بيت
شمس

 

وهي
" بيت شمش " في العبرية، وكانت هناك عدة مدن بهذا الاسم:

(1)بيت شمس في يهوذا: حيث نقرأ في وصف حدود نصيب
سبط يهوذا: " ونزل (التخم) إلى بيت شمس " (يش 15: 10). وفي كلمة نزل
إشارة طبوغرافية إلى موقع المدينة في الأرض المنخفضة في شرقي فلسطين أو في غربيها
بلا تحديد. ولكن في قصة إعادة أقطاب الفلسطينيون " للتابوت " من عقرون (اصم
6: 9 19) نجدهم يقولون إنه إن صعدت العجلة " في طريق تخمه إلى بيتشمس "
تكون الضربات من الرب إله إسرائيل. وكان الفلسطينيون يقفون على الجانب الغربي من
يهوذا، وبذلك يتحدد موقع " بيت شمس " يهوذا في الأرض المنبسطة في الغرب
على الحدود الفاصلة بين أرض يهوذا و أرض الفلسطينيين، ومما يؤيد ذلك أن " بيت
شمس " كانت في منطقة أحد وكلاء سليمان الأثني عشر المدعو " ابن دقر
"، وباستبعاد المناطق الإحدي عشرة الباقية، نجد أن منطقة ابن دقر كانت في
يهوذا على الحدود الفلسطينية (1 مل 4: 9). ويؤيد هذا أيضاً ما جاء عن هجوم
الفلسطيينين على منطقة حدود يهوذا: " واقتحم الفلسطينيون مدن السواحل جنوبي
يهوذا وأخذوا بيت شمس " (2 أخ 28: 18)
.

ثم
أن أمصيا ملك يهوذا ويهواش ملك إسرائيل " قد تراءيا مواجهة.. في بيت شمس
" (2 مل 14: 11) مما يدل ايضا على أن " بيت شمس " كانت تقع على
الحدود بين يهوذا وإسرائيل، مما يجعلها قرب الطرف الشمالي من حدود يهوذا الغربية.
وقد أعطي سبط يهوذا بيت شمس ومسرحها (ضواحيها) للاويين (يش 21: 16)، والأرجح أنها
هي " عين شمس " الحالية في فلسطين.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر صموئيل الأول 07

ولعل
" عين شمس " (أي مدينة الشمس) و " جبل حارس " (أي جبل الشمس)
هما " بيت شمس " في يهوذا (يش 15: 10، 190: 41 43، 1مل 4: 9، قض 1: 33 و
35). ولكن لأن عبادة الشمس كانت شائعة جداً، والمدن التي تحمل هذا الاسم عديدة،
فمن الخطأ أن نجزم بالقول بإن هذه الاسماء الثلاثة تشير إلى نفس المدينة، وأن كانت
جميعها تقع في نفس المنطقة.

(2) بيت شمس في يساكر: عند تحديد تخوم الأسباط، نجد
أن تخم يساكر وصل إلى تابور وشحصيمة وبيت شمس وكانت مخارج تخمهم عند الأردن (يش 19:
22) وهذا يعني أن مدينة " بيت شمس " هذه كانت تقع في الجزء الشرقي من
أرض يساكر، ولا يعلم بالضبط موقع هذه المدينة.

(3) بيت شمس في نفتالي: جاء ذكر مدينة " بيت
شمس " مع مدينة " بيت عناة " بين نفتالي (يش 19: 38) ولكن ليس ثمة
دليل واضح على موقع هذه المدينة. وقد يعني ارتباط مدينة. " بيت شمس "
بمدينة " بيت عناة " أنهما كانتا قريبتين من بعضهما في الجزء الأوسط من
نصيب سبط نفتالي. ولم يطرد بنو إسرائيل الكنعانيين من مدينة " بيت شمس "
هذه.

(4) بيت شمس التي في أرض مصر: وهي المدينة التي أصدر
" رب الجنود " حكمه بالهلاك عليها على لسان إرميا النبي: " ويكسر
أنصاب أصنام بيت شمس التي في أرض مصر، ويحرق بيوت آلهة مصر بالنار" إرميا 43:
13). وتذكر الترجمة السبعينية أن مدينة " بيت شمس " التي في أرض مصر هي
نفسها مدينة " هليوبوليس " إلا أن هذا الأمر يحوطه بعض الشك. فإن كانت
" بيت شمس " وصفا لهليوبوليس، فأين أداة التعريف في كلمة " شمس
"؟ وإن كانت اسم علم فكيف يمكن أن تسمى مدينة مقدسة في مصر باسم عبرى؟

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر أيوب 01

فالأرجح
هو أن العدد الكبير من اليهود الذين كانوا يقيمون في مصر مع إرميا قد أطلقوا هذا
الاسم على هليوبوليس ليستخدموه فيما بينهم، وتكون كلمة " بيت " ترجمة
للكلمة المصرية " برا
"(Perra)، إ لا فإن مدينة " بيت شمس " لا يمكن أن تكون هي "
هليوبولس "، بل لا بد أنها كانت مدينة أخرى غير معروفة لنا الآن، كانت تقام
فيها العبادات السامية. ولعل إرميا يؤيد هذا في قوله: " ويكسر أيضاً بيت شمس
التي في أرض مصر، ويحرق بيوت إلهة مصر بالنار " فلو كانت مدينة " بيت
شمس " هي " هليوبوليس "، لكانت الموازنة فقط بين " الأنصاب
" (الأعمدة أو الأصنام) وبين البيوت، ولكن يبدو من الطبيعي أن تكون الموازنة
بين " بيت شمس " كمكان للعبادة السامية في أرض مصر من جهة، وبين مكان
العبادة المصرية في بيوت ألهة مصر من جهة، وبين مكان العبادة المصرية في بيوت آلهة
مصر، من جهة أخرى.

ولكن
الترجمة السبعينية _ التي تقول إن بيت شمس هي نفسها هليوبولس قد عاش من قاموا بها،
في مصر، والأرجح أنهم عرفوا حقائق كثيرة غير معروفة لنا الآن، وإلى أن تظهر حقائق
جديدة في هذا الصدد، يحسن أن تقبل ما ذكروه من أن مدينة " بيت شمس " هي
نفسها مدينة هليوبولس، ولعلها هي أيضا التي يشير إليها إشعياء " بمدينة الشمس
" (إش 19: 18)
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي