بيلشاصر
ويكتب
في اليونانية " بلتاصر " (Baltasar) وبالبابلية " بيلشار أوسر " (Bel – Shar – Usur)وكان
ملكاً للكلدانيين عندما أخذ داريوس المادي مملكة بابل (دانيال 5: 30). وتذكر
الآثار البابلية مراراً اسم " بيلشار أوسر " الابن البكر و" حبة
قلب " ابيه " نبونيدس " آخر ملوك الامبراطورية البابلية التي اسسها
" نبوبو لاسار " ابو الملك "نبوخذنصر " بعد موت " أشور
بانيبال " ملك أشور في عام 626 ق.م. وبيلشاصر هو الملك المذكور في سفر دانيال:
"في تلك الليلة قتل بيلشاصر ملك الكلدانيين فأخذ المملكة داريوس المادي
" (دانيال 5: 30 و 31).
ولايلزم
افتراض ان بيلشاصر كان في أي وقت ملكاً على الامبراطورية البابلية بنفس الكيفية
التي كان بها " نبوخذ نصر " أو " نبونيدس ".
ويحتمل
ان " ابن نيونيدس " وكان يحمل نفس اسم ابيه " نبونيدس " كان
ملكاً على بابل أو ملكاً بابلياً على حاران، بينما كان ابوه الحاكم الأعلى في بابل
على كل الامبراطورية. ولعل " نبونيدس " الثاني هذا هو الملك الذى قتله
كورش حين عبر الدجلة إلى الشمال من " أربلا " في السنة التاسعة لملك
ابيه " نبونيدس " وبناء على النقوش الأثرية في " اشكي حاران "
مات نبونيدس الثاني في السنة التاسعة لنبونيدس الأول.
ويحتمل
ان يكون بيلشاصر هو ابن الملك، الذي يقال عنه في نفس النقوش، انه قاد الجيش
البابلي في " اكد " من السنة السادسة إلى الستة الحادية عشر لنبونيدس
الأول,أو لمدة أطول,لأنه النقوش قبل السنة السادسة وبعد السنة الحادية عشرة تعرضت
للكسر واصبح من العسير قراءتها. والأرجح ان ابن الملك هو الذي جاء ذكره مرة أخرى
في نفس السجلات بأنه مات في الليلة التي استولى فيها " جوبرياس " على
بابل.
ولما
كانت النقوش تخلع على " نبونيدس الثاني " الذي كان حاكما على حاران في
زمن حكم ابيه لكل الامبراطورية لقب ملك بابل، ونفس هذه النقوش تدعو اباه نيونيدس
الأول بنفس اللقب فلا عجب أن يدعى " بيلشاصر " ملك بابل رغم انه لم يكن
ألا ولياً على العهد فحسب. ويرجح أيضاً أنه كما أقام نبونيدس الأول أحد ابنائه
" ملكاً على حاران " أقام ابناً ثانياً ملكاً على بلاد الكلدانيين. وهذه
يفسر قول دانيال عن بيلشاصر إنه ملك الكلدانيين (دانيال 5: 3) أو بالحري "
الملك الكلداني " مما يشير إلي جنسية الملك وليس إلى مملكته.
وتشير
السنة الثالثة من ملك " بيلشاصر الملك " (دانيال 8: 1) إلى السنة
الثالثة من إمارته على الكلدانيين كنائب ملك تحت حكم ابيه نبونيدس الأول، تماما
كما كان " قمبيز " نائباً للملك في بابل تحت حكم ابيه كورش الملك.
ونرجح
بناء على ما جاء في سفر دانيال، أن إمارته ضمت بلاد الكلدانيين وسوسيانا وربما
ولاية بابل أيضاً بل " وأكد " كما يفهم من السجلات التاريخية لنبونيدس
وكورش.
ومن
المرجح أيضاً أن حكام مدينة بابل كانوا يدعون " ملوكا "، فقد دعي والد
" نرجل شراصر " ملكا على بابل، كما يرجح أن والد نبونيدس الأول، دعي
أيضاً ملكاً على بابل، رغم انهما لم يكونا يحكمان سوى المدينة فحسب، أو على أكثر
تقدير ولاية بابل فقط وليس كل المملكة، لأننا نعرف عن يقين اسماء كل الملوك الذين
حكموا الامبراطورية البابلية منذ 626 ق.م. حين اصبح نبو بولاسار ملكاً.
ويبدو
ان بيلشاصر كان له اخ ثان بالاضافة إلى نبونيدس الثاني اسمه نبوخذنصر، لانه
الثائرين البابليين ضد " داريوس هستاسيس " كان لهما نفس الاسم "
نبوخذ نصر بن نبونيدس ". كما كان له أختان اسم احداهما " إينا تزاجيلاريمات
" واسم الأخرى " اوكايو شاي نا ". وكان لبيلشاصر بيته الخاص في
بابل حيث يبدو أنه كان يشتغل في تجارة الصوف والأقمشة، كما كانت له املاك وضياع
كثيرة يقدم منها العطايا للآلهة. وكان ابوه كثيرا مايقرن اسميهما معاً في صلواته
للآلهة. ويبدو أنه عينه قائداً لجيش " أكد " الذي كان واجبه الاساسي
الدفاع عن مدينة بابل ضد الميديين والفرس.
ويتضح
من سجلات تواريخ نبونيدس كورش، ان بيلشاصر كان الملك الفعلي للامبراطورية البابلية
أو ما تبقي منها من الشهر الرابع حتى الشهر الثامن من السنة السابعة عشرة من ملك
ابيه نبونيدس، وانه مات في الليلة التي استولى فيها " جوبرياس " قائد
جيش كورش، على بابل (ولعل جوبرياش هذا هو نفسه داريوس المادي).
والاعتراض
على الشخصية التاريخية لبيلشاصر كما جاء في سفر دانيال بينى على اساس ما ذكر عنه
من انه ابن نبوخذنصر (دانيال 5: 11 18) بينما تؤكد النقوش الأثرية أنه ابن نبونيدس.
وهذا اعتراض يمكن الرد عليه بأن " نبونيدس " كان اباه الحقيقي، وأن
" نبوخذنصر " هو اسم ابيه "بالتبني " أو بأفتراض ان الملك
والأم ودانيال قد أشاروا إلى الجد الأعظم على أنه الاب، تماماً مثلما يقول
الأشوريون عن " ياهو " إنه ابن عمري، وكما يقال مثلاً عن " أبيام
بن رحبعام " ملك يهوذا، إنه لم يكن قلبه كاملاً مع الرب إله كقلب داود ابيه
" (1 مل 15: 3)، مع أن داود لم يكن أباه بل كان جدا لابيه.
بين:
اسم عبري معناه " ابن " وهو أحد اللاويين الذين عينوا للغناء في الهيكل
في أيام الملك داود " (1 أخ 15: 18).
