تَفْسِير رِسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ

 

إسم السفر:

رسالة بولس الرسول الثانية
الى تيموثاؤس "
Timothy 2 "

الإختصار : 2تي = 2THI

 

في رسالته الأولى إلى
تيموثاوس ركز بولس على أن التعليم الصحيح ضروري سواء في العبادة أو في الحياة لإرضاء
الرب. ثم أكد على الصفات الهامة للشيوخ والشمامسة وأن حياتهم يجب أن تكون متفقة مع
كلمة الله (1 تيموثاوس 1:3-13). وقد ناشد بولس تيموثاوس أن يظل أمينا للمسيح
ولكلمته وأن يجاهد جهاد الإيمان الحسن (1 تيموثاوس 18:1-19؛ 1:4-6؛ 3:6-4،12،20).

والرسالة الثانية إلى
تيموثاوس هي آخر رسالة كتبها الرسول بولس من سجنه في روما، ربما قبل استشهاده
ببضعة أيام (2 تيموثاوس 6:4-7). ويعتقد بصفة عامة أن بولس قد قطع رأسه أثناء الجزء
الأخير من حكم نيرون.

وقد حرض بولس ابنه الحبيب
تيموثاوس أن يظل جنديا أمينا للمسيح: وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناسا
أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضا (2 تيموثاوس 2:2). وقد حذر أيضا تيموثاوس
من أن ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنده (2 تيموثاوس 4:2).

وقد أعلن بولس أن الكتاب
المقدس فيه كل الكفاية للإجابة على جميع مشاكل الحياة. وقد حذر من أن التقصير في
دراسة الكتاب بأكمله سيؤدي في النهاية إلى الخزي عند لقاء الرب (2 تيموثاوس 15:2).

إن كلمة الله وحدها تعطي
الحكمة لمعرفة وعمل مشيئة الله (2 تيموثاوس 15:3). فإن فهم أقواله هو الضمان
الوحيد ضد الانخداع الذي ينتج عن خلط الحق بالكذب.

فكر في هذا! إن الكتاب المقدس
نافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر [أي للتدريب على الحياة
المقدسة بما يتفق مع إرادة الله في الفكر والعمل والغرض] – لكي نكون مستعدين تماما
لتحقيق الهدف الذي من أجله خلقنا الله (2 تيموثاوس 16:13-17).

وقد حذر بولس أيضا من أن
الكثيرين سيطلبون أن يرضوا الناس حتى لا يفقدوا شعبيتهم. وقد نصح تيموثاوس بأن
يكرز بالكلمة بأمانة (2 تيموثاوس 1:4-4).

 

 يبدأ بولس مؤلَّفه كعادته،
فبعد تقديم ذاته وذكر اسم المرسَل اليه والدعاء، نراه يربط نفسه بإيمان أجداده
(يقول: "أشكر الله الذي أعبد بعد أجدادي بضمير طاهر")، فيعلّم المسيحيين
أن لا يقطعوا صلتهم ببِرّ العهد القديم وأبراره. ثم يتذكر تيموثاوس ودموعه فيغلبه
الشوق لرؤية من هو وليد عائلة (جدته وأمه) علّمته أن يؤمن "ايمانا بلا
رياء" (1-5).

 

 بعد هذه المقدمة يناشد
الرسول تلميذه أن يزكي الموهبة التي نالها "بوضع الأيدي" (1تيموثاوس 4:
14)، ويشدّده -وجماعته- لئلا يخجل بالبشارة ومشقاتها. ويحثه على أن يتكل "على
قدرة الله الذي خلّصنا ودعانا دعوة مقدسة" مجانية "وفقا لسابق
تدبيره" ونعمته التي انكشفت "بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي قضى على
الموت وجعل الحياة والخلود مشرقين بالبشارة…"، التي يعاني بولس بلا خحل، في
سبيلها، محنة السجن، متكلا على القادر على "أن يحفظ وديعته (وزنته او
تعليمه…)" الى يوم الرب (6-12). ويذكّره بالاقوال التي علّمه إياها، ويطلب
منه حفظ "الوديعة الكريمة بالروح القدس الذي يقيم فينا" (13و14). ثم
يقدم له أخبارا وصلته، فقد تحوَّل عنه "جميع الذين في آسية" (مقاطعة
رومانية في القسم الغربي من آسية الصغرى) ممن كان له الفضل في هدايتهم (لعله يشير
الى بعض المسيحيين الذين أهملوه في فترة سجنه ومحاكمته). غير أن أونِسِفورس (يبدو
انه رقد بالرب قبل كتابة هذه الرسالة) كان قدّم لبولس خدمات عدّة فأراحه كثيرا،
وهو يصلي له من أجل أن "يلقى الرحمة لدى الرب" في يوم الدينونة (15-18).

 

 يَعْلَم بولس أن المسيحية
مكلفة ولا يمكن لأحد أن يحققها بقدرته الشخصية، ولذلك يطلب من تلميذه أن يتشدد
بالنعمة، ويحضّه على أن ينقل ما سمعه من تعليم الى "أناس أُمناء جديرين بأن
يعلّموا غيرهم". وهذا، لا شك، يتطلب تصميما قويا وتجنبا للملذات الدنيوية،
وذلك أن "ما من أحد تَجَنَّدَ" ويرغب في أن يُرضي الله "يشغل نفسه
بأمور الحياة المدنية". ثم يتغنى بقيامة المسيح التي هي حياة المؤمنين
وقوّتهم، ويبين انه "في سبيلها يعاني المشقات" وقيود السجن كمجرم، غير
أن شيئا لا يمنعه من أن يبشر لان "كلمة الله لا تقيَّد" (4: 17؛ فيلبي
1: 12-14). وهو يصبر على كل شيء "من اجل المختارين ليحصلوا هم ايضا على
الخلاص الذي في المسيح يسوع…". ويورد نشيدا يزكي فيه الشهادةَ وإخلاصَ
الحيّ الى الابد، يقول: "اذا متنا معه حيينا معه (يتكلم بآن على المعمودية
وعلى رفض الخطيئة وصعوبات الحياة الرسولية ومخاطرها…)، واذا صَبَرنا مَلَكْنا
معه، واذا أنكرناه (اي خنّاه في وقت تجربة او محنة) أنكرَنا هو ايضا (في اليوم الاخير)،
واذا كنا غير أمناء ظل هو أمينا لانه لا يمكن أن يُنكر نفسه" (2: 1-13).
ويطلب من تلميذه أن تبتعد الجماعة عن كل "مماحكة" غير مثمرة، ويوصيه أن
يجتهد في الفضيلة والعمل والتعليم، ويتجنب "الكلام الفارغ الدنيوي…"
(الزعم بأن القيامة الروحية "قد حدثت" وإنكار قيامة الاجساد) الذي
يروّجه اناس أمثال هومنايُس وفيليطس (14-18). ثم يورد بعض التوصيات يحث فيها
المسيحيين على أن يكونوا مؤهلين "لكل عمل صالح"، ويطلب من تلميذه
(والجميع) أن يهرب "من أهواء الشباب" (الأهواء الجسدية والمشاجرات
والعنف…)، ويبتغي "البر والإيمان والمحبة والسلام"، فحياة المسيحيين
تُظهر صدق اعتقاداتهم، ولذلك يحذرهم من التخاصم "والمجادلات السخيفة
الخرقاء"، ويحثهم على تأديب المخالفين باللطف والصبر والوداعة، ليتوبوا الى
الله "فيعرفوا الحق، ويعودوا الى رشدهم، اذا ما أفلتوا من فخ إبليس الذي
اعتقلهم (قبل أن يتوبوا) ليجعلهم رهن مشيئته" (19-26).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر الملوك الأول خادم المسيح ح

 

كاتب السفر:

بولس الرسول

 

تاريخ كتابه السفر:

+ كتبها وهو في سجن روما (1 :
8، 16، 4 : 6) حوالي عام 67 أو 68 م

هذه هي رسالة بولس الأخيرة،
كتبها قبل استشهاده في رومية، راجيا أن تتشدد الاجيال الآتية بمحبة الرب يسوع
والشهادة له.

+ تسمى الرسالتان إلى
تيموثاوس وإلى تيطس بالرسائل الرعوية لأنهما تقدمان لنا مصدرا غنيا للاهوت الرعوي
خاصة عمل الراعي في الحفاظ علي الإيمان المستقيم وفيهما ايضا صفات خدام الإنجيل
وواجباتهم فى الخدمة (1تى1:3- 16).

+ كتبت في الفترة الأخيرة من
حياته لذلك يوجد تشابه فيما بينها خاصة بين الرسالة الأولي إلى تيموثاوس والرسالة
إلى تيطس

+عرضت بعض التنظيمات الكنسية
في العصر الرسولى، مثل الأسقفية والشماسية ونظام الترمل.

 

محور السفر:

 + المجاهرة، الأمانة،
الكرازة والتعليم، إنحراف التعليم

 + ربنا يسوع المسيح معلمنا
ومثالنا

 + لا تخجل بشهادة ربنا

 

 تيموثاوس:

 + تيموثاوس اسم يوناني معناه
(عابد الله).

 + كان والده يونانيا وأمه
وجدته يهوديتان تحفظان الكتب المقدسة، كما كان تيموثاوس يعرف الكتب المقدسة منذ
الطفولة

 (2تى 15:3) وذلك بارشاد جدته
لوئيس، وأمه أفنيكى.

 + آمن علي يدي الرسول بولس
في رحلته التبشيرية الأولي في لسترة في كورة ليكاؤنية.

 + كان تيموثاوس رفيقا لبولس
فى معظم أسفاره وقد خلع عليه بولس ألقابا عظيمة (ابن – الابن الصريح – الابن
الحبيب الامين) (1تى18:1، 2تى2:1).

 + كان مع الرسول بولس في
سجنه الأول بروما (كو 1 : 1، في 1 : 1، فل 1).

 

غرض السفر:

 + كتب الرسول بولس إلي
تلميذه تيموثاوس لكي يحضر إليه سريعا ومعه القديس مرقس الرسول ليلتقي بهما في سجنه
الثاني قبل استشهاده، وإذ خشي أن يستشهد قبل وصولهما قدم نصائحه الوداعية مؤكدا
ضرورة الحفاظ علي الإيمان والاهتمام بالرعية وعدم الخجل بالشهادة للسيد المسيح (1
: 8) ولا بقيود الرسول وسجنه.

 + يكتب الرسول من وراء
القضبان إلى الكنيسة المتألمة بسبب نيرون الظالم لكي تمارس صبر المسيح فتحمل
" روح القوة لا الفشل ".

 + هذه الرسالة الوداعية
يقدمها رسول الأمم الناجح الذي حافظ علي وديعة الإيمان الحي منتظرا الإكليل
السماوى ومشتاقا أن يري كل البشرية منتفعة بخلاص الله ومجده.

 

محتويات السفر:

أولا – مقدمة ص 1 : 1 – 7

 إن كان الرسول قد عرف بجديته
في جهاده وعزمه وعمقه في اللاهوت فإن هذه الرسالة الوداعية كشفت عن مشاعر أبوته
الرقيقة حتى في اللحظات الأخيرة انه يقدس كل ما هو بشري حتى المشاعر ولا يحطمها.

 1. البركة الرسولية 1- 2

 2. تعلقه بأولاده 3 – 7

 " لأن الله لم يعطنا
روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح " (1 : 7).

ثانيا – حياة الراعى :

 يوضح الرسول أهم الخصال التي
يجب أن يتحلى بها الراعي وهي :

 + أ – روح القوة.

 + ب -الجهاد في الخدمة.

 + ج – مقاومة الضلال.

 (أ) – روح القوة ص 1: 8 -18:

 أدرك الرسول أن وقت انحلاله
قد حضر فأرسل إلى تلميذه يشجعه علي العمل الكرازي بروح القوة فلا يتهيب الخدمة
بسبب حداثة سنه مع كبر المسئولية، أو بسبب سجن الرسول وما لحقه من الآلام، أو بسبب
استشهاد الرسول " أبيه الروحي"، أو وجود المقاومين من المتهودين وأصحاب
الفكر الغنوسى….الخ بل يجب أن يحرص علي :

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مبصار 1

 + الكرازة بروح القوة 8 – 12.

 + التمسك بالتعليم الصحيح
13- 14.

 + مساندة أولاده له 15 – 18.

 وأما سر القوة الروحية فهي:

 + دعوة الله الأزلية لنا.

 + ظهور المسيح غالب الموت.

 + الحياة المقدسة التي لنا
في المسيح.

 + الروح القدس الساكن فينا.

 (الله لم يعطنا روح الفشل بل
روح القوة) " 1 : 7"

 (ب) – الجهاد في الخدمة ص 2
:

 كان الرسول سجينا مقيدا حسب
الجسد وكان يتوقع انحلال جسده أما " كلمة الله لا تقيد " ع 9. لذلك كتب
إلى تلميذه يحثه علي المثابرة والجهاد بنعمة الله الغنية المجانية ومركزا علي :

 + الجهاد والنعمة 1.

 + تلمذة خدام جدد 2.

 + الجندية الروحية 3 – 13.

 + تجنب المماحكات الباطلة 14
– 20.

 + الجهاد والحياة الداخلية
21 – 22.

 + الجهاد والخصومات المفسدة
23 – 26.

 "إن كان أحد يجاهد لا
يكلل أن لم يجاهد قانونيا" ع5.

 (ج) – مقاومة الضلال ص 3 :

 لا يقف جهاد الراعي عند
البحث علي كل نفس لتنعم بالخلاص إنما لكي يتحقق هذا الخلاص يليق بالراعي أن يجاهد
في الحفاظ علي وديعة الإيمان بلا انحراف واضعا نصب عينيه :

 + الهرطقات والشر 1 – 5.

 + المعلمون المفسدون 6- 9.

 + احتمال مضايقاتهم 10 – 13.

 + الاستناد علي كلمة الله 14
– 17.

 "أنك منذ الطفولية تعرف
الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان في المسيح يسوع " (3 : 15).

ثالثا – وصايا عملية وداعية
ص4:

 في هذا الإصحاح يقدم الرسول
بولس الوصايا العملية الوداعية آخر ما سطرته يد الرسول قبل استشهاده

 + المثابرة علي الكرازة 1 –
5. + توقع الرسول رحيله 6 – 8.

 + أخبار الرسول الختامية 9 –
21. + البركة الختامية 22.

 "قد جاهدت الجهاد الحسن
أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيرا قد وضع له إكليل البر "(4 : 7-8).

 

تقسيم السفر:

(أ) تقدير بولس لتيموثاوس (1
: 1 14) : تحية وشكر (1 : 1 5). نصح وتشجيع (1 : 6 14).

(ب) بولس ورفقأوه (1 : 15 18)
: عدم أمان الذين في آسيا (1 : 15) وفاء انيسيفورس له (1 : 17 و18).

(ج) توجيهات خاصة لتيموثاوس (2
: 1 26) : نصح وتشجيع (2 : 1 13). كيفية التعامل مع المعلمين الكذبة (2 : 14 26).

(د) نبوءات عن الأيام الأخيرة
(3 : 1 9) أزمنة الانحطاط الأخلاقي القادمة (3 : 1 9).

(ه) المزيد من النصائح
لتيموثاوس (3 : 10 17) : تذكيره بالاضطهادات الماضية التي عاناها بولس (3 : 10 12).
تشجيع ليتموثاوس لمواصلة سعيه (3 : 13 17).

(و) رسالة بولس الوداعية (4 :
1 22) : وصية ختامية لتيموثاوس (4 : 1 5). اعتراف الإيمان (4 : 6 8). بعض الطلبات
والتحذيرات الشخصية (4 : 9 15). دفاع بولس الأول (4 : 16 18). التحيات والبركة
الختامية (4 : 19 22).

 

شرح السفر

2 تيموثاوس 1 – 4

كان الرسول بولس عالما بأن
إعدامه قد اقترب، لذلك كتب إلى تيموثاوس. ولم يكن لدى بولس أدنى شك في أنه رسول
يسوع المسيح بمشيئة الله لأجل وعد الحياة (2 تيموثاوس 1:1). ولا نجد أي تردد في تأكد
بولس من أن كل تفاصيل حياته كانت بمشيئة الله – حتى سجنه وإعدامه. وقد استطاع بكل
ثقة أن يضيف قائلا: نعمة ورحمة وسلام من الله الآب والمسيح يسوع ربنا! (2:1).

كان بولس يبدو أسمى من السجن
وأسمى من القيود وأسمى من الإعدام، إذ قال: إن كنا نصبر فسنملك أيضا معه، إن كنا
ننكره فهو أيضا سينكرنا (تيموثاوس 12:2). وإنكاره يتخذ أشكالا كثيرة. فإن أسلوب
حياتنا قد يكون أحد أشكال إنكار المسيح في وسط عالم غارق في الخطية. إن عدم
المساهمة في توصيل كلمة الله إلى العالم الهالك هو إنكار للهدف الرئيسي من كون
الإنسان مسيحيا حقيقيا(متى 18:28-20).

ليس من الشائع أن يبشر أحد
كما فعل بولس. فبالنسبة لبولس كان تعريف "الحياة" هو أن يعيش برؤية أبعد
من سنواته القليلة القصيرة استعدادا للحياة الأبدية. ولكن المسيحية اليوم أصبحت
متهادنة مع العالم تعمل على إرضاء أطماع الناس وشهواتهم – وأصبحت "الحياة"
بالنسبة لها هي الحرية في طلب المزيد والانغماس إلى أقصى درجة في الثروة والمتعة
والممتلكات المادية. ما أبعد الفرق بين هذه الفلسفة العالمية وبين ما قاله بولس:
ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة (2 تيموثاوس 4:2).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر حزقيال 48

في أول عددين من أصحاح 1
يستخدم ثلاث مرات اسم يسوع ويليه المسيح، ولكن في عدد 10 نجد كلمة
"مخلصنا" وهي كلمة تذكرنا بأننا كنا هالكين إلى الأبد وغير قادرين قطعيا
على أن نخلص أنفسنا.

لقد خلصنا الله ودعانا ووهبنا
الحياة – الحياة الأبدية. هذه هي الأخبار السارة (أي الإنجيل) الخاصة بيسوع
المسيح، وكل شيء آخر نفعله بطريقة إنسانية هو أمر ثانوي بالمقارنة مع الهدف الأسمى
الذي من أجله جاء يسوع المسيح – لكي يطلب ويخلص ما قد هلك (لوقا 10:19).

ويذكرنا بولس بألا تغيب عن
أعيننا الحقيقة بأن الإنجيل هو أولا وقبل كل شيء عن الحياة الأبدية: خلصنا ودعانا
دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح
يسوع قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أظهرت الآن بظهور يسوع المسيح الذي أبطل الموت
وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل (2 تيموثاوس 9:1-10).

كم يحاول الشيطان أن يشغلنا
بأنشطة جيدة ولكن ليس لها قيمة حقيقية في حياتنا الروحية. لهذا السبب يحرضنا بولس
قائلا: المباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما أنها تولد خصومات (تيموثاوس
23:2). والخصومات تظهر عادة عندما نشن هجوما على شخص لمجرد أننا نختلف معه. وعلى
عكس ذلك، فإن النضج الروحي الحقيقي يظهر في طول الأناة واللطف (غلاطية 22:5-23).

وقبل اختتام رسالته يؤكد بولس
مرة أخرى ثقته من جهة المستقبل قائلا: قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت
الإيمان، وأخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان
العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا (2 تيموثاوس 6:4-8).

شواهد مرجعية: 2 تيموثاوس
19:2 (انظر عدد 5:16).

 

 في الإصحاح الثالث يحذر بولس
تلميذه، بأنه "ستأتي في الايام الاخيرة أزمنة عسيرة"، وسيتزايد الشر حتى
في الكنيسة (1-7). وسوف يقاوم الأشرار المسيحيين المخلصين ويضطهدونهم، كما
"أن يناس ويمبرس (هما، في التقليد العبري، ساحرا بلاط فرعون) قاوما
موسى…" (خروج 7). غير أن هذا الوضع لن يطول، وسوف ينكشف حمق المقاومين
"لجميع الناس…" (8-9). ثم يذكر بولس الآلام التي أصابته في انطاكية
وإيقونة ولِسْترة موطنِ تيموثاوس، وكيف أنقذه "الرب منها جميعا"، وهذا
يدل على أن تيموثاوس أدرك منذ البدء أن "جميع الذين يريدون أن يحيوا حياة
التقوى في المسيح يسوع يضطَّهَدون…" (10-13). ويقدم له نصائح عدة، فيذكّره
بأن يثبت على الصلاح الذي تعلّمه على "الكتب المقدسة" منذ طفولته (كان
أولياء اليهود يعلّمون أولادهم الشريعة عندما يبلغون الخامسة من عمرهم)، لانها
تحتوي على كل ما هو لازم لبلوغ "الخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع".
وذلك أن "كل ما كُتِب هو من وحي الله"، ولقد "كُتِبَ" ليكون
"رجلُ الله كاملا معدّاً لكل عمل صالح" (14-17).

 

 في الإصحاح الأخير يناشد
بولس تلميذه بأن يغتنم كل فرصة ليعلن، بنشاطٍ، "كلمة الله"، وذلك رغم شر
الذين "يحوّلون سماعهم عن الحق، وعلى الخرافات يُقبلون" (1-5). ذلك أنه
يتوقع أن يموت (بولس) في أية لحظة، فقد اقترب موعد رحيله وتاليا عودته الى المسيح
(انظر: فيلبي 1: 23)، بعد أن أتم شوطه وحافظ "على الإيمان"، وهو ينتظر
أن يُنعم عليه الرب في يوم الدينونة ب "إكليل البر"، لا هو وحده
"بل جميع الذين اشتاقوا ظهوره" (6-8). ثم يطلب منه أن يأتي اليه (هو
ومرقس)، لأن الجميع تركوه (ما عدا لوقا) وأعداءه يستغلّون هذا الوضع (9-12).
والآن، وقد حلّ برد الشتاء، يطلب بولس رداءه السميك وبعض كتبه (13)، وينبّهه من
"اسكندر النحّاس" (لعله شهد ضد بولس في محاكمته في روما)، ويذكر له بعض
ما حصل معه في محاكمته، فقد تركه الجميع "لكن الرب كان معه وقوّاه لتعلَن
البشارة عن يده على أحسن وجه ويسمعها جميع الوثنيين"، وقد نجّاه "من شدق
الأسد" (انظر: مزمور 21: 21) وسوف ينقده "من كل مسعى خبيث" ويؤهله
"لملكوته السماوي"…، ثم يختم رسالته بتحيات وسلامات… (14-22).

تُعلّمنا هذه الرسالة، بشكل
خاص، أن نبقى أمينين على محبة الرب، واعينَ أنّ نقل التعليم السليم مسؤوليتنا، فهو
"الوديعة" التي يُنتظر أن نحافظ عليها بإخلاص، وننميها الى يوم مجيء
الرب "الديان".

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي