المسيح
– وظائفه

 

كان
الذين يُمسحون بالدهن المقدس، في العهد القديم، هم: النبي والكاهن والملك . كما
مُسح أليشع نبياً (1مل 19: 16)، وكما مُسح هرون وبنوه كهنة (خر 29: 7، 30: 25و30)،
وكما مُسح شاول ملكاً (1صم 9: 16، انظر أيضاً 1صم 16: 1و13
).

و
" المسيح " (ومعناه الممسوح) يشغل هذه المراكز الثلاثة:

(1) المسيح كنبي: النبي هو من يتكلم بكلام الله
نيابة عن الله، فالله يقول لموسى:

" انظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون، وهرون أخوك يكون
نبيك " (خر 7: 1) أي المتكلم عنك، فالنبي يسمع الكلام من الله، أو يرى رؤيا،
ثم يعلن ما سمعه أو ما رآه (تث 18: 18)، فكانت خدمته سلبية في أنه يستقبل كلاماً،
وإيجابية في إعلان ما وصله من رسالة، فلم تكن سلبية فقط، فقد كلَّم الله أبيمالك (تك
20: 3-7)، وفرعون في حلم (تك 41: 1-8 و25)، وكذلك نبوخذ نصر (دانيال 2: 1-45)،
ولكنهم لا يعتبرون أنبياء لأن الكلام كان لهم هم وليس لتبليغه لآخرين . كما أن
النبي كان يخبر عن أمور في طي المستقبل.

وقد
قام المسيح بهذين الجانبين من عمل النبي مندمجين معاً . وقد لخص هذه الخدمة بالقول:
" الذي أرسلني هو حق . وأنا ما سمعنه منه فهذا أقوله للعالم" (يو 8: 26).
ونجد بعضاً من نبواته عن المستقبل في (مت 24: 2-31، 25: 31-46، لو 21: 6-28
).

ويتنبأ
العهد القديم عن أن المسيا سيكون نبياً (تث 18: 15 مع أع 3: 22و23)، كما أشار
المسيح إلى نفسه كنبي (مت 13: 57، لو 13: 33)، وأنه يخبر بما يسمعه من الآب (يو 8:
26-28، 12: 49و50، 14: 10). وقد رأى فيه الناس نبياً (مت 21: 11و46، لو 7: 16، 24:
19، يو 3: 2، 4: 19، 6: 14، 7: 40، 9: 17
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس هـ همونة 2

(2) المسيح ككاهن: تنبأ العهد القديم عن المسيا بأنه
سيكون كاهناً(مز 40: 6-8،110: 4). ويتضمن عمل الكاهن تقديم الذبائح (عب 5: 1-3)
والشفاعة (تث 5: 5، 9: 18، 1صم 7: 5 ……إلخ)، والمسيح يقوم بالخدمتين، فقد قدم
ذبيحة – ليست من ثيران وتيوس – " بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد
فداء أبدياً" (عب 9: 11-13و25-28، 10: 5-14، انظر أيضاً مز 40: 6-8
).

أما
عمل الشفاعة فهو لا يقوم به في هيكل أرضي بل أمام عرش الله

(1يو 2: 1-2، رو 8: 34، عب 7: 25، 9: 24) . فلم
يكن كهنوت العهد القديم وذبائحه سوى رموز للمسيح وذبيحة نفسه على صليب الجلجثة،
فهو

" حمل الله الذي يرفع خطية العالم " (يو 1: 29).

(3) المسيح كملك: فهو يملك الآن على شعبه، على
كنيسته، فهو " ملك

القديسين
" (رؤ 15: 3). ولكن سيأتي اليوم الذي سيملك فيه على كل الخليقة عند مجيئه
ثانية (زك 14: 9و 16و 17، رؤ 19: 6، 20: 4-6). فسيأتي في مجد ليملك في أورشليم (مت
24: 27-31، 26: 64، زك 14: 8و9و16و17). ولن يكون لملكه نهاية (2صم 7: 15و16، مز 89:
36و37، إش 9: 6و7، دانيال 7: 13و14)، فهو " ملك الملوك ورب الأرباب " (1
تي 6: 15، رؤ 17: 14، 19: 16)، وملك الدهور الذي لا يفنى (1تي 1: 17
).

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي