برد

 

1- درجة الحرارة في فلسطين: بلاد فلسطين بعامة بلاد دافئة شمسها مشرقة،
فهي لا تعرف برد المناطق الشمالية. وشهر يناير هو أشد شهور السنة برودة، ولكن درجة
البرودة تتوقف على مدى إرتفاع المكان عن مستوى سطح البحر. ففى المناطق الساحلية
والسهول لا يسقط الثلج أبداً، وقد لا تهبط درجة الحرارة إلى درجة التجمد إلا مرة
كل ثلاثين سنة. أما فى أورشليم التي تعلو بنحو، 2.500 قدم فوق سطح البحر، فإن
متوسط درجة الحرارة في يناير هي حوالي 545 فهرنيت، ولكن قد تبلغ الدرجة الصغرى 525
فهرنهيت (أي – 54 مئوية)، وفي أحيان نادرة قد يسقط الثلج ولكنه لا يلبث إلا قليلاً.
وقد تتوج الثلوج جبل حرمون وجبال لبنان طيلة العام، مما يجعل الجو في تلك الجهات
قارص البرد حتى في فصل الصيف، أما في أريحا وما حول البحر الميت حيث تنخفض الأرض
إلى 1.292 قدماً تحت سطح البحر، فالجو حار ولايعرف البرد طريقه إليها.

2- الوقاية من البرد: فصل البرد في فلسطين قصير، وليست هناك وسيلة كافية
للوقاية من البرد، فالشمس تسطع بنورها ودفئها في أغلب أيام السنة، وحتى في أيام
الشتاء تشرق الشمس كل النهار أو بعضه على الأقل، وبعد مغيب الشمس يلف الناس أنفسهم
في الأغطية ويلجأون إلى الفراش، مع مراعاة لف رؤوسهم جيداً ليحسوا بالدفء. ووسيلة
التدفئة الوحيدة في البيوت هي مواقد الفحم التي يتجمع حولها أكبر عدد ممكن. وقد
اقترب بطرس من النار التي أضرمها العبيد والخدام ليصطلي معهم، وكان ذلك في أوائل
إبريل حين تكون الليالي عادة باردة في أورشليم: ".. قد أضرموا جمراً. لأنه
كان برد.. وكان بطرس واقفاً معهم يصطلي " (يو 18: 18)، فليس هناك نظام لتدفئة
كل البيت. أما في شهور الشتاء الباردة في المناطق الجبلية فيكاد السكان يبيتون
بياتاً شتوياً، فيلفون رؤوسهم بأغطية ثقيلة، ولايجرؤ على الخروج من البيوت إلا
أقوى الأشخاص. " الكسلان لا يحرث بسبب الشتاء " (أم 20: 4). وكثيراً ما
يوقد الفلاحون والبدو ناراً في الخلاء أو تحت سقيفة كما حدث في مليطة بعد وصول
بولس وصحبه إلى الجزيرة بعد غرق السفينة وكان البرابرة قد أوقدوا ناراً.. من أجل
البرد " (أ ع 28: 2)
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عُوبيد د

3- الخوف من البرد: والبرد رهيب لأنه يسبب أوجاعاً شديدة " قدام برده
من يقف " (مز 147: 17). وأدني درجات الفقر المدقع هي أن " ليس لهم كسوة (غطاء)
في البرد " (أيوب 24: 7)
.

4- البرد محمود في الصيف: أما في الجو القائظ في شهور الصيف الطويل فكم
يستطيب الإِنسان أن يستظل بصخرة أو أن تهب عليه نسمات الماء الباردة المنعشة. وليس
من يقدرِّ مدى النشوة التي يجدها الإِنسان في كأس ماء بارد، مثل من اختبر العطش في
مثل ذلك الحر اللافح في تلك البلاد: " مياه باردة لنفس عطشانه الخبر الطيب من
أرض بعيدة " (أم 25: 25) والأرجح أن المثل: " كبرد الثلج في يوم في
تبريد المشروبات.

5- البرد مجازياً: تستخدم كلمة برد ومشتقاتها، مجازياً للدلالة على الضعف
والفتور: " تبرد محبة الكثيرين " (مت 24: 12، " أنا عارف أعمالك،
أنك لست بارداً ولاحاراً " (رؤ 3: 15)
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي