رياء

 

الرياء
لغةُ هو أن يتراءى الإنسان أنه متصف بالخير والصلاح على خلاف ما هو عليه حقيقة .
والكلمة في اليونانية هي "هيبوكريسس
" (Hypokrisis)، وكانت تطلق أساساً على الممثلين الذين كانوا يتقمصون شخصيات غير
شخصياتهم، ويضعون أقنعة على وجوههم لإخفاء حقيقتهم . واستخدمت مجازيا للدلالة على
الشخص الذي يلعب دوراً في الحياة يبدو فيه أفضل من حقيقته، فيدَّعى الصلاح وما هو
بصالح . ولم تكن في اليونانية الكلاسيكية تحمل – أصلاً – معنى سيئا، ولكنها – شيئا
فشيئا – أصبحت تحمل المعنى السيء، وهو المعني الذي استخدمت لتأديته في لغة العهد
الجديد، فهي تدل على الخداع والنفاق والادعاء بالتقوى.

ولم
يكن مفهوم الادعاء بالصلاح مألوفا تماماً للفكر العبراني، فالكلمة العبرية القريبة
من هذا المعنى، هي "حنف" ومشتقاتها، وقد ترجمت في العربية إلى "
فاجر " (أيوب8: 13، 13: 16، 15: 34، 17: 8، 20: 5، 27: 8، 34: 30، 36: 13،
مز35: 16) . كما ترجمت إلى "منافق أو نفاق" (أم11: 9، إش9: 17، 10: 6،
32: 6، 33: 14). وترجمت نفس الكلمة إلى "تدنس" (عدد35: 33، مز106: 38،
إش24: 5)، و"تتنجس" (إرميا30: 1) . وقد ترجمت هذه الكلمة في الترجمة
السبعينية – التي نقحها "ثيودوتيون
" (Thiodotion) إلى
"المرائي
".

وترد
كلمتا "الرياء" و"المرائي" كثيراً في أقوال الرب يسوع، فقد
كان الفريسيون يتصفون بهذه الصفة، فواجههم بها مراراً كثيرة، كما حذر التلاميذه
منها إذ قال لهم: تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء" (لو12: 1)
. والرب هنا لا يعني أن جميع الفريسيين كانوا مرائين، أو أن كل مرائي هو فريسي، بل
كان يعنى أنها الصفة الواضحة في غالبيتهم، فقد كان الرياء النتيجة الطبيعية
لتعليمهم، فقد كانوا ممثلين من الطبقة الأولى، ضحوا بالحق في سبيل المظهر، واهتموا
بالشهرة أكثر مما بالحقيقة، بل غضوا أبصارهم عن الحقيقة في خداعهم للآخرين حتى
وصلو إلى خداع أنفسهم . ولكن الله لا يُخدع بل يعلم ما هو إدعاء مما هو حق . وكان
الرب يسوع يطلب دائما من الفريسيين أن يتوبوا . والتوبة تقتضي مواجهة الحق، وهو ما
كان يرفضه الفريسيون، ولكن "ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف" (لو12:
2
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد جديد سفر أعمال الرسل 04

وكان
الرب يسوع في أقواله للفريسيين يعنى بالرياء كل ما يترتب عليه من شر، فيقول مرقس
البشير "فعلم يسوع رياءهم" (مر12: 15)، ويقول متى البشير عن نفس الموقف:
"فعلم يسوع خبثهم" (مت22: 18)، ويقول لوقا البشير "فشعر
بمكرهم" (لو20: 23) إذ أرسلوا له الجواسيس "يتراءون أنهم أبرار"،
فالرياء يتضمن الخبث والمكر.

وقد
تضمن تحذير الرب يسوع لتلاميذه من نوع من الرياء كانوا سيتعرضون له عندما يواجهون
الاضطهاد، فقال لهم: "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما
يفعلون أكثر" (لو12: 4
).

ولعل
أروع وصف للرياء، هو ما وصف به الرب يسوع الفريسيين، بأنهم يشبهون "قبوراً
مبيضة تظهر من خارج جميلة، وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة" (مت23: 28.27)
. لقد كان الفريسيون شديدي التدين في الظاهر، ولكن كانت قلوبهم في الداخل مملوءة
بالخطية والشر. كانوا يخفون دوافعهم الحقيقية تحت رداء من الادعاء.

وقد
قاوم الرسول بولس الرسول بطرس مواجهة لأنه تصرف برياء أمام أهل الختان الذين جاءوا
من عند يعقوب (غل3: 11-16
).

ويقول
الرسول بولس إنه "في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين أرواحاً
مضلة وتعاليم شياطين، في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم" (1تي4: 2.1
).

 ويحذر الرسول بطرس المؤمنين من الرياء قائلاً: "فاطرحوا كل مكر
والرياء" (1 بط 2: 1). وتتكرر الوصية بأن تكون المحبة بلا رياء" (رو 12:
9، 2كو 6: 6، 1 بط 1: 22)، وأن يكون "الإيمان بلا رياء" (1 تي 1: 5، 2
تي 1: 5). كما يقول الرسول يعقوب إن الحكمة التي من فوق "عديمة الريب
والرياء" (يع 3: 17
).

هل تبحث عن  مريم العذراء ألقاب مريم العذراء ثبات طهارتنا ا

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي