عشور

 

المبدأ الأساسي في موضوع العشور هو الإقرار بأن كل كل شئ إنما هو ملِك لله ، بما في ذلك الإنسان نفسه وكل ما له ، فما الإنسان إلا وكيل . وتقديم العشور هو تكريم لله والاعتراف به المالك لكل شئ
.

(
أ ) العشور قبل عصر موسى : كان تقديم العشور عادة شائعة عند الشعوب السامية ، من قبل عصر موسى ، فنجد إبراهيم يعطي لملكي صادق ” عُشراً من كل شئ ” أي من كل الغنائم التي أخذها من كدر لعومر وحلفائه ( تك 14 : 20 ، انظر أيضاً عب 7 : 4 – 10
) .

والأسلوب الذي تذكر به هذه الحادثة يدل على أن تقديم العشور كان قاعدة معروفة . وما يؤيد ذلك أن يعقوب وهو في طريقه إلى خاله لابان في حاران ، نذر للرب نذراً قائلاً : ” كل ما تعطيني فإني أعشره لك ” ( تك 28 : 22
) .

(
ب ) العشور في الشريعة : أمرت الشريعة أن يعطي كل يهودي أبكار أرضه ” إلى بيت الرب إلهه ” ( خر 23 : 19 ، انظر تث 26 : 1 و 2 ) . وحيث أن الشريعة لم تحدد قيمة للباكورة ، فإن البعض يرون أن العشور كان تقدمة إضافية علاوة على الباكورة . وتذكر المراجع اليهودية أن الباكورة كانت 50 / 1 من المحصول
.

والشرائع الخاصة بالعشور المذكورة في الأسفار الخمسة هي
:

( 1 ) “
وكل عشر الأرض من حبوب الأرض وأثمار الشجر فهو للرب . قدس للرب . وإن فك إنسان بعض عُشره يزيد خمسه عليه . وأما كل عشر البقر والغنم ، فكل ما يعبر تحت العصا يكون العاشر قدساً للرب . لا يُفحص أجيد هو أم ردئ ، ولا يُبدله . وإن أبدله يكون هو وبديله قدساً لا يُفك ” ( لا 27 : 30 – 33
) .

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ح حواس س

ولا يتعارض هذا مع ما سبق أن أمرهم به الرب وهم مازالوا في مصر : ” تقدم للرب كل فاتح رحم وكل بكر من نتاج البهائم التي تكون لك . الذكور للرب . ولكن كل بكر حمار تفديه بشاة . وإن لم تفده فتكسر عنقه . وكل بكر إنسان من أولادك تفديه ” ( خر 13 : 12 و 13
) .

وكان هذا العشر يُعطَي للاويين عوض خدمتهم إذ لم يكن لهم نصيب في الأرض ، فكانت العشور لهم عوضاً عن ذلك ، لأنهم كانوا يخدمون ” خدمة خيمة الاجتماع ” . وكان على اللاويين أن يقدموا ” عشراً من العشر ” ويعطونه رفيعة للكهنة بني هارون . وكانوا يأتون بهذه الرفيعة إلى بيت الرب حيث يقوم الكهنة بخدمتهم ( عد 18 : 21 – 32 ) . ويبدو مما جاء في سفر نحميا أنه كان يشرف على تقديم هذه الرفيعة

(
عُشر العشر ) أحد الكهنة من بني هارون ( نح 10 : 38
) .

( 2 ) “
تعشيراً تعشر كل محصول زرعك الذي يخرج من الحقل سنة بسنة . وتأكل أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره ليحل اسمه فيه . عشر حنطتك وخمرك وزيتك وأبكار بقرك وغنمك … ولكن إن طال عليك الطريق حتى لا تقدر أن تحمله ، إذا كان بعيداً عليك المكان الذي يختاره الرب إلهك ليجعل اسمه فيه إذ يباركك الرب إلهك ، فبعه بفضه وصر الفضة في يدك ، واذهب إلى المكان الذي يختاره الرب إلهك ، وأنفق الفضة في كل مكان ما تشتهي نفسك … وكل هناك أمام الرب إلهك وافرح أنت وبيتك . واللاوى الذي في أبوابك لا تتركه لأنه ليس له قسم ولا نصيب معك

(
تث 14 : 22 – 27 ، انظر أيضاً تث 12 : 5 – 8
) .

ويرى الكثيرون أن هذا العُشر كان عشراً ثانياً من التسعة الأعشار الباقية بعد تقديم العشر الأول للاويين
.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر نشيد الأنشاد متى بهنام 08

( 3 ) “
في آخر كل ثلاث سنين تخرج كل عُشر محصولك في تلك السنة ، وتضعه في أبوابك فيأتي اللاوي .. والغريب واليتيم والأرملة الذين في أبوابك ويأكلون ويشبعون لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل يدك الذي تعمل ” ( تث 14 : 28 و 29 ) . ” ومتى فرغت من تعشير كل عشور محصولك في السنة الثالثة ، سنة العشور ، وأعطيت للاوي والغريب واليتيم أمام الرب إلهك : قد نزعت المقدس من البيت وأيضاً أعطيته للاوي والغريب واليتيم والأرملة حسب كل وصيتك التي أوصيتني بها .. ” ( تث 26 : 12 – 15
) .

وتتشعب الآراء بخصوص هذا ” العشر ” الثالث . ويقول يوسفوس – المؤرخ اليهودي – إنه كان فعلاً ” عشراً ثالثاً ” يقدم كل ثلاث سنوات ، وكان يشارك فيه الكهنة واللاويين . ويقول آخرون إن هذا ” العشر ” هو نفسه ” العُشر الثاني ” ، ولكنه كان كل ثلاث سنوات لا يُحمل إلى أورشليم بل يُعطي للفقراء في موطنهم
.

(
جـ ) تقديمه طوعاً : لم يكن تقديم العشور يتم بطريقة إجبارية ، بل كان يجب أن يتم طوعاً ” من كل القلب ومن كل النفس ” ( تث 26 : 16 ) . وكان في السنة الثالثة يصدر النداء بذلك في اليوم الأخير من الفصح ، حيث كان الشخص يقول بعد تقديم العشور : ” بل سمعت لصوت الرب إلهي وعملت حسب كل ما أوصيتني ” ( تث 26 : 14
) .

ويقول داود النبي : ” لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك ” ( 1 أخ 29 : 14 ) . كما يقول الحكيم : ” اكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك ، فتمتلئ خزائنك شبعاً ، وتفيض معاصرك مسطارا” ( أم 3 : 9 و 10
) .

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر يشوع بن سيراخ 15

وفي الأيام التي أعقبت العودة من السبي البابلي ، علم نحميا ” أن انصبة اللاويين لم تُعطَ ، بل هرب اللاويون والمغنون عاملو العمل ، كل واحد الى حقله ” فخاصم الولاة لترك بيت الله فأتي ” كل يهوذا بعشر القمح والخمر والزيت إلى المخازن ” وأقام ” خزنة على الخزائن ” ( نح 13 : 10 – 13 ) ويقول الرب على فم ملاخي النبي : أيسلب الإنسان الله ؟ فإنكم سلبتموني فقلتم بم سلبناك ؟ في العشور والتقدمة … هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود : إن كنت لا أفتح كوى السموات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع … ” ( ملاخى 3 : 8 – 12
) .

(
د ) العشور في العهد الجديد
:

لا يفرض العهد الجديد على المؤمنين بالمسيح دفع العشور ، ولكنه يعلِّمهم أن يعطوا لعمل الرب بانتظام وبسخاء وبسرور ( 1 كو 16 : 2 ، 2 كو 9 : 6 و 7
) .

فالمؤمن عليه الكرازة الإنجيل وفعل الخير دون انتظار لعطاء ، لأنه مجاناً أخذ من الرب ومجاناً عليه أن يعطي ( مت 10 : 7 و 8 ) . ولكن – في نفس الوقت – ” الفاعل مستحق طعامه ” أو ” أجرته ” ( مت 10 : 10 ، لو 10 : 7 ، 1 كو 9 : 7 – 14 ، 1 تي 5 : 17 و 18
) .

ورغم أن العهد الجديد لا يحدد نسبة معينة للعطاء ، إلا أنه على المؤمن أن يعتبر نفسه وكيلاً للرب على ما أعطاه له ( 1 كو 4 : 1 و 2 ، 2 كو 8 : 1 – 15 ، انظر أيضاً أف 4 : 28 ، 2 تس 3 : 11 – 13 ، عب 13 : 1 و 16 ، يع 1 : 27 ، 2 : 14 – 16
) .

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي