ترتلس

 

و
" ترتلس " تصغير الاسم اللاتينى " ترتيوس " ومعناه "
الثالث "، وهو اسم الخطيب الذي انحدر مع حنانيا رئيس الكهنة ومع الشيوخ من
أورشليم إلى قيصرية ليعرضوا للوالي ضد بولس (أع 24: 1). وكان ترتلس محامياً
مأجوراً لتقديم شكاية اليهود وقضيتهم في قالب قانوني سليم. وبرغم أن " ترتلس
" كان اسما رومانيا، إلا أن صاحبه لم يكن بالضرورة رومانيا، فالأسماء
الرومانية كانت شائعة بين اليونانيين واليهود، وكان معظم الخطباء في ذلك الوقت من
أصل شرقي. كما أنه لا يمكن من أسلوب حديثه أن نستنتج بالقطع أنه كان يهودياً (أع
24: 2 8)، فقد أعتاد المحامون في دفاعهم عن موكليهم أن يعتبروا أنفسهم واحداً معهم،
كما يظهر في الكلمات: " نحكم عليه حسب ناموسنا (أع 24: 6)

وقد
اتسم حديثة أمام فيلكس بالكثير من البراعة، فقد بدا خطابه بتملق حكم فيلكس الوالي
الذي لم يدم طويلاً كما يحدثنا التاريخ. ثم تلا ذلك بمرافعة تعتبر مثالاً في كيفية
خلق قضية قوية عن طريق البراعة في استعراض أنصاف الحقائق، وهكذا نسب الفتنة التي
حدثت في أورشليم إلى تحريض بولس عليها، فهو " مفسد ومهيج فتنة "، فيكون
عدوا لأمرين يدين لهما فيلكس بالولاء، وهما الحكم الروماني والديانة اليهودية.

وجاء
القبض على بولس بطريقة ليس فيها من العنف الغوغائي شيء، بل على العكس كانت طريقة
قانونية قام بها الكهنة والشيوخ من أجل إحلال السلام، ولولا تدخل " ليسياس
" بغير مبرر لكان لهم شأن آخر مع السجين، ولكانوا قد حاكموه أمام محاكمهم،
ولما شغلوا وقت فيلكس الثمين هذه القضية. إلا أنهم كانوا على استعداد أن يضعوا
الأمر كله بين يدي فليكس.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد جديد رسالة بولس الرسول الثانية إلي تيموثاوس 00

 ويجدر بنا أن نقارن حديث ترتلس أمام فليكس والوارد في سفر الأعمال (24:
2 8) بالرواية الحقيقية للأحداث كما وردت في سفر الأعمال أيضاً (21: 27 35)، وكما
وردت في خطاب كلوديوس ليسياس إلى فليكس (أ ع 23: 26 – 30)
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي