أنسيمس

 

 ويعني في اليونانية "النافع" أو "المعين" (كو 4: 9،
فليمون 10
).

1-مع بولس في رومية: كان أنسيمس عبداً لفليمون
المواطن الثري في كولوسي (فل 16) والعضو البارز في الكنيسة هناك. كان أنسيمس وثنيا
عندما سلب أموال سيده وهرب من كولوسي واتخذ طريقه إلي روما حيث كان يتجمع الأشرار،
كما يخبرنا تاسيتوس. وفي روما اتصل ببولس الذي كان يقيم في البيت الذي استأجره، في
حراسة عسكرية. ولا نعلم ما الذي جعله يتصل ببولس، لعله كان الجوع أو لعله وخزات
الضمير. لم يستطع أن ينسي بيت سيده في كولوسي كان المكان الذي يلتقي فيه المسيحيون
في اجتماعاتهم الأسبوعية لعبادة المسيح، ولم يستطع أن ينس يكيف تحدث فليمون عن
بولس عدة مرات، فقد كان فليمون مديناً بتجديده لكرازة بولس- والآن ها هو أنسيمس في
روما،فيالها من مصادفة عجيبة أن يكون بولس في روما أيضاً.

 وكان من نتيجة تقابلهما، أن قبل أنسيمس المسيح بواسطة كرازة بولس أيضاً،
فيقول عنه "ابني الذي ولدته في قيودي" (فل 10)، وأصبحت خدماته نافعة
جداً لبولس الذي أراد أن يحتفظ به معه، ولكن حيث لم يكن في إمكانه أن يفعل ذلك
بدون موافقة فليمون، أرسله إلي كولوسي، إلي سيده هناك.

2-رسالتا بولس إلي كولوسي وفليمون: وفي ذلك الوقت،
كتب الرسول بولس إلي الكنيسة في كولوسي عن عدة أمور، وعهد بالرسالة إلي كولوسي لكل
من تيخيس وأنسيمس، ويوصي الرسول بأنسيمس عند الإخوة في كولوسي قائلاً: "الأخ
الأمين الحبيب الذي هو منكم" (كو 4: 9) ويردف قائلاً: إن تيخكس وأنسيمس
سيعرفانهم بجميع الأمور التي حدثت لبولس في روما، ومثل هذه التوصية- ولا شك- قد
سهلت بدرجة كبيرة عودة انسيمس إلي كولوسي.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر الخروج 40

 ولكن بولس فعل ما هو أكثر من ذلك، إذ زود أنسيمس بخطاب كتبه بنفسه إلي
فليمون، وحيث أن أنسيمس كان عائداً إلي مدينة أشتهر فيها بأنه لم يكن مسيحيا ولا
أمينا، احتاج إلي من يشهد بحقيقة التغيير الذي حدث في حياته، وهو ما فعله الرسول
بولس في رسالتيه إلي كولوسي وإلي فليمون.

 لقد قدم الرسول بولس أنسيمس بكياسة رائعة إذ يقول: "فاقبله الذي
هو أحشائي" (فل 12) "الرجل الذي قد عرفه أهل كولوسي -حتي ذلك اليوم -علي
أنه عبد حقير هارب، يقدم لهم الآن، لا كعبد فيما بعد بل كأخ، فهو لم يعد خائناً
غادراً بل موضع ثقة، لم يعد هدفاً للاحتقار، بل غرضاً للحب
".

أ
أنسيمس النافع: وبناء علي ذلك، يرجو الرسول فليمون أن يستقبل أنسيمس بنفس الفرح
الذي كان سيستقبله هو نفسه به. لقد كان ماضي أنسيمس مناقضاً لمعني اسمه، لم يكن
"نافعا" بأي شكل، ولكنه الآن بسلوكه المستقيم في روما وخدمته الصادقة
لبولس هناك، قد تغير تماماً، أصبح نافعاً لبولس، وسيكون- بلا شك- نافعاً لفليمون
أيضاً.

ب
بولس يضمنه: من الواضح أن أنسيمس قد سرق سيده قبل مغادرته كولوسي، ولهذا يكتب
الرسول بأنه إن كان قد ظلمه بشيء، فقد أصبح بولس ضامناً له، ويمكنت لفليمون أن
يعتبر رسالة بولس صك ضمان، إذ يقول: "احسب ذلك عليّ، أنا أوفي". لو لم
يكن فيلمون مسيحياً، ولو لم يكتب بولس هذه الرسالة الرائعة، لكان علي أنسيمس أن
يخشي العودة، فقد كان العبيد –في الامبراطورية الرومانية – يصلبون بسبب أخطاء أتفه
من تلك التي ارتكبها أنسيمس . فاللص والعبد الهارب لم يكن ينتظرهما سوي التعذيب
حتي الموت.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ى يثرعام م

ج
التغيير الذي يصنعه المسيح: والآن وقد أصبح تحت سيادة المسيح، فقد تغير كل شيء،
فالسيد الذي سُلب، يدين بالولاء للمسيح، والخطاب المرسل إليه مع عبده، كتبه له
"أسير يسوع المسيح"، كما ان "العبد" قد أصبح الآن أخاً
محبوباً في المسبيح، يحبه بولس، وبالتأكيد سيحبه فليمون أيضاً. ثم يصرح بولس بأنه
يأمل أن يطلق سراحه سريعاً، وعندئذ سيذهب لزيارتهم في كولوسي، فهل سيستقبله فليمون
في بيته ضيفاً عليه؟

د-
النتيجة: لا يمكن تصور أن هذا الالتماس من حهة أنسيمس كان عبثاً، فلابد أن فليمون
سيفعل أكثر مما طلب منه الرسول بولس، وعند زيارة بولس لكولوسي، سيجد ترحيباً
قلبياً من كل من فليمون وأنسيمس.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي