ذبيحة
روحية

 

كانت
الذبائح في العهد القديم ترمز جميعها إلى ذبيحة المسيح، وبعد أن قدم المسيح نفسه
على الصليب، لم تعد هناك حاجة إلى أي ذبيحة للتكفير عن نفوسنا، إذ "نحن
مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة … وأما هذا فبعد ما قدم عن الخطايا
ذبيحة واحدة إلى الأبد عن يمين الله … لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد
المقدسين" لذلك "لا يكون بعد قربان عن الخطية (عب 10: 10 18)، فالآن فقد
أظهر (المسيح) مرة واحدة عند انقضاء الدهور لبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب 26:
9)، أي أن المسيح بموته قد أبطل كل الذبائح التي لم تكن في حقيقتها إلا رمزاً له.

وقد
قال الرب يسوع: "الله روح… والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن
يسجدوا" (يو 24: 4)، فالمؤمنون الآن لا يتقربون إلى الله بمثل تلك الذبائح،
بل بعبادة قلبية بالروح القدس: "لأنه به (بالمسيح) لنا كلينا (يهود وأمم)
قدوماً في روح واحد إلى الآب" (أف 18: 2). ويقول لنا الرسول بطرس: "كونوا
أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح روحية
مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1 بط 5: 2
).

فعلى
المؤمن الآن تقديم الذبائح الروحية الآتية:

(1) أن يكرس نفسه بجملته لله (رو 16: 15)، وقد مدح
الرسول بولس المقدونيين لأنهم "أعطوا أنفسهم أولاً للرب" (2 كو5: 8
).

(1) أن يقدم جسده "ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله" (رو 1: 12).
وقد كانت الحيوانات في العهد القديم تقدم بعد ذبحها، أي وهي ميتة، أما المؤمنون
فعليهم تقديم أجسادهم أي كل أعضائهم وطاقاتهم ذبيحة حية، أي أن تكون حياتهم حياة
القداسة والتكريس المستمر لله (انظر أيضاً رومية 13: 6و19
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس و وحي 1

(2) أن يقدموا أموالهم وما يمتلكون لله. وقد قبل الرسول بولس العطية التي
أرسلتها إليه الكنيسة في فيلبي: "نسيم رائحة طيبة مقبولة مرضية عند الله"
(في 18: 4)، فقد كانت تعبيراً عن روح التكريس للمسيح، إذ كان فيهم "الفكر
الذي في المسيح" الذي "أخلى نفسه … وأطاع حتى الموت موت الصليب"
(في 5: 2 8). ويحرض كاتب الرسالة إلى العبرانيين المؤمنين قائلاً: "لا تنسوا
فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله" (عب 16: 13
).

(4) كما يجب أن "نقدم به (بالمسيح) في كل حين
لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه" (عب 15: 13، انظر أيضاً عب 28: 12
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي