دَرَس
– دراس

 

"دَرَسَ" في العبرية هي "دَشَّ"ن
وهي بذاتها في العربية، "فدش الحبَّ" جرشه فهو "مدشوش". وتعني
حرفياً "الدوس بالقدم" (إرميا 51: 33). وقد ميَّز إشعياء بين الخبط
بالعصا وبين الدرس بالنورج (إش 28: 27). وكانت عمليات الدرس تتم في الحقل، وبخاصة
في مناطق مفتوحة للرياح. ومتى كان هناك خوف من السرقة، كانت تتم في أماكن قريبة من
القرية في بقعة مستوية السطح. وبيدر الدرس دائري الشكل، يتراوح نصف قطر دائرته ما
بين خمسة وعشرين قدماً إلى خمسين قدماً (أي ما بين ثمانية أمتار إلى ستة عشر
متراً). ويجهز المكان بتنقيته من الحجارة وتنظيفه وترطيب الأرض ودكها، وكان البيدر
– عادة – يُحاط بسور من الحجارة للحفاظ على الحبوب. وتكوَّم في هذا المكان حزم
الحنطة أو غيرها من الحبوب، التي ترد إليه محمولة على أكتاف الرجال، أو على متون
الحمير والجمال والثيران. حيث تبدأ عملية الدرس. وفي بعض الأماكن تربط الثيران
والحمير جنباً إلى جنب، وفي بعض الأماكن يربط ثوران بالنير إلى زحافة بها قطع من
البازلت. ويجلس على هذه الزحافة – التي تسمى درَّاسة – الفلاح أو يقف – وقد تقف
عائلته معه – ليسير بها في مسار دائرة فوق الحبوب؛ "لا تكم الثور في دراسهط
(تث 25: 4). وفي بعض المناطق الأخرى كانت تستعمل أداة ذات عجلات، مرسومة في نقوش
قدماء المصريين شبيهة بالنورج الخشبي الذي مازال مستخدماً إلى الآن، ويجرها
الحيوان في مسار دائري. وتقلب الحبوب المدروسة باستخدام شوكة خاصة تعرف
"بالمذراة"، وبالتدريج تتكسر أعناق وسيقان النباتات، ويتمزق الغلاف
المحيط بالحبوب، ثم يفصل بين التبن والحبوب بالتذرية، ويتم ذلك بدفع الحبوب
المختلطة بالعصافة إلى الهواء بواسطة المذراة، فتدفع الريح العصافة بعيداً عن
الحبوب. ثم بعد ذلك تفصل الحبوب عن حبيبات التربة أو الطين، التي قد تكون قد علقت
بها أو بالجذور عند حصاد المحصور. ويتم الفصل بينهما بالغربلة. ثم تكوَّم الحبوب
في اكوام (أو أهراء) وتختم بخاتم خشبي كبير، يترك وراءه بصمة يفسد شكلها لو حاول
أحد أخذ شيء من الحبوب، إلى أن تتم تعبئة الحبوب في جوالق أو غرارات لنقله إلى
المخازن أو إلى السوق.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر ملاخى 03

وقد
حدث أن خبط جدعون الحنطة في معصرة نبيذ خشبية أن يراه المديانيون (قض 6: 11
).

الدرس
مجازياً: "هانذا قد جعلتك نورجاً محدداً جديداً ذا أسنان، تدرس الجبال
وتسحقها، وتجعل الأكام كالعصافة" (إش 41: 15). وقد شبه الرب خلااب بابل بدوس
البيدر (إش 21: 10؛ إرميا 51: 33). كما أن الله سيجمع أعداء صهيون "كحزم إلى
البيدر" (ميخا 4: 12،13؛ انظر 2مل 13: 7؛ دانيال 2: 35؛ عاموس 1: 3؛ حب 3: 12).
ويعد الرب الشعب قديماً بالبركة إذا حفظوا وصاياه، "فيلحق دارسكم بالقطاف،
ويلحق القطاف بالزرع، فتأكلون خبزكم للشبع، وتسكنون في أرضكم آمنين" (لا 26: 5
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي