسه،
فيجب على المؤمنين في كورنثوس أن يتمثلوا به.

حيث أنهم قد بدأوا منذ العام
الماضي، فإن الرسول يحثهم على استكمال ما بدأوه (8: 10-12).

كان العطاء المسيحي- في نظر
الرسول بولس- يجب أن يُنظر إليه في ضوء عطايا الله الدائمة التي لا تستقصى،
متمثلين بالرب يسوع المسيح الذي بذل نفسه (5: 8، 8: 9، 9: 15). وأعظم ما يقدمه
الإنسان هو أن يعطي نفسه للرب (8: 5). والعطاء المسيحي هو عطاء تطوعي (9: 5و 7)،
وبسرور (8: 2، 9: 7)، وبسخاء (8: 2و 3، 9: 6و11) وأن يكون بدافع المحبة (8: 8)،
فهو نعمة من الرب. وبثقة في أن الله هو المعطي (9: 8). ويجب أن يتوفر العزم للقيام
بهذه المسئولية (8: 10 و11)، والصراحة والأمانة لازمتان (8: 20و 21). والعطاء
المسيحي- من القلب- يبني الوحدة والفهم المشترك والاهتمام المتبادل بين جميع
المؤمنين في مختلف أماكنهم (9: 12-14) إن القيام بهذه الخدمة، لا يسد إعواز
القديسين فقط، بل يأتي بشكر كثير لله (9: 12و 13).

 

تقسيم السفر:

لا يوجد بالرسالة الثانية
ترتيب منطقي مثلما في الرسالة الأولى، ولعل ذلك يرجع إلى أن الرسول كتبها بعواطف
متقدة. فالقسم الأول منها يكشف عن عاطفة ملتهبة بالشكر لانفراج الموقف، كما يبدي
فرحه لاسترداده لولاء الكورنثيين له، وينم الجزء الثاني عن اهتمامه الشديد بضرورة
السخاء في الجمع للقديسين في أورشليم. وأخبرهم أن تيطس وآخرين سيذهبون إليهم
لمعاونتهم في هذا الأمر. ويكشف الجزء الأخير عن غيرة بولس في الدفاع عن رسوليته
وخدمته لمجد الرب، ويمكن إجمال الرسالة فيما يلي:

(1) التحيات (1: 1و2).

(2) الشكر (1: 3-11).

(3) العلاقات مع الكورنثيين
(1: 12- 2: 16).

(أ) تحركات الرسول بولس
الأخيرة (1: 12-2: 13).

(1) تعديل خطته (1: 12-22).

(2) استعداده لمعاونتهم (1:
23- 2: 4).

(3) صفحه الكامل عنهم (2:
5-13).

(ب) فصل معترض: الخدمة
الرسولية حسب العهد الجديد (2: 14- 6: 10).

(1) انتصار هذه الخدمة
الجديدة (2: 14- 17).

(2) العلاقات المميزة لهذه
الخدمة الجديدة (3: 1-5: 19).

 إنها في الروح (3: 1-6).

 إنها أسمى من خدمة موسى (3:
7-18).

 إنها تستلزم الأمانة (4:
1-6).

 لها رجاء المجد (4: 7-5:
10).

 الدافع إليها هو محبة المسيح
(5: 11-19).

(3) تحريض من الرسول بولس،
وهو نموذج للمناداة بالإنجيل الموكول للقائمين بهذه الخدمة الجديدة (5: 20- 6:
10).

(ج) تحريضات من الرسول بولس
المتجددة (6: 11- 7: 16).

(1) لتكن هناك محبة (6: 11-
13).

(2) انفصلوا عن غير المؤمنين
(6: 14- 7: 1).

(3) استعيدوا الثقة المتبادلة
(7: 2-16).

(4) خطط الجمع لأجل الكنيسة
في أورشليم (8: 1- 9: 15).

(1) مثال المكدونيين (8:
1-7).

(2) تحريض الرسول بولس على
العطاء (8: 8-15).

(3) الترتيبات للجمع (8: 16-
9: 5).

(4) التشجيع على السخاء في
العطاء (9: 6-15).

(5) الدفاع عن سلطانه الرسولي
(10: 1-3-10).

(أ) إجابات بولس على التهم
الموجهة إليه (10: 1-18).

(1) عن التهمة بالجبن، يقول
إنه يستطيع أن يكون صارماً (10: 1-6).

(2) من تهمة الضعف، يقول إنه
يستطيع أن يكون قوياً (10: 7-11).

(3) عن تهمة الاستبداد، يقول
إنه يعمل داخل الحدود الإلهية (10: 12-18).

(ب) تأكيد خدمة بولس كرسول
(11: 1-12: 13).

(1) باهتمامه بالكورنثيين
(11: 1-15).

(2) بمؤهلاته للخدمة (11: 16-
12: 13).

(ج) زيارة بولس المرتقبة (12:
14-13: 10).

(1) إن ما يعمله لأجلهم، إنما
يعمله لخيرهم (12: 14-18).

(2) إن ما يطلبه منهم إنما هو
توبتهم (12: 19- 13: 10).

 عندما يأتي لن يشفق على من
لم يتوبوا (12: 19- 13: 4).

 إذا تابوا فلن يكون صارماً
(13: 5-10).

(6) التحية الوداعية (13:
11-14).

 

محتويات السفر:

اولا : – مقدمة ص 1

 أ – البركة الرسولية 1 -4

 ب – احتماله الآلام في
المسيح لأجلهم 5 – 10

 ج – صلاتهم عنه وهو متألم 11

 د – افتخاره بهم، وهم به 12
– 14

 و- شوقه للحضور إليهم 15 –
24

 ثانيا : مفهوم الخدمة ص 2 –
5

 إذ دافع الرسول عن خدمته
الرسولية كشف عن مفهوم الخدمة

 1 – الخادم يطلب التوبة لا
الحزن ص 2

 أ- أجل حضوره إليهم لكي لا
يراهم في حزن 1 – 4

 ب- إظهار الحب لمن سبق فأدبه
5 – 11

 ج- إظهار رائحة المسيح
للجميع 12 -17

 -2 خدمة العهد الجديد ص 3

 أ- خدمة الروح لا الحرف 1 –
3

 ب- خدمة مجيدة 4 – 11

 ج- خدمة بلا برقع 12 – 18

 3 – قوة الخدمة ص 4

 أ- لا نفشل بالرغم من ضعفنا
1 – 7

 ب- خدمة الضيق بلا يأس 8 –
18

 4 – طبيعة الخدمة ص5

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر عاموس خادم الرب 03

 ا- خدمة السماويات 1 – 10

 ب- خدمة السيد المسيح واهب
التجديد 11 – 21

ثالثا : عمله الرسولي ص 6، ص
7

إذ كشف لنا الرسول عن مفهوم
الخدمة موضحا غايتها وطبيعتها وقوتها، يحدثنا عن الخادم وأيضا سلوكه في الخدمة مع
المخدومين.

 1 – خادم حقيقي ص6

 + بلا عثرة 1 – 10

 + قلبه متسع 11 – 13

 + يمكن فرزه عن الخدام
الزائفين 14 – 18

 2 – التزامه بالحزم ص 7

 + سلوكه بلا لوم 1 – 5

 + مع الحب يلتزم بالحزم
المملوء حكمة لأجل توبتهم6 – 16

رابعا : خدمة القديسين ص 8، ص
9

 إن كانت الإصحاحات السابقة
قد ركزت علي خلاص النفس فيهتم الراعي بخلاص نفسه كما بخلاص أولاده الروحيين مقدما
الحب مع الحزم سالكا بحكمة في كل تصرف.. فانه هنا لا يتجاهل خدمة القديسين لا كعمل
إنساني بحت وإنما كعمل روحي.. يريد الثمر لا العمل في ذاته.

 1 – قدموا أنفسهم قبل تقديم
أموالهم 8 :1- 8

-2 انه ثمر عمل المسيح 9- 11

 3 – لا يطالبهم بما ليس
لديهم 12 – 15

 4 – تيطس يهتم بهذه الخدمة
16 – 24

 5 – يرسل إليهم ليستعدوا
لممارسة العطاء 9 : 1- 7

 6 – يطلب لهم المكافأة 8 -15

خامسا : دفاعه عن مذلة حضرته
ص 10 – 12

 يشعر الرسول أنه يكتب كمن هو
غبي إذ يلتزم بالدفاع عن نفسه.. وهو يكتب حتى لا يتعثر أحد بسببه فيوضح :

1- قوته تكمن في الروح لا
الجسد 10 :1 -6

2- له سلطان رسولي لايستخدمه
للهدم 10 :7 – 18

3- يحذرهم من خداع الأشرار
حتى لا يفقدوا البساطة 11 : 1 – 4

4- له سلطان رسولي لايستخدمه
لنوال حقوقه الشخصية 11 : 5 – 15

5- التزامه بالافتخار حتى ولو
كغبي 11 :16 – 33

6- إعلانات الرب له 12 : 1 –
10

7- صنع القوات 12 : 11 – 12

8- لم يثقل علي أحد 12 : 13
-18

9- يؤكد انه يكتب من أجل
بنيانهم 19-21.

سادسا : الختام ص 13

 أ – النتيجة النهائية : أنه
ضعيف من اجل المسيح وقوي به 1 – 10

 ب – وصية وداعية وسلام ختامي
11 – 13

 ج – البركة الرسولية 14

 

شرح السفر:

2 كورنثوس 1 – 4

إن الأواني الخزفية في ذاتها
منخفضة القيمة، ولكن إذا ملئت بالذهب فإن قيمتها ترتفع جدا بسبب ما تحتويه. ويشبّه
بولس المسيحيين الحقيقيين بأوان خزفية عادية تحتوي على كنز نفيس. فالإناء الخزفي
يشير إلى أجسادنا أما الكنز النفيس فهو المسيح الساكن فينا (كولوسي 27:1). فبسبب
وجود المسيح فينا تزداد قيمتنا في نظر الله لأننا نحمل كنزا أبديا (أعمال 15:9؛ 2
تيموثاوس 20:2-21).

كم هو مثير أن ندرك أننا نملك
في داخلنا ما يعتبره الله أعظم كنز في الوجود بأكمله. ولكن ما أن يعلن الله هذا
الحق المجيد لنا، حتى نجد بولس يصف الاختبارات التي اجتاز فيها ويجتازها أيضا جميع
أولاد الله: مكتئبين في كل شيء… متحيرين… مضطهدين… مطروحين… حاملين في
الجسد كل حين إماتة الرب يسوع (2 كورنثوس 8:4-10).

إن التجارب والضيقات بشكل أو
بآخر هي جزء ضروري لنمو كل مسيحي حقيقي نموا روحيا (أعمال 22:14؛ 1 بطرس 6:1-7؛
12:4-13). كان المسيح مدركا للغرض الذي من أجله جاء إلى الأرض – وهو أن يموت على
الصليب ليحمل القصاص عن خطايا العالم كله. وكما أنه كان ينبغي أن يموت، كذلك علينا
نحن أيضا أن نموت عن محبة الذات ونستعد أن لمشاركة المسيح في آلامه. قدموا ذواتكم
لله كأحياء من الأموات (رومية 13:6).

لقد أعطى المسيح أتباعه حياته
ذاتها. لذا نستطيع بالإيمان أن نتحمل كل تجربة وألم عالمين أن الله قد أعطانا هذا
الامتياز أن نعلن صفات المسيح المقام (2 كورنثوس 10:4). فالله قادر أن يأخذ
الإنسان العادي عديم الشأن والواثق بيسوع المسيح ويستخدمه بطريقة تمجد الرب.

نستطيع أن نواجه التجارب
والآلام وكلنا ثقة بأن الرب لم يخطأ ولا مرة واحدة وأنه يقدم لنا في محبته ما هو
الأفضل لنا من أجل خيرنا الأبدي، وهو يعطي قوة وتعزية أكثر من طاقة واستيعاب أي
إنسان. ولتعزية الروح القدس أثر مزدوج: فهو يخفّف عنا أحمالنا ويؤهلنا لتعزية
الآخرين بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله (2 كورنثوس 4:1).

بل كما اشتركتم في آلام
المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضا مبتهجين (1 بطرس 13:4). والواقع هو
أن الكثيرين لا يفرحون، بل تمتلئ نفوسهم مرارة. فالبعض يتركون الخدمة، والبعض
يتركون كنائسهم، والبعض يصابون بالانهيار العصبي – وهذا كله لأنهم لم يدركوا أنهم
يشتركون في آلام المسيح، وأن خفة ضيفتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد
أبديا، ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى، لأن التي ترى
وقتية وأما التي لا ترى فأبدية (2 كورنثوس 17:4-18).

شواهد مرجعية: 2 كورنثوس 13:3
(انظر خروج 33:34)؛ 2 كورنثوس 13:4 (انظر مزمور 10:116).

 

2 كورنثوس 5 – 8

قاد الروح القدس الرسول بولس
أن يكتب قائلا: لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين (2 كورنثوس 14:6). لا أحد ينكر
أننا نعيش في زمن يسوده الخداع والتهاون والروح العالمية وأن كثيرين لا يعرفون
معنى أن يكون الشخص المؤمن تحت نير مع غير المؤمنين. ولتوضيح هذه المشكلة طرح
الرسول بولس خمسة أسئلة تستحق أن نأخذها في الاعتبار لأنها ذات نتائج أبدية: لأنه
أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟
وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟ (2 كورنثوس
14:6-16).

إن الإيمان الحقيقي لا يربط
فقط المؤمن بالرب، ولكن يفصله أيضا قلبا وسلوكا عن العالم الذي صلب الرب ولا زال
يكنّ له البغضاء. إن حضور الرب يتطلب قداسة، لأن الله لا يمكنه أن يساكن الشر.
لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا فأقبلكم، وأكون لكم أبا
وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء (2 كورنثوس 17:6-18).

لم ينعزل الرب يسوع عن
العالم، ولكنه في نفس الوقت لم ينغمس في المشاغل العالمية. إن خروجنا من وسط غير
المؤمنين يعني ببساطة أننا ننتمي للمسيح: فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما
فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله، اهتموا بما فوق لا بما على الأرض (كولوسي
1:3-2).

في رسالته الأولى كتب بولس
قائلا: أما تعلمون أنكم هيكل الله؟… إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لأن
هيكل الله مقدس الذي أنتم هو (1 كورنثوس 16:3-17).

قد يؤسس الكثيرون منا
قراراتهم إما على الشعور أو على العقل. أما نحن، فيجب علينا أن نصلي واضعين في
اعتبارنا ما تقوله كلمة الله بشأن الأصدقاء والشركات والعلاقات مع غير المؤمنين.
إن هذا لأمر خطير بالنسبة للمؤمنين الحقيقيين، لأن للمؤمن ولغير المؤمن سيدان
مختلفان. فالمسيح هو الملك على شعبه، ونحن ننتمي إليه. والشيطان هو رئيس هذا
العالم ويسود على جميع الهالكين الذين يمكث عليهم غضب الله (يوحنا 36:3). قال بطرس
في رسالته: بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضا قديسين في كل سيرة، لأنه
مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس (1 بطرس 15:1-16؛ قارن مع لاويين 44:11-45).

وقد حذرنا يعقوب من أن محبة
العالم عداوة لله. فمن أراد أن يكون محبا للعالم فقد صار عدوا لله (يعقوب 4:4).
وأيضا كتب الرسول يوحنا قائلا: لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم (1
يوحنا 15:2). فلنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله (2
كورنثوس 1:7).

شواهد مرجعية: 2 كورنثوس 2:6
(انظر إشعياء 8:49)؛ 2 كورنثوس 16:6 (انظر لاويين 11:26-12)؛ 2 كورنثوس 17:6 (انظر
إشعياء 11:52)؛ 2 كورنثوس 15:8 (انظر خروج 18:16).

 

2 كورنثوس 9 – 13

كرز الرسول بولس بإنجيل يسوع
المسيح في كل أنحاء الإمبراطورية الرومانية. وقد عاش حياته من أجل هدف واحد: وهو
التبشير في البلاد التي لم يكرز فيها قبلا (2 كورنثوس 16:10). وبسبب محبته الكبيرة
للنفوس الضالة تعرض لآلام لا توصف، يتذكر منها: من اليهود خمس مرات قبلت أربعين
جلدة إلا واحدة، ثلاث مرات ضربت بالعصي، مرة رجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة،
ليلا ونهارا قضيت في العمق، بأسفار مرارا كثيرة، بأخطار سيول، بأخطار لصوص، بأخطار
من جنسي، بأخطار من الأمم، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية، بأخطار في البحر،
بأخطار من إخوة كذبة، في تعب وكد، في أسهار مرارا كثيرة، في جوع وعطش، في أصوام
مرارا كثيرة، في برد وعري، عدا ما هو دون ذلك، التراكم علي كل يوم، الاهتمام بجميع
الكنائس! (2 كورنثوس 24:11-28). فلم يكن بولس انهزاميا، بل عرف أن الحياة الأرضية
هي استعداد للأبدية. لهذا، لم تكن له سوى رغبة واحدة وهي إرضاء الرب وتشجيع
الآخرين أن يستعدوا لملاقاة الرب.

وبدون تردد أو استثناء،
استطاع بولس أن يقول بشأن جميع إنجازاته السابقة من حيث المال أو الجاه أو السلطة
أو المركز : ما كان لي ربحا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة، بل إني أحسب كل
شيء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء
وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح (فيلبي 7:3-8).

ونحن مثل بولس، مسئولون أن
نوصل كلمة الله وبشارة الخلاص إلى عالمنا. فلا بد أن تتاح لكل إنسان فرصة كي يسمع
ولو مرة واحدة أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة (1 تيموثاوس 15:1).

هل فكرت مرة، ما معنى أن يموت
إنسان دون أن ينال الخلاص، فيظل منفصلا عن الله إلى الأبد في عذاب شديد في الجحيم
طوال الأبدية؟ لقد أعطى الرب لكل واحد منا امتياز ومسئولية توصيل كلمته إلى الجيران
والأحباء وجميع الناس. ولكن في أحيان كثيرة يبدو أن الناس الأقرب إلينا هم الأصعب
في الوصول إليهم بحق الإنجيل. فيجب أن نتذكر أن يسوع نفسه قد لقي صعوبة مع أهل
مدينته (متى 53:13-58). إن نسخة من "طريق الكتاب المقدس" هي وسيلة أكيدة
لمشاركة كلمة الله مع أحبائك – وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به (متى 20:28).
وسيبارك الله كل تضحية تقدمها من أجل مساعدة الآخرين لكي يتعلموا عن المسيح.

وفي نهاية الحياة على الأرض،
ما أروع أن يقول الشخص المؤمن: قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان
(2 تيموثاوس 7:4).

شواهد مرجعية: 2 كورنثوس 9:9
(انظر مزمور 9:112)؛ 2 كورنثوس 17:10 (انظر إرميا 24:9)؛ 2 كورنثوس 1:13 (انظر
تثنية 15:19).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي