رِجْل
– قدم

 

وهى
بنفس اللفظ " رِجْل " فى العبرية . وكانت الطرق فى فلسطين وغيرها من
بلاد الشرق متربة تستلزم العناية الشديدة بالأرجل وبخاصة أنهم لم يكونوا يستخدمون
جوارب أو أحذية بالمعنى المعروف الآن، بل كانوا يستخدمون نعالاً مفتوحة او أخفافا
تربط إلى الرجل بسيور أشبه بصنادل اليوم، بل والأكثر من ذلك كان الكثرون منهم
يسيرون حفاة الأقدام مما كان يقتضى غسل أرجلهم مرات عديدة كل يوم عند دخول المنزل،
وبخاصة إلى الغرف المفروشة بالأبسطة أو السجَّاد . وكانت واجبات اللياقة تقتضى أن
يقوم رب المنزل بغسل أرجل الضيوف بنفسه أو يقوم به أحد الخدم، او على الأقل يقدم
للضيف ماء لغسل رجليه

(تك 18: 4، لو 7: 44) وأصبح هذا احد واجبات
الضيافة (1 تى 5: 10)
.

وفى
العهود الأولى كانت تعتبر هذه الخدمة من أحقر خدمات العبيد والجوارى (1 صم 25: 41)
ولعل ذلك كان يرجع إلى أنها كانت خدمة العبيد غير المدربين على خدمات أرقى او إلى
ارتباطها بتلوث الأرجل مما كان يعتبر نجاسة . ولعلها لهذا السبب كانت تعتبر – متى
قدمت طوعا – دليلا على منتهى المحبة والتواضع، وقد علَّم الرب يسوع تلاميذه أعظم
درس فى التواضع بقيامه بغسل أرجلهم (يو 13: 4 – 15) . كما أن " حل سيور
الحذاء كان يدل على نفس الشيء (مرقس 1: 7، لو 3: 16، يو 1: 27)
.

وكان
من العادة – ومازالت فى الشرق – أن ينفض المرء نعله على الطريق قبل الدخول إلى
المنزل . أما نفض غبار الحذاء عند الخروج من المنزل، فكان نوعاً من الاحتجاج لأن
صاحب البيت رفض ان يقوم بواجب الضيافة (مت 10: 14، أع 13: 51)
.

هل تبحث عن  م التاريخ كنيسة الأقباط الأرثوذكس بطاركة الأقباط الأرثوذكس إسحق ق

ولم
تكن الطرق فى الصحراء متربة فقط بل كانت أيضا غير معبَّدة مما كان يعرض النعال
للبلى، والأرجل للجروح والتورم ولكن الله حفظ – بعنايته الخاصة ورعايته الكريمة –
الشعب فى البرية حتى قال لهم: " ثيابك لم تبلَ عليك، ورجلك لم تتورم هذه
الأربعين سنة " (تث 8: 4، 29: 5)
.

ولم
تكن النعال تلبس مطلقا داخل المنازل، حتى أكثر الناس رفاهية لم يكن يلبس النعل إلا
عند الخروج من المنزل (انظر تث 28: 56) وكانت النعال تترك خارج المنزل أو فى ردهة
المدخل، وكان ذلك يراعى بشدة عند الدخول إلى بيت الله نزولا عند الأمر: "
اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذى أنت واقف عليه أرض مقدسة
" (خر 3: 5، يش 5: 15، اع 7: 33) لتلوث الأحذية من السير فى الطريق،
ولذلك يقول الحكيم: " احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله " (جا 5: 1)
.

وكان
السير حافيا فى الطريق، وبخاصة من رجال الطبقة العليا الذين اعتادوا لبس النعال،
دليلا على الحزن (انظر حز 24: 17، ولعل نفس المعنى فى إرميا 2: 25، إش 20: 2 – 4)
.

وهناك
إجراء غريب كان يتم عندما يرفض أخو الزوج أن يأخذ أرملة أخيه المتوفى الذى لم يترك
نسلا، زوجة له " فكانت تخلع نعله من رجليه تبصق فى وجهه، فيدعى اسمه فى
إسرائيل بيت مخلوع النعل " تحقيرا له (تث 25: 7 – 10، راعوث 4: 7 و 8)
.

وتتردد
كلمة رجل أو قدم كثيرا فى الكتاب المقدس وعبارة " دخل لكى يغطى رجليه " (اصم
24: 3) تعنى ليستريح . ويقول الحكيم عن الرجل اللئيم: " يغمز بعينه، ويقول
برجله، ويشير بأصابعه " " ام 6: 12 و 13) إشارة إلى ما يأتية من حركات
بعينه ورجليه ويديه تأكيداً وتوضيحا لكلامه
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 04

الجلوس
عند القدمين إشارة إلى التواضع وجلوس التلميذ عند قدمى المعلم (تث 33: 3، لو 10: 39،
أع 22: 3) كما خر يايرس عند قدمى يسوع (مر 5: 22) تعبدا واستعطافا . كما كان تقبيل
القدمين تعبيراً عن التعبد والشكران (لو 7: 38)
.

وكان
القادرة المنتصرون يضعون أرجلهم على أعناق الأعداء المغلوبين على الأذلال

(يش 10: 24، مز 8: 6، 110: 1 انظر أيضا إش 49: 23)
والكثير من النقوش المصرية والأشورية تعلن هذه الحقيقة
.

ويحذر
الرسول يعقوب من المحاباة والتمييز بين الغنى والفقير والقول للفقير " قف انت
هناك او أجلس هنا تحت موطئ قدمى " (يع 2: 1 – 3)
.

ونقرأ
عن يعقوب أبى الأسباط: " انه لما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضم رجليه إلى
السرير وأسلم الروح وانضم إلى قومه " (تك 49: 33) . وذلك لأنه يجلس على
السرير كما يجلس على الأريكة كما تستخدم الرجل او " الرجلان " – من باب
اللياقة – تعبييرا عن الأعضاء التناسلية (تث 28: 57، خر 16: 25)
.

ونقرا
فى سفر التثنية: " لأن الأرض التى انت داخل إليها لكى تمتلكها مثل أرض مصر
التى خرجت منها حيث كانت تزرع زرعك وتسقيه برجلك كبستان حقول "(تث 11: 10)
تعبيرا عن وفرة المياه التى تجرى فى شبكة من القنوات بين الحقول، حيث كان الفلاح
المصرى يفتح الطريق بين القنوات بازالة الحاجز الطينى بينهما لتنساب المياه إلى
حيث يريد، وهو ما لم يكن متوافرا فى أرض كنعان التى كانت تعتمد على مياه الأمطار
.

وكثيرا
ما نجد اشارات إلى " الرِجْل " مرتبطة بالسير والارتحال والتنقل وهو كان
يميز الشعب قديما، كما فى القول: " يوصى ملائكته بك لكى يحفظوك فى كل طرقك .
على الأيدى يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك " (مز 91: 11 و 12)، " واذا قلت
زلت قدمى فرحمتك يارب تعضدنى " (مز 94: 18) وكثيراً ما يستخدم السير مجازيا
للدلالة على السلوك فى الحياة: " اما أنا فكادت تزل قدماى لولا قليل لزلقت
خطواتى " (مز 73: 2، انظر أيضا أيوب 23: 11، 31: 5) " وما أجمل على
الجبال قدمى المبشر المخبر بالسلام، المبشر بالخير المخبر بالخلاص " (اش 52: 7)
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد جديد سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى 00

وتستخدم
" الرجل " مجازيا فى الحديث عن الله، كما فى: " ورأوا إله إسرائيل
وتحت رجليه شبه صنعه من العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء فى النقاوة " (خر
24: 10) . وقوله: " وأمجد موضع رجلى " (إش 60: 13) فالله روح ليس له لحم
وعظام . والاشارة إلى يدى وقدامى المسيح المقام، إنما لاعلان أن المسيح ما زال
مسربلا بالجسد

(لو 24: 39) .

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي