جلعاد

1) اسم مكان. تفسّر التوراة اسم جلعاد: رجمة
الشهادة (تلة الشهادة). تك 31: 45-53. هذا تفسير شعبيّ. وهناك تفسير علميّ: جعّاد:
من العربيّة جعّد: أرض مجعّدة، غير منبسطة (وفي الخطّ عينه جلبوع تأتي من جبوع).
في الأصل، جلعاد هو جبل بين وادي الرومامين ووادي أبي قطين، جنوبيّ يبوق (انطلاقًا
من الأسماء الحاليّة للأمكنة: خربة جلعاد، عين جلعاد، وادي جلعاد، جبل جلعاد). رج
تك 31: 1 ي. وامتدّ الاسم من الجبل إلى منطقة واقعة بجوار الجبل وفي جنوب يبوق. رج
قض 10-11. بعد أن احتلّت عشائر منسّى المنطقة الواقعة شماليّ يبوق (يابيش، تشبي)،
أعطيَ الاسمُ لهذه المنطقة. وجاءت نصوص متأخّرة طبّقتها على أرض تقيم فيها قبائل
رأوبين وجاد ومنسى الشرقيّ. وبعد هذا قال النصّ: جلعاد هي شرقيّ الأردنّ. في 1مك 5:
17-36، تُسمّى باشان أرض جلعاد. اشتهرت جلعاد منذ الأزمنة القديمة بغاباتها
الكبيرة (إر 22: 6 ي) حيث كانت تنمو حشائش طبيّة (تك 37: 25؛ إر 8: 22؛ 46: 11)،
كما اشتهرت بمراعيها العديدة التي يعيش فيها الغنم بشكل خاص (عد 32: 1؛ نش 4: 1؛ 6:
5؛ إر 50: 19؛ مي 7: 14). كان الاهتمام بجلعاد قليلاً في البداية بسبب عزلتها،
ولكنّها اعتُبرت فيما بعد أرضًا ثمينة. من هنا صرخة عا 1: 3، 13 ومنيته أن تعود
جلعاد إلى أرض إسرائيل حين تتحسّن الأحوال (مز 60: 8-10؛ 108: 8-10؛ إر 50: 18-20؛
عو 19؛ مي 7: 14؛ زك 10: 10). ماذا نقول عن تاريخ هذه المنطقة؟ حسب ما تبقّى لنا
من ذكريات قبليّة، يبدو أن منسّى قد تغلغل إلى جلعاد من الشمال الشرقيّ آتيًا من
الفيافي الخارجيّة (عد 32: 39-42). والطابعُ العتيق لهذه الذكريات يكفله واقع يقول
إنّ جلعاد يبدو كشخص حيّ، على أنّه ابن ماكير، ابن منسّى (عد 26: 29-30؛ 27: 1؛ 36:
1؛ يش 17: 1-3). ونحن لا نجد شيئًا مماثلاً بالنسبة إلى رأوبين وجاد، اللذين
انطلقا من سهل الأردن عبر يعزير، أي عبر مياه نمرة، وادي نمريم الحالي (عد 32: 1-8).
عند ذاك كان جلعاد خارج مملكة سيحون الأموريّ (تث 2: 36)، وتميَّز عن سهل الأردنّ
(تث 4: 43)، وبحسب نهج تث المتماسك، امتدّ جلعاد من اليرموك إلى أرنون، بعد أن
قسمه يبّوق إلى قمسين. أعطى موسى القسم الجنوبيّ لرأوبين وجاد، والقسم الشمالي
لنصف قبيلة منسّى (تث 3: 10-15؛ يش 12: 2-5؛ 13: 11-31؛ 17: 1، 5-6). وقد تضمّن
مدن ملجأ ومدنًا لاويّة، شأنه شأن كنعان. ولكن هذا التنظيم نُسب تارة إلى موسى
نفسه (تث 4: 43)، وطورًا إلى يشوع (يش 20: 8؛ 21: 38). واتّجهت قبائل جلعاد إلى أن
تعيش وحدها ولا تشارك سائر القبائل في العمل الحربي. لهذا تدخّل موسى ويشوع لكي
يشارك محاربوها في احتلال كنعان (تث 3: 18-20؛ يش 1: 12-18). ولما انتهى الاحتلال،
خافت سائر القبائل من أن تُستبعد، فبنت مذبحًا على الضفّة الغربيّة لتؤكّد على
حقوقها الدينيّة (يش 22). فاعترفت الجماعة بيائير كقاضٍ على إسرائيل (قض 5: 17).
مقابل هذا، لم يأتِ افرايم لمعونة يفتاح (قض 12). خلال الحرب الأهليّة، رفض يابيش
الجلعاديّ أن يساعد اسرائيل على إعادة النظام إلى بنيامين (قض 21: 14). وهكذا نفهم
أهميّة القرار الذي اتّخذه شاول حين جاء يُعين يابيش التي هاجمها العمونيون (1صم
11: 1-9). بسبب ذلك، حصل على التاج. ثمّ أعاد الوحدة إلى قبائل اسرائيل. ولما قويَ
ضغطُ الفلسطيين على غربي الأردن، صارت جلعاد أرض ملجأ للهاربين (1صم 13: 7). وظلّت
يابيش أمينة لشاول بعد موته (1صم 31: 11-13؛ 2صم 2: 4-7؛ رج 21: 12). وإلى محنايم،
في جلعاد، لجأ إيشبعل بن شاول (2صم 2: 9). وهكذا بدا يهوذا منعزلاً. سيجد داود
الأمانة عينها حين وجب عليه أن يهرب من أبشالوم. ساعده الرؤساء المحليون، ماكير
وبرزلاي (2صم 17: 24-29). ولما عادت الوحدة إلى مملكته، امتدّت إلى كل جلعاد (2صم
24: 5-8). خلال إدارة سليمان، قُسمت المنطقة إلى ثلاث مديريّات: مديريّة الشمال
التي تحدّها راموت جلعاد. مديريّة الوسط حول محنايم. مديريّة الجنوب في مملكة
سيحون الأموري القديمة (1مل 4: 13-19). ستكون جلعادُ موطن إيليا (1مل 17: 1)
ويتحدّث عنها كتاب الملوك بالنسبة إلى راموت التي تنتقل من يد إلى يد (1مل 22: 3-29؛
2مل 8: 28-9: 14). في النهاية اجتاح جلعادَ حزائيل، ملك دمشق، المتحالف مع
العمونيّين (2مل 10: 33؛ رج عا 1: 3-5، 13-15). أما امتداد مملكة يربعام الثاني
إلى عبر الأردن، فليس بواضح (2مل 14: 25). وفي سنوات انحطاط مملكة السامرة، لعب
أهل جلعاد المقيمون في العاصمة دورًا مهمًّا في القلاقل التي حدثت: جاء شلّوم من
يابيش، وحكم مدّة شهر بعد أن قتل سلفه (2مل 15: 10-13). وساعد جلعاديون آخرون على
قتل فقحيا (2مل 15: 27). وصار فقح رئيسهم حليفًا (أو تابعًا) لملك دمشق (2مل 16: 5).
وسيأتي تغلث فلاسر، ملك أشورية، فيضع حدًّا لهذه المغامرات، ويجعل من جلعاد مقاطعة،
تاركًا لتابعيها موآب وعمون المنطقة الواقعة إلى الجنوب من يبّوق (2مل 15: 9؛ رج
إش 9: 13). ولكن في مدوّنة ناقصة، صارت جلعاد مدينة. كما صارت موضوع أمل للأنبياء
الذي انتظروا عودتها المقبلة (إر 50: 19؛ مي 7: 14). وهذا ما حدث بعد العودة من
منفى بابل: أقامت فيها مستوطنات يهوديّة فأيقظت الأمل لدى أنبياء جدد(عد 9؛ زك 10:
10). كان دور هذه المستوطنات كبيرًا، بسبب موقعها على الطريق بين أورشليم والمشرق
حيث تجمّع قسمٌ قريب من الشعب. في هذا المنظار نستطيع أن نقرأ مزمور حرب قديم وقد
صار مزمور تجمّع وأمل (مز 60: 9؛ 108: 9). ولكن في الحروب المكابيّة، سيأتي
اليهوذاويّون ويُعينون إخوتهم المشتّتين في أرض جلعاد (1مك 5: 9-55). في هذا
الإطار نفهم أن يكون اسم جلعاد توسّع فتجاوز شمالي اليرموك ووصل إلى باشان القديم.
وستظلّ القلاقل مسيطرة إلى أن يأتي بومبيوس سنة 63 ق.م. فينظّمها: صار الشمال
والشرق ديكابوليس أي المدن العشر. وضفّة الأردن صارت بيرية. وقد ظلّت مرتبطة بملوك
أورشليم حتى في زمن العهد الجديد. 2) مدينة في شرقي الاردن (هو 6: 8؛ 12: 12). هي
جلعازو كما هي مدوَّنة تغلث فلاسر الثالثة. قد تكون جلعاد الحاليّة، التي تبعد 24
كلم إلى الشمال الغربيّ من عمّان. 3) ابن ماكير بن منسّى وحفيد يوسف (عد 26: 29-33؛
1أخ 7: 15). 4) والد يفتاح (قض 11: 1-2). 5) ابن ميكائيل ووالد ياروح من قبيلة جاد
(1أخ 5: 14-16). 6) اسم أعطي لنصب شيّده يعقوب ولابان بعد رجوع يعقوب من حاران (تك
31: 47). صار موضع حج (قض 11: 11) فهاجمه هوشع (هو 5: 11
).

هل تبحث عن  م الكتاب المقدس وحى الروح القدس فى الكتاب المقدس 03

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي