سماء

 

السماء فى العبرية هي “شماييم” ، وهى مشتقة من السمو والارتفاع ، فهي تعني “الأعالي” أو “المرتفعات” . وفي
 
اليونانية هي “أورانوس
” (ouranos)
وتؤدي نفس المعني . وتستخدم كلمة “سماء” فى الكتاب المقدس للدلالة على
:

(1) –
سماء الجو الذي يحيط بالأرض ، وفيها الهواء الذى نتنفسه ، وتعرف علمياً باسم “التروبوسفير” ، وترتفع لأكثر من عشرين ميلاً فوق سطح الأرض . أما الفضاء الذى يعلو ذلك فهو “الستراتوسفير
“.

وأهم الظواهر الجوية المذكورة فى الكتاب المقدس ، هى : المطر والثلج . ومن أروع الفصول الكتابية فى وصف هذا الظواهر : “لأنه كما علت السموات عن الأرض ، هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم . لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ، ولا يرجعان إلى هناك ، بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعاً للزارع وخبزاً للآكل ، هكذا تكون كلمتي التى تخرج من فمي . لا ترجع إلىَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فى ما أرسلتها له” (إش 55 : 9-11) . كما أن الصقيع ينزل من السماء ، فيسمى “صقيع المساء” (ايوب 38: 28) . والأرجح أن الحجارة العظيمة التى رمي الرب بها الأموريين “من السماء” فى معركة جبعون ، كانت عبارة عن حجارة برد كبيرة من عاصفة ثلجية (يش 10 : 11 ، مز 18 : 13) . كما يذكر الكتاب المقدس مراراً الرعد من السماء ، فتقول حنة أم صموئيل : “من السماء يرعد عليهم” (1صم 2 : 10) ، وهو “الكاسي السموات سحاباً المهيئ للأرض مطراً” (مز 147 : 8
) .

       
وكثيراً ما يذكر الكتاب “رياح السماء الأربع” (زك 2 : 6) ، فالرياح تهب وتتحرك فى طبقة التروبوسفير” . والأرجح أيضاً أن عبارة “أمطر لكم خبزاً من السماء” (خر 16 : 4 ، مز 78 : 24) تشير إلى السماء الجوية . كما قد تعنى أن هذا الخبز “المّن” كان عطية من الله. كما أن الطيور تسمى “طير السماء” (تك 1 : 26و30 ، أم 23 : 5
).

       
وأحيانا تكون هذه الظواهر الجوية لخير الإنسان كما قد تكون لأذيته ، مثل “الكبريت والنار” اللذين نزلا “من عند الرب من السماء لتدمير سدوم وعمورة
“.

(2) –
سماء الأجرام السماوية : وهي الفضاء الشاسع الذي تدور فيه الأجرام السماوية من سُدُم ونجوم وكواكب وأقمار. ففي بداية الخليقة ” قال الله : لتكن أنوار فى جلد السماء (تك 1 : 14) . والنجوم هي “نجوم السماء” (انظر تك 15 : 5 ، تث 4 : 19) . ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين : “السموات هي عمل يديك” (عب 1 : 10 ، مز 33 : 6) . كما يذكر من الكواكب فى الكتاب المقدس ، “الزهرة” (إش 14 : 12) ، كما تذكر بعض المجموعات النجمية مثل النعش والثريا والجبَّار (أيوب 9 : 9 ، 38 : 31 ، عا 5 : 8
).

وقد نهي الله بني إسرائيل عن عبادة هذه الأجرام السماوية (خر 20 : 4) . وقد عاقبهم الرب من أجل تقديمهم ذبائح “لملكة السماء” (إرميا 44 : 17-25) . كما نهاهم عن كل ما يتصل بالتنجيم (إش 47 : 13) . وتشير عبارة “المملكة تحت كل السماء” (دانيال 7 : 27) إلى كل البشر
.

(3) –
السماء مسكن الله : مع أن الكتاب المقدس يعلمنا أن “سماء السموات لاتسع” الله (1مل 8 : 27) ، وأن الله موجود فى كل مكان فى الكون ، إلا أنه يقول أيضا أن السماء هى مسكن الله : “لأنه هكذا قال العلي ساكن الأبد ، القدوس اسمه : فى الموضع المرتفع المقدس أسكن ، ومع المنسحقين” والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين (إش 57 : 15) ، “تطلع من السموات وانظر من مسكن قدسك ومجدك . أين غيرتك وجبروتك؟ زفير أحشائك ومراحمك نحوي امتنعت” (إش 63 : 15
).

ويخاطب المرنم : “الرب العلي” ، وبخاصة عندما يريد أن يرفع الشكر لله على انقاذه ، وعندما يتضرع إليه لينجيه من الضيق (مز 7 : 17 ، 18 : 13 ، 57 : 2) . وفى الفصول التى يذكر فيها إسرائيل مع الأمم حوله ، كثيراً ما يذكر “الرب إله السماء” (2أخ 36 : 23 ، نح 1 : 4و5 ، دانيال 2 : 37و44) . وفى بشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم ، يقول عن الرب يسوع إنه “ابن العلي يدعي” (لو 1 : 32) ، كما يذكر الرب يسوع “بني العلي” (لو 6 : 35
).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر إرميا 27

       
وجميع الأسماء التى تطلق على السماء – فى العهدين القديم والجديد – تحمل فكرة “المسكن”.فالكلمة الأساسية هي “الخيمة” بالاشارة إلى الخيمة التى أقامها موسي فى البرية . والخيمة أو “المسكن الذي نصبه الرب لا انسان” (عب 8 : 2 ، 9 : 11) . وفكرة سكنى الله فى هيكل على الأرض ترتبط بسكناه فى السماء (1مل 8 : 12و13) . وكلمة “مَقدس” تستخدم فى الإشارة إلى سكنى الله فى خيمة الشهادة (خر 25 : 8) ، كما تستخدم فى الإشارة إلى سكناه فى السماء (عب 8 : 2 ، 9 : 8و12
).

وكلمة “مسكن” تستخدم فى الإشارة إلى خيمة الشهادة (خر 15 : 13 ، مز 26 : 8) ، كما فى الإشارة إلى مسكن الله فى السماء : “من مكان سكناه تطلع إلى جميع سكان المسكونة” (مز 33 : 14) انظر أيضا (إش 63 : 15 ، لو 16 : 9
).

ومن أكثر الكلمات استخداماً ، كلمة “بيت” سواء عن مكان سكنى الله فى السماء أو على الأرض . واستخدمت هذه الكلمة فى هذا المعنى لأول مرة فى سفر التكوين : “ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء” (تك 28 : 17). ويكرر سليمان ذلك خمس عشرة مرة فى صلاته لتدشين الهيكل وبخاصة فى قوله الرائع : “لأنه هل يسكن الله حقا على الأرض . هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك ، فكم بالأقل هذا البيت الذى بنيت” (1مل 8 : 27) . وهو نفس المعنى فى قول الرب :”في بيت أبي منازل كثيرة” (يو 14 : 2) فى الإشارة إلى عودته إلى بيت الآب ، ثم مجيئه ثانية ليأخذ قديسيه (انظر مز 65 : 4
).

       
ثم كلمة “هيكل” التى تستخدم أيضاً فى الإشارة إلى مسكن الله فى السماء وكذلك إلى الهيكل الأرضي ، بل وإلي خيمة الشهادة (1صم 1 : 9 ، 3 : 3) . ومن الأمثلة على ذلك قول داود : “في ضيقي دعوت الرب ، وإلى إلهي صرخت ، فسمع من هيكله صوتي وصراخي دخل أذنيه” (2صم 22 : 7 ، انظر أيضا إش 6 : 1
).

       
وتشير كلمة “قدس” أحياناً إلى “قدس الأقداس” فى خيمة الشهادة أو فى الهيكل ، كما إلى مسكن الله السماوي : “لأنه أشرف من علو قدسه ، الرب من السماء إلى الأرض نظر” (مز 102 : 19 ، انظر أيضا عب 8 : 2
).

       
وكثيراً ما تسمى السماء “كرسي الله” ، سواء فى العهد القديم أو الجديد (مز 11 : 44 ، إش 66 : 1 ، إرميا 14 : 21 ، مت 5 : 34 ، أع 7 : 49 … إلخ). كما تستخدم كلمة “مجد” فى الإشارة إلى الخيمة الأرضية أو إلى الهيكل الأرضي أو إلى السماء ، فعندما كان استفانوس يُرجم ، كان يتطلع إلى السماء “فرأى مجد الله” (أع 7 : 55) ، كما أن الرب يسوع “رُفع فى المجد” (1تي 3 : 16
).

       
وقد تستخدم كلمة “السماء” فى الإشارة إلى الله نفسه ، كما فى عبارة “ورفع نظره نحو السماء” (مت 14 : 19 ، لو 9 : 16) ، ويقول الابن الضال : “أخطأت إلى السماء” (لو 15 : 18) وهو يعنى أنه أخطأ إلى الله (انظر أيضا مت 23 : 22
).

(4) –
علاقة المسيح بالسماء : يقول الرب يسوع للآب : و “الآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم” (يو 17 : 5) ، أي أنه كان منذ الأزل مع الآب فى السماء . فهو الكلمة الذى كان من البدء (يو 1 : 1و2) ويقول عنه يوحنا : “الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب” (يو 1 : 18) . وكثيرا ما يعبر عن مجيء المسيح فى الجسد ، بأنه “نزل من السماء” (يو 3 : 13) . ويكرر الرب يسوع – فى حديثه عن خبز الحياة – ست مرات ، فى الإشارة إلى نفسه بأنه الخبز “النازل من السماء” (يو 6 : 33-51) . وثلاث مرات يجئ الإعلان من السماء فى الأناجيل : “هذا هو ابني الحبيب” ، عند المعمودية (مت 3 : 6و17) ، وعلى جبل التجلى (مت 17 : 5 ، 2بط 1 : 18) ، ثم فى إنجيل يوحنا : “جاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضاً” (يو 12 : 28
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كُنْياهو او يكْنيَا ا

       
وبعد أن أكمل الرب يسوع عمل الفداء على الصليب ، “صعد إلى السماء” كما يعلن هو نفسه (يو 20 : 17) ، وكما يعلن لوقا البشير (لو 24 : 51 ، أع 1 : 9) ، وكما يشهد الرسول بولس (أف 4 : 10 ، 1تي 3 : 16) والرسول بطرس (1بط 3 : 22) . والصعود إلى السماء يعنى “الصعود إلى الآب” حيث جلس فى يمين العظمة فى الأعالي (عب 1 : 3
).

(5) –
سكان السماء الآن : قبل خلق الإنسان بدهور طويلة ، كانت السماء مسكن الملائكة الذين يُذكرون فى العهد القديم ، مائة وسبعين مرة . ويشار إلى مجموعات منهم بأنهم “جنود الله
” 
، كما يقول المرنم : “سبحوه يا جميع ملائكته ، سبحوه يا كل جنوده” (مز 148 : 2 ، انظر أيضاً مز 103 : 21) . كما لاشك فى أن كلمة “القديسين” (أيوب 5 : 1 ، 15 : 5) تشير إلى الملائكة . كما أن “القديسين” فى نبوة زكريا (14 : 15) تشمل الملائكة
.

ويذكر “الكروبيم” عقب سقوط الإنسان وطرده من الجنة ، حيث أقام الله “شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة” (تك 3 : 24) . كما يذكر “الكروبيم” فى رؤيا حزقيال (حز 10 : 1-22) . وواضح أنهم هم أنفسهم “الحيوانات” (الكائنات الحية) المذكورين فى الأصحاح الأول من نفس السفر
.

(6) –
إمكانية الحياة السماوية الآن : فى بداية خدمة الرب يسوع ، علَّم تلاميذه أن يصلوا قائلين : “لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض” (مت 6 : 10) ، مما يعنى أن السماء تهيمن على الأرض
، وهو ما يذكرنا بما جاء فى الرسالة إلى العبرانيين (1 : 14) من أن الملائكة هم “أرواح خادمة
”  .
وخدام الله الحقيقيون لا يمكن أن يفعلوا إلا ما فيه طاعة مشيئة الله . ويقول الرسول بولس للمؤمنين أن لا يخدموا “بخدمة العين كمن يرضي الناس ، بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب” (أف 6 : 6
).

ويعلن الرسول بولس فى رسالته إلى الكنيسة فى فيلبي ، حقيقة من أروع الحقائق عن علاقة المؤمن بالسماء ، فهو يربط بين تأثير السماء على الحياة الحاضرة ، والحقيقة العظيمة بأنه – يوماً ما – يسكون للمؤمنين فى السماء أجساد على صورة جسد مجد المسيح : لأن “سيرتنا نحن هي فى السموات ، التى منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح ، الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده ، بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شئ” (فى 3 : 10و21
).

والكلمة اليونانية المترجمة هنا “سيرتنا” هى “بوليتيوما
” (politeuma)
وتعني مستعمرة من الغرباء ، هم الآن فى بيئة خارج وطنهم ، لا يعيشون حسب قوانين البلاد التى يعيشون فيها ، بل حسب قوانين الموطن الأصلي . وتترجم نفس هذه الكلمة فى سفر أعمال الرسل بكلمة “رعوية” (أع 22 : كلمة المترجمة “السماويات” هي الكلمة اليونانية “إبورانيا
” (epourania).
ولا ترد عبارة “فى السماويات” إلا فى الرسالة إلى أفسس . وقد استخدم الرب نفسه كلمة “سماوي” فى الإشارة إلى الله : “أبي السماوي” (مت 18 : 35) . كما يستخدمها الرسول بولس فى وصف “الأجسام السماوية” (1كو 15 : 40) كما يستخدم كلمة “السماوي” كثيراً فى الإشارة إلى المسيح وملكوته (1كو 15 : 48و49 ، 2تي 4 : 18 ، عب 11 : 16 ، 12 : 22) ، ويستخدمها إحياناً فى الإشارة إلى الأشياء السماوية (عب 9 : 23
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كاتب ب

ويعلق وستكوت على هذه العبارة بالقول : “إن العالم غير المحسوس ، أو ما نسميه “العالم الروحي” ، هو الذى لا يُرى بالعيان بل بالفكر ، وهو ليس نائياً أو مستقبلياً ، بل حاضراً ، فهو العالم الذى فيه يصارع المؤمن ، والذى فيه تتركز حياته ، وتظهر قوته ، وتتحقق نصرته
“.

والرجاء الذى يسندنا ، موضوع لنا فى السموات (كو 1 : 5) . والمؤمنون هم شركاء الدعوة السماوية (عب 3 : 1
).

(7) –
سلطان السماء فى سفر الرؤيا : باستثناء الإشارات إلى “ملكوت السموات” فى إنجيل متى ، نجد أن كلمة “السماء” تتكرر كثيراً جداً فى سفر الرؤيا ، أكثر مما فى أي اثنين وعشرين أصحاحاً متتالية من أي سفر آخر فى الكتاب المقدس . فهي تذكر فى سفر الرؤيا ، اثنتين وخمسين مرة على وجه التحديد . فكل الأحداث الخطيرة التى يتنبأ عنها هذا السفر ، ستحدث بأمر من السماء . ويذكر فى هذا السفر مرة أن الله هو إله السماء” (رؤ 11 : 13). وكثيراً ما يرتبط ذكر السماء فى سفر الرؤيا ، “بالعرش” ، (أو “الكرسي”) الذى يذكر ستا وثلاثين مرة فى سفر الرؤيا – ابتداء من الإصحاح الأول إلى الإصحاح الأخير ، وهو مفهوم يرجع إلى سفر المزامير (مز 45 : 6 ، المقتبس فى عب 1 : 8) والجالس على العرش الذى رآه يوحنا عندما أُصعد إلى السماء هو الله الآب (رؤ 4 : 2 ، انظر أيضا 5 : 1-6) . كما رأى يوحنا جمهوراً من الملائكة “يضربون بقيثاراتهم” (رؤ 14 : 2
).

وقد رأى الرائي أنه قد “انفتح هيكل الله فى السماء وظهر تابوت عهده” (رؤ 11 : 19) . وتابوت العهد يرمز لأمانة الله فى الإحسان إلى شعبه والانتقام من أعدائهم . فمن هذا الهيكل تخرج الدينونات ، الواحدة بعد الأخرى (انظر 14 : 15و17 ، 15 : 5-16 : 17) . فمن قدس الأقداس صدرت أيضاً أحكام الانتقام ، التى وصفها الجمع الكثير فى السماء بأنها “حق وعادلة” (رؤ 19 : 2
).

وانفتاح هيكل الله وظهور تابوت العهد ، “يدلان على أن ما يعقب ذلك من رؤى ، إنما تتعلق بشعب العهد ومعاملات الله معهم” (كما يقول ألفورد
).

والملائكة هم الذين يعلنون دينونات الله المختلفة (رؤ 8 : 1-9 : 1 ، 16 : 1-17). كما أعطى مفتاح بئر الهاوية لأحد الملائكة (9 : 1). وهناك الملائكة الذين تحت رئاسة ميخائيل فى الحرب التى ستحدث فى السماء ( 12 : 7-9). كما أنه سيرسل ملائكة من السماء لإعلان دينونة بابل (17 : 1 ، 18 : 1و4و21) . وسيشترك جمع كثير فى الترنيمة الثانية عشرة فى سفر الرؤيا ، الخاصة بعُرس الخروف (رؤ 19 : 6-8
).

وبعد أن رأى يوحنا السماء مفتوحة فى بداية سلسلة الدينونات (4 : 1) ، سمع “صوت ملائكة كثيرين … ربوات ربوات وألوف ألوف” (رؤ 5 : 11) وفى الأحداث الأخيرة نجد “ملاكاً نازلاً من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده ، فقبض على التنين الحية القديمة الذى هو إبليس والشيطان وقيده ألف سنة ، وطرحه فى الهاوية وأغلق عليه وختم عليه” (رؤ 10 : 1-3
).

وهكذا نجد الكتاب المقدس يبدأ بالله خالق السموات والأرض ، ويبدأ العهد الجديد بابن الله نازلاً من السماء ليتمم عمل الفداء ، ليحيا المفديون الحياة الأبدية معه فى السماء ، فكان من الملائم أن يتضمن آخر أسفار العهد الجديد التمرد الأخير الشامل ضد المسيح ، الذى سيشترك فيه الناس والشيطان وملائكته وضد المسيح . كما يبين لنا أن السماء ومن فيها من السمائيين يعلمون مقدماً بكل ما سيجرى على الأرض ، وسيشتركون فى إجراء دينونة الله على كل القوى التى اصطفت ضده ، وهكذا ستتحقق نهائياً تلك الحقيقة أنه قد دفع للرب يسوع وحده كل سلطان ، وأنه سيخضع لنفسه كل شئ ، وسيحضر مفدييه إلى مسكنهم الأبدي مع الله
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي