بناء

Edifier

مقدمة

أولاً:
بناء إسرائيل القديم

1. بناء عائلة وتشييد مبنى:

2. بناء وهدم:

ثانياً:
الأساس الجديد

ثالثاً:
تشييد جسد المسيح

1. سأبني كنيستي:

2. البناؤون:

3. الجسم في طور البناء:

4. أما البناء الجديد:

 

 

مقدمة

يحتلّ
موضوعا البناء، والمبنى الذي يشيَّد، مكاناً مرموقاً في الكتاب المقدس، وهو كتاب
يخصّ شعباً يبني ذاته، ويشيّد البيوت والمدن وهيكله. فالتشييد هو رغبة طبيعية لدى
الإنسان، والله سيجعل منه إحدى الركائز في قصده الخلاصي.

أولاً:
بناء إسرائيل القديم

1. بناء عائلة وتشييد مبنى:

يدلّ
فعل "باناه" في العبريّة بشكل رئيسي على تشييد المباني الماديّة،
كالمذبح (تكوين 8: 20)، والبيت (33: 17)، والمدينة (4: 17)، والله لا يدين هذه
الأعمال، بشرط ألا تكون هادفة إلى استثارة الإنسان عليه، كما حدث و بابل (تكوين 11:
1- 9). فالحضور الإلهي هو ضروريّ لكي لا يكون الفشلُ مصيرَ العمل (مزمور 127: 1)،
ولا وزن للمنشآت "الوثنية"، أمام الله، إذ يدمّرها ساعة يشاء، مهما كانت
تبدو جميلة وقويّة (عاموس 3: 1//، صفنيا 2: 4//، زكريا 9: 3
//).

ولفظ
"بنى" ينطبق على عائلة ما، كما على مبنى: فالله "يبني" الإمرأة
من ضلع آدم (تكوين 2: 22). والأم "تُبنى" بالأولاد الذين تضعهم في
الحياة (16: 2، 30: 3). أما الذي يحرّك هذا التشييد، فهو الله (1 ملوك 11: 38).
فمن الشخص إلى العائلة، إلى القبيلة والشعب، ومروراً بوجه خاص بمفهوم البيت، يصبح
الانتقال من الإنسان إلى الله سهلاً وطبيعياً. هنا أيضا، هو الله الذي يعمل لكي
يبني سلالة داود (2 صموئيل 7: 11)، بيت إسرائيل، أو شعبه (إرميا 12: 16، 24: 6، 31:
4
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سمكيا 1

2. بناء وهدم:

عندما
يبارك الله "عمل يدي الإنسان" (تثنية الاشتراع 14: 29، 15: 10)، فإنه
يمنحه الكمال والصلابة إنه "يبنيه". لكن إذا نسي الإنسان الله، فالله
سوف يهدم العمل الذي شُيِّد من دونه (إرميا 24: 6، 42: 10). فإزالة الأشخاص،
والمساكن، والمدن والشعوب، سوف تكون علامة عقابه. وإرميا، نبيّ ذلك التدمير،
أُرسِلَ لكي "يهدم ويقتلع، لكي يبني ويزرع" (إرميا 1: 10
).

لكن
الله الوفيّ والذي يبني (راجع اسم العلم "يبنييا"، أي الله يبني)، لا
يهدم جذرياً ودون استئناف. وإن أنزل على كل استعلاء بشري (إشعيا 2: 11)، دفق غضبه
المدمّر (إشعيا 28: 18، 30: 28)، فإنه يستمرّ دائماً في القيام بعمل يبني (إشعيا
44: 26، 58: 12). فخيمة داود التي هُدِمَت سوف يعود بناؤها (عاموس 9: 11)، والشعب
سوف يعود من المنفى ويعيد بناء مدنه (إرميا 30: 4 و18). فأورشليم والهيكل سوف
يجدَّدان (حجاي 1: 8، زكريا 6: 13، إرميا 31: 38) والصور نفسها تصور ما يعاد بناؤه
من ناحية، وتقوية الشعب من ناحية أخرى، البيوت التي تندفع عالياً والشعب الذي
يتوافد (إشعيا 49: 19- 21، إرميا 30: 18
/).

ثانياً:
الأساس الجديد

البناء
الجديد، الشعب الجديد، هو تتمة للقديم، لإسرائيل ومؤسساته، لكنه لا يتأسس عليه.
فهو مؤسس على العنصر الأساسي، الحجر الذي كان الله قد خصّصه لكي يكون رأس بناءٍ
وتاجه، وهو بناء شيّده الله في إسرائيل (إشعيا 28: 16، زكريا 4: 7). لكن العمال
المكلّفين بهذا العمل نبذوا الحجر الذي كان سبب إزعاج لهم (راجع مزمور 118: 22،
متى 21: 41/). لكن المدهش هو في أن الحجر المُهمَل كان لوحده قد اغتنى من البناء
الأول، بحيث إن الله استعاد العمل السابق وأكمله لما وضع ذلك الحجر في أساس البناء
الجديد (مزمور 118: 22). فبسبب إرادة العمال الرافضة، بنى الله بنفسه "بناءً
عجيباً أمام أعيننا"، رائعةً لا وصف لها. حجر الزاوية المنبوذ والذي أصبح
"راًس الزاوية" (1بطرس2: 7)، "الأساس الوحيد" الممكن (1
قورنتس 3: 11)، هو يسوع المسيح (أعمال 4: 11
).

هل تبحث عن  هوت طقسى طقوس العهد القديم الهيكل 33

فيسوع
المسيح هو أيضاً الهيكل الجديد. إنّه ينبئ، بعد إرميا (راجع إرميا 17: 12- 15)،
بتدمير البناء العجيب، فخر إسرائيل، وقد أصبح "مغارة لصوص" (إرميا 7: 11،
متى 21: 12)، وبترميم هيكل آخر -في ثلاثة أيام، أي في القليل من الزمن- هو جسده.
أما صانع ذلك البناء، فيكون هو بنفسه (يوحنا 2: 19-20
).

ثالثاً:
تشييد جسد المسيح

1. سأبني كنيستي:

كحجر
زاوية وهيكل مقدّس. ليس يسوع بناءً جديداً فقط، بل إنّه الباني له. فالبناء هو
عمله، وهو "كنيسته" (متى 16: 18). هو يختار موادّه، ويضعها في مكانها.
فيقيم بطرس في الأساس. "وهو أيضاً الذي يعطي"، إذا أصبح في مجده، لكل
واحد مكانه ووظيفته، وهو الذي يمنح إلى عناصر البناء كلّها "وئاماً
وتماسكاً"، ويبني هكذا جسده الخاص في المحبة (أفسس 4: 11- 16
).

2. البناؤون:

هم
أولئك الذين وضعهم المسيح، في البدء، "أساساً": أي الرسل (أفسس2: 20).
فهم، في الوقت نفسه، "أساسات" و"مؤسسين" للكنائس التي أنجبوها.
فكما كان فعل البناء من اختصاص الرسالة النبويّة بالنسبة لإرميا (إرميا 1: 10، 24:
6)، أصبح الفعل نفسه من اختصاص الموهبة الرسولية بالنسبة لبولس (2 قورنتس 10: 8،
12: 19، 13: 10). فبصفتهم "معاونين في عمل الله" (1 قورنتس 3: 9)، من
واجب الرسل أن يزرعوا (3: 6)، وأن "يضعوا الأساس" الذي هو يسوع المسيح
(3: 10
/).

3. الجسم في طور البناء:

"يشيِّد الجسم نفسه بنفسه" (أفسس 4: 15/)،
بجميع أجزائه، بدافع من الرأس، المسيح. فوظيفته بناء الكنيسة لا تمتدّ إلى "الأنبياء
والإنجيليين والرعاة والمعلّمين" فقط (أفسس 4: 11)، وهم الذين أوكِلَت إليهم
مسؤوليات محدّدة، بل أن "القديسين" جميعهم، الذين يشكّلون "حقل
الرب وعمارته" (1 قورنتس 3: 9) مدعوون للمساهمة فعلياً في عمل التشييد. إنه
عمل مشترك ومتبادل، إذ الواحد يبني الآخر، ويعطيه قيمته الكاملة في البناء، ويحصل
منه على المعونة والقوّة (رومة 14: 19، 15: 2، 1 تسالونيكي 5: 11، يهوذا20). وهذا
العمل يؤلّف واجباً رئيسيًّا، ومقياساً أساسيًّا في تمييز المواهب: فأفضلها هي
التي تبني الجماعة (1 قورنتس 14: 12). فبناء الأخوة هو بناء الكنيسة، بشرط البقاء
طبعاً "راسخين ومشيِّدين" في المسيح وفي تقليده الأصيل (كولسي 2: 6/).
والنار هي التي سوف تمتحن في اليوم الأخير جودة الموادّ المستعملة (1 قورنتس 3: 10-
15
).

هل تبحث عن  بدع وهرطقات بدع حديثة الأدفنتست السبتيون هل السبتيون على حق 00

4. أما البناء الجديد:

فهو
المدينة المقدّسة، أورشليم الجديدة (رؤيا 21: 2). فهو ينزل من السماء، من عند الله
لأن لا أثر من بعد لما تنتجه الخطيئة: فلا موت، ولا بكاء، ولا صراخ، ولا وهن.
فالبناء الجديد هو بأكمله من صنع الله (رؤيا 21: 4). مع ذلك، فهو يستند "على
اثني عشر أساساً، على كلٍّ منها اسمٌ من أسماء رُسُل الحمل الاثني عشر" (21: 14)،
وعلى أبوابه، "أسماء مكتوبة هي أسماء أسباط بني إسرائيل الإثني عشر" (21:
12). إذاً، هو بالفعل البناء الذي أسّسه يسوع المسيح وعَهِدَ به إلى الرسل، وهو
الكنيسة التي بُنيَت بجهد القديسين جميعاً. والكنيسة هي العروس، وزينتها- ذلك
الكتان ذو البياض الباهر، وتلك الحجارة التي تعكس، من كل صوب، وتتبادل نور المجد
الإلهي (21: 19- 23). فزينتها إذاً هي "أعمال المؤمنين الحسنة" (19: 8).
فكل شيء في ذلك البناء هو من صنع الله، وهو بأكمله قد شيِّد على يد القديسين. فذلك
هو سرّ النعمة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي