جومريّون

في
العبريّة "ج م ر" (غومر. الجيم تلفظ كالغين). في الأكاديّة: غيميرايا.
في اليونانيّة: قيماريوي. شعب هندو أوروبي ظلّ يعيش حياة البداوة في فيافي روسيا
حتى القرن السابع ق.م. يُذكرون للمرة الأولى سنة 714، في جنوبي القوقاز، حيث
يهاجمون أورارتو، ويعبرون بلاده، ويقيمون في شمال الأناضول، على حدود مقاطعة تابال
الأشوريّة. لمّا علم سرجون الثاني الأشوريّ بهذا الخبر، انطلق سنة 706 إلى تلك
المنطقة حيث قُتل خلال قتال وقع سنة 705 ق.م. (إش 14: 4 ب-21). ولما تغلّب أسرحدون
سنة 677 على الجومريّين، توجّهوا نحو الشمال الغربي ووسط الأناضول. فوصلوا إلى
سينوب، وهي مستوطنة يونانيّة على البحر الأسود، ودمّروا سنة 675 مملكة فريجية،
فانتحر الملك ميداس الثاني. بعد ذلك توجّهوا إلى ليدية، فطردهم الملك جوج (جيجاس)
بمساعدة أشوريّة. فسار الجومريّون من جديد بقيادة توجدمه (توجرمه). مات جوج في
القتال سنة 652 (حز 39: 3-5، 11-20). واستولى الجومريّون على سرديس ووصلوا إلى بحر
إيجه، إلى "الجزر" (كما يسمّيها حز 39: 6)، فدمّروا مغنيزية وهيكل أفسس.
ثمّ عادوا أدراجهم عبر الأناضول وتشتّتوا قبل أن يذوبوا في المادايين والاسكوتيّين.
والمجال الجغرافي الذي فيه تجوّل الجومريّون في القرن السابع، يفهمنا لماذا ضمّت
لائحة الشعوب (تك 10) جومر إلى ماجوج (أي ليدية)، أي إلى المادايين العائشين في
الشمال الغربي من إيران، وإلى الياوانيين المقيمين على شواطئ الأناضول وإلى تابل
(أو: توبل). وظهر الاسكوتيون الذين جاؤوا بعد الجومريّين، وأمراء (ريفات، تك 10: 3)
المادايين الذين تغلغلوا في الأناضول الأوسط في بداية القرن السادس، والقائدُ
الكبير توجدمه (توجرمة)، كلّ هؤلاء هم نسل جومر في لائحة الشعوب (تك 10: 2 ي؛ 1أخ
1: 5 ي؛ رج حز 38: 6). وحسب حز 27: 14 قدّم الجومريون الجياد إلى تجّار صور. وقد
سمّوا "بيت توجرمه".