بكر
– بكورية
والكلمة
تعني أساساً الابن الأكبر (خر 6: 14، 11: 5)، وفي حالة تعدد الزوجات كان البكر هو
أول من يولد للرجل سواء من زوجة أو جارية. وكان البكر يستمتع ببعض الامتيازات أكثر
من سائر إخوته، فكان من نصيبه بركة ابيه (تك 27: 1 4، 35 37)، وله مكانة مفضلة (تك
43: 33)، كما كان له نصيب اثنين في الميراث (تث 21: 15 17)، ولكن كان يمكنه أن
يساوم على حقوقه كما فعل عيسو (تك 25: 29 34)، أو أن يفقدها نتيجة سوء سلوكه كما
حدث لرأوبين (تك 35: 22، 49 ": 3و 4، 1 أخ 5: 1).
وأمر
الرب أن يكون له كل بكر من الناس والبهائم، فكانت أبكار البهائم الطاهرة لا تفدى
ولا تستبدل بل تقدم ذبيحة للرب، أما بكر الحيوانات غير الطاهرة مثل الحمار فكان
يفدى بشاة أو يكسر عنقه. وكل بكر إنسان كان يفدي (خر 13: 1 6) حيث أن الرب لم يسمح
بتقديم الأبناء ذبيحة كما كان يحدث عند الوثنيين (تث 18: 10، إرميا 7: 31، 19: 5)،
فقد قدم ميشع ملك موآب ابنه البكر الذي جلس عوضاً عنه على العرش، محرقة على السور
لإِلهة كموش (2مل 3: 27)، وللأسف تسربت هذه العادة الوحشية إلى إسرائيل في أيام
الارتداد (2مل 16: 3، 17: 17، 21: 6، إرميا 7: 31، حز 16: 20، 23: 37، ميخا 6: 7).
وقد
أخذ الرب اللاويين لخدمته عوضاً عن أبكار بني إسرائيل (العدد 3: 12و 13، 8: 16 18).
وقيل
عن يسوع فى العهد الجديد إن العذراء مريم " ولدت ابنها البكر " (لو 2: 7).
وتستخدم الكلمة أحياناً مجازياً للدلالة على الأولوية أو السمو، فقال الرب عن
إسرائيل: " إسرائيل ابني البكر " (خر 4: 22، إرميا 31: 9)، فكما أن
الابن البكر كانت له بعض الامتيازات كما سبق القول.. هكذا كانت لإسرائيل امتيازات
دون سائر الأمم. ونقرأ عن المسيا أنه " بكر أعلى من ملوك الأرض " (مز 89:
27)، كما أن المسيح هو بكر الآب (عب 1: 6) لأن له السيادة فوق الجميع، فهو الملك
الوحيد فوق كل من ينتمون إليه في الخليقة الجديدة، وعند دخوله إلى العالم "
كالبكر " في تجسده، يقول الله: " ولتسجد له كل ملائكة الله " (عب 1:
6).
وهو " بكر كل خليقة " (كو 1: 15) وهي العبارة
التي أساء أريوس في القرن الرابع فهمها، كما يسيء فهمها الأن شهود يهوه وكل من
ينهج نهجهم، فيزعمون أنه مخلوق وليس " الله "، ولكن المعنى الصحيح، هو
أن المسيح وهو الله بالحقيقة له الأولوية والسيادة فوق كل خليقة، ويدل على ذلك:
أ-
أنه هو ذاته خالق كل الأشياء (عدد 16).
ب
– هو قبل كل شيء، فهو كائن منذ الأزل قبل أن توجد كل الخليقة، كما أنه يسود عليها (عدد
17).
ج
– كان الرسو ل بولس بهذا القول يدحض فريه الغنوسيين الذين ادعوا أن المسيح مجرد
انبثاق مخلوق من الله، وليس من المعقول أن يضع بين أيديهم حجة لدعواهم.
د-
كان الربيون (علماء اليهود) يقولون عن الله نفسه إنه " البكر " باعتباره
الكائن الأسمى فهو " بكر العالم ".
ه
– يؤكد الرسول بولس " لاهوت المسيح " في مواضع كثيرة من نفس الرسالة ومن
غيرها (كو 1: 19، 2: 9، تي 2: 13.. الخ) ويقول في نفس الأصحاح إن المسيح "
بكر من الأموات " (كو 1: 18) فهو خالق الحياة ورئيسها (أ ع 3: 15)، كمايقول
الرب نفسه لعبده يوحنا إنه هو " البكر من الأموات " (رؤ 1: 5)، لقد قام
بعض الأمواب قبله، ولكنهم ماتوا ثانيه، أما هو فانه أول من قام بالجسد من القبر
لكي لا يسود عليه الموت مرة أخرى (رؤ 6: 9)، كما أنه باكورة القيامة (1 كو 15: 20).
ثم
" ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين " (رو 8: 29) وذلك عندما تتم مقاصد
الله بالنعمة، ويجمع جميع المختارين إلى الوطن السماوي، فلن يكون هو ربهم فحسب، بل
أيضاً المثال الكامل لهم كابن الله الكامل الفريد، فقد سبق الله فعينهم ليكونوا
مشابهين صورة ابنه، فالمؤمنون، وهم ينمون في مشابهته يوماً بعد يوم ويمتلكون
امتيازات الأبكار بما في ذلك الملكوت والكهنوت، يمكن أن يقال عنهم: " كنيسة
أبكار مكتوبين في السموات " (عب 12: 23).