شيخ في العهد القديم

 

       
والكلمة في العبرية هي “ذقن” وتعني رجلاً ملتحياً أي رجلا ناضجا في العمر والخبرة والحكمة مما يجعله وقوراً يحظي بالاحترام . وكان لفرعون شيوخه (تك 50 : 7) ، وكذلك كان للمديانيين والموآبيين (عد 22 : 7) ، وللجبعونيين (يش 9 : 11) . كما كان اليونان والرومان والعرب شيوخهم
.

ويرجع أصل الشيخ في التاريخ اليهودي إلي عصر البداوة في حياة إسرائيل ، قبل دخولهم إلي أرض كنعان . فقد كان لهم شيوخ وهم في أرض مصر ، فقد أمر الرب موسى : “اذهب واجمع شيوخ إسرائيل” (خر 3 : 16 ، انظر أيضا 4 : 29) . كما “دعا موسى جميع شيوخ إسرائيل” وأعطاهم التعليمات الخاصة بعمل الفصح الأول (خر 12 : 21-24) . وأمر الرب موسى : “اصعد …أنت وهرون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل . واسجد من بعيد” (خر 24 : 1 و9 ) . كما كانوا ينوبون عن كل الجماعة في تقديم ذبيحة الخطية (لا 4 : 15) . وانتخب سبعون شيخاً ليحملوا مع موسى ثقل الشعب (عد 11 : 16 و 17) . وكثيراً ما يُذكر شيوخ إسرائيل مع الكهنة (1 مل 8 : 3) . كما كان هناك شيوخ للكهنة (2 مل 19 : 2
) .

وقد قام الشيوخ بمهام عديدة ، كان من أهمها الحكم في المنازعات وتنفيذ العدالة ، إذ كانوا يجلسون في أبواب المدينة للقضاء (تث 22 : 15) . وقد طلب الأنبياء مراعاة العدالة في القضاء (عا 5 : 10-12 ، زك 8 : 16) ، فكان عليهم كأعضاء في محكمة شعبية ألا يشهدوا بالزور وألا يقبلوا الرشوة ، وألا ينساقوا وراء الأغلبية للميل بالعدالة . كان عليهم أن يدينوا المذنب وأن يبرئوا البريء
.

وكان لكل مدينة شيوخها (تث 19 : 12) ، وكان عليهم أن يبتوا في موضوع حق القاتل الهارب لمدينة الملجأ أن يبقي فيها أو أن يسلم ليد ولي الدم . كما كان لهم حق الحكم علي الابن المعاند المارد بالموت رجماً (تث 21 : 18-21) . كما كانوا يحكمون في موضوع عذراوية الفتاة التي ينكر زوجها عذراويتها (تث 22 : 15) ، وفي موضوع الأخ الذي يأبي أن يأخذ امرأة أخيه المتوفي زوجة له (تث 25 : 7-10) . وكانوا يشهدون علي عقود البيع والشراء (راعوث 4 : 4
) .

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر إرميا 07

وكان الشيوخ يقومون بالقيادة في الحروب (يش 8 : 10 ، 1 صم 4 : 3) . وكان لهم دورهم في إختيار الملوك ، فهم الذين طلبوا من صموئيل أن يقيم لهم ملكاً (1 صم 8 : 4 و5) ، واشتركوا في مسح داود ملكا علي كل إسرائيل بعد موت شاول (2 صم 3 : 17 ، 5 : 3) . والأرجح جداً أن الشيوخ هم الذين اجتمعوا في شكيم بعد موت سليمان لمعرفة موقف رحبعام قبل الاعتراف به ملكا ، إذ يبدو أنهم لم يعترفوا بحق وراثة العرش آليا (1 مل 12) . وعندما تآمرت إيزابل علي قتل نابوت اليزرعيلي ، كتبت لشيوخ وأشراف يزرعيل ليأتوا بشهود زور ليشهدوا علي نابوت بأنه جدف علي الله وعلي الملك ، ليرجم حتى الموت (1 مل 21 : 8-11
) .

وبمشورة الشيوخ الحكماء نجا إرميا النبي من القتل (إرميا 26 : 16-19) . وكان الشيوخ بين الذين أُخذوا إلي السبي (إرميا 29 : 1 ، حز 8 : 1) . ويبدو أن الشيوخ ظلوا يشغلون مكانا ذا أهمية طوال تاريخ بني إسرائيل ، منذ أن كانوا في مصر إلي ما بعد العودة من سبي بابل ، حيث أنهم “أطلقوا نداء في يهوذا وأورشليم إلي جميع بني السبي لكي يجتمعوا في أورشليم…حسب مشورة الرؤساء والشيوخ” (عز 10 : 8
) .

ولا يذكر الكتاب المقدس شيئا عن تنظيم مجالس شيوخ الأسباط ، ويبدو أن عددهم كان يتوقف علي كثافة المجتمع ، فقد كان في “سكوت” سبعة وسبعون شيخا (قض 8 : 14) . ومن غير المحتمل أنه كان هناك مجمع للشيوخ يضم كل الشيوخ المنتخبين من كافة الأسباط
.

وفي سجلات دولة “ماري” من القرن الثاني عشر قبل الميلاد حتى زمن المكاتبات الملكية لأسرة سرجون في القرن الثامن قبل الميلاد (أي علي مدي نحو أربعة قرون) كان الشيوخ يمثلون الشعب ويدافعون عن حقوقه ، ولكن دون أن يتولوا وظائف إدارية . وكان الشيوخ في الامبراطورية الحثية يديرون شئون البلديات ، ويقضون في المنازعات المحلية بالاشتراك مع قائد الحامية العسكرية . كما كان للمدن الفينيقية مثل صور وبيبلوس شيوخها كما تشهد بذلك سجلاتها التاريخية
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أهولة ة

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي