جسد
المسيح

Corps du Christ

مقدمة

أولاً:
جسد يسوع الشخصي

1. يسوع في حياته الجسدية:

2. موت يسوع بجسده:

3. تمجيد جسد يسوع:

ثانياً:
سر جسد المسيح

1. هذا هو جسدي:

2. أبعاد سر القربان المقدس في اختبار الكنيسة:

ثالثاً:
الكنيسة، جسد المسيح

1. أعضاء الجسد الواحد:

2. جسد المسيح، الذي هو الكنيسة:

3. جسد المسيح وأجسادنا:

 

 

مقدمة

بحسب
العهد الجديد، يقوم جسد المسيح بدور رئيسي في سر الفداء. ولكنّ هذا التعبير يتضمن
عدة معان، فيشير تارة إلى جسد يسوع الفردي، وتارة إلى جسده في سر القربان المقدس،
وأخرى إلى هذا الجسد الذي نحن أعضاؤه إلا وهو الكنيسة.

أولاً:
جسد يسوع الشخصي

1. يسوع في حياته الجسدية:

إن
يسوع قد شاركنا في حياتنا الجسدية، وتعلن كل صفحات العهد الجديد هذه الحقيقة
الأساسية. فبحسب الجسد، على حد قول بولس الرسول، هو ينحدر من الآباء ومن ذرية داود
(رومة 1: 3، 9: 5). وهو مولود من امرأة (غلاطية 4: 4). و الأناجيل توضح حقيقة
طبيعته البشرية في كل موضع دون ما حاجة إلى ذكر جسده صراحة، فهي تظهره عرضة للجوع
(متى 4: 2
//) .

وللتعب
(يوحنا 4: 6)، وللعطش (4: 7)، وللنوم (مرقس 4: 38)، وللألم… ولتأكيد هذه الظواهر
عينها، يفضل يوحنا الكلام عن جسد يسوع (راجع يوحنا 1: 14)، راشقاً بالضلال كل من
لا يعترف بأن "يسوع قد أتى في الجسد" (1 يوحنا 4: 2، 2 يوحنا 7
).

2. موت يسوع بجسده:

يتضاعف
هذا التركيز حول جسد يسوع في رواية الآلام. فمنذ عشا بيت عنيا، يفاض الطيب على
جسده، لأجل دفنه (متى 26: 12//)، وأخيراً يموت على الصليب (27: 50 //). ويوضع في
القبر (متى 27: 58- 60 //. يوحنا ": 38- 40) تبدو هذه النهاية العادية جداً
مماثلة لنهاية جميع البشر. إلا أنها تتضمن معنى خاصاً في سر الخلاص: إذ إن يسوع
على الصليب " حمل خطايانا" في جسده (1 بطرس 2: 24). وقد صالحنا الله في
جسده البشري إذ أسلمه إلى الموت " (كولسي 1: 22). فجسد المسيح حمل
"فصحنا الحق (1 كورنتس، 75). كان إذاً. وسيلة لفدائنا"، ومن جنبه
المطعون بالحربة تفجّر الدم والماء (يوحنا 1: 33- 35). في تقديمها لذبيحة المسيح،
خصصت الرسالة إلى العبرانيين عناية فريدة بحسده. فمنذ دخوله العالم، كان يسوع يهيئ
ذاته للتضحية بنفسه، ما دام أن الله سبق "فأعد له جسداً" (عبرانيين 10: 5).
وأخيراً "بالقربان الذي قرب فيه جسده قدسنا به مرة واحدة" (10: 10
).

هل تبحث عن  ئلة مسيحية الطغمات السماوية ة

3. تمجيد جسد يسوع:

إلا
أن هذا السر لم يكن لينتهي عند موت يسوع الجسدي، وإنما أكتمل بقيامته. فيبرز
الإنجيليون في حوادث الظهور، أن جسد المسيح الذي أقيم من بين الأموات، هو جسد
حقيقي (لوقا 42: 3 و42، يوحنا 20: 27)، إلا أنه أيضاً لم يعد خاضعاً لشروط الوجود
نفسها كما كان قبل الآلام (يوحنا 20: 1 و26). فلم يعد بعد ذلك جسداً بشرياً (1
كورنتس 15- 44)، وأنما هو "جسد مجيد" (فيلبي 3: 21)، أي "جسد
روحاني" (1 كورنتس 15: 44). وفي ذلك ينكشف، بشكل ساطع، المعنى القدسي لجسد
يسوع في التدبير الجديد الذي نشأ بالتجسّد: فلمّا هدم جسده وأعيد بناؤه مجدّد أي
ثلاثة أيام، حلّ محلّ الهيكل القديم كعلامة لحضور الله ما بين البشر (يوحنا 2: 18-
22
).

ثانياً:
سر جسد المسيح

1. هذا هو جسدي:

بعد
القيامة، لم يعد لجسد المسيح وجود سماوي غير منظور "عن يمين الله فحسب
(عبرانيين 10: 12)، إذ إن يسوع قبل أن يموت، قد أنشأ رتبة طقسية، حتى يخلد، تحت
صور معينة، حضوراً منظوراً لجسمه المقرب كذبيحة. وتبرز الروايات التي تصف تأسيس
الإفخارستيا، ارتباط هذا الترتيب الطقسي بالصلب الوشيك حدوثه معلنة بذلك معنى موت
يسوع: أهذا هو جسدي الذي يكسر لأجلكم! (1 كورنتس 11: 24//)، "هذا هو دمي، دم
العهد الذي يراق من أجل جماعة كثيرة" (مرقس 14: 24//). فما سيكون حاضراً منذ
الآن فصاعداً على شكلي الخبز"والخمر"، إنما هو جسد المسيح الذي أسلم،
ودمه الذي أريق.

2. أبعاد سر القربان المقدس في اختبار الكنيسة:

ذلك
أن هذا الطقس عينه، الذي تجدده الكنيسة، يبقى ذكراً لموت المسيح (1 كورنتس 11: 24-
26). لكنه يقام الآن في ضوء القيامة التي بها أصبح جسد المسيح "روحاً
محيياً" (15: 45)، وفضلاً عن ذلك، يتخذ بعداً اسكاتولوجياً من حيث إنه يبشر
بمجيء الرب؟ ويدعو إلى انتظاره (11: 26). فبفضل هذا الطقس، تقوم الكنيسة إذاً
باختبارله طابع خاص: "فالشركة في جسد المسيح كلها تحيا بنوع جديد جميع
المراحل الأساسية لسر الخلاص.

هل تبحث عن  هوت طقسى طقس أعياد الكنيسة 31

ثالثاً:
الكنيسة، جسد المسيح

1. أعضاء الجسد الواحد:

وبفضل
الاختبار الذي نحصل عليه من جراء تناولنا الأسرار المقدسة، ندرك أننا أعضاء في جسد
المسيح. "أليس الخبز الذي نكسره مشاركة في جسد المسيح؟ فنحن جسد واحد لأنه
ليس هناك إلا خبز واحد" (1 كورنتس 10: 16- 17). فوحدتنا مع المسيح ينبغي إذاً
أن نفهم على صورتها الواقعية تماماً، فنحن حقاً أعضاؤه، والمسيحي الذي يسقط في
الزنا "يأخذ عضواً من المسيح ويجعل منه عضو بغي" (6: 15). وعندما يقول
بولس إننا نكوَن جميعاً جسداً واحداً (12: 12)، وإننا أعضاء بعضنا لبعض (رومة 12: 5)،
لا يكون الأمر مجرد استعارة، كما في القصة اليونانية عن "الأعضاء
والمعدة" التي يستغلها لهذه المناسبة (1 كورنتس 12: 4 1- 26). وإنما هو جسد
المسيح بعينه الذي يوحّد بين مختلف الأعضاء للجسم الذي يكونه كل المؤمنين بفضل
المعمودية (1 كورنتس 12: 13و 27) وبفضل الشركة في جسد الرب (1 كورنتس 10: 17). فيه
يقوم كل مسيحي بوظيفته الخاصة من أجل الخير العام (1 كورنتس 12: 27 و30، رومة 12: 4).
وباختصار "حول جسد يسوع الشخصي، تتحقق الوحدة بين بني البشر المدعوين إلى
الاندماج في هذا الجسد.

2. جسد المسيح، الذي هو الكنيسة:

في
رسائل الأسر، يعود بولس إلى نفس التعليم في نظرة متكاملة، تبرز دوراً المسيح بصفته
رأساً للجسد، وبالتالي للكنيسة (كولسي 1: 18). ويركز في نفس الوقت على دوره الكوني
بوصفه الخالق (كولسي 1: 16-17. وأفسس 1: 22)، وعلى رئاسته بالنسبة للملائكة (كولسي
1: 16، 2: 10، أفسس 1: 21
).

وكما
أن الزوج يحب زوجته "حبه لجسده" (أفسس 5: 28)، فهو الرئيس والرأس
بالنسبة إليها (5: 23)، فكذلك المسيح قد أحب الكنيسة وضحّى بنفسه من أجلها (5: 25)،
إذ هو إلى لص للجسد (5: 23). لذلك فالكنيسة جسده، وملؤه (1: 23، كولسي 1: 24). وهو
نفسه رأسها (1: 18)، (أفسس 1: 22) الذي يكفل الوحدة لهذا الجسد (كولسي 2: 19). وفي
هذا الجسد الذي نحن أعضاؤه (أفسس5: 30)، لا نكون سوى جسد واحد (كولسي 3: 15)، لأنه
مهما كان أصلنا، فإننا قد صولحنا جميعاً، لنصبح شعباً واحداً، إنساناَ واحداً
جديداً (أفسس2: 4 1- 16). ذلك هو اتساع جسد المسيح في جميع أبعاده. فالاختبار
المسيحي، المبني على حقيقة التجسد التاريخية، ومستندا ً إلى ممارسة الافخارستيا،
يسمح لنا بالتعبير عن سر الكنيسة في كل عمقه.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا كتب نقد إنجيل برنابا إنجيل برنابا الذى يذكر إسم نبى الإسلام م

3. جسد المسيح وأجسادنا:

وإذ
طغت أجسادنا في المسيح، فأصبحت أعضاءه وهياكل الروح القدس، (1 كورنتس 6: 1")،
صارت مدعوة هي الأخرى، لدخول هذا العالم الجديد: إنها سوف تقوم مع " المسيح،
الذي يبدل أجسادنا الحقيرة فيجعلها على صورة جسده المجيد" (فيلبي 3: 20- 21).
بذلك يكتمل دور جسد المسيح في عمل فدائنا.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي