سبعة

 

إن العدد "سبعة" من أبرز الأعداد فى الكتاب المقدس وأبعدها
دلالة . ويرد نحو ستمائة مرة فى الكتاب المقدس . وللرقم دلالته العددية أساساً ،
ولكنه لا يخلو فى غالبية الأحوال من معنى رمزى . وهناك أدلة واضحة فى الكتابات
المسمارية على أن البابليين كانوا يعتربونه عدد الكمال . بل إن السومريين – الذين
أخذ عنهم البابليون – كانوا يستخدمون العدد "سبعة" مرادفاً لكلمة "الكل"
. وكانت الأبراج البابلية المكونة من سبعة طوابق ، تمثل الكون . كما كانوا
يستخدمون العدد "سبعة" تعبيراً عن أكبر قوة وأعظم قدرة . وهكذا وجد
طريقه إلى المجال الديني ، ربما منذ منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد ، فكانت
العبارة "سبعة آلهة" تعني "جميع الآلهة" ويظن البعض أن ذلك
كان مرتبطاً بآلهة السبعة الكواكب التى كانوا يعرفونها . ولو أن البعض الآخر
يقولون إن هذا العدد "قد اكتسب معناه الرمزى قبل ذلك بكثير ، فقد كان ذلك
مألوفاً عند البابليين والأمم المحيطة بهم ، بل وفى الهند والصين ، وبين الكلت
والجرمان. فلا بد أن ذلك نشأ عن حقيقة واقعة ، كانت موضع مشاهدة الجميع ، ولعلها
أوجه القمر الأربعة ، التى يستغرق كل منها سبعة أيام تقريباً . ويمكننا أن نتأمل
فى مدلول هذا الرقم – فى الكتاب المقدس – من أربعة وجوه
:

( 1 ) العدد "سبعة" فى
الطقوس : فالعدد "سبعة" يلعب دوراً بارزاً فى الكثير من طقوس العبادة
والتطهير حسب الشريعة ، فكان اليوم السابع مقدساً (تك 2 : 3) ، وكانت هناك سبعة
أيام الفطير (خر 34 : 18 إلخ) ، وسبعة أيام عيد المظال (لا 23 : 34) ، والسنة
السابعة ، سنة الإبراء (خر 21 : 2 ، تث 15 : 1) وقد بنى بالاق ملك موآب سبعة مذابح
ثلاث مرات ، وذبح فى كل مرة سبعة ثيران وسبعة كباش (عد 23 : 1 و 14 و 29 ) . وأمرت
الشريعة بتقديم سبعة حملان فى الكثير من الأعياد (عد 28 : 11 و 19 و 27 … إلخ) كما
كان هارون ينضح الدم سبع مرات فى يوم الكفارة فى دفعتين (لا 16 : 14 و 19 ) كما
يتكرر العدد سبعة فى عملية تطهير الأبرص وتطهير بيته (انظر لا 13 : 4 و 21 و 27 و 31
و 50 ، 14 : 7 و 16 و 27 و 51 ) وقد أمر أليشع النبي نعمان السرياني أن يغتسل فى
نهر الأردن سبع مرات فيطهر (2مل 5 : 10) وفى حالة الولادة تكون الأم نجسة سبعة
أيام (لا 12 : 2) ، وفى اليوم التالي للسابع (أي فى اليوم الثامن) يُختن الولد (لا
12 : 3) وكان يجب أن يكون الحيوان الطاهر سبعة أيام مع أمه قبل تقديمه ذبيحة للرب (خر
22 : 30 ، لا 22 : 27) ، كما تتكرر مدة "سبعة أيام" ثلاث مرات فى عملية
تقديس الكهنة (خر 29 : 30 و 35 و 37 ) كما يتكرر العدد سبعة فيما يتعلق بخيمة
الشهادة وأوانيها ، فكان للمنارة سبعة سرج (عد 8 : 2 ، زك4 : 2) ، وغير ذلك كثير
.

( 2 ) العدد "سبعة" واستخدامه
تاريخياً : يرد العدد "سبعة" كثيراً فى الأحداث التاريخية ، سنذكر البعض
من أهمها ، مثل خدمة يعقوب سبع سنوات مرتين لأجل راحيل (تك 29 : 20 و 27 ) وسجد
يعقوب لأخيه عيسو سبع مرات (تك 33 : 3) وهناك سبع سنوات الشبع ، وسبع سنوات الجوع
، والسبع البقرات ، والسبع السنابل (تك 41) ، وسبع بنات يثرون (خر 2 : 16) ، وسبعة
أيام الوليمة عند زواج شمشون (قض 14 : 12) ، وسبعة الأوتار التى أُوثق بها ، وسبع
خصل رأسه (قض 16 : 7 و 19 ) وأبناء يسى السبعة (1صم 16 : 10) ، وأبناء شاول السبعة
(2صم 21 : 6) ، وأبناء أيوب السبعة (أيوب 1 : 2 ، 42 : 13
).

هل تبحث عن  هوت دفاعى الأسفار التاريخية هل تحتاج إلى إلهام م

ودار الكهنة السبعة ومعهم سبعة أبواق الهتاف ، حول أسوار أريحا سبعة
أيام ، وفى اليوم السابع داروا سبع مرات (يش 6 : 8-16) وصعد غلام إيليا إلى قمة
جبل الكرمل سبع مرات (1مل 18 : 43) وعطس ابن المرأة الشونمية سبع مرات قام بعدها
حياً (2مل 4 : 35) وأمر نبوخذ نصر ملك بابل بأن يُحَمى الأتون "سبعة أضعاف
أكثر مما كان معتاداً أن يحمى" (دانيال 3 : 19) وطُرد نبوخذ نصر من بين الناس
لإصابته بالجنون ، سبعة أزمنة (دانيال 4 : 16 و 23 و 25 و 32 ) وعاشت حنة النبية
سبع سنين مع زوجها (لو 2 : 36) وأشبع الرب أربعة آلالاف بسبع خبزات ، ثم رفعوا
سبعة سلال من الكسر (مت 15 : 34-37) وفى المسألة التى قدمها الصدوقيون للرب بخصوص
القيامة ، ذكروا سبعة إخوة (مت 22 : 25) وأخرج الرب سبعة شياطين من مريم المجدلية (مرقس
16 : 9 ، لو 8 : 2) وأقام الرسل فى الكنيسة فى أورشليم سبعة رجال للخدمة (أع 6 : 3)
، وكان لسكاوا سبعة أبناء (أع 19 : 14
).

وفى الكثير من هذه المواضع يحب أن نأخذ العدد بمعناه الحرفي ، ولكنه
مع ذلك لا يخلو من معنى رمزي
.

( 3 ) العدد "سبعة" واستخدامه
للدلالة على الكثرة : كثيراً ما يستخدم العدد "سبعة" للدلالة على الكثرة
أو الشدة . ويبدو هذا صريحاً فى بعض الأحيان ومضمراً فى أحيان أخري
.

(أ)فنراه واضحاً مثلاً فى الانتقام لقايين "سبعة
أضعاف" (تك 4 : 15) ، والهروب فى "سبع طرق" (تث 28 : 7 و 25 ) ،
والنجاة من سبع شدائد (أيوب 5 : 19) ، وتسبيح الرب سبع مرات فى النهار (مز 119 : 164)
، و "سبع رجاسات" (أم 26 : 25 ، انظر أيضاً أم 6 : 16) ، "وكلام
الرب نقي كفضة مصفاة .. ممحوصة سبع مرات" (مز 12 : 6) ، وكما فى : إن أخطأ
إليك أخوك .. سبع مرات فى اليوم ورجع إليك سبع مرات تائباً فاغفر له" (لو 17
: 3 و 4 – انظر أيضاً مت 18 : 21) ، وسبعة أرواح شريرة (مت 12 : 45 ، لو 11 : 26 –
انظر أيضاً راعوث 4 : 15 ، 1صم 2 : 5 ، مز 79 : 12
).

(ب) ونراه مضمراً فى تكرار عبارة "صوت الرب"
سبع مرات فى المزمور التاسع والعشرين ، مما جعل البعض يطلقون عليه "مزمور
الرعود السبعة" والأوصاف السبعة لروح الرب (إش 11 : 2) وفى كلتا الحالتين لم
يذكر هذا العدد عفواً ، بل ليشير إلى الكمال المطلق
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر الملوك الأول 20

ونجد فى العهد الجديد الطلبات السبع فى الصلاة الربانية (مت 6 : 9-13)
، والأمثال السبعة لملكوت السموات (مت 13) ، والويلات السبعة للفريسيين (مت 23 : 13
و 15 و 16 و 23 و 25 و 27 و 29 ) وأيضاً سبع مرات يقول الرب يسوع المسيح : "أنا
هو" فى إنجيل يوحنا (يو 6 : 35 ، 8 : 12 ، 10 : 7 و 11 ، 11 : 25 ، 14 : 6 ، 15
: 1) والتلاميذ السبعة على بحيرة طبرية (يو 21 : 2) ويتكرر العدد "سبعة"
كثيراً أيضاً فى الرسائل ، فهناك سبعة أنواع من الشدائد (رو 8 : 35) ، وسبع مواهب
من الروح القدس (رومية 12 : 6-9) ، وسبع صفات للحكمة التى من فوق (يع 3 : 17) ،
وسبع فضائل يجب أن تتوفر فى الإيمان (2بط 1 : 5-7) ، وهناك سبعة أشياء فى تسبيحتي
الشكر والتعظيم للرب (رؤ 5 : 12 ، 7 : 12) ، وسبع فئات من الناس سيحاولون إخفاء
أنفسهم من وجه الجالس على العرش (رؤ 6 : 15 و 16
).

(1)    العدد "سبعة" فى
سفر الرؤيا : يتكرر العدد "سبعة" فى سفر الرؤيا بصورة تستلفت النظر ،
فنقرأ عن السبع الكنائس : (1 : 4 .. إلخ) ، والسبع المناير الذهبية (1 : 12 .. إلخ)
، والسبعة الكواكب (1 : 16 و 20 ) ، والسبعة الملائكة (1 : 20) ، سبعة مصابيح من
نار (4 : 5) ، والسبعة الأرواح (1 : 4 ، 3 : 1 ، 4 : 5) وللسفر سبعة ختوم (5 : 1) ،
وخروف قائم له سبعة قرون وسبع أعين (5 : 6) ، وسبعة ملائكة معهم سبعة أبواق (8 : 2)
، وسبعة رعود (10 : 3) ، ووحش له سبعة رؤوس (13 : 1) ، وسبعة ملائكة معهم السبع
الضربات الأخيرة ( 15 : 1 ) ، وسبعة جامات ذهبية مملوءة من غضب الله (15 : 7) ،
ووحش قرمزى له سبعة رؤوس التى هى سبعة جبال ، وسبعة ملوك (17 : 3 و 9 و 10
).

وتمتد أهمية العدد "سبعة" إلى العدد "أربعة عشر"
(7×2) . فيستخدم العدد "14" رمزياً فى بعض الحالات ، فكان اليوم الرابع
عشر من الشهر هو عيد الفصح (خر 12 : 6 و 16… إلخ) كما كان يقدم أربعة عشر خروفاً
فى كل يوم من الأيام السبعة لعيد المظال (عد 29 : 13 و 15
).

كما نلاحظ أن عدد الأجيال من إبراهيم إلى المسيح ، قسمت إلى ثلاثة
أقسام كل منها أربعة عشر جيلاً (مت 1 : 17) ، وواضح أن ذلك كان لهدف معين (ولكن لا
يبدو أن هناك قصداً معيناً فى أع 27 : 27 ، 2كو 12 : 2، غل 2 : 1) ويجب أن نذكر أن
العدد "أربعة عشر" فى العبرية والعربية واليونانية ، ويتكون من عددين
هما "أربعة" و "عشرة" ولكل منهما مدلوله
.

ثم نجد العدد "7×7" فى عبارة "سبعة أسابيع" يذكر
مرتين فى سفر اللاويين (23 : 15 ، 25 : 8
).

كما كان العدد "سبعون" (7×10) يستخدم للدلالة على عدد كبير
من الناس ، فى مواضع كثيرة فى العهد القديم : "فجميع نفوس بيت يعقوب التى
جاءت إلى مصر سبعون" (تك 46 : 27 ، خر 1 : 5 ، تث 10 : 22) وكان شيوخ إسرائيل
"سبعون" (خر 24 : 1 و 9 ، عد 11 : 16 و 24 و 25 ) ، وسبعون ملكاً قطع
أدوني بازق أباهم أيديهم وأرجلهم (قض 1 : 7) ، وسبعون ابناً لجدعون (قض 8 : 30 ، 9
: 2) ، وسبعون ابناً وحفيداً لعبدون يركبون على سبعين جحشاً (قض 12 : 14) ، وسبعون
ابناً لأخآب (2مل 10 : 1 و 6 و 7 ) ورأى حزقيال سبعين رجلاً يتعبدون للأوثان (حز 8
: 11
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس بولسية عهد جديد رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 03

كما يستخدم العدد "سبعون" للدلالة على الزمن ، فقد بكى
المصريون على يعقوب سبعين يوماً (تك 50 : 3) وتنبأ إشعياء عن أن صور ستُنسى سبعين
سنة (إش 23 : 15 و 17 ) وتنبأ إرميا بأن شعب إسرائيل سيسبَى سبعين سنة ( إرميا 25 :
11 و 12 – انظر دانيال 9 : 2 ، زك 1 : 12 ، 7 : 5) وتبنأ دانيال بأن سبعين أسبوعاً
قضيت على شعبه (دانيال 9 : 24) ويقول موسى إن أيام الإنسان هى سبعون سنة (مز 90 : 10
).

كما وجد بنو إسرائيل سبعين نخلة فى إيليم (خر 15 : 27 ، عد 33 : 9) وقدموا
فى أيام حزقيا الملك من المحرقات سبعين ثوراً (2أخ 29
: 32) وقدم كل واحد من رؤوس الأسباط منضحة من فضة وزنها سبعون شاقلاً (عد 7
: 13 .. إلخ
).

ونقرأ فى العهد الجديد عن سبعين تلميذاً ( لو 10 : 1 و 17 ) وكان
اليهود يعتقدون أن هناك سبعين أمة غيرهم يتكلمون سبعين لغة ، تحت رعاية سبعين
ملاكاً . ولعلهم بنوا ذلك على ما جاء فى الأصحاح العاشر من سفر التكوين . وكان
أعضاء السنهدريم اليهودي نحو سبعين شيخاً . وتنسب الترجمة السبعينية إلى سبعين
شيخاً قاموا بترجمتها (والأرجح أنهم كانوا اثنين وسبعين) . ولابد أن هذه الأهمية
للعدد سبعين ترجع إلى أنه حاصل ضرب 7×10
.

ويرد العدد "77" ثلاث مرات ، مرة فى حديث لامك : "إنه
ينتقم لقايين سبعة أضعاف . وأما للامك فسبعة وسبعين" (تك 4 : 24) والمرة
الثانية فى
  تحديد عدد شيوخ
سكوت (قض 8 : 24) والمرة الثالثة فى تحديد عدد الخراف التى قربها بنو إسرائيل
محرقات لإله إسرائيل (عز 8 : 35
).

وهناك العدد "7 × 70" ، إذ يسأل بطرس الرب : "كم مرة
يخطئ إلي أخي وأنا أغفر له ، هل إلي سبع مرات؟" فيقول الرب يسوع : "لا
أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات" (مت 18 : 24) والمعنى
الواضح هو أن يكون على استعداد للغفران على الدوام
.

كما نجد العدد "7.000" (7 × 1000) فى سفر الملوك الأول (19
: 18 ، انظر أيضاً رومية 11 : 4) عن عدد الذين لم يحنوا ركبة لبعل فى أيام إيليا ،
وهو يدل على الكثرة الكاثرة
.

كما يبدو أن لنصف العدد "7" أهمية خاصة (انظر دانيال 7 : 25
، 9 : 27 ، لو 4 : 25 ، يع 5 : 17 ، رؤ 11 : 2 ، 13 : 5
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي