حيرام

ومعناه
"حر أو شريف"، وقد تكرر وجود اسمه على هذه الصورة (انظر 2صم 11: 5، 1مل 1: 5و2و7و8و10و11و12و18،
13: 7و40و45، 10: 9-14و27، 1أخ1: 14) كما يرد على صورة حورام (2أخ3: 2و11و12و13،
11: 4، 2: 8و18، 10: 9و21).

(1) حيرام ملك صور: وكانت تربطه صلات قوية بكل من
داود وسليمان، فبعد أن أخذ داود حصن صهيون: "أرسل حيرام ملك صور رسلاً إلى
داود وخشب أرز ونجارين وبنائين، فبنوا لداود بيتاً، في أورشليم" (2صم 11: 5،
1أخ 1: 14). وعندما ارتقى سليمان العرش، أرسل حيرام سفراء إلى سليمان لعقد معاهدة
جديدة معه، أدت إلى علاقات تجارية واسعة، فارسل حيرام ملك صور عبيده إلى سليمان و
أرسل عمالاً مهرة في صناعة الذهب و الفضة و النحاس و الحديد والحجارة و الخشب و
الارجوان و الاسمانجوني و الكتان و القرمز و النقش و البناء، وخشب أرز وخشب سرو،
وخشب صندل من لبنان لبناء الهيكل (2أخ 8: 2و14). وفي مقابل ذلك كان سليمان يرسل
إلى حيرام طعاماً كثيراً من القمح و الزيت سنوياً: "وأعطى سليمان حيرام عشرين
ألف كر حنطة طعاماً لبيته و عشرين كر زيت رض. هكذا كان سليمان يعطي حيرام سنة
فسنة" (1مل 11: 5، 2أخ 10: 2).

"وبعد نهاية عشرين سنة بعد ما بنى سليمان البيتين،
بيت الرب و بيت الملك، وكان حيرام ملك صور قد ساعف سليمان بخشب أرز وخشب سرو وذهب
حسب كل مسرته، أعطى حينئذ الملك سليمان حيرام عشرين مدينة في أرض الجليل. فخرج
حيرام من صور ليرى المدن التي أعطاه إياها سليمان فلم تحسن في عينه، فقال ما هذه
المدن التي أعطيتني يا أخي، ودعاه "أرض كابول" (و الأرجح أن معنى كلمة
كابول "عقيمة") إلا أن عدم رضى حيرام عن هذه الهدية، لم يعكر صفو
العلاقات الودية بينهم، حيث أرسل حيرام – فيما بعد، الملك سليمان – مئة وعشرين
وزنة ذهب" (1مل 10: 9-14).

"وعمل الملك سليمان سفناً في عصيون جابر التي
بجانب إيلة على شاطئ بحر سوف في أرض أدوم، فارسل حيرام في السفن عبيده النواتي
العارفين بالبحر مع عبيد سليمان. فأتوا إلى أوفير و أخذوا من هناك ذهباً أربع مئة
وزناً وعشرين وزناً وأتوا بها إلى الملك سليمان" (1مل 26: 9-28).

ولقد
كتب يوسيفوس نقلاً عن المؤرخين "ديوس" (Duis) و
"مياندر"
(Menander)، أن حيرام
كان ابن "أبيبعل"
Abibaal))، وأنه قد حكم
صور مدة أربعة وثلاثين عاماً، وكان حكمه عهد ازدهار و رخاء، ثم مات في سن الثالثة
و الخمسين. كما كتب يوسيفوس – نقلاً عن نفس المصدرين – أن حيرام و سليمان كانا
يتبادلان حل المسائل و الألغاز، وأن حيرام لم يتمكن من حل المسائل التي أرسلها له
سليمان، ومن ثم دفع لسليمان مبلغاً كبيراً من المال حسب ما كان بينهما من اتفاق، و
أخيراً تمكن رجل من صور اسمه "عبدمون" (Abdemon) من حل
المسائل التي أرسلها سليمان، ثم أرسل إلى سليمان مسائل عويصة لم يستطع سليمان حلها،
فاضطر سليمان بدوره إلى دفع مبلغ ضخم من المال لحيرام .

ويقول
يوسيفوس إن المكتبات بين سليمان وحيرام و الخاصة ببناء الهيكل – و الذي بدأ بناؤه
في السنة الرابعة لسليمان و الحادية عشر لحيرام – لم تحفظ سجلات اليهود فقط، بل
حفظت أيضاً في السجلات العامة لمدينة صور. كما يذكر أن حيرام حارب قبرص وفرض عليها
الجزية، وحصَّن جزيرة صور و بنى معابد جديدة لعشتاروت، وأضاف الكثير للمعابد التي
كانت قائمة في وقته. كما يقول المؤرخون الفينيقيون أن حيرام أعطى ابنته لسليمان،
وقد يؤيد ذلك أن الصيدونيات ذكرن بين النساء الأجنبيات الكثيرات اللواتي تزوج بهن
سليمان (1مل 1: 11و2).

(2)حيرام الصانع الماهر: الذي أرسله حيرام ملك صور
إلى سليمان، بناء على طلب سليمان إذ "أرسل الملك سليمان وأخذ حيرام من صور
وهو ابن أرملة من سبط نفتالي، و أبوه رجل صوري نحَّاس، وكان ممتلئاً حكمة وفهماً
ومعرفة لعمل كل عمل في النحاس، فأتى إلى الملك سليمان وعمل كل عمله" (1مل 13:
7و14) "فقال حورام ملك صور بكتابة أرسلها إلى سليمان … الآن أرسلت رجلاً
حكيماً صاحب فهم حورام أبي، ابن إمرأة من بنات دان و أبوه رجل صوري ماهر في صناعة
الذهب و الفضة والنحاس والحديد و الحجارة و الخشب و الارجوان والأسمانجونى و الكتان
و القرمز ونقش كل نوع من النقش واختراع كل اختراع يلقى عليه" (2أخ 11: 2-16).

وقد
قام بكل ما طلبه منه سليمان، فعمل العمودين ياكين وبوعز من النحاس والتاجين على
رأسي العمودين، وزينهما بصفوف الرمَّان، وعمل البحر المسبوك وقواعده وعمل المراحض
والقدور والرفوش والمناضح (1 مل 7: 15 51).