رماد

 

الرماد
هو ماتخلف من احتراق الوقود، وكانت تذريه الرماد على الرأس، أو الجلوس على الرماد،
دليلا على الحزن الشديد والتذلل والندم (2 صم 13: 19، أس 4: 1 و 3، إش 48: 3، 58: 5،
مراثي 3: 16، دانيال 9: 3، مت 11: 21، لو 10: 13 … الخ) . وقد " جعلت ثامار
بنت داود الملك رماداً على رأسها ومزقت الثوب الملون الذي كان عليها ووضعت يدها
على رأسها وكانت تذهب صارخة " بعد أن أذلها أمنون . وعندما سمع أهل نينوى
مناداة يونان " نادوا بصوم ولبسوا مسوحاً " وقام الملك " عن كرسيه
وخلع رداءه وتغطى بمسح وجلس على الرماد " (يونان 3: 5 و 6) . كما جلس أيوب في
وسط الرماد عندما أصيب بالقروح (أيوب 2: 8)، وعند استعرن الرب له: قال: "
لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد " (أيوب 42: 6)، وقد حث إرميا النبي ابنة
شعبه قائلاً: " تنطقى بمسح وتمرغي في الرماد " حزنا على خطيتها وما
سيأتي عليها من خراب عقابا على شرها (إرميا 6: 26)، ويصف حزقيال نوح ربابين البحر
على دمار صور بالقول: " يسمعون صوتهم عليك، ويصرخون بمرارة ويذرون ترابا فوق
رؤوسهم ويتمرغون في الرماد .. ويبكون عليك بمرارة نفس نحيباً مراً (حز 27: 30 و 31)،
كما أنذرها النبي بأن الرب سيخرج ناراً من وسطها فتأكلها وتصيرها رماداً على الأرض
" (حز 28: 18)
.

ولم
تكن هذه الأساليب من التعبير عن الحزن والندم والتذلل عند العبرانيين، وشق الثياب
ونتف الشعر وغيرها، راجعة إلى توجيهات دينية، بل كانت مجرد تعبيرات فطرية عن
الافراط في الحزن، ومازالت تمارس عند بعض الشعوب حتى اليوم
.

هل تبحث عن  م الأباء أغسطينوس الروح والحرف 05

وكثيراً
ما تستخدم كلمة " الرماد " مجازيا للتعبير عن الحقارة وعدم الاستحقاق،
كما نعت ابراهيم نفسه بالقول: " قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد " (تك
18: 27، انظر أيضاً أيوب 30: 19، ملاخي 4: 3)، أما قول أيوب لأصحابه: " خطبكم
أمثال رماد " (أيوب 13: 12) فمعناه أنها " هراء " و " أكل
الرماد مثل الخبز " (مز 102: 9) تعبير عن التذلل الشديد بسبب غضب الرب،
وعبارة " يرعى رماداً " (إش 44: 20) تعني أنه لن يجني شيئا من وراءه
عبادة الأوثان سوى خيبة الأمل
.

وكان
" رماد البقرة الحمراء " – وهي ذبيحة خطية – يستخدم للتطهير من النجاسة (عد
19: 2 و 17، انظر عب 9: 13)، ويقول الرب على لسان إشعياء الني للنائحين على الخطية:
" لأعطيكم جمالاً عوضا عن الرماد، ودهن فرح عوضا عن النوح، ورداء تسبيح عوضا
عن الروح اليائسة، فيدعون أشجار البر غرس الرب للتمجيد " (إش 61: 3)
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي