جبعون
ومعنى
جبعون " أكمة "، وكانت جبعون إحدى مدن الحويين الملكية (يش 9: 7) وكانت
" أعظم من عاي، وكل رجالها جبابرة " (يش 10: 2). وقد وقعت في نصيب
بنيامين (يش 18: 25). وقد أعطيت لبني هارون الكاهن (يش 21: 17).
(1) الجبعونيون: وضع الجبعونيون خطة لإنقاذ أنفسهم وخلفائهم في الكفيرة
وبئيروت وقرية يعاريم، من زحف بني إسرائيل، لانهم ارتاعوا مما فعله بنو إسرائيل
بأريحا وعاي. فأرسلوا وفدا، تنكروا في ثياب بالية وكأنهم قادمون من بلاد بعيدة، و
" اخذوا جوالق بالية لحميرهم وزقاق خمر بالية مشققة ومربوطة، ونعالا بالية
ومرقعة في أرجلهم، وخبزا يابسا قد صار فتاتا، وجاءوا إلى يشوع في الجلجال واقنعوه
وسائر رؤساء إسرائيل بان يقطعوا لهم عهدا. وبعد ثلاثة أيام انكشفت الخدعة، فغضب كل
الجماعة ولكنهم لم يستطيعوا أن ينكثوا بالعهد، واضطر يشوع بان يكتفي بان يلعنهم،
وجعلهم " عبيدا ومحتطبي حطب ومستقي ماء لبيت الهي.. وللجماعة ولمذبح الرب
" (يش 9: 23، 27)، فكانوا يخدمون في الهيكل، ولعل هذا يلقي بعض
الضوء على قتل شاول الملك لهم (2 صم 21: 1). وقد اغتاظ سائر الكنعانيين بسبب هذه
الخدعة التي لجأ إليها الحويون، والتي أضعفت قواتهم، فأجتمعوا بقيادة ادوني صادق
للانتقام من الجبعونيين، فاستغاث الجبعونيون بيشوع فسار إليهم يشوع وجميع رجال
الحرب مع الليل كله من الجلجال، ونزل عليهم بغتة، وهزمهم وطاردهم في طريق عقبة بيت
حورون، وضربهم إلى عزيقة وإلى مقيدة (يش 10: 1 11).
وحدث
جوع في أيام داود ثلاث سنين لغضب الرب على ما فعله شاول بقتله الجبعونيين، "
لاجل غيرته على بني إسرائيل ويهوذا " الذين يحتمل انهم غاروا من وجود
الجبعونيين بينهم. وعندما أراد داود أن يسترضيهم، تمسكوا بحقوقهم بناء على عهد
يشوع معهم، ولم يقبلوا فدية من فضة أو ذهب، بل طلبوا سبعة رجال من أبناء شاول
ليصلبوهم في جبعة، وهو ما لم يستطع داود أن ينكره عليهم، فأخذ سبعة من أبناء شاول
وسلمهم ليد الجبعونيين فصلبوهم على الجبل (2 صم 21: 1 10).
(2) المقاتلون: تقابل رجال ابشبوشث بن شاول بقيادة ابنير، ورجال داود
بقيادة يوآب، على بركة جبعون واختاروا اثني عشر رجلا من كل فريق ليتقاتلوا معا،
" وامسك كل واحد براس صاحبه وضرب سيفه في جنب صاحبه وسقطوا جميعا "، ثم
نشب قتال عنيف انكسر فيه ابنير ورجال إسرائيل أمام عبيد داود، وسعى عسائيل وراء
ابنير، فضربه ابنير بزج الرمح في بطنه وقتله (2 صم 2: 12 23).
ويبدو
أن الأصح قراءه " جبعون " بدلا من " جبع " في صموئيل الثاني (5: 25) كما يتضح
من الفصل المقابل في أخبار الأولى الأوقات (14: 16).
(3) مقتل عماسا: بعد مقتل ابشالوم والقضاء على ثورته، رفع شبع بن بكري راية
العصيان فارسل داود عماسا ليجمع رجال يهوذا لمحاربته، لان أي تأخير كان يحمل مخاطر
شديدة، إذ يستطيع شبع بن بكري أن يقوي مركزه. لذلك أرسل داود ابيشاى والكتائب التي
كانت معه لمهاجمة شبع على الفور، وذهب معه يوآب. وطبعا لم يكن يرضيه أن يكون الرجل
الثاني. ولما كانوا عند " الصخرة العظيمة " التي في جبعون، جاء عماسا
قدامهم فغدر به يواب وقتله وتولى القيادة، واخمد ثورة شبع، وقطع رأسه (2 صم 20: 1 22).
ولا بد أن " الصخرة العظيمة " كانت مكانا مشهورا وربما كان لها صبغة
مقدسة.
4 المقدس: كانت جبعون هي مقر المقدس القديم، وتسمى " المرتفعة
العظمى " (1 مل 3: 4). ونعلم من أخبار الأيام الثاني (1: 3) أن "هناك
كانت خيمة الاجتماع خيمة الله التي عملها موسى عبد الرب في البرية "، وفي
جبعون اصعد سليمان العربي محرقة، وهناك تراءى الرب له في حلم ليلا وبالإضافة ماذا
يعطيه (1 مل
1: 4 15، 9: 2، 2 أخ 1: 3 و13.. الخ).
وعند
" المياه الكثيرة التي في جبعون " الحق يوحانان بن قاريح باسماعيل بن
نثنيا واسترجع كل الشعب الخليفة سباه إسماعيل من المصفاة (ارميا 41: 11 14).
وكان
بين الذين رجعوا مع زربابل 95 من " بني جبعون ط (نح 7: 25 مع
3: 7). وقد عسكر سيستوس جالوس فإطلاق جبعون وهو في طريقة من انتيباترس لمحاربة
أورشبيم.
5- تحديد موقعها ووصفها: توجد الآن في موقع المدينة
القديمة قرية "الجيب " وهي على بعد خمسة أميال إلى الشمال الغربي من
أورشليم، وعلى بعد نحو ميل إلى الشمال من النبي صموئيل، على ربوة مزدوجة، لها سفوح
متدرجة ولكنها صخرية شديدة الانحدار نحو الشرق. وتحيط بالقرية أطلال أثرية رائعة .
وعلى بعد نحو مائة خطوة إلى الشرق من القرية، يوجد نبع ماء له خزان كبير، كما يوجد
بين أشجار الزيتون في الأسفل بقايا خزان آخر أوسع من الأول، تجتمع فيه المياه التي
تفيض من الخزان الأول، ولعله " البركة " المذكورة في صموئيل الثاني (2: 13)،
و " المياه الكثيرة " المذكورة في ارميا (41: 12). وتقع قرية "
الجيب " في وسط سهل مرتفع لا يبعد كثيرا إلى الجنوب من الطريق العظيم المار
ببيت حورون إلى وادي عجلون.