عزل

 

عزلة عزلاً : أبعده ونَّحاد . والعزل أو الفرز وسيلة للتأديب بالحرمان وقتياً أو نهائياً من شركة الجماعة
.

( 1 )
في العهد القديم
:

كان يقطع أو يفرز من الجماعة كل من كسر الشريعة ( انظر مثلاً : خر 30 : 33 ، لا 17 : 4 ) . كما أن عزرا الكاتب أطلق نداء إلى جميع الراجعين من السبي لكي يجتمعوا إلى أورشليم ، و ” كل من لا يأتي في ثلاثة أيام .. يُحرَّم كل ما له وهو يفرز من جماعة أهل السبي ” ( عز 10 : 7 و 8
) .

وتوجد إشارات في الأناجيل إلى الفرز من المجامع اليهودية ( لو 6 : 22 ، انظر أيضاً مت 5 : 11 ) ، لكل من كان يعترف بالمسيح ( يو 9 : 22 ، 12 : 42 ) . وكانت هناك درجات لهذا العقاب ، من الحرمان الوقتي من الشركة مع غيره من اليهود ، إلى الحرمان من الحياة ( أي القتل ) ، وكان توقيع هذه العقوبة من اختصاص السنهدريم ، قبل أن تسلبه الدولة الرومانية هذا الحق وتجعله من اختصاص الولاة الرومانيين
.

( 2 )
في تعليم الرب يسوع المسيح
:

أشار المسيح إلى أهمية التأديب في الكنيسة ، وقد أعطى تلاميذه ، ومن خلالهم أعطى الكنيسة ، سلطان الربط والحل ( مت 16 : 19 ، 18 : 18 ) . وقد ذكر الخطوات اللازمة في حالة الأخ المخطئ . فيجب أولاً أن يتم عتابه عتاباً شخصياً ، فإذا لم يأت ذلك بنتيجة ، فيجب أن يتم العتاب أمام شاهد آخر أو شاهدين ، أي أن يكون هناك شخصان أو ثلاثة . فإذا لم يأت ذلك أيضا بنتيجة ، فيجب إخطار الكنيسة ، فإذا رفض الأخ المخطئ الإذعان للكنيسة ، فليس هناك مندوحة من العزل ( مت 18 : 15 – 17
) .

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عتيد د

( 3 )
في العهد الجديد
:

هناك بضعة فصول في العهد الجديد تتناول موضوع التأديب الكنسي ( 1 كو 5 : 2 و 7 و 13 ، 2 كو 2 : 5 – 7 ، 2 تس 3 : 14 و 15 ، 1 تي 1 : 20 ، تي 3 : 10
) .

فقد حدث في الكنيسة في كورنثوس أن اقترف أحدهم خطية الزنا مع امرأة أبيه . ومن المؤسف أن الكنيسة لم تتخذ أي إجراء ، وكأن الأمر لا يعنيها ، مما اضطر معه الرسول بولس إلى الكتابة لهم موبخاً ، وطالباً منهم عزله من الجماعة ، و ” أن يُسلَّم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد ، لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع ” ( 1 كو 5 : 5 ، انظر أيضاً 1 تي 1 : 20 ) . ويرى البعض أن ” تسليمه للشيطان ” يعني أنه بسلطان رسولي ، يسلم ليد الشيطان ليصيبه بمرض أو عجز ما ، كما حدث مع أيوب ( انظر أي 2 : 6 و 7 ) ، وبخاصة أننا نقرأ عن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه … من أجل ذلك فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون ” ( 1 كو 11 : 29 و 30
) .

وحرمان المخطئ من شركة المؤمنين ، يجعله يفقد الإحساس الكاذب بالأمان ، لو أنه ظل يستمتع بهذه الشركة ، وهكذا يدرك شناعة خطيته ويندم عليها ويتوب عنها . كما أنه بذلك يرى العالم أن المؤمنين لا يستبيحون ولا يتهاونون معه ، ولا يغمضون عيونهم عمن يقترفه
.

وليس القصد من هذا التأديب الانتقام من المخطئ أو إشهار البغضة له ، بل الهدف هو دفعه الى التوبة ورد نفسه ، وهو ما حدث فعلاً مع ذلك الشخص في كورنثوس ، إذ يكتب لهم الرسول أن ” مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذي من الأكثرين ، حتى تكونوا بالعكس تسامحونه وتعزونه لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط . لذلك أطلب أن تمكنوا له المحبة … لئلا يطمع فينا الشيطان لأننا لا نجهل أفكاره ” ( 2 كو 2 : 6 – 11
) .

هل تبحث عن  م الملائكة ملائكة أشرار عبادة الشيطان ضد المسيح 07

ولم يكن العزل أو الفرز قاصراً على الخطايا الأدبية ، بل كان يمتد إلى الأخطاء التعليمية ، فيكتب الرسول بولس إلى تيموثاوس أنه أسلم هيمينايس والاسكندر إلى الشيطان ” لكي يؤدبا حتى لا يجدفا ” ( 1 تي 1 : 20 ) . كما يكتب لتيطس : ” الرجل المبتدع بعد الانذار مرة ومرتين أعرض عنه ، عالماً أن مثل هذا قد انحرف وهو يخطئ محكوماً عليه من نفسه ” ( تي 3 : 10 و 11 ) . ويكتب إلى الكنيسة في رومية : ” أطلب إليكم أيها الأحوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافاً للتعليم الذي تعلمتموه عنهم

(
رو 16 : 17 – انظر أيضاً 2 تس 3 : 14 و 15
) .

ويمتدح الرب كنيسة افسس في الرسائل السبع في سفر الرؤيا لأنها كانت ” تبغض أعمال النقولاويين ” التي أبغضها الرب ( رؤ 2 : 6 ) ، بينما وبخ كنيستي برغامس وثياتيرا لأنهما لم يعزلا المعلمين الكذبة ( رؤ 2 : 14 – 16 ، 20 – 23
) .

وكان يجب على أعضاء الكنيسة ألا تكون لهم شركة مع الشخص الذي حُكم عليه من الكنيسة ، فكان يجب ألا يخالطوه أو يؤاكلوه ” لكي يخجل ” ، أي لكي يدرك شناعة خطيته

( 1
كو 5 : 11 ، 2 تس 3 : 14 و 15 ، 2 يو 10 ) لأنه ” ببيتك تليق القداسة يارب إلى طول الأيام ” ( مز 93 : 5
) .

فالهدف من إجراء التأديب هو – كما سبق التنويه – الحفاظ على طهارة ونقاوة الكنيسة ذاتها ، ودفع المخطئ الى إدراك خطيته والاعتراف بها والتوبة عنها . لذلك يجب على من يوقعون التأديب أن يعرفوا أيضا مسئوليتهم في وجوب قبول من أوقعوا عليه التأديب متى تاب حقيقة عن خطيته
.

 

هل تبحث عن  هوت دفاعى لاهوت بولس الرسول 19

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي