دمشق:

عاصمة
سوريا وأكبر مدنها. تقع على مسافة نحو خمسة وستين ميلاً شرقي البحر المتوسط وعلى
مسافة نحو 133 ميلاً إلى الشمال الشرقي من أورشليم. والمدينة مقامة في سهل عند
السفح الشرقي لجبل لبنان الصغير. وينبع في هذه السلسلة من الجبال نهران يجريان
شرقاً وهما: نهرا ابانة وفرفر المذكوران في الكتاب المقدس (2 ملو 5: 12). ويدعيان
الآن بردى والأعوج. ويتفرع هذان النهران إلى جداول كثيرة تسقي مياهها الحدائق
والبساتين التي تحيط بدمشق. وتقع دمشق على ارتفاع نحو 300 و 2 قدم فوق سطح البحر
وجوها معتدل. وهي مركز هام لطرق التجارة. وهناك طريق يسير غرباُ وجنوباً إلى أن
يصل إلى البحر الأبيض المتوسط ومصر. وطريق ثان يسير جنوباً إلى شرق الأردن
والجزيرة العربية. وطريق ثالث يسير عبر الصحراء إلى بغداد. وطريق رابع يسير شمالاً
إلى حلب. ودمشق مشهورة بأسواقها والأقمشة التي تروج تجارتها فيها وكذلك اشتهرت
بالأواني المعدنية.

تاريخها:

مدينة
دمشق عريقة في القدم. وقد ورد ذكرها في عصر إبراهيم (تك 14: 15). وكان اليعازر
الدمشقي الموكل على بيت إبراهيم من هذه المدينة. وكانت دمشق في عصر داود إحدى
الممالك التي قامت في الهلال الخصيب. وقد غزاها داود وأقام فيها حامية (2 صم 8: 5
و 6 و 1 اخبار 18: 5 و 6). وبعد أن محق المملكة السورية في صوبة، قام رجل يدعى
رزون، وكان هذا من رعايا ملك صوبة سابقاً، وجمع حوله جماعة من الرجال وتمكن من أخذ
دمشق حيث أسس المملكة السورية. ودامت الحرب بينها وبين المملكة الشمالية أو مملكة
السامرة آماداً طويلة (1 ملو 11: 23 و 24) وكانت دمشق عاصمة حزيون وطبريمون وبنهدد
(1 ملو 15: 18 و 20 و 20: 34 و 2 ملو 8: 7) وحزائيل (1 ملو 19: 15 و 17 و 2 ملو 8:
8-15) ورصين. وكان هناك حلف بين طبريمون وبنهدد الأول وبين ملوك يهوذا (1 ملو 15: 18
و 19 و 2 ملو 16: 2 و 3) ولقد اتفق آخاب على أن يبني أسواقاً في دمشق (1 ملو 20: 34)
وقد تحالف ملوك دمشق مع ملوك الفينيقيين واخاب ملك السامرة وقاموا بحرب ضد شلمناصر
ملك آشور واشتبكوا معه في الحرب في معركة قرقر في سنة 853 ق.م. ومع أنه هزم
المتحالفين إلا أنهم تمكنوا من وقف تقدم الآشوريين. ولكن شلمناصر عاد وهزم حزائيل
ملك دمشق سنة 734 ق.م. وأرادا مهاجمة أورشليم استنجد آحاز ملك يهوذا بتغلاثفاسر
ملك آشور فجاء إلى دمشق وأخذها (سنة 732 ق.م) وحمل أهلها في السبي إلى قير وقتل
رصين (2 ملوك 16: 5-6 و اش 7: 1-8: 6 وعا 1: 3-5) ولكم سرعان ما استعادت دمشق
نجاحها ومكانتها وازدهارها (حز 27: 18). وانتقلت من الآشوريين إلى الكلدانيين
ومنهم إلى الفرس ثم انتقلت إلى اليونان المقدونيين. وكانت دمشق إحدى المدن التي
تكونت منها ديكابوليس أو العشر مدن. وقد أخذ القائد الروماني ميتللوس كدينة دمشق
عام 64 ق.م. وفي العام التالي أي 63 ق.م. أصبحت سوريا مقاطعة رومانية وكان عدد
كبير من اليهود يسكنون دمشق. وكانت هناك عدة مجامع (أعمال 9: 2 و حروب يوسيفوس
الكتاب الثاني والفصل العشرون والفقرة الثانية) وبالقرب من دمشق ظهر المسيح لشاول
الطرسوسي في الطريق إذ كان ذاهباً إليها ليضطهد المسيحيين فيها، فسقط إلى الأرض
وسمع الصوت السماوي (أعمال 9: 2 و 3 و 8-10 و 22: 6 و 10-13 و 26: 12) وقد تدلّى
من أسوارها ليهرب من غضب اليهود فيها (أعمال 9: 24 و 25 قارنه مع ص 26: 21 و
غلاطية 1: 17). وكانت المدينة في عصر الرسول بولس في يدي الحارث ملك البلاد
العربية التاد العربية التي عرفت باسم ((بيترايا)) أو البتراء ولكنها سرعان ما
عادت إلى أيدي الرومان (2 كو 11: 32 و 33). آثارها:

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر يشوع بن سيراخ 11

بنى
جامع دمشق الكبير في مكان كنيسة يوحنا المعمدان التي كان قد بناها الإمبراطور
قسطنطين ويرّجح أن هيكل رمون (2 ملو 5: 18) كان في نفس هذا المكان والشارع الذي
يدعى ((المستقيم)) الذي أقام بولس بالقرب منه لما ذهب إلى دمشق (أعمال 9: 11) يدعى
الآن سوق الطويلة وفيه أعمدة قديمة وربما ترجع إلى عصر الرسول بولس. ويقع بيت
حنانيا (أعمال 9: 10) كما يذكر التقليد في الحي المسيحي والمكان الذي تدلى منه
بولس من السور في زنبيل (أعمال 9: 25) مكانه الآن الكنيسة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي