هوشع7 - تفسير سفر هوشع

شرح

الكتاب المقدس – العهد القديم – القمص أنطونيوس فكري

هوشع7 – تفسير سفر هوشع



محتويات
:


(إظهار/إخفاء)



* تأملات في كتاب

هوشع
:


تفسير سفر هوشع:

مقدمة سفر هوشع
|
هوشع 1 |

هوشع 2

|

هوشع 3

|

هوشع 4

|

هوشع 5

|

هوشع 6

|

هوشع 7

|

هوشع 8

|

هوشع 9

|

هوشع 10

|

هوشع 11

|

هوشع 12

|

هوشع 13

|

هوشع 14

|
دراسة في هوشع
|

ملخص عام

نص سفر هوشع:
هوشع 1 |

هوشع 2

|

هوشع 3

|

هوشع 4

|

هوشع 5

|

هوشع 6

|

هوشع 7

|

هوشع 8

|

هوشع 9

|

هوشع 10

|

هوشع 11

|

هوشع 12

|

هوشع 13

|

هوشع 14

|
هوشع
كامل

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية:
1
234
5678
91011
121314
1516



الآيات (1، 2):

“«حِينَمَا كُنْتُ أَشْفِي إِسْرَائِيلَ،
أُعْلِنَ إِثْمُ أَفْرَايِمَ وَشُرُورُ السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُمْ
قَدْ صَنَعُوا غِشًّا. السَّارِقُ دَخَلَ وَالْغُزَاةُ نَهَبُوا
فِي الْخَارِجِ. وَلاَ يَفْتَكِرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنِّي قَدْ
تَذَكَّرْتُ كُلَّ شَرِّهِمْ. اَلآنَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِمْ
أَفْعَالُهُمْ. صَارَتْ أَمَامَ وَجْهِي.”



حينما كنت أشفى

= الله يتقدم هنا كطبيب يشفي مرضهم وهو مضطر أن يكشف لهم خطورة هذا المرض
حتى يأخذوا موضوع العلاج بجدية ويتقبلوا الدواء. أعلن إثم إفرايم =
الله يفضح المرض حتى يمد يده بالمشرط. ومرضهم أنهم قد صنعوا غشًا =
هذا أخطر ما يصيب الإنسان فبينما هو يغش الناس إذ به يغش نفسه ويخدع ضميره،
وهذا ما حدث لهم فبينما كانوا يغشون الآخرين السارق دخل = أي بينما
كان الإنسان الغاش يظن أنه يسرق جاره جاء الغزاة ونهبوه من الخارج =
وهذا قصاص الله لهم فبينما هم يظنون أنهم يسلبون بعضهم جاء لهم لصوص من
الخارج لينهبوهم وربما تشير هذه للجزية التي فرضت عليهم. وروحيًا إذا ترك
الإنسان خطية تتسلل إليه كسارق سينفتح الباب للغزاة أي باقي الخطايا ويصبح
الإنسان فاسدًا بكليته. وفي (2) هم ظنوا أن خطاياهم مخفية عن الله أو ظنوها
أمرًا تافهًا فلا يذكرها الله. ولكن الله يتذكر كل شرهم = أي لا
يعرفه فقط بل لا ينسى منه شيئًا وسيعاقبهم على كل شيء. الآن قد أحاطت بهم
أفعالهم
= الله لا يريد أن يفضح أحد بخطاياه، بل هو يجعلها واضحة حتى
تشفى أما تجاهلها فمميت.



أعلن إثم أفرايم


= نرى هنا أسلوب الله في العلاج بمشرط جراحي scalpel، فالله أعطاهم وصايا وناموس
وشريعة فخالفوها، وأرسل لهم أنبياء ليستجيبوا فلم يقبلوا. فكانت عقوبتهم من
نفس نوع خطيتهم ليفهموا مدى بشاعة ما فعلوه. هم صنعوا غشا وسرقوا الأبرياء
فسرقهم جيش أشور، وبنفس الأسلوب كان العمى الذي أصاب شاول الطرسوسي إذ لم يفهم
نبوات الكتاب، وعدم استطاعة زكريا الكلام إذ لم يسبح الله، وداود زنى وقتل
فدخل الزنا والقتل لبيته، وهذا بالضبط ما قاله عوبديا النبي “ما فعلته يفعل
بك” (عو15).



الآيات (3-7):
“«بِشَرِّهِمْ يُفَرِّحُونَ الْمَلِكَ، وَبِكَذِبِهِمِ الرُّؤَسَاءَ. كُلُّهُمْ
فَاسِقُونَ كَتَنُّورٍ مُحْمًى مِنَ الْخَبَّازِ. يُبَطِّلُ الإِيقَادَ مِنْ
وَقْتِمَا يَعْجِنُ الْعَجِينَ إِلَى أَنْ يَخْتَمِرَ. يَوْمُ مَلِكِنَا
يَمْرَضُ الرُّؤَسَاءُ مِنْ سَوْرَةِ الْخَمْرِ. يَبْسُطُ يَدَهُ مَعَ
الْمُسْتَهْزِئِينَ. لأَنَّهُمْ يُقَرِّبُونَ قُلُوبَهُمْ فِي مَكِيدَتِهِمْ
كَالتَّنُّورِ. كُلَّ اللَّيْلِ يَنَامُ خَبَّازُهُمْ، وَفِي الصَّبَاحِ
يَكُونُ مُحْمًى كَنَارٍ مُلْتَهِبَةٍ. كُلُّهُمْ حَامُونَ كَالتَّنُّورِ
وَأَكَلُوا قُضَاتَهُمْ. جَمِيعُ مُلُوكِهِمْ سَقَطُوا. لَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ
يَدْعُو إِلَيَّ.”.


نحن هنا أمام مؤامرة من بعض الرؤساء المحيطين
بالملك، هم يريدون الإيقاع به وقتله، فأسكروه وأسمعوه كلمات معسولة
=


لأَنَّهُمْ يُقَرِّبُونَ قُلُوبَهُمْ فِي مَكِيدَتِهِمْ كَالتَّنُّور

وظلوا كخباز يحمي نار الفرن، إذ كانوا يثيرون شهواته بأفكار يضعونها أمامه كمن
يريدون أن يفرحوه ويتركونه إلى أن تختمر الأفكار في عقله كما يترك الخباز
العجين ليختمر. وحينما يخطئ تحين لهم الفرصة لقتله (هذه الأفكار قد تكون أفكار
سياسية أو حربية خاطئة تثير أحلامه لمزيد من الإمتلاك ومعها شهوات أخرى لتعمي
عينيه عن القرار الصائب). وليخلوا لهم الجو تخلصوا من رجال الملك المخلصين=
أكلوا
قضاتهم
.

وهذا هو أسلوب الشيطان ومؤامراته دائما في إيقاع
الأبرياء…. والمؤامرة هنا هي وضع خميرة في عجين أي وضع أفكار شريرة بكلمات
خبيثة في قلب إنسان بريء. ولنرى مثال متكرر، كمن يضع كلامًا معسولًا في أذني
فتاة بريئة يصوِّر فيه حبه، وخطوة خطوة ليوقع بها. ويختمر العجين هنا أي تشتعل
شهوة الضحية البريئة وتسقط الضحية بخمير شرور الشخص الفاسق = الخباز. وتدبير
المؤامرات وبذر الشرور هو


عجن العجين
فالشخص
الشرير يظل
يُلقى سمومه فترة في أذني الضحية ثم يتركها =

يبطل
الإيقاد

= هو وضع
الخميرة أي بذرة الشر في قلب الإنسان البريء ويترك هذه الخميرة تختمر داخله أي
تشعل شهوة قلبه. لذلك على كل إنسان أن يتحرز ويحتاط من خمير هؤلاء الفاسقين
الذي هو شرورهم وعلى كل واحد أن يتحاشى وضع خميرة شر في قلبه حتى لا تشتعل
شهوته (بمنع العين عن النظر واللسان عن الكلام والأذن عن سماع كل ما هو بطال)

نجد هنا خطايا الملك ومن حوله من الرؤساء وهؤلاء
هم قادة الشعب. فإذا فسدت القيادة فسد الشعب كله وضلَّ. هكذا لو فسدت إرادة
الإنسان يَضِّل هذا الإنسان وينحرف للشر والفساد. وفي (3) نجد الملك والرؤساء
فرحين بشرور الشعب وكذبه وتملقه لهم (غالبًا الملك هنا هو زكريا) وهنا وصف
للملك ورؤساؤه بأنهم


كالتنور

=
ملتهبون بنار شهواتهم وهكذا كل نفس فاسدة (لا يطفئ هذه النار سوى الروح القدس،
وهو يشعل بدلًا منها نار مقدسة هي حب الله) والتنور هو القلب (تنور =
فرن). والخباز هو الإنسان نفسه أو من يضع أفكار خطية وإثارة شهوات الإنسان.
والنار هي الشهوة، وكما يحمي الخباز التنور هكذا هؤلاء الفاسقون يحمون ويهيجون
شهواتهم بأفكارهم وكلماتهم ونظراتهم الرديئة (كمن أدمن مشاهدة بعض المجلات
والصور والأفلام الرديئة) ويظل هذا الإنسان الفاسق يهيج

شهوته
ويُدبِّر مؤامراته، ولا يكف إلى أن

يختمر
العجين
.

وفي (5)
ويوم ملكنا
= قد
يكون يوم عيد
ميلاده أو جلوسه على العرش يسكر رؤساءه بالخمر =

يمرض
الرؤساء من سورة الخمر

وفي ترجمة
أخرى “أمرض الرؤساء أنفسهم بحمى الخمر” بل أن الملك

نفسه
يبسط يده
= أي
يضع يده في يد المستهزئين. وفي الترجمة الإنجليزية وردت الآية

هكذا “جعل
الرؤساء الملك يمرض من زجاجات الخمر”
أي هم حرضوه على أن يشرب ويسكر فيصير
سخرية لكل الهازئين هنا صاروا هم الخبازين. لاحظ أن الخطية تفقد الإنسان كرامته
وتنزل به من درجة الملوك لدرجة الذين بلا كرامة (فالله جعلنا ملوكًا وكهنة أي
ملوكًا على شهواتنا، ومن يملك على شهوته، تكون له كرامة، والعكس صحيح).

ولاحظ أن

يوم ملكنا
هو يوم فرح.
فكيف نقضى نحن أفراحنا، هل بطريقة نصير فيها بلا كرامة. هناك فرح وهو عرس قانا
الجليل دُعَي فيه المسيح والعذراء والتلاميذ. فمن ندعو لأفراحنا وماذا نعمل في
أفراحنا. وفي (6) كما أن الخباز يلقي بالحطب داخل التنور ويذهب لينام ليلًا
ويجده في الصباح ملتهبًا، هكذا هؤلاء الأشرار كانوا يلقون بالوقود (أي مشوراتهم
الشريرة) ولعلهم كانوا يخططون لقتل الملك، وفعلًا فالملك زكريا مات مقتولًا في
فتنة. وقوله

ينام خبّازهم
= أي
يسكتون وينتظرون الفرصة لإتمام مقصودهم كما ينتظر الخباز حتى يختمر العجين.
وهكذا إبليس فهو يشعل شهوتنا في كل فرصة وذلك ليهلكنا. كلهم

حامون
كالتنور
أي مشتعلين
بشهواتهم، مملوئين من شرهم ومؤامراتهم

وأكلوا قضاتهم
= هم قتلوا القلة التي كانت تدين أفعالهم الشريرة. وقتلوا القضاة الصالحين
العادلين أو أبعدوهم عن الملك
،
وهو نفس أسلوب الشيطان وأعوانه أن يعزلوا الضحية البريئة التي يريدون الإيقاع
بها بعيدا عن الكنيسة وعن الأصدقاء الأوفياء.

وجميع
ملوكهم
سقطوا
=
أنظر المقدمة فجميع ملوك هذه الفترة تقريبًا تم اغتيالهم في فترة فتن
واضطرابات. ففي مملكة إسرائيل التي استمرت 260سنة، ملك 20ملكًا قُتِلَ منهم 9
ملوك بينما في يهوذا فلم تتغير الخلافة مدة 460 سنة من داود إلى صدقيا وهؤلاء
الملوك، ملوك إسرائيل قتلوا إذ لا بركة من الله بسبب وثنيتهم وشرورهم.



الآيات (8-12):
“«أَفْرَايِمُ يَخْتَلِطُ بِالشُّعُوبِ. أَفْرَايِمُ صَارَ خُبْزَ مَلَّةٍ لَمْ
يُقْلَبْ. أَكَلَ الْغُرَبَاءُ ثَرْوَتَهُ وَهُوَ لاَ يَعْرِفُ، وَقَدْ رُشَّ
عَلَيْهِ الشَّيْبُ وَهُوَ لاَ يَعْرِفُ. وَقَدْ أُذِلَّتْ عَظَمَةُ
إِسْرَائِيلَ فِي وَجْهِهِ، وَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ
وَلاَ يَطْلُبُونَهُ مَعَ كُلِّ هذَا. وَصَارَ أَفْرَايِمُ كَحَمَامَةٍ
رَعْنَاءَ بِلاَ قَلْبٍ. يَدْعُونَ مِصْرَ. يَمْضُونَ إِلَى أَشُّورَ.
عِنْدَمَا يَمْضُونَ أَبْسُطُ عَلَيْهِمْ شَبَكَتِي. أُلْقِيهِمْ كَطُيُورِ
السَّمَاءِ. أُؤَدِّبُهُمْ بِحَسَبِ خَبَرِ جَمَاعَتِهِمْ.”


أفرايم يختلط بالشعوب


= لم يعد هناك حدود تفصل
بين أفرايم والشعوب الوثنية، فتعلموا منهم أعمالهم، هذه صورة كل ابن لله يختلط
بالعالم فيدخل العالم إلى قلبه صار


خبز ملة
لم يقلب
= أي خبز تمت تسويته على وجه واحد فقط والوجه الآخر مازال عجينًا نيئًا، وهذا
لا يصلح لشيء، هذا إشارة لأنهم أحرزوا نجاحًا في الحكمة الدنيوية ومثال لذلك
مهارتهم في عقد تحالفات سياسية ولكنهم كانوا بلا نجاح موازٍ في حياتهم الروحية
، فكان تدينهم مجرد شكليات وفرائض مظهرية بلا عمق، والقلب مبتعد عن الله. وفي
(9)
أكل
الغرباء ثروته وهو
لا يعرف

= هم إتكلوا على أشور فأكلتهم أشور، كما جعلهم ملك أرام كالتراب للدوس
(2مل7:13) (هذه نتائج الحكمة الدنيوية وتحالفاتهم السياسية التي برعوا فيها)
وكل هذا ولم يلجأوا لله. هؤلاء الغرباء هم إبليس وشياطينه، الذي يسلبون من
النفس أثمن ما لديها حتى حياتهم

الأبدية.
وهو لا
يعرف
= لأنهم لا يريدون أن
يعرفوا حالتهم، فهم كجاهل لا يريد أن يصلح بيته الذي سيسقط فيقول البيت جيد.
وقد رشَّ
عليه الشيب
= أي دخلوا
للشيخوخة الروحية وأصبحوا قريبين من الإضمحلال. وفي (11)

حمامة رعناء بلا قلب
=
“وتترجم بلا فهم وهذه أفضل” هذا يدل على نقصان العقل، وعلى الحماقة، وهذا يختلف
عن البساطة التي أوصى بها المسيح. وهذه الحمامة تترك عشها وتطير على غير هدى
مرة هنا ومرة هناك إلى أن تسقط في فخ. وهذا إشارة لإسرائيل فهم تركوا الله
وتركوا هيكله في أورشليم، وانطلقوا من عبادة مرفوضة لعجول ذهبية، إلى عبادة
وثنية

فَضَلَّوا
أيضًا مرة وراء أشور
ومرة وراء مصر ليحموها بدلًا من أن يذهبوا إلى الله. وإذا أخذنا الترجمة

بلا قلب
= فهذا يعني خلو قلبها من محبة الله “حب الرب إلهك من كل قلبك..” وهذا الحب هو
الذي يسحبها في اتجاه واحد ناحية الله وبلا تخبط. ويقال أن الحمامة الرعناء هي
بلا قلب وبلا عقل فهي لا تحزن على صغارها إذا أخذوا منها، بل تبني عشها ثانية
في نفس المكان. وإسرائيل بعد ما حمل العدو جزءًا من شعبهم كسبايا لم يتأثروا
واستمروا في معاملتهم بل الاتكال عليهم.

أبسط عليهم
شبكتي
= هم إنخدعوا من
أشور ومن مصر ولكن الشبكة التي انتشبوا فيها هي شبكة الرب، فهو الذي أسلمهم
لأعدائهم بعد أن تركوه.

فهو يؤدبهم بحسب خبر
جماعتهم

= فهو سبق وأخبر جماعتهم بعقوبة
الخطاة. كل هذا وهو

لا يعرف=
أي لا يعرف أن يد الله ممدودة ضده من جهلهم “هلك شعبي من عدم المعرفة”.



الآيات (13-16):
“«وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ هَرَبُوا عَنِّي. تَبًّا لَهُمْ لأَنَّهُمْ
أَذْنَبُوا إِلَيَّ. أَنَا أَفْدِيهِمْ وَهُمْ تَكَلَّمُوا عَلَيَّ بِكَذِبٍ.
وَلاَ يَصْرُخُونَ إِلَيَّ بِقُلُوبِهِمْ حِينَمَا يُوَلْوِلُونَ عَلَى
مَضَاجِعِهِمْ. يَتَجَمَّعُونَ لأَجْلِ الْقَمْحِ وَالْخَمْرِ، وَيَرْتَدُّونَ
عَنِّي. وَأَنَا أَنْذَرْتُهُمْ وَشَدَّدْتُ أَذْرُعَهُمْ، وَهُمْ يُفَكِّرُونَ
عَلَيَّ بِالشَّرِّ. يَرْجِعُونَ لَيْسَ إِلَى الْعَلِيِّ. قَدْ صَارُوا
كَقَوْسٍ مُخْطِئَةٍ. يَسْقُطُ رُؤَسَاؤُهُمْ بِالسَّيْفِ مِنْ أَجْلِ سَخَطِ
أَلْسِنَتِهِمْ. هذَا هُزْؤُهُمْ فِي أَرْضِ مِصْرَ.”

نلاحظ هنا أنهم عصوا على الله وتمردوا عليه
بالرغم من الطرق المختلفة التي اتخذها ليحفظ ولائهم له. ففي (13)
أنا افديهم
= فهو أخرجهم من أرض مصر ونجاهم من ضيقات كثيرة. وفي (15)
أنا أنذرتهم وشددت
أذرعهم
= أي حين ضعفت قوتهم كالذراع المكسور، جبر الله ذراعهم وضمده
(2مل13: 16، 17+ 2مل14: 25، 26) وماذا كان موقفهم هم؟
هربوا عني
= كما تهرب الحمامة الرعناء، هم التجأوا للغرباء. الله الطبيب أعلن أنه لا بُد من
قبول العلاج لكنهم هربوا من العلاج أي التأديب.
ويل لهم=
من يهرب من الله تتبعه الويلات. وأعظم ويل هو الابتعاد عن الله مصدر الحياة وكل
خير. وتبًا لهم
= أي لهم الهلاك
وهم تكلموا عليَّ بكذب
= فهم أنكروا قدرته على الخلاص، وأنه غير
قادر أن ينجيهم، وأنكروا محبته وأمانته
بل هم
يفكرون عليَّ بالشر
= هنا الله يعرف أفكارهم والله يدين على الأفكار
الخاطئة وأي خطية هي أمر سيء وخيانة لله ولكرامته. وفي (14) فبالرغم من النكبات
التي حلَّت بهم وجعلتهم
يولولون على
مضاجعهم
فإنهم
لم يصرخوا إلى
الله بقلوبهم
. هم تجمعوا لأجل القمح والخمر
= فإحدى
الضربات التي لحقتهم كانت أن إنقطع المطر، وهنا صلوا لله ليعطيهم مطرًا فيكون
لهم القمح والخمر
= كل ما يطلبونه الخيرات الجسدية ولكنهم لم يقدموا توبة ولم يتركوا أصنامهم.
(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلا
في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).

لذلك يقول الله
ويرتدون عني
=
فعبادتهم هنا هي نوع من الكذب لأنها مظهرية. إلاّ أنه
في الترجمة السبعينية
جاءت عبارة

تجمعوا لأجل القمح

هكذا “يجرحون
نفوسهم حول مذابح
أوثانهم”
كما يفعل الوثنيون (1مل28:18). وهذه الترجمة تشرح قوله
ويرتدون عني
. وبسبب هذا حاول البعض فهم كلمة مضاجعهم على أنها مذابحهم الوثنية. وفي (16)
هم في ترددهم بين طريق الله وبين أصنامهم
لم يرجعوا إلى
الله
. والله يطلب الرجوع إليه بالكامل “إرجعوا إليَّ أرجع
إليكم”
(زك3:1) الله يطلب الرجوع بكل القلب وبغير هذا يكون الإنسان قد أخطأ هدفه
كقوس مخطئة
= ولأنهم مترددين في الالتجاء لله بكل القلب، فهم مرة يصلون لله ومرة أخرى
يذهبون لأرض
مصر طلبًا للمعونة، والتجائهم لآخر غير الله سيخجلهم، فهم سيخجلوا من شعب لا
ينفعهم (إش5:30) وسينهزموا =
ويسقط رؤساؤهم
بالسيف. هذا هزؤهم في أرض مصر
= فبالتجائهم لمصر سيكونون هزءًا
فينظر كل من حولهم.

وفي هذه الآيات نجد نبوة عن عمل المسيح
لهذا الشعب ورفض هذا الشعب له
أنا أفديهم
(لهذا جاء المسيح فهو جاء إلى خاصته)
وهم تكلموا
عليَّ بكذب
= بل أتوا بشهود زور ودبروا له الصليب =
وهم يفكرون عليَّ
بالشر
(وخاصته لم تقبله) بل هم للآن يكذبون ويرفضون المسيح.
وأنا قد انذرتهم=
فلقد كانت كتب الأنبياء بين أيديهم، ولم يخافوا.
لذلك سقط
رؤساؤهم
= وكانت عقوبتهم التشريد لمدة 2000سنة كانوا فيها
يولولون

على مضاجعهم
وكل ما يطلبونه الخيرات الزمنية ورجوعهم إلى
أرض الميعاد ولكنهم يرفضون المسيح =
يرتدون عني لذلك
قد صاروا كقوسٍ مخطئة
. لم يحصلوا على بركات الخلاص لأنهم ضلوا
الهدف، فالخلاص روحي لكنهم ظنوه خلاصًا زمنيًا (لو21:24)


تأمل روحي: إن فقدنا القمح والخمر، أي إن
أصابتنا خسارة زمنية، فقبل أن نصرخ من أجل عودة البركات الزمنية فلنقدم توبة
حقيقية لله. فكثيرين يصرخون لله ليرفع الألم، ولكن الله لا يستجيب حتى يأتي
الألم بثماره أي التوبة.


← تفاسير أصحاحات
هوشع:


مقدمة |
1 |

2
|

3
|

4
|

5
|

6
|

7
|

8
|

9
|

10
|

11
|

12
|

13
|

14

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا


هل تبحث عن  الأب الكاهن قدسأبونا القس كيرلس إيليا جوهر

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي