عـامـوس

 

اسم عبري معناه ” حمل أو عبء ” أو ” حامل العبء
” :

(1)   
اسم النبي : اسمه “عاموس ” ، وهو صاحب السفر الثالث من أسفار الأنبياء الصغار الاثني عشر ، التي تنتهي بها أسفار العهد القديم . ولايُذكر هذا الاسم ” عاموس ” ( بالسين ) في غير هذا السفر
.

(2)   
موطنـه : كان عاموس من تقوع ، وهي تقع على بعد خمسة أميال من بيت لحم التي كانت على مرأي البصر منها ، كما كانت على بعد عشرة أميال عن أورشليم ، على ربوة ترتفع نحو 2.700 قدم فوق سطح البحر ، تشرف على برية يهوذا . وقد قام رحبعام الملك بتحصينها ضد الحصار ( 2 أخ 11 : 6 ) ، وتحيط بها مراعٍ جيدة بها الكثير من القطعان الكبيرة من الغنم والمعز . ( الرجا الجوع إلى مادة ” تقوع

(3)          
تاريخـه الشخصي : لايوجد في السفر إلا القليل من المعلومات عن عاموس . ويقول عن نفسه : لست نبياً ولا أنا ابن نبي ” ( عا 7 : 14 ) أى أنه لم يكن ينتمي لمدرسة الأنبياء. وجاء في الاصحاح الأول من نبوته أنه ” كان بين الرعاة من تقوع ” ( عا 1 : 1 ) . كما يقول
 
عن نفسه
  : “
بل أنا راعٍ وجاني جميز ” ( عا 4 : 14 ) . وكلمة ” راعٍ ” هنا تدل على أنه لم يكن مجرد راعٍ ، بل صاحب قطيع كبير من الغنم
.

     (4)
دعـوتـه : يقول : فأخذني الرب من وراء الضأن ، وقال لي الرب : اذهب تنبأ لشعب
    
إسرائيل ” ( عا 7 : 15 ) ، فقد جاءته الدعوة من الله مباشرة ، كسائر الأنبياء ، وجاءته وهو يمارس عمله الدنيوي ، فكانت رعايته للغنم إعداداً له لخدمته كنبي ، كما حدث مع كثيرين من رجال الله . وفي الحال لبي دعوة الله له وقام بخدمته بأمانة ، تتجلي فيها
:

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر أيوب 11

(
أ) معرفته لله : فلم يكن لديه أدني شك من جهة طبيعة الله الذي دعاه ليتكلم باسمه . فإله عاموس هو الله صاحب السلطان المطلق ( 9 : 2-6 ) ، والقدرة غير المحدودة ( 8 : 9 و 10 )، فهو لايتحكم فقط في قوى الطبيعة ( 4 : 7 ، 5 : 8 و 9 ) ، بل هو الذي يهيمن أيضاً على حركات ومصائر الأمم ( 6 : 1 و2 و 14 ، 9 : 7 و 8 ) . كما أنه ” باراً في كل طرقه ، يتعامل مع الأمم بناء على مبادئ أدبية سامية ( 1 : 3-15 ، 2 : 1-8 ) ، وبخاصة مع شعبه ، ولكنه – بناء على هذه العلاقة الخاصة-يقول لهم : ” إياكم فقط عرفت من جميع قبائل الأرض ، لذلك أعاقبكم على جميع ذنوبكم ” ( عا 3 : 2 ).وما أشبه هذا بالقول :” لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ” ( أم 3 : 12 ، انظر أيضاً عب 12 : 6 ) . قد تكون الدعوة قد جاءته فجأة ، لكن معرفته لله لم تكن طارئة ، بل كانت عميقة متأصلة
.

(
ب) معرفته بتاريخ شعبه ، فسفر عاموس لا يدل على إلمامه بتاريخ أمته فحسب ، بل
        
على فهمه له وإدراكه لمغزاه
.

(
ج) عرفته بالبلاد وظروف الحياة . فلعله كصاحب قطيع كبيرمن الغنم ، أو كتاجر
    
صوف ، كان يرتاد الكثير من المدن والأسواق ، ويختلط بأناس عديدين من مختلف الطبقات

(
د) روعة المناظر الطبيعية في موطنه : فالسماء الصافية في معظم الأيام ، والصحاري الشاسعة ، وصفحة البحر الميت التي تنعكس عنها الأضواء ، وسفوح جبال موآب الشامخة التي تترآي من بعيد . في وسط كل هذه المناظر ، مع سكون الصحراء، وهو يرعى أغنامه ويحرسها من الذئاب والوحوش ، كان يحلق بأفكاره إلى السماء مناجياً الله ، مأخوذاً بجلاله وروعة خليقته . وقد انعكس كل ذلك على ما تخلل نبوته من صور وتشبيهات ( انظر 1 : 2 ، 3 : 4 و 5 و 12 ، 4 : 13 ، 5 : 8 ، 9 : 5 و 6 ) ، يبين منها أنه كان يري الله عاملاً في كل الطبيعة ، ويلمس وجوده في كل الظواهر . ونحن نشتمُّ في عباراته رائحة هواء الصحراء النقي ، فهو يري كل شيء في الطبيعة وفي التاريخ ، في ضوء السماء وبمعايير السماء
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر هوشع 06

(4)   
خدمتـه : بعد أن أتم إعداده بهذه الصورة في عزلة البرية في أقصى جنوبي يهوذا ، جاءته دعوة الله ليذهب ليتنبأ لشعب إسرائيل ، ويظهر في بيت إيل عاصمة المملكة
               
الشمالية ، ولعله كان في تجواله ، قد لاحظ تدهور الحياة الدينية في تلك الأصقاع ، فالكتاب لايذكر سبب إرساله إلى العاصمة الشمالية ، ولكن ليس من الصعب إدراك ذلك ، فقد كان الأنبياء يظهرون حيثما تشتد الحاجة إلى خدمتهم . وكانت المملكة الشمالية في ذلك الوقت قد خرجت منتصرة في الحرب ، وبلغت غايتها في الثروة والقوة ، وما ترتب على ذلك من البذخ والرفاهية ، بينما كانت المملكة الجنوبية تجتاز فترة من السلام والرخاء
.

(5)   
التـاريـخ : يمكن تحديد تاريخ خدمة النبي عاموس ، على وجه التقريب ، من العبارة الواردة في مستهل النبوة : ” وفي أيام عزيا ملك يهوذا ، وفي أيام يربعام بن يوآش ملك
  
إسرائيل ، قبل الزلزلة بسنتين ” ( عا 1 : 1 ) . وقد ملك هذان الملكان سنوات طويلة . فملك عزيا من 799 إلى 740 ق . م . وملك يربعام من 783-743 ق.م. فإذا نظرنا إلى السنين التي عاصرا بعضهما فيها ، وإذا أخذنا في الاعتبار أنه في أواخر أيام عزيا- لإصابته بالبرص-ملك معه ابنه يوثام ، فإننا نستطيع أن نقول إن خدمة عاموس كانت حوالي 760ق.م. وفي بلاد تتعرض للكثير من الزلازل ، لابد أن الزلزلة المنوه عنها هنا ، كانت بالغة الشدة ، حتي إنها ظلت في ذاكرة الشعب على مدي قرنين من الزمان ، إذ يذكرها أيضاً زكريا النبي ( زك 14 : 5 9 . ويذكر يوسيفوس أن هذه الزلزلة حدثت عندما ارتفع قلب عزيا وخان الرب إلهه ، ودخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور ، واعترضه عزريا الكاهن وسائر الكهنة وقاوموه ، وضربه الرب بالبرص في جبهته ، فكان أبرص إلى يوم وفاته ( 2 أخ 26 : 16-21 ) . ولا نعرف كم من السنين استمر عاموس في خدمته. والأرجح أن سفر عاموس مجموعة من النبوات التي كان يعلنها للشعب بين الحين والآخر ، إلى أن جلبت أقواله الواضحة غضب السلطان عليه ، فأمره بمغادرة البلاد ( عا 7 : 10-13 ) ، مما يحمل على الظن بأنه اضطر إلى العودة إلى موطنه حيث سجل هذه النبوات
.

هل تبحث عن  م المسيح المسيح حياتة معجزة شفاء أبرص ص

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي