عمود

 

أولاً-في المنشآت
:

العمود قائم أو دعامة رأسية من خشب أو حجر أو نحاس أو غيره . وقد استخدم منذ أقدم العصور لحمل سقوف الغرف المتسعة وبخاصة في المعابد ، أو لأغراض التجميل . وقد وجدت في البيوت الكبيرة في فلسطين ، أعمدة حجرية أو خشبية على قواعد حجرية ، ترجع إلى أواخر الألف الثانية قبل الميلاد ، كانت تستخدم لحمل الطبقات العلىا أو الشرفات في أحد جوانب الفناء أو المحيطة بجميع جوانبه ، وقد دفع هذا إلى الظن بأن العمودين اللذين استند عليهما شمشون ( قض 16: 26, 29) كانا من الخشب ، قائمين على قاعدتين من حجر
.

وأول مرة تذكر فيها كلمة ” عمود ” في الكتاب المقدس ، هي عندما نظرت امرأة لوط “من ورائه فصارت عمود ملح ” (تك 19: 26
) .

وهناك بقايا أثرية كثيرة لمخازن منذ العهود الباكرة للملكية ، بها صفوف من الأعمدة (انظر مثلاً القول: “الحكمة بنت بيتها .نحتت أعمدتها السبعة ” -أم 7: 1) . وقد وجدت بقايا الكثير من هذه الأعمدة في المباني الحكومية في مجدو . وكان لبعض الأعمدة تيجان حجرية منحوتة على شكل قمة النخلة أو صفوف من الرمان ( انظر 1 مل 6: 29، 7: 18, 36، 2 أخ 3: 5، حز 40: 22، 41: 18) . ونقرأ عن وجود أعمدة من رخام في قصر أحشويروش (أس 1: 6) ، وقد وُجد مثلها في القصور الفارسية في برسبوليس . كما وجدت في لخيش بقايا أعمدة أسطوانية ترجع إلى ذلك العهد أيضاً
.

وفي العصور اليونانية والرومانية ، اتسع استخدام الأعمدة كعناصر تجميل ، فكانت الأعمدة تحف بجوانب الشوارع في المدن كما في “جرش
) .

وقد أقام سليمان في عمودين من نحاس ، طول الواحد ثماني عشرة ذراعاً ، ومحيطه اثنتا عشرة ذراعاً ، وعمل لهما تاجين من نحاس مسبوك طول كل منهما خمس أذرع ، وزيَّنها بشباك وضفائر كعمل السلاسل ، وصفين من رُمَّان في مستديرهما ، ودعا اسم الأيمن “ياكين ” واسم الأيسر “بوعز ” (1 مل 7: 15-22
) .

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جدي 1

ثانياً -الأعمدة التذكارية
:

كانت تقام الأعمدة أيضاً -منذ العصور القديمة -بجوار المعابد والمزارات .وقد وجد بالقرب من أريحا معبد صغير يرجع إلى العصر الحجري الحديث ، وبداخله عمود حجري مستدير . وكان الكنعانيون يقيمون الأعمدة رمزاً للآلهة من الذكور ويتعبدون لها . لذلك أوصى الرب شعبه قديماً بالقول : “لا تسجد لآلهتهم ولا تعبدها .. بل تبيدهم وتكسر أنصابهم ” (خر 23: 24) . كما أوصاهم قائلاً : “لا تنصب لنفسك سارية من شجرة ما بجانب مذبح الرب إلهك الذي تصنعه لك . ولا تقم لك نصباً . الشيء الذي يبغضه الرب إلهك ” ( تث 16: 21،22
).

وبدراسة المواضع التي ذكر العهد القديم أن فيها أقيمت مثل هذه الأعمدة ، نجد أن أهم غرض لإقامتها ، هو أن تكون للذكرى ، مثل العمود الذي نصبه يعقوب على قبر راحيل – زوجته المحبوبة -( تك 35: 20) . كما أن أبشالوم إذ لم يكن له ولد ، أقام نصباً (عموداً في وادي الملك لأجل تذكير اسمه (2 صم 18: 18
) .

وكان تخليد الأحداث الهامة يتم باقامه أعمدة أو نُصب تذكارية ، فقد أخذ يعقوب الحجر الذي وضعه تحت رأسه ، وأقامه ” عموداً وصب زيتاً على رأسه، ودعا اسم ذلك المكان بيت إيل ” (تك 28: 18و 19
) .

وعندما قطع يعقوب عهداً مع خاله لابان ، ” أخذ يعقوب حجراً وأوقفه عموداًَ ” ( تك 31: 45-54
) .

وعند عودة يعقوب من فدان أرام إلى بيت إيل ، ظهر له الله وباركه ، “ثم صعد الله عنه في المكان الذي فيه تكلم معه ، فنصب يعقوب عموداً في المكان
  …
عموداً من حجر ، وسكب عليه سكيباً وصب عليه زيتاً ” ( تك 35: 9- 15
) .

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر المزامير 05

وبعد أن حَّدث موسى الشعب بجميع أقوال الرب ووعدوا بالطاعة : “بكر في الصباح وبني مذبحاً في أسفل الجبل ، واثني عشر عموداً لأسباط إسرائيل الإثنى عشر ” (خر 24 : 4) . وعندما إنتهي يشوع من حديثه الختامي إلى بني إسرائيل ، أخذ حجراً كبيراً (عموداً) ونصبه هناك تحت البلوطة التي عند مقدس الرب . ثم قال … ” إن هذا الحجر يكون شاهداً علينا ” (يش 24 : 26 و 27
) .

ولما انتصر بنو إسرائيل على الفلسطينيين في أيام صموئيل النبي ، أخذ حجراً (عموداً) ونصبه بين المصفاة والسن ، ودعا اسمه جحر المعونة (1 صم 7 : 12
) .

ثالثاً – استخدامها مجازياً
:

          
تستخدم كلمة ” عمود أو أعمدة ” مجازياً للدلالة على الارتفاع والعلو ، أو الثبات والرسوخ والوضوح ، كما في عمود السحاب والنار : ” وكان الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود سحاب ليهديهم في الطريق ، وليلاً في عمود نار ليضيء لهم ، لكي يمشوا نهاراً وليلاً . لم يبرح عمود السحاب نهاراً وعمود النار ليلاً من أمام الشعب ” (خر 13 : 20-22) . وتقول حنة أم صموئيل : ” لأن للرب أعمدة الأرض وقد وضع عليها المسكونة ” (1 صم 2 : 8) . ويقول أيوب : ” المزعزع الأرض من مقرها ، فتتزلزل أعمدتها ” (أي 9 : 6) ، كما يقول : ” أعمدة السموات ترتعد وترتاع من زجره ” (أي 26 : 11) . ويقول الرب على فم المرنم
:


ذابت الأرض وكل سكانها . أنا وزنت أعمدتها ” (مز 75 : 3
) .

وهي جميعها صور مجازية لتصوير قدرة الله لأنه ” يعلق الأرض على لا شيءء ” (أي 26 : 7) . وتصف عروس النشيد عريسها بالقول : ” ساقاه عموداً رخام ” (نش 5 : 15) . ويقول يوحنا الرائي : ” رأيت ملاكاً آخر قوياً … رجلاه كعمودي نار ” (رؤ 10 : 1
) .

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية يوحنا ذهبى الفم 11

وتُوصف عروس النشيد بالقول : ” من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان ، معطرة بالمر واللبان وكل أذرة التاجر ؟ ” (نش 3 : 6) . ويقول الرب على فم يوئيل النبي : ” وأعطى عجائب في السماء والأرض ، دماً وناراً وأعمدة دخان ” (يؤ 2 : 30 ، أنظر أيضاً قض 20 : 40 ، إش 9 : 18
) .

ويقول المرنم : ” إذا انقلبت الأعمدة ، فالصديق ماذا يفعل ؟ ” (مز 11 : 3) ، كما يقول : ” بنونا مثل الغروس النامية في شيبتها . بناتنا كأعمدة الزوايا منحوتات حسب بناء هيكل ” (مز 144 : 12
) .

ويقول الرب لإرميا : ” ها أنا قد جعلتك مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس ” (إرميا 1 : 18
) .

ويقول الرسول بولس عن يعقوب وصفا ويوحنا : ” إنهم أعمدة ” في الكنيسة في أورشليم (غل 2 : 9) . كما يصف الكنيسة بأنها : ” عمود الحق وقاعدته ” (1 تي 3 : 15
) .

ويقول الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا : ” من يغلب فسأجعله عموداً في هيكل إلهي ، ولا يعود يخرج إلى الخارج ” (رؤ 3 : 12
) .

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي