جثسيماني

 

كلمة
أرامية معناها " معصرة الزيت "، وهي مكان يصفه متى ومرقس بانه كان
" ضيعة " أي مكانا محاطا بسياج (مت 26: 36، مرقس 14: 32) ويقول عنه
يوحنا أنه " بستان " (يو 18: 1)، ويكتفي لوقا بوصفه " بالمكان
" (لو 22: 39). وكان يقع على جبل الزيتون، عبر وادي قدرون (يوحنا 18: 1).
ويرجح جدا أن الرب يسوع كان معتادا أن يلجا اليه في أوقات إقامته في أورشليم (لو
21: 37، 22: 39). ولا بد أن صاحب الضيعة ويزعمون أنها كانت ملكا لمريم أم مرقس قد
أعطى الرب يسوع وتلاميذه الحق في ارتياد المكان متى شاءوا للاختلاء فيه معا.

وفي
الليلة التي أسلم الرب يسوع فيها، وبعد أن أكل الفصح مع تلاميذه، ورنموا ترنيمة
الفصح في العلية (التي يحتمل أنها كانت في جنوبي أورشليم بالقرب من باب صهيون)،
غادر العلية وعبر وادي قدرون وصعد إلي جبل الزيتون و هناك تحدث إليهم بأنهم سيشكون
فيه في تلك الليلة " لأنه مكتوب اني اضرب الراعي فتبدد خراف الرعية "،
كما قال لبطرس: " قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات " (مت 26: 31 36،
مرقس 14: 27 32).حينئذ جاء مع تلاميذه إلي ضيعة جثسيماني وقال لهم: " اجلسوا
ههنا حتى أمضي وأصلي هناك " (مت 26: 36). " ثم أخذ معه بطرس ويعقوب
ويوحنا وابتدأ يدهش ويكتئب.فقال لهم: نفسى حزينة جداً حتى الموت. امكثوا هنا
واسهروا. ثم تقدم قليلا " (مرقس 14: 33 – 35). ويقول لوقا أنه " انفصل
عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى " (لو 22: 41) ثلاث مرات، " وإذ
كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. ثم قام من
الصلاة وجاء إلي تلاميذه فوجدهم نياما من الحزن " (لو 22: 44 و 45)
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ استفاناس س

وبينما
هو يتكلم مع تلاميذه في بستان جثسيماني جاء جمع غفير، "ويهوذا أحد الاثني عشر
يتقدمهم، فدنا من يسوع ليقبله، فقال له يسوع: أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟ " (لو
22: 47 و 48). وهكذا اسلم يهوذا الرب يسوع ليد الجمع.فأمسكوا يسوع ومضوا به
للمحاكمة ثم الصلب.

ومازال
تحديد موقع جتسيماني موضع خلاف، فلكل من الغربيين والروس، والأرمن، واليونانيين
الأرثوذكس تقاليدهم عن تحديد الموقع. ولكن من المتفق عليه أن بستان جثسيمانى كان
يقع على سفح الجبل، فوق الطريق الواصل بين أورشليم وبيت عنيا.واقدم التقاليد وهو
يرجع إلي عصر الامبراطورة هيلينا عند زيارتها لأورشليم في 326 م يحدد الموقع
بكنيسة قبر العذراء على بعد نحو خمسين ياردة إلي الشرق من القنطرة على وادي قدرون،
وهذا يجعل الموقع في منتصف الطريق بين بوابة استفانوس والباب الذهبي، أي في مواجهة
الهيكل تماما، وقد احاطه الرهبان الفرنشسكان بالأشجار والزهور. وهناك ثمانية إشجار
زيتون قديمة جدا، يقولون انها ترجع إلي زمن الرب، وهو امر مستبعد لان يوسيفوس
المؤرخ اليهودي يقول ان تيطس الرومانى قد اجتث كل الأشجار حول أورشليم عند حصاره
لها. بعد نحو مائة ياردة من جهة الشمال، يوجد كهف يقولون أنه المكان الذي جثا فيه
يسوع و صلى (لو 22: 41). ولكن اليونانيين يحددون موقعا أخر، كما يوجد في مكان يعلو
ذلك المكان كنيسة روسية. وقد يكون هذا الموقع التقليدي قريبا جداً من الطريق العام
مما لا يجعله مكانا صالحا للخلوة. ولكن تلك السفوح طرأ عليها الكثير من التغيرات
خلال القرون.ومع ذلك فإن روعة المكان والعناية الفائقة التي يوليها الرهبان
للبستان، ومحافظتهم الدؤوبة على أشجار الزيتون العتيقة، وأحواض الزهور الجميلة، كل
ذلك يجعل من المنطقة مكانا رائعا للخلوة والتأمل.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عفا استعفي ي

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي