حتم
– محتوم

 

حتم
الأمر أوجبه، والمحتوم هو المقرر الذي لابد من حدوثه، وهذا هو المعنى الذي تدل
عليه الكلمة اليونانية "هوريزو
" (Horizo)، فقد وجه الرسول بطرس إلى المجتمعين في يوم الخمسين القول: "هذا
(يسوع الناصري) أخذتموه بمشورة الله المحتومة، وعلمه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه
وقتلتموه" (أع 2: 23). وما يستلفت النظر هو أن الرسول بطرس يتحدث عن صلب الرب
يسوع المسيح من وجهتي نظر مختلفتين تمام الاختلاف:

(1) فمن وجهة النظر التاريخية، كان صلب المسيح جريمة
ارتكبها أناس كانوا مسئولين أدبياً عن فعلتهم: "أخذتموه وبأيدي أثمة صلبتموه
وقتلتموه
".

(2) ومن وجهة النظر إلى المقاصد الإلهية، كان ذلك
جزءاً من الخطة الأزلية "بمشورة الله المحتومة
".

ولم
يحاول الرسول أن يشرح لنا الاتساق المنطقي بين وجهتي النظر "فهما وجهان
لحقيقة واحدة
".

ويستخدم
الرب نفس الكلمة اليونانية في حديثه عن خيانة يهوذا الإسخريوطي: "ابن الإنسان
ماض كما هو محتوم، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه" (لو 22: 22). وهنا نجد
نفس وجهتي النظر، فما خططه الله في مقاصده الأزلية، لا يعفي الإنسان من مسئوليته.

ويرد
الفعل "حَتَمَ" مرتين في سفر الأعمال بمعنى "قرر" أو
"أوجب"، فحتم التلاميذ حسبما تيسر لكل منهم أن يرسل كل واحد شيئاً خدمة
إلى الأخوة الساكنين في اليهودية" (أع 11: 29) أي أوجبوا على أنفسهم. ويقول
الرسول بولس في خطابه للأثينويين في وسط أريوس باغوس، إن الله "حتم بالأوقات
المعينة وبحدود مسكنهم" (أع 17: 26)، فقد جعل الآب الأزمنة والأوقات في
سلطانه (أع 1: 7
).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى تيطس 00

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي