تَفْسِير رِسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ

 

إسم السفر:

رسالة بولس الرسول الأولى إلي
تيموثاؤس "
Timothy 1 "

الإختصار : 1تي = 1THI

ركز بولس الرسول في رسالته
الأولى إلى تيموثاوس على أن التعليم الصحيح ضروري سواء في العبادة أو في الحياة لإرضاء
الرب. ثم أكد على الصفات الهامة للشيوخ والشمامسة وأن حياتهم يجب أن تكون متفقة مع
كلمة الله (1 تيموثاوس 1:3-13).

وقد ناشد بولس تيموثاوس أن
يظل أمينا للمسيح ولكلمته وأن يجاهد جهاد الإيمان الحسن (1 تيموثاوس 18:1-19؛
1:4-6؛ 3:6-4،12،20).

 

كاتب السفر:

بولس الرسول

 

تاريخ كتابه السفر:

 + حوالي عام 64 م او65 م بعد
انطلاقه من السجن الأول وقد كتب رسالة تيموثاوس الأولى فى مقدونية، ويقول فيها انه
أسير ويتوقع أن يستشهد (2تي6:4) وكان ينتظر انحلاله وموته (2تى6:4- 8).

 

غايته السفر:

 + فى الرسالتين نصائح حية من
بولس الرسول الى تيموثاوس ابنه فى الايمان ليشجعه فى مقابلة الصعوبات ويكشف له
التزاماته كأسقف في الكنيسة موضحا له بعض التنظيمات الكنسية ومحدثا إياه عن سمات
الرعاة والخدام ومسئوليتهم خاصة نحو الحفاظ علي الإيمان المستقيم وموقفهم من
الهرطقات المضللة وأخيرا العلاقات التي تربط الراعي بكل الشعب، والرسالة الثانية
رسالة وداع.

 

محور السفر:

 + التعليم الصحيح، العبادة
العامة، قيادة الكنيسة، الأنضباط الشخصي، أهتمامات الكنيسة.

 + ربنا يسوع المسيح هومعلمنا
ومثالنا.

 + سلوك الخادم.

 

تيموثاوس:

 + تيموثاوس اسم يوناني معناه
(عابد الله). أو مَن يخاف الله

 + كان والده يونانيا وأمه
وجدته يهوديتان تحفظان الكتب المقدسة، كما كان تيموثاوس يعرف الكتب المقدسة منذ
الطفولية (2تى 15:3) وذلك بارشاد جدته لوئيس، وأمه أفنيكى(2تى5:1).

 + آمن علي يدي الرسول بولس
في رحلته التبشيرية الأولي في لسترة في كورة ليكاؤنية.

 + كان تيموثاوس رفيقا لبولس
فى معظم أسفاره وقد خلع عليه بولس ألقابا عظيمة (ابن – الابن الصريح – الابن
الحبيب الامين) (1تى18:1، 2تى2:1).

+ كان مع الرسول بولس في سجنه
الأول بروما (كو 1 : 1، في 1 : 1، فل 1).

+ موثاوس هو أحد تلاميذ بولس
ورفيقه في الخدمة. وُلد تيموثاوس في لِسْترة في ولاية غلاطية الرومانية (قرب قونية
في تركيا الحالية)، من أب يوناني (وثني) وأم يهودية مؤمنة كان لها -ولجدّته- فضل
كبير في تربيته الدينية (2 تيموثاوس 1: 5). عرفه الرسول حين أتى الى لسترة في بدء
رحلاته التبشيرية، ولاحظ نشاطه في العمل… ولما زار لسترة ثانية طلب منه مرافقته
(حوالى العام 50). ختنه بولس ليتجنب المتاعب التي يثيرها المسيحيون المتعلقون
بالعادات اليهودية (أعمال 16: 3)، ولقد "وضع جماعة الشيوخ أيديهم عليه"
في وقت لا نعرفه (1 تيموثاوس 4: 14). كان تيموثاوس يميل، في تصرفه، الى الحياء
والانقباض، وكان نحيفا وغالبا متوعك الصحة، غير أن هذا لم يمنع الرسول من أن يثق
به ثقة كبيرة وأن يصطحبه معه في رحلاته التبشيرية (اعمال الرسل 17: 14-15، 18: 5،
2. :4؛ 2كورنثوس 1: 19)، وتاليا أن يعهد اليه بمهمّات خاصة وصعبة (1 تسالونيكي 3:
2 و6؛ 1كورنثوس 4: 17و 16: 10). وحين كتب بولس اليه (خصّه برسالتين) كان تيموثاوس
يشرف على عمل الجماعات المسيحية في أفسس ويتحمل مسؤولية اختيار القادة للكنيسة
وتدريبهم.

 

محتويات السفر:

أولا – مقدمة ص1:

 إذ يكتب عن الرعاية يوضح
الرسول أن " الوصية هي غاية الرعاية ".

 1 – البركة الرسولية 1 – 2.

 2 – غاية الوصية 3- 11.

 3 – الالتزام بالخدمة 12 –
17.

 4 – الجهاد في الخدمة 18 –
20.

 " وأما غاية الوصية فهي
المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء " (1 : 5).

ثانيا – العبادة العامة ص2 :

 إن كانت الوصية هي غاية
الرعاية فان هذه الوصية لا تنفصل عن العبادة فنحن نقبل الوصية الإلهية لكي ندخل في
علاقة حب مع الله خلال العبادة وفي عبادتها تنكشف أسرار الوصية الإلهية.

 1 – أنواع الصلاة 1.

 2 – غاية العبادة 2 – 7.

 3 – إرشادات في الصلاة :

 + للرجال 8

 + لنساء 9 – 15

ثالثا – سمات الرعاة ص3:

 إذ يقوم الأسقف (الكاهن أو
الشماس) بدور هام في تنفيذ الوصية وممارسة العبادة تحدث عن :

 1 – سمات الأسقف 1 – 7

 2 – سمات الشماس 8 – 13

 3 – نظرة الراعي للكنيسة 14
– 16

(المفهوم الروحي للكنيسة ع 16)

 ا – حياة تقوية.

 ب – اتحاد مع المتجسد.

 ج – تبرير بالروح.

 د – رؤية الله كإعلانه.

 و- شهادة وكرازة أمام العالم.

 ى – تمتع مع المسيح في
الأمجاد.

رابعا – جهاد الرعاة ص4:

 يحدثنا الرسول عن جهاد
الرعاة لأجل تحقيق غاية الكنيسة الروحي.

 1 – الارتداد عن الإيمان 1 –
11.

 2 – وصايا للرعاة 12 – 16.

(لا يستهن أحد بحداثتك كن
قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في الروح في الإيمان)

خامسا – العلاقات الكنسية
والاجتماعية ص5، 6 :

 + العلاقات الكنسية ص 5 :

 بعد تقديم وصايا تخص حياة
الراعي كقدوة يحدثنا الرسول عن الخطوط العريضة للتعامل مع الرعية.

 + الاهتمام بكل فئة 1 – 2.

 + إكرام الأرامل 3 – 16.

 + الاهتمام بالكهنة 17 – 18.

 + أسلوب التوبيخ 19 – 21.

 + عدم التسرع في السيامات 22.

 + وصية خاصة بصحته 23.

 + الخطايا الواضحة والخفية
24 – 25.

 + العلاقات الاجتماعية ص 6 :

 لا يمكن عزل الحياة الكنسية
عن السلوك العام لذا يحدثنا عن العلاقات الاجتماعية في الرب خاصة بين العبيد
والسادة.

 + وصايا للعبيد 1 – 2. +
الاهتمام بالجانب العملي 2 – 5.

 + توجيهات للأغنياء 6 – 19. +
وصية ختامية 20 – 22.

 "محبة المال أصل لكل
الشرور " ع 10.

 

تقسيم السفر:

(أ) بولس وتيموثاوس (1 تي 1 :
1 20). حاجة تيموثاوس إلى دحض التعاليم الخاطئة في أفسس (1 تي 1 : 3 1). اختبار
بولس لرحمه الله له (12 17). وصية خاصة لتيموثاوس (18 20).

(ب) العبادة والنظام في
الكنيسة : (1 تي 2 : 1 4 : 16) الصلاة الجماعية (2 : 1 8). وضع المرأة (2 : 9 16).
مواصفات الأساقفة والشمامسة (3 : 1 13). الكنيسة : طبيعتها وخصومها (3 : 14 4 : 5).
الكنيسة ومسئوليات تيموثاوس الشخصية (6 : 6 16).

(ج) التأديب في الكنيسة : (5
: 1 25)حديث عن كيفية التعامل مع النوعيات المختلفة وبخاصة الأرامل والشيوخ (5 : 1
25).

(د) نصائح متنوعة : (6 : 1 19)
: نصائح خاصة بالسادة والعبيد (6 : 1 و2)، وبالتعاليم الكاذبة (6 : 3 5)، وبخصوص
الأغنياء (6 : 6 10). وأهداف إنسان الله (6 : 11 16). والمزيد عن الأغنياء (6 : 7 19).

(ه) نصائح وتحذيرات ختامية
لتيموثاوس (6 : 20 و21).

 

يبدأ بولس هذه الرسالة -لعلّه
كتبها من رومية بعد العام 63 (الرسائل الرعائية)- بتقديم ذاته، فهو "رسول
المسيح يسوع…"، وهو يكتب الى تيموثاوس ابنه "المخلِص في الايمان"
(والى الكنيسة التي أُقيمَ مسؤولا عنها)، ويدعو له أن ينال "النعمة والرحمة
والسلام…" (1: 1و2). ثم يسأله البقاء "في أفسس"، لأن الجماعة
التي استجابت يوما لوعظ الرسول (أعمال 19) تتعرض لتعاليم خاطئة يروّجها بعض الذين
ينصرفون "الى خرافات وأنساب ليس لها نهاية" (لعلها مجادلات في شأن آباء
العهد القديم وأبطاله). ويطلب اليه أن يجهد ضدّ هذه الانحرافات لأنها لا تعمل
"للتدبير الإلهي الذي يتمّ بالإيمان…" والمحبة، ويبيّن أنها مقاربة
مغلوطة لشريعة العهد القديم (3-11). ثم يتذكر الرسول، بعد سنوات اهتدائه وخدمته
الطويلة، أنه بقوة الرب يقوم بعمله، هو الذي كان في الماضي يضطهد الكنيسة بعنفٍ، لكن
الله رحمه لانه فعل ذلك عن جهالة، وبات، وهو اول الخطأة، مثالا للذين خلصوا بمجيء
يسوع الى العالم. ويورد مَجْدَلةً "لملِك الدهور الإله الواحد…".
ويوصي تلميذه أن يجاهد حسنا "بالايمان والضمير السليم" (18-20).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر صموئيل الأول 31

 

 في بدء الإصحاح الثاني يطلب
الرسول من الجماعة أن تصلي من اجل جميع الناس (الملوك وسائر ذوي السلطة…)، فإنه
يريد خلاصهم وأن "يبلغوا الى معرفة الحق" (1-4). ويورد شهادة ايمان كانت
الكنيسة قديما تتلوها بخاصة في عيد الفصح، ومضمونها ان الله واحد وان الوسيط بين
الله والناس هو يسوع المسيح الذي "جاد بنفسه فدًى لجميع الناس" (5-8).
ثم يوصي النساء المسيحيات بأن يلتفتن الى سلوكهن، فلا تبهرهن الملابس الفاخرة
والحلي، ويحذرهن من الثرثرة والتسلط "على الرجال"، ويرى أن خلاصهن
يأتيهن "من الأمومة" (يقاوم بولس، في هذا القول، كل مَن يحرّم الزواج)،
ولا يقصد أن الإنجاب، بحد ذاته، يخلّص المرأة، وإنما أن تثبت "على الإيمان
والمحبة والقداسة مع الرزانة" (9-15).

 

 يعدد بولس، في بدء الإصحاح
الثالث (1-13)، بعض المؤهلات التي تختص بقادة الكنيسة: الاساقفة والشمامسة (هي
درجات في حالة التكوّن). ثم يعبّر عن رغبته في رؤية تيموثاوس عن قريب، ويورد نشيدا
طقسيا يُرفَع لمجد المسيح الذي "أُظهر في الجسد…" (14-16). ثم يكشف
لقرائه أن الروح يقول صريحا بأن مصدر كل تعليم كاذب هو الشيطان، وهذا ينشره
"قوم كذابون… ينهون عن الزواج وعن أطعمة خلقها الله ليتناولها ويشكر عليها
الذين آمنوا فعرفوا الحق…". ويوصي تلميذه أن يوجّه رعيته بكل تعليم صالح
تغذّى به وتبعه، وأن يتجنب "الخرافات الدنيوية" ويروّض "نفسه على
التقوى…" (4: 1-11). ويشجعه، رغم فتوّته، على أن يكون "قدوة للمؤمنين
بالكلام والسيرة والمحبة والإيمان والعفاف"، وأن يواظب "على القراءة
والوعظ والتعليم"، ويكون تقدّمه ظاهرا "لجميع الناس"، ليَخْلُص هو
"والذين يستمعون اليه" (12-16).

 

 ثم يرشده الى ما يجب أن
يعمله مع بعض افراد جماعته (الشيوخ والشبان والعجائز والشابات)، ويحثّه على وعظهم
كأهل بيته (5: 1-2). ويقدّم قانونا خاصا بإعانة الأرامل (3-16)، وتوصيات تتعلق
بالشيوخ (الكهنة)، فيسأله أن يكرّم "الذين يحسنون الرعاية… ويتعبون في خدمة
الكلمة"، وأن يوبخ المذنبين "بمحضر من الجماعة"، وفي كل حال، أن
يختارهم بكل رويّة لئلا يكون "شريكا في خطايا غيره" (17-22). وينصحه
نصيحة خاصة، بقوله: "لا تقتصر بعد اليوم على شرب الماء، وتناول قليلا من
الخمر (وهي نصيحة طبية صالحة في زمنه، اذ إن الخمر يعمل ضد بعض الجراثيم المضرة في
الماء) من اجل معدتك وامراضك الملازمة" (23).

 

 يبدأ الإصحاح الأخير بحثّ
العبيد المسيحيين على أن يكرّموا سادتهم و"يزيدوهم خدمة…" (1و2).
ويعود الكلام ثانية على "التمسك… بأقوال ربنا يسوع المسيح…" التي لا
يمكن أن تكون "وسيلة للكسب"، فمَن حاز القناعة يعرف "اننا لم نأتِ
العالم ومعنا شيء، ولا نستطيع أن نخرج منه ومعنا شيء". ويبيّن أن المسيحية
ليست طريقا الى جني المال الذي حبُّهُ "أصل كل شرور"، والمسيحيون
الحقيقيون يغتنون بتوزيعه على المحتاجين، وهذا يقيهم من الضلال "وأوجاع
كثيرة" (3-10). ثم يحضّ بولس تلميذه على أن يصرف عمره جاهدا في سبيل تحقيق
الفضائل المسيحية (البر والتقوى والايمان والمحبة…)، وأن يثبت "بريئا من
العيب واللوم" الى يوم ظهور "ربنا يسوع المسيح" (11-16). ويطلب منه
اخيرا أن يوصي "أغنياء هذه الدنيا" أن لا "يتعجرفوا" ويجعلوا
رجاءهم "في الله"، ويعملوا الخير بسخاء "ويُشركوا غيرهم في
خيراتهم… لينالوا الحياة الحقيقية". ويوصيه أن يحفظ "الوديعة"
ويتجنب كل تعليم فارغ كاذب، ويودعه "النعمة" التي تكمّل كل نقص وتساعد
المسيحيين على أن يعيشوا بنور الحقيقة (17-21).

 

 تقدم هذه الرسالة قواعد في
الحياة المسيحية والخدمة، وتدلّنا، بتوصياتها ونداءاتها المتعددة، على أن ما طلبه
الله في التاريخ يخص كل مسيحي، وأن الأمانة لفكر الرب وجماعته تبعد الأتقياء عن كل
انحراف وشر وتكشف لهم خلاص الله حقا.

 

الرسائل الرعوية:

 + تسمى الرسالتان إلى
تيموثاوس وإلى تيطس بالرسائل الرعوية لأنهما تقدمان لنا مصدرا غنيا للاهوت الرعوي
خاصة عمل الراعي في الحفاظ علي الإيمان المستقيم وفيهم ايضا صفات خدام الإنجيل
وواجباتهم فى الخدمة (1تى1:3- 16).

 + كتبت في الفترة الأخيرة من
حياته لذلك يوجد تشابه فيما بينها خاصة بين الرسالة الأولي إلى تيموثاوس والرسالة
إلى تيطس

 + عرضت بعض التنظيمات
الكنسية في العصر الرسولى، مثل الأسقفية والشموسية ونظام الترمل.

أولا مقدمة:

كتب الرسول بولس في أواخر
أيام خدمته ثلاث رسائل، أطلق عليها اسم الرسائل الرعوية في القرن الثامن عشر،
واصبح اسما شائعا لها كمجموعة. ولكن هذا الاسم لا يدل تماما على مضمون هذه
الرسائل،لأنها ليست رعوية بحتة، بمعنى أنها تقتصر على إعطاء التوجيهات المتعلقة
برعاية النفوس. وهذه الرسائل الثلاث هي : الرسالتان الأولى والثانية إلى تيموثاوس،
والرسالة إلى تيطس، وهي تمدنا بمعلومات ذات أهمية كبرى عن فكر الرسول العظيم عند
تسليمه الخدمة للآخرين، فهي موجهة إلى اثنين من اقرب رفقائه إليه، ولذلك فهي تختلف
عن رسائله إلى الكنائس، وسنعرض فيما بعد موجزا لكل من الرسالتين الأولى والثانية
إلى تيموثاوس (أما الرسالة إلى تيطس فقد عرضنا موجزاً عند الكلام عن " تيطس
" فارجع إليها في مكانها.

 

ثانيا الوضع
التاريخي:

من الصعب علينا رسم صورة
واضحة لهذه الفترة من حياة الرسول بولس، وذلك لافتقادنا إلى سفر خاص نرجع إليه،
كما نرجع إلى سفر الأعمال فيما يختص بفترة الرسائل إلى الكنائس. ولكن هناك بعض
الحقائق التي تؤكدها لنا الرسائل ذاتها. كان بولس طليقا عندما كتب الرسالة الأولى
إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس، ولكنه كان سجيناً عندما كتب الرسالة الثانية إلى
تيموثاوس، بل كما يبدو كان على وشك أن يقدم للمحاكمة مع احتمال أن يحكم عليه
بالموت في اقرب وقت (4 : 6 8).

ونعرف من رسالته الأولى إلى
تيموثاوس (1 : 3) أن بولس كان منذ عهد قريب في نواحي أفسس حيث ترك تيموثاوس لكي
يتمم مهمة خاصة، هي مهمة إدارية. كما تمدنا الرسالة إلى تيطس بحقائق تاريخية أخرى،
ففي الإصحاح الأول والعدد الخامس، يتضح لنا انه من المحتمل أن يكون بولس قد زار
كريت منذ فترة قصيرة لكي يتحقق من أحوال الكنائس، وليعطي تيطس وصايا خاصة عن كيفية
معالجة أي نقائص. وفي ختام الرسالة (3 : 12) نجد الرسول يستحث تيطس لكي ما يبادر
بالذهاب إليه لقضاء الشتاء معه في نيكوبوليس وهي المدينة الواقعة في ايبروس، وبذلك
يكون هذا هو الشاهد الوحيد على زيارة بولس لهذه المنطقة. كما أوصاه أن يساعد زيناس
وابلوس في تجهيزها للسفر (3 : 13)، ونحن نفتقر إلى التفاصيل الدقيقة فيما يتعلق
بهذا التلميح.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر الأمثال 13

 

ونجد في الرسالة الثانية إلى
تيموثاوس الكثير من المعلومات التاريخية، ففي العدد السادس عشر من الإصحاح الأول
يشير الرسول إلى أن انيسيفورس قد طلبه باجتهاد عندما كان في رومية، مما يرجح أن
الكاتب كان في سجنه في رومية. كما يذكر أيضاً في العدد السادس عشر من الإصحاح
الرابع، محاكمته الأولى التي يرى فيها الكثيرون أنها كانت الاستجواب التمهيدي قبل
المحاكمة الرسمية أمام السلطات الرومانية. وفى العدد الثالث عشر من الإصحاح الرابع
نجد الرسول يطلب من تيموثاوس أن يحضر له الرداء الذي تركه في ترواس في بيت كاربس،
مما يدل على انه كان في زيارتها منذ عهد قريب. وفي نفس الإصحاح في العدد العشرين
منه يذكر الرسول انه ترك تروفيمس مريضاً في ميليتس، بينما بقي اراستس أحد رفقاء
بولس في كورنثوس.

انه لمن المستحيل أن نجد
مكانا لكل هذه البيانات التاريخية في الأحداث التي سجلها سفر الأعمال، وليس من
بديل أمام إيماننا بصحة ما جاء بها، إلا بافتراض أن بولس قد أطلق سراحه من السجن
المذكور في ختام سفر الأعمال، وانه استأنف نشاطه في الشرق، ثم القي القبض عليه مرة
أخرى، وحوكم، ثم نفذ فيه حكم الإعدام أخيرا في رومية بأمر من السلطات
الإمبراطورية.

والمعلومات التي نستقيها من
هذه الرسائل الرعوية الثلاث، لا تكفي لوضع بيان مفصل لرحلات بولس في تلك الفترة،
ولكن من المؤكد انه استأنف خدمته في اليونان وكريت واسيا. ويفترض البعض بناء على
ما جاء في رسالته إلى الكنيسة في رومية (رو 15 : 24 و25) أن الرسول بولس ذهب في
تلك الفترة إلى أسبانيا، وإذا صح هذا الافتراض، فلا بد أن تكون هذه الزيارة إلى
الغرب قد تمت قبل عودة بولس إلى زيارة الكنائس في الشرق. ولكن أن كانت الرسائل إلى
كولوسي وفليمون وفيلبي تنتمي إلى فترة السجن في رومية، فهذا يعنى أن بولس كان ينوى
بعد إطلاق سراحه أن يتوجه إلى الشرق وليس إلى الغرب.

 

ثالثا الهدف من
كتابتها:

لقد كتبت هذه الرسائل في فترة
قصيرة من الزمن، لذلك ليس من المستغرب أن نجدها مشتركة في الهدف. لقد كتبها بولس
لرفقائه لحثهم وتشجيعهم على القيام بمسئولياتهم في الحاضر وفي المستقبل. وهي تحوي
قدرا كبيرا من التوجيهات فيما يتعلق بإدارة شئون الكنيسة، ولكن من الخطأ اعتبار أن
هذه التوجيهات كانت كل الهدف من كتابته لها.

 

ورسالته الثانية إلى تيموثاوس
هي اكثر الرسائل الثلاث وضوحا في الدفع إلى كتابتها حيث نجد الرسول يسلم المسئولية
لتيموثاوس، تلميذه الذي كان يهاب هذه المسئولية, فيذكره الرسول بأيامه الأولى (1 :
5 7) ثم يدعوه لان يسلك كما يحق لدعوته العليا. كما نجد الرسول في فقرات متعددة من
الرسالة، يوجه تحريضات قوية إلى تيموثاوس شخصياً (1 : 6 و8 و13، 2 :1 و22، 3 : 14،
4 : 1)، مما يجعل البعض يرون أن بولس لم يكن على يقين الثقة من صلابة تيموثاوس
أمام هذه المسئوليات الجسيمة التي ألقيت على عاتقه. كما أن الرسول كان يتوق إلى
رؤيته مرة أخرى، واستحثه مرتين أن يأتي إليه سريعا (4 : 9 و21)، رغم انه يبدو من
نغمة الكلام في ختام الرسالة، أن بولس لم يكن مقنعا بان الظروف قد تسمح بجمع شملهما
(4 : 6). كما يحذره من الآثمة الذين يسببون المتاعب للكنيسة في ذلك الوقت وفي
الأيام الأخيرة أيضاً (3 : 1) وناشده أن يتجنبهم وان يودع أناسا أمناء مسئولية نشر
التعليم الذي سمعه منه.

 

أما الرسالتان الاخريتان،
فالهدف من كتابتهما اقل وضوحا. ففي كلتا الحالين لم يكن بولس قد ترك المكتوب
إليهما إلا من فترة وجيزة، فلم تكن ثمة حاجة إلى هذه التعليمات المفصلة، ويبدو أن
تلك الأمور سبق أن كانت موضع حديث شفوي بينهما، ففي كلتا الرسالتين نرى تفاصيل
دقيقة لما يجب أن يكون عليه قادة الكنيسة، وهو الأمر الذي يصعب أن يكون تيموثاوس
وتيطس لم يتلقيا حتى ذلك الوقت أي تعليمات بشأنه. والأرجح أن هذه الرسائل قد كتبت
تشجيعا لممثلي الرسول في مواجهة المسئولية التي تنتظرهما. ويبدو أن تيموثاوس كان
يعاني بعض الصعاب لحداثته (4 : 12)، أما تيطس، فكما يتضح من الرسالة (1 : 10 16)
كان يتعامل في كريت مع أناس لا يحسد على وجوده بينهم، هكذا نرى أن كلا الرجلين
كانا في حاجة إلى اهتمام خاص بالتعليم الصحيح والسلوك المستقيم وتعليم الآخرين
أيضاً (1 تي 4 : 1، 6 : 2 تيطس 2 : 1 و15، 3 : 8).

 

ولا ينتظر أن يتكلم الرسول،
في رسائله إلى أقرب أصدقائه، عن أي شيء يختص بالأمور اللاهوتية، فلم تكن ثمة حاجة
إلى الإسهاب في العقائد الأساسية للمسيحية، وهي الأمور التي سمعها تيموثاوس وتيطس
مراراً وتكراراً من فم ملعمهما مشافهة. ولكنهما كانا في حاجة إلى من يذكرهما بعدم
جدوى إهدار الوقت مع المعلمين الكذبة الذين يعتمدون في تعليمهم على المهاترات
والمباحثات التي لا طائل وراءها (انظر 1 تي 1 : 4، 4 : 1، 6 : 3 و4 و20). ويبدو
انه لم تكن هناك علاقة بين الهرطقات المنتشرة في كنسيتي أفسس وكريت، والتي فندها
الرسول في رسالته إلى كولوسي. ولكنها ربما كانت صورا مختلفة من التوجهات التي أدت
في النهاية إلى ظهور المذهب الغنوسي في القرن الثاني.

رابعا صحة الرسائل:

يعترض بعض النقاد في العصر
الحديث، على أن يكون بولس هو كاتب هذه الرسائل، مما يجعل شهادة الكنيسة الأولى في
الدرجة الأولى من الأهمية في هذا الخصوص، وبخاصة أنها من أكثر أسفار العهد الجديد
نصيبا من هذه الشهادة، فقد استخدمتها الكنيسة منذ عصر بوليكاربوس، بل هناك بعض
الإشارات إليها في كتابات أكليمندس الروماني وإغناطيوس.

ويتخذ البعض من إغفال ماركيون
ذكرها (140 م) دليلا على أنها لم تكن معروفة في ذلك الوقت، ولكن هذا دليل لا يمكن
الأخذ به، وذلك لميل ماركيون إلى حذف كل ما لم يرق له أو ما لم يتفق مع تعليمه.

والدليل الأخير الذي يقدمونه،
هو عدم وجودها في برديات شستربيتى، وهو دليل لا يعتمد عليه لبناء أي افتراضات
إيجابية، وذلك لعدم اكتمالها، وبخاصة أن هذه الرسائل كانت في الواقع متدوالة في
الشرق قبل كتابة هذه البرديات.

لذلك يجب النظر إلى
الاعتراضات على صحة هذه الرسائل على أنها بدعة حديثة أمام البراهين القوية التي
ترجع إلى شهادات الكنيسة الأولى. وقد بدأت هذه الاعتراضات بهجوم شيلرماخر على صحة
الرسالة الأولى إلى تيموثاوس (1807)، ثم واصل الهجوم بعد ذلك العديد من النقاد،
منهم ف. س. بور، ه. ي. هولتزمان، ب. ن. هاريسون، م. ديبوليوس.

وقد استندوا في اعتراضهم إلى
أربع مسائل رئيسية:

(1) المسألة التاريخية: كما
ذكرنا سابقا، أن وقت كتابة هذه الرسائل الرعوية لا يمكن أن ينتمي إلى الفترة التي
كتب فيها سفر الأعمال، وما ترتب على ذلك من الحاجة إلى التسليم بنظرية إطلاق
سراحه، أو إلى افتراض بعض المعلمين أن الإشارات الشخصية جاءت من الكاتب نفسه (وهو
غير الرسول بولس)، أو أنها ملاحظات أضيفت إلى ما دونه الرسول. ولكن ليس ثمة إجماع
بين المدافعين عن هذه النظرية الأخيرة في تحديد أسبابهم لافترضها، مما عرض النظرية
للشكوك. كما أن القول بان كاتبا مزعوما قد ادمج تلك الإشارات الشخصية بمثل هذه
الدقة، مر غير محتمل، ولا حاجة بنا إلى شيء من تلك الافتراضات إذا سلمنا بالفرض
المعقول بان بولس قد أطلق سراحه من سجنه الأول في رومية، وانه استأنف خدمته
ورحلاته.

هل تبحث عن  مريم العذراء ألقاب مريم العذراء المسكن المقدّس س

(ب) المسالة الكنيسة: لقد
ادعوا أن حالة الكنيسة كما هي في تلك الرسائل إنما تعكس صورة الكنيسة في القرن
الثاني ولكن هذا النقد يعتمد إلى حد كبير على افتراض أن :

هذه الرسائل ترد على غنوسية
القرن الثاني.

أن النظام الكنسي بهذه الصورة
المتقدمة، يبدو سابقا لأوانه.

والافتراض الأول ينهار أمام
الاعتراف الحديث المتزايد بان الغنوسية قد بدأت جذورها في الظهور في وقت مبكر جدا
عما تصوروا قبلا، كما أن الهرطقة التي يشار إليها في هذه الرسائل لا تمثل من بعيد
أو من قريب الغنوسية في صورتها المتقدمة.

كما أن الافتراض الثاني ينهار
أيضاً أمام تلك الحقيقة، وهي أن تنظيم الكنيسة قد حدث بكل تأكيد في زمن سابق لزمن
اغناطيوس، وليس فيه إطلاقا ما لا يتفق مع عصر الرسول نفسه.

(ج) المسالة العقائدية: أن
عدم معالجة بولس للمسائل التعليمية، كما فعل في رسائله الأولى، بالإضافة إلى
التزامه بتعبيرات معينة مثل " الإيمان " و" التعليم الصحيح " مما
يفترض مرحلة كان فيها التعليم المسيحي قد تطور واتخذ صورة ثابتة مما آثار الشكوك
حول كتابة بولس لهذه الرسائل.

ويكفي لدحض الاعتراض الأول ما
نعلمه من الصلات الشخصية الوثيقة التي كانت لتيموثاوس وتيطس بالرسول بولس، ودرايتهما
التامة بتعاليمه الأساسية.

أما الاعتراض الثاني فينهار
أمام الرأي الواقعي، بان بولس كرائد للكرازة يتميز ببعد النظر وعمق البصيرة. ومع
ما بدا في رسائله السابقة من قوة وابتكار للتعبيرات، فانه لم يكن ليغيب عنه أهميه
الحفاظ على التعليم الصحيح وضرورة استخدام التعبيرات الملائمة لهذا الغرض.

(د) المسالة اللغوية: تحوى
هذه الرسائل عددا كبيرا من الكلمات التي لم ترد في أي موضع آخر في العهد الجديد
بما فيها كتابات الرسول بولس نفسه، مما يدعو إلى الظن بأنها لا تعكس شخصية بولس،
وبخاصة في غياب الكثير من الضمائر وحروف الجر والصيغ التي اعتاد بولس أن يستخدمها.

ولكن حساب الكلمات بهذه
الطريقة لا يكون له أهميته إلا في حالة توافر معلومات كافية لعقد المقارنة، وهو ما
لا يتوافر في حالة رسائل الرسول بولس، حيث لا يتجاوز عدد الكلمات التي استخدمها عن
2.500 كلمة مختلفة، وليس هناك أي سبب واقعي للاعتراض على اختلاف المفردات والأسلوب
في كتابات شخص واحد، فهو أمر كثير الحدوث حسب مقتضيات الأحوال.

وختاما فان هذه الاعتراضات مهما
بدا حجمها لا تقدم سببا كافيا، لنطرح جانبا التسليم الكامل والإيمان الراسخ
للكنيسة المسيحية طيلة عصورها حتى القرن التاسع عشر، بان الرسول بولس هو الكاتب
الحقيقي لهذه الرسائل الثلاث.

(ه) أهميتها: كانت هذه
الرسائل على مر العصور، وما زالت مرجعا لما يجب أن يكون عليه خدام المسيح في
سلوكهم والقيام بواجباتهم، كما أنها تقدم نموذجا هاما للسلوك العملي.ولا تقف
أهميتها عند هذا الحد، بل أنها تقدم الكثير من التشجيع الروحي والعمق اللاهوتي،
مما كان له ابلغ الأثر في حياة التكريس في الكنيسة، فهناك فقرات كثيرة (منها على
سبيل المثال وليس على سبيل الحصر : تيموثاوس الأولى 3 : 16، تيطس 2 : 12 14، 3 : 4)
تشد انتباه القارئ إلى حقائق جليلة من حقائق الإنجيل. أما الإصحاح الأخير من
الرسالة الثانية إلى تيموثاوس فيحتفظ لنا بالأنشودة الأخيرة لهذا الرسول العظيم.

 

شرح السفر

1 تيموثاوس 1 – 6

إن هذا العالم كان سيصبح
مكانا رائعا لو كان جميع الحكام والملوك والرؤساء مؤمنين، ويهتمون بإقامة العدل مع
الجميع – أغنياء وفقراء على حد سواء. ولكن الحقيقة المؤسفة هي أن معظم سكان العالم
يحكمهم قادة أشرار.

ويبدو أنه في وقت كتابة بولس
لرسالة تيموثاوس الأولى، كان نيرون يضطهد المسيحيين بل إنه كان قد أعدم العديدين
منهم. ومع ذلك فلقد أكد بولس على ضرورة الصلاة من أجل الذين هم في السلطة. كتب
قائلا: أطلب أول كل شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس،
لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار
(1 تيموثاوس 1:2-2).

وعندما نصلي من أجل قادة
العالم، يمكننا أن نتأكد أن صلواتنا سيكون لها تأثير على أفعالهم – سواء كانوا هم
أنفسهم أتقياء أم أشرارا، وذلك لأن قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء
يميله (أمثال 1:21). وفي نفس الوقت فإن الصلاة ستنشئ تقوى في قلب الشخص المصلي. إن
الامتناع عن الصلاة ليس فقط خطية في حق أنفسنا بل أيضا في حق الآخرين، والأهم من
هذا وذاك فإنه خطية في حق الله الذي اختار أن تكون الصلاة هي الوسيلة لتحقيق
مقاصده. أيضا نقرأ أن التقوى نافعة لكل شيء (1 تيموثاوس 8:4).

إن قراءة الكتاب المقدس نافعة
لحياتنا الروحية تماما كما أن تناول الطعام الصحي نافع لحياتنا الجسدية إذ يعطينا
القوة والحيوية. وكما أن الرياضي يدرب جسده ليصبح أكثر تحملا وتيقظا، فإن المسيحي
أيضا يجب أن يدرب نفسه – بتخصيص وقت محدد كل يوم لقراءة الكتاب المقدس والتأمل
والصلاة. فبهذه الطريقة تصبح حقائق الله هي منهجنا في الحياة إذ نحصل على نصيب
أكبر من شخصه، الذي هو خبز الحياة، لتقوية حياتنا الروحية فيصبح جزءا منا تماما
كما أن الطعام الذي نتناوله يصبح جزءا من أجسادنا المادية.

عندما أصدر القادة الدينيون
الأوامر لبطرس والآخرين ألا يخبروا أحدا أن يسوع هو المسيا مخلص العالم، أجابوا
كمسيحيين أمناء قائلين: ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس (أعمال 29:5).

يجب على المسيحيين أن يشهدوا
بأمانة للحق – حتى إذا كان هذا يعني السجن أو الموت لهم. ولكن المؤمنون الأوائل لم
يبدوا أي كراهية ضد أولئك الذين أرادوا أن يسكتوهم. وفي الواقع فإن الأسلوب
المسيحي في السلوك هو ألا يطعنوا في أحد ويكونوا غير مخاصمين حلماء مظهرين كل
وداعة لجميع الناس (تيطس 2:3). وهذا لا يعني أننا يجب أن نخضع بسلبية للحكومات
الفاسدة التي تحاول أن تجعلنا نصبح غير أمناء لكلمة الله. ولكن لا يصح لأي إنسان،
خاصة الإنسان المسيحي، أن يجاوب بقوة أو عنف. فإن الشيطان هو الذي يثير العنف
والتمرد.

لأننا كنا نحن أيضا قبلا
أغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة عائشين في الخبث والحسد
ممقوتين مبغضين بعضنا بعضا (تيطس 3:3).

وقد أكد الرسول بطرس على
مسئولية المسيحيين أن يكونوا مواطنين صالحين ملتزمين بالقانون، فكتب قائلا: اخضعوا
لكل ترتيب بشري من أجل الرب، إن كان للملك فكمن هو فوق الكل، أو للولاة فكمرسلين
منه للانتقام من فاعلي الشر (1 بطرس 13:2-14).

شواهد مرجعية: 1 تيموثاوس
18:5 (انظر تثنية 4:25).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي