عيد – أعياد

 

العيد هو إلىوم الذي يحتفل فيه بذكرى عزيزة ، دينية أو قومية . وكانت الأعياد جزءاً هاماً من الديانة إلىهودية ، فقد أوصي بها الله كمنحة منه لشعبه ، إذ قصد الله بها أن تكون لتذكيرهم على الدوام بأحداث مقدسة أجراها الله معهم ، مثل نجاتهم من مصر (عيد الفصح)، ومرافقتهم في سنوات ارتحالهم في البرية (عيد المظال) ، وحاجتهم للتطهير والغفران (يوم الكفارة)، وهكذا ، وسنتناول بشيء من التفصيل كل عيد من هذه الأعياد . كما كانت الأعياد روابط هامة للوحدة الروحية والقومية للشعب
.

أولاً -الأعياد التي أوصت بها الشريعة
:

1- 
العيد الأسبوعي -السبت: فكان السبت يعتبر “يوم عطلة محفل مقدس ، لا يعملون فيه عملاً ما “إنه سبت للرب في جميع مساكنكم ” (لا 23: 2 و3) أي حيثما يقيمون
.

أ- أصله : نقرأ في الأصحاح الثاني من سفر التكوين : و”فرغ الله في إلىوم السابع من عمله الذي عمل. وبارك الله في إلىوم السابع وقدسه .لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقاً ” (تك 2: 2 و3). ومع أن كلمة “سبت” (ومعناها :راحة) لا ترد في هذا الفصل إلا أن الفعل منها “استراح” يتكرر مرتين
.

وفي الوصايا العشر ، يقول الرب : “اذكر يوم السبت لتقدسه . ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك ، وأما إليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك . لا تصنع عملاً ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك . لأن في ستة أيام صنع الرب السموات والأرض والبحر وكل ما فيها ، واستراح في إلىوم السابع. لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه” ( خر 20: 8-11
) .

ومع أنه لا يرد ذكر لحفظ السبت في سفر التكوين ، إلا أنه من الواضح أن موسى كان يعتبره وصية قائمة من قبل ، فهو يقول للشعب : “اذكر يوم السبت لتقدسه”، أي أنه كان أمراً يعرفونه ويحتاجون إلى أن يذكروه . كما تذكر كثيراً مدة ” السبعة الأيام” ( تك 1: 1-2: 3، 7: 4-10 ، 8: 10-12، 29: 27 و28
) .

وأول مرة يذكر فيها يوم “السبت” صراحة ، كانت بمناسبة إعطاء المن ، إذ قال لهم في إلىوم السادس : “هذا ما قاله الرب :غداً عطلة سبت مقدس للرب .. ستة أيام تلتقطونه . وأما إلىوم السابع ففيه سبت. لا يوجد فيه.. انظروا . إن الرب أعطاكم السبت (راحة) .لذلك هو يعطيكم في إلىوم السادس خبز يومين . اجلسوا كل واحد في مكانه .لا يخرج أحد من مكانه في إلىوم السابع. فاستراح الشعب في إلىوم السابع” (خر 16: 21- 30) . وبعد ذلك اختصت الوصية الرابعة من الوصايا العشر بحفظ يوم السبت “( خر 20: 8- 11
) .

ويزعم البعض أن هناك تناقضاً بين علة حفظ السبت كما جاءت في سفر الخروج (20: 11) على أساس أنها تذكار لاستراحة الله في إلىوم السابع بعد إكمال الخليقة في ستة أيام ، وبين علة حفظ السبت كما جاء في سفر التثنية (5: 12- 15) على أساس أنها جاءت تذكار لخروج بني إسرائيل من مصر . ولكن لا تناقض هناك، فقد كان السبت عهداً دائماً بين الله وشعب إسرائيل، عطية منه لهم ليستريحوا فيه ويجددوا قواهم، فكان تذكاراً لاستراحة الله من عمله خالقاً ، لم يكن أساساً تذكاراً لخروجهم من مصر . ولكن ما خاء في سفر التثنية إنما ليذكر بني إسرائيل بما صنعه الرب لهم من تحريرهم من العبودية المريرة التي عانوها في أرض مصر ، وما يجب علىهم أن يبدوه من شكر واعتراف بالجميل لتحريرهم ، فيطيعوا وصاياه، كما كان يجب علىهم أن يرىحوا عبيدهم ، إذ يذكرون أنهم كانوا عبيداً في أرض مصر
  (
انظر خر 5: 14- 17)، وهكذا يربط الفصلان السبت بالراحة
.

ويذكر الكتاب بكل جلاء أن السبت كان علامة بين الله وبني إسرائيل ( خر 31: 17، حز 20: 12 و20) ليميزهم عن سائر الشعوب
.

ب- طبيعة حفظ السبت

كلن يجب حفظ السبت بالامتناع عن كل مجهود جسماني، سواء من الإنسان أو من الحيوان ، من غروب شمس يوم الجمعة إلى غروبها في يوم السبت (خر 20: 12 و13، نح 13: 15- 22) . وكذلك الامتناع عن إشعال النار (خر 35: 3) ، وعن احتطاب الحطب (عد 15: 32- 36
) .

ولكن لم يكن الغرض من حفظ السبت أن يستخدمه الإنسان استخداماً أنانياً بالتكاسل ، بل كان فرصة معطاة من الله ليتحرر فيها الإنسان من أعماله الدنيوية ، وليجدد قواه الروحية والجسمانية ، فكان الهدف من السبت أن يكون بركة للإنسان وليس عبئاً على الإنسان ( تث 5: 14, 15، إش 58: 13, 14، مرقس 2: 27
) .

وكانت عقوبة تدنيس السبت هي الموت ( خر 31: 14، 35: 2) ، وكان يجب ألا يخرج أحد من مكانه (خر 16: 29) ، وبناء على ما جاء في سفر العدد (35: 5) من أن حدود المدينة تمتد إلى خارجها إلى ألفي ذراع من كل جهة ، اعتبر معلمو إلىهود أن سفر يوم السبت هو ألفا ذراع ( أع 1: 12) كما ذكر يوسيفوس ( يمكن الرجوع إلى مادة “سفر سبت

وفي زمن المكابيين ،
 
فضل بعض إلىهود الموت عن أن يدنسوا السبت بالدفاع عن أنفسهم ، مما اضطر بعده المكابيون إلى السماح بالدفاع عن النفس في إلىوم السبت

(1
مك 2: 38-41). بل إن بعض إلىهود رفضوا التفاوض من أجل السلام ، في يوم السبت، كما يذكر يوسيفوس . وقد كانت حدود حفظ السبت موضوع نزاع بين يسوع والفريسيين
.

وكانت هناك تقدمات خاصة تُقدم في يوم السبت (عد 28: 9 و19)، كما كان يوضع الاثنا عشر رغيفاً على مائدة خبز الوجوه في القدس في يوم السبت (لا 24: 5-8
) .

ونجد في عنوان المزمور الثاني والتسعين ، أنه “مزمور تسبيحه ليوم السبت” ، إذ كان إلىوم يوم “عطلة محفل مقدس” (لا 23: 3) وقد أصبح يوماً للعبادة في المجامع (لو 4: 16 و31، أع 13: 14،18: 4
) .

ورغم هذه القيود ، فإن يوم السبت كان يوم فرح وبهجة ( 2 مل 4: 23، إش 58: 13 و14) . وكان حرمانهم من الاحتفال بالسبت في السبي عقاباً لهم من الله (مراثي 2: 6، هو 2: 11). وقد دعا الأنبياء إلى حفظ السبت حفظاً سليماً (إش 56: 4، إرميا 17: 19-24)-( الرجا الرجوع أيضاً إلى مادة “سبت” في موضعها من حرف “السين

جـ- الأعياد الشهرية- رأس الشهر

أي إلىوم الأول من كل شهر (عد 10: 10) وكان أحياناً يسمى”الشهر” فحسب(1 صم 20: 5
) .

وباستثناء رأس الشهر السابع الذي كان يعتبر أول السنة المدنية ، كان يحتفل به احتفالاً خاصاً (لا 23: 24)، كانت رؤوس الشهور تعتبر أعياداً ثانوية تقرب فيها محرقة إضافية مع تقدمتها وسكيبها ، فضلاً عن المحرقة الدائمة (عد 28: 11-15) .كما كان يضرب فيها بالأبواق (عد 10: 10، مز81: 3)، كما كانت تقام فيها الولائم والذبائح العائلية (1 صم 20: 5 و6) .وكان يمتنع فيها -كما في كل السبوت -القيام بأي عمل دنيوي فيما عدا تجهيز الطعام الضروري (انظر خر 12: 16). وكثيراً ما يرتبط رأس الشهر بالسبت في مواضع كثيرة (انظر مثلاً إش 1: 13،حزقيال 46: 1، هو 2: 11، عا 8: 5
).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى توفيق فرج نخلة 02

وكان القمر يشغل مكاناً هاماً في حياة العبرانيين لأنه هو الذي يحدد لهم مواقيتهم، لأن شهورهم كانت شهوراً قمرية ، تحسب بناء على دورة القمر . لهذا كان تحديد وقت ظهور الهلال الجديد أمراً بالغ الأهمية ، حيث أن ظهور الهلال كان يعني بداية شهر جديد ، وكان يعلن ذلك
 
بالنفخ في البوق أو القرن
.

د- السنة السبتية أو “سنة الراحة” : كانت مثل السبت الأسبوعي ، مقرر من الله لخير الشعب
.

نستنتج مما جاء في سفر أخبار الأيام الثاني (36: 21) أنه طوال نحو خمسمائة عام لم يحفظ الشعب شريعة السنة السابعة ، فسبى الشعب إلى بابل مدة سبعين سنة، “حتى استوفت الأرض سبوتها
” .

وبعد العودة من السبي، وعد الشعب بزعامة نحميا ، أن يتركوا السنة السابعة والمطالبة بكل دين (نح 10: 31) .وظل الشعب يحفظ ذلك في عصر المكابيين

(1
مك 6: 48-53) ،وبعده كما يذكر يوسيفوس
.

(1)
الهدف
:

أ- إراحة الأرض (لا 25: 1-7) ، فبعد زراعتها وحصادها طوال ست سنوات متتإلية ،كان يجب أن “تستريح” ، أي أن تبقي بلا زرع أو حصاد في السنة السابعة، بما في ذلك الكروم والزيتون (خر 23: 10 و11) .وكان هذا الإجراء يزيد في إنتاجية الأرض في السنوات التإلية
.

ب- كانت فرصة ليحصل الفقراء على حاجتهم من الطعام ، فما كان ينبت من ذاته في خلال السنة السابعة ، سواء في الحقل أو الكرم أو الزيتون ، كان لا يحصد ولا يجمع، بل يُترك ” ليأكل فقراء شعبك. وفضلتهم تأكلها وحوش البرية ” (خر 23: 10 و11
) .

ونقرأ في سفر اللاويين : “يكون سبت الأرض لكم طعاماً ، لك ولعبدك ولأمتك ولأجيرك ولمستوطنك ، النازلين عندك ، ولبهائمك وللحيوان الذي في أرضك ، تكون كل غلتها طعاماً (لا 25: 6 و7
) .

جـ- كانت تلغى الديون (تث 15: 1-6)، فكان كل صاحب دين يبرئ أخاه من الدين، ولذلك كانت السابعة تسمي “سنة الابراء” (تث 15: 9، 31: 10). ولكن هذا الأجراء لم يكن ينطبق على الأجنبي ( تث 15: 3). وكان الغرض من هذا الابراء هو التفريج عن المدين والتخفيف عن الفقير .كما كان يجب علىهم ألا يقبضوا أيديهم عن إخوتهم الفقراء ، وبخاصة عند اقتراب السنة السابعة (تث 15: 7-11
) .

د- كانت الشريعة تُقرأ في “سنة الإبراء في عيد المظال حينما يجئ كل إسرائيل لكي يظهروا أمام الرب إلهك ، في المكان الذي يختاره ، تقرأ هذه التوراة أمام كل إسرائيل في مسامعهم .. يسمعون ويتعلمون أن يتقوا الرب” (تث 31: 10-13
) .

هـ- في نهاية السنة السادسة ، أي في أول السنة السابعة ، كان يجب أن يُطلق العبد العبراني حراً ، وكان الأمر : “لا تطلقة فارغاً . تزوده من غنمك ومن بيدرك ومن معصرتك ، كما باركك الرب إلهك تعطيه وهكذا تفعل لأمتك أيضاً ..” (تث 15: 12-18
).

وكانت شريعة السنة السابعة ملزمة للشعب القديم متى استقروا في أرض الموعد ( لا 25: 5
) .

(2)
سنة إليوبيل
:

بعد سبع دورات من السنة السبتية ( أي بعد 49 سنة) تأتي “سنة إلىوبيل”، ومعناها في العبرية ” سنة قرن الكبش ” إذ كان يعلن ابتداؤها ” ببوق (أي قرن) الهتاف ” (لا 25 : 8-17). وكانت السنة الخمسون تسمى أيضاً ” سنة العتق ” (حز 46 : 17 ، انظر أيضاً إرميا 34 : 8 و 15 و 17)، على أساس ما جاء في سفر اللاويين : و ” تقدسون السنة الخمسين، وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها تكون لكم يوبيلاً
  ” (
لا 25 : 10
).

(
أ) طبيعة الاحتفال : كانت سنة إلىوبيل تبدأ بأن يعبر ” بوق الهتاف في الشهر السابع في عاشر الشهر في يوم الكفارة … في جميع أرضكم ” (لا 25 : 9). ولم تكن سنة إلىوبيل هي السنة التاسعة والأربعون كما يظن البعض ، أي أنها لم تكن مجرد سنة سبتية سابعة ، بل كانت سنة إلى وبيل السنة الخمسين كما هو واضح بصريح اللفظ (لا 25: 10). وكان معنى ذلك أنه كان هناك سنة سبتية (التاسعة والأربعون) تعقبها سنة إلىوبيل، وهكذا كانت تستريح الأرض سنتين متت إلى تين، وقد وعدهم الرب قائلاً: ” فإني أمر ببركتي لكم في السنة السادسة فتعمل غلة لثلاث سنين فتزرعون السنة الثامنة وتأكلون من الغلة العتيقة إلى السنة التاسعة. إلى أن تأتي غلتها تأكلون عتيقاً ” (لا 25 :21)، علاوة على مصادر الطعام الأخرى من صيد الحيوانات،
 
وصيد الاسماك، وقطعان الأغنام والمواشي، وعسل النحل وغير ذلك

كما كانت تعود الأرض والأملاك التي بيعت إلى مالكها الأصلي، بدون مقابل، في سنة إلىوبيل، فقد كان أمر الرب صريحاً : ” الأرض لا تبُاع بته، لأن لي الأرض وأنتم غرباء ونزلاء عندي ” ( لا 25 : 23 ). ولكن لم تكن هذه الشريعة تنطبق على البيوت داخل المدن المسورة، لأنها لا ترتبط بأرض الميراث (لا 25 : 29 و 30
).

كما أن أي إسرائيلي افتقر واضطر أن يبيع نفسه، كان يخرج حّراً في سنة إلىوبيل، وهو وبنوه معه ويعود إلى عشيرته (لا 25 : 39 – 41
).

(
ب) الغرض منها

كانت هناك جملة أهداف إلهية من شرائع سنة إلىوبيل
:

(1)    
كانت تهدف إلى إزالة آثار الفقر، فتسمح للفقير أو المسكين أو فريسة الظروف، أن
 
يبدأ من جديد
.

(2)    
كانت تحول دون الافراط في تضخم الثروات، ودون حرمان إسرائيلي حرماناً نهائياً من أرض ميراثه
.  “
ويل للذين يصلون بيتاً ببيت، ويقرنون حقلاً بحقل ، حتى لم يبق موضع ” ( إش 5 : 8، انظر أيضاً ميخا 2 : 2
)

(3) 
حافظت على ترابط العائلات والعشائر والأسباط، إذ كان يتحرر فيها كل فرد مستعبد، ويعود إلى عائلته وعشيرته، وبذلك انمحت بينهم صور العبودية الدائمة
.

(
جـ) عيد الفصح وعيد الفطير : كان عيد الفصح أول ثلاثة أعياد سنوية كبرى، كان يجب فيها أن يظهر جميع الذكور البالغين، أمام الرب (خر 23: 14 و17، 34 : 23 و24، تث 16 : 16). وكان يحتفل بعيد الفصح في الرابع عشر من شهر أبيب (وهو شهر نيسان فيما بعد السبي)، وكان يعقبه مباشرة عيد الفطير من الخامس عشر من نفس الشهر إلى الحادي والعشرين منه. وكان شهر أبيب (نيسان) هو أول الشهور العبرية الدينية أو المقدسة (خر 12 : 2). وسُمي هذا العيد ” بالفصح” (أي “العبور”) من قول الرب : ” ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها

فأرى الدم وأعبر عنكم ” (خر 12 : 13). وكان خروف الفصح يُذبح في عشية إلىوم الرابع عشر، ثم يعقبه عيد الفطير، وكان يُحَّرم فيه وجود خمير أو شيء مختمر في كل بيوتهم لمدة سبعة أيام (خر 12 : 15 – 20، 13 : 1 – 10، لا 23 : 5 – 8، عد 28 : 16 – 25، تث 16 : 1 – 8) 0

(
أ ) منشأه والاحتفال به
:

كان الغرض منه هو إحياء ذكرى نجاة بني إسرائيل من بيت العبودية في مصر ، ونجاة أبكارهم عندما ضرب الرب كل أبكار مصر 0 وقد أمر الرب أن يأخذ كل بيت في العاشر من شهر أبيب ( نيسان ) شاة صحيحة ذكر ابن سنة بلا عيب ويذبحه في مساء إلىوم الرابع عشر ، ويأخذ من دمه ويرش على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها ، وذلك لحمايتهم من ضربة هلاك الأبكار 0 ثم كان لحم الشاة يُشوى بالنار ، رأسه مع أكارعه وجوفه ، ويؤكل مع فطير على أعشاب مرة ، ويأكلونه
 
وأحقاؤهم مشدودة وأحذيتهم في أرجلهم وعصيهم في أيديهم 0 وإن كان البيت صغيراً عن أن يكون كفواً لشاة ، يأخذ هو وجاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس والباقي منه إلى الصباح يحرق بالـنار (خــر12 : 1-14 )0

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد جديد إنجيل مرقس الزمان ن

(
ب) بعد إقامة الكهنوت وخيمة الشهادة ، اختلف الاحتفال بالفصح في بعض التفصيلات عن الفصح الأول وهي
:

(1)  
كان يجب ذبح خروف الفصح ” في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه ” وليس في البيت ( تث 16 : 2-6 ) 0

(2)  
كان الدم يرش على المذبح بدلاً من القائمتىن والعتبة العلىا 0

(3)  
بالإضافة إلى وليمة خروف الفصح ، كانت هناك ذبائح تقدم في كل يوم من أيام عيد الفطير الذي يعقب عيد الفصح ( عد 28 : 16-24 ) 0

(4)  
كانوا يرددون على مسامع أولادهم معنى الفصح عند الاحتفال به في كل سنة ( خر 12 : 24-27 ) 0

(5)  
تقرر بعد ذلك الترنم بالمزامير 113-118 في أثناء أكل خروف الفصح0

(6)
كان على الذين لا يستطيعون عمل الفصح في إلىوم الرابع عشر من الشهر الأول ، بسبب نجاسة طقسية ، أو بسبب السفر في ذلك الموعد ، أن يصنعوا الفصح في اليوم الرابع عشر من الشهر التإلى ( عد 9 :9-12 ، انظر أيضاً 2أخ 30 : 2 و 3)0

ويقول يوسيفوس إن الخروف كان يكفي ما بين عشرة أشخاص إلى عشرين شخصاً0 وكان محرماً على أي شخص نجس ( رجلاً كان أو امرأة ) أن يأكل منه0 وبعد مباركة الوليمة ، كان يشرب أول كأس من الخمر ، ويعقب ذلك أكل شيء من الأعشاب المرة 0 وقبل أكل خروف الفصح والفطير ، كانوا يشربون كأساً ثانية، وهنا يسأل الأولاد السؤال التقليدي : ” ما هذه الخدمة لكم؟ ” (خر 12 : 26)، فيجيب الأب : ” هي ذبيحة فصح للرب الذي عبر عن بيوت بني إسرائيل في مصر لما ضرب المصريين وخلص بيوتنا ” (خر 12 : 27)0 ثم يرنمون الجزء الأول من ترانيم العيد (مز 113، 114)0 ثم يأكلون خروف الفصح ويتناولون الكأسين الثالثة والرابعة من الخمر ، ثم يرنمون الجزء الثاني من ترانيم العيد (مز 115 – 118)0

(
جـ) عيد الفطير : كان عيد الفصح وعيد الفطير الذي يعقبه مباشرة ، تذكاراً لخروج بني إسرائيل من مصر ، فكان الفصح تذكاراً لعبور الله عن بيوت الإسرائيليين عندما أهلك الأبكار في كل أرض مصر ، وكان عيد الفطير تذكاراً لما عانوه من ضيق في مصر وكيف أنقذهم الرب منه بعجلة (“خبز المشقة “- تث 16 :3 ) 0 وكان أول يوم من عيد الفطير وآخر يوم منه يومي سبت ( راحة ) فيهما” محفل مقدس ” لا يعملون فيهما عملاً ما من الشغل إلا الإعداد الضروري للطعام0 وكان عيد الفصح يحدد بداية حصاد الحنطة في فلسطين 0 وفي إلىوم الثاني (غد السبت) من عيد سالفطير ( 16 نيسان ) كانوا يأتون بحزمة أول الحصيد إلى الكاهن يرددها أمام الرب للرضا عنهم ، مع تقديم خروف صحيح حولي محرقة للرب مع تقدمتها وسكيبها (لا 23 : 9-14 ) 0

(
د) عيد الخمسين أو عيد الأسابيع
:  (
خر 34 : 22 ، لا 23 : 15-22 ) ، وسمى عيد الخمسين لأنه كان يقع في إلىوم الخمسين من عيد الفصح ، وكان عيداً ليوم واحد تقدم فيه تقدمة جديدة ، رغيفين عشرين من دقيق ويخبزان خميراً باكورة للرب ، مع تقديم سبعة خراف صحيحة حولية وثور واحد وكبشين محرقة للرب مع تقدمتها وسكيبها ، رائحة سرور للرب ، وتقديم تيس واحد من المعز ذبيحة سلامة ، فيرددها الكاهن مع خبز الباكورة 0 وينادون في ذلك اليوم عينه محفلاً مقدساً عملاً ما من الشغل لا يعلمون ( لا 23 : 15-21 ) 0 فكان عيد شكر على الحصاد، للرب مصدر كل بركة 0

ولا يذكر العهد القديم أن هذا العيد كان تذكاراً لحادثة تاريخية معينة ، ولكن التقليد إليهودي يذكر– بناء على ما جاء في سفر الخروج ( 19 : 1 ) أن إعطاء الشريعة على جبل سيناء حدث بعد الخروج من مصر ، أي بعد الفصح ، بخمسين يوماً ، لذلك كانوا يسمون هذا العيد أيضاً ” عيد التوراة ” أو ” عيد الشريعة ” وكان يقرأ في عيد الخمسين سفر أستير الذي يصف موسم الحصاد (الرجا الرجوع أيضاً إلى مادة ” خمسين
– 
يوم الخمسين

(
هـ) عيد المظال

وهو ثالث الأعياد الكبرى التي كان يجب أن يظهر فيها جميع الذكور أمام الرب في المكان الذي
 
يختاره ليحل اسمه فيه 0 وكان يستمر سبعة أيام من إليوم الخامس عشر من شهر تشري (الشهر السابع من السنة المقدسة) إلى إليوم الحادي والعشرين من نفس الشهر0 وفي إلىوم الثامن محفل مقدس، يقربون فيه وقوداً للرب ولا يعملون فيه عملاً ما من الشغل ( لا 23 :33-36، عد 29 :12-38 ، تث 16 : 13-15 )0 كما كان يُسمى أيضاً ” عيد الجمع ” (خر 23 : 16 ) إذ كانت تجمع فيه محاصيل الخريف من الثمار والزيتون ومنتوجات البيادر ومعاصر الخمر ( لا 23 : 39 ، تث 16 : 13 ) ، فكان عيداً للفرح والبهجة0 وكان بنو إسرائيل يقيمون طوال الأيام السبعة في مظال أو أكواخ مقامة من أغصان الشجر تذكاراً لسنوات الترحال في البرية حين كان أباؤهم يسكنون في مظال مؤقتة 0 وبناء على ما جاء في سفر نحميا ، كانت هذه المظال تقام على سطوح المنازل، وفي أفنية البيوت ، وفي أفنية الهيكل ، وفي الساحات، من أغصان زيتون بري وأغصان آس وأغصان نخل وأغصان أشجار غبياء (نح 8 : 14-18)0 (الرجا أيضاً الرجوع إلى مادة ” ظل – مظال

(8)
عيد الأبواق : وكان يحتفل به في إلىوم الأول من الشهر السابع ( أول تشري ) ، وهو أول أيام السنة العبرية المدنية ، وبداية موسم المطر 0 وكان هذا إلىوم يعتبر محفلاً مقدساً لا يعمل فيه عمل ما من الشغل ، لكن كانوا يقربون فيه وقوداً للرب ( لا 23 : 23-25 ) 0 وقد ربطت التقاليد إلىهودية المتأخرة بينه وبين خلق العالم ، وخلق آدم ، وميلاد كل من إبراهيم وإسحق ويعقوب وصموئيل ، ويوم إطلاق يوسف من السجن 000 إلخ
  (
الرجا الرجوع إلى مادة ” بوق – عيد الأبواق

(9)
يوم الكفارة : وكان يعتبر أعظم الأعياد القومية في إسرائيل ، ففيه كانت تقدم الكفارة عن الخطية 0 وكان يقع في إلىوم العاشر من الشهر السابع ( تشري ) ، وهو إلىوم الوحيد الذي أمرت الشريعة أن يذلل كل الشعب فيه نفوسهم ( أي أن يصوموا ) من مساء إلىوم التاسع إلى مساء إلىوم العاشر، مما كان يضفي على هذا إلىوم قداسة خاصة 0 كما أنه كان إلىوم الوحيد في السنة ، الذي يدخل فيه رئيس الكهنة إلى قداس الأقداس ، وهو لابس قميص كتان وسراويل كتان ومنطقة من كتان وعمامة من كتان، بعد أن يرخص جسده بماء0 وكان هذا يتم على مرتين
:

هل تبحث عن  م التاريخ كنيسة الأقباط الأرثوذكس بطاركة الأقباط الأرثوذكس قزمان الأول ل

(
أ ) فكان يدخل في المرة الأولى حاملاً دم ثور ذبيحة الخطية عن نفسه وعن بيته، كما كان ” يأخذ ملء المجمرة جمر نار عن المذبح من أمام الرب ، وملء راحتىه بخوراً عطراً دقيقاً، ويدخل بهما إلى داخل الحجاب، ويجعل البخور على النار أمام الرب فتغشى سحابة البخور الغطاء الذي على الشهادة فلا يموت0 ثم يأخذ من دم الثور وينضح بإصبعه على وجه الغطاء إلى الشرق0 وقدام الغطاء ينضح سبع مرات من الدم بإصبعه ” ( لا 16 : 11-14 ) 0

(
ب ) وفي المرة الثانية ، كان يأخذ هرون تيسين ويوقفهما أمام الرب لدى باب خيمة الاجتماع، ويلقى علىهما قرعتين ، قرعة للرب وقرعة لعزازيل، ” ثم يذبح تيس الخطية الذي للشعب، ويدخل بدمه إلى داخل الحجاب ويفعل بدمه كما فعل بدم الثور 000 فيكفر عن القدس من نجاسات بني إسرائيل
 
ومن سيآتهم مع كل خطاياهم0 وهكذا يفعل لخيمة الاجتماع القائمة بينهم في وسط نجاساتهم0 ولا يكن إنسان في خيمة الاجتماع من دخوله للتكفير في القدس إلى خروجه، فيكفر عن نفسه وعن بيته، وعن كل جماعة إسرائيل0 ثم يخرج إلى المذبح الذي أمام الرب ويكفر عنه0 يأخذ من دم الثور ومن دم التيس ويجعل على قرون المذبح مستديراً، وينضح علىه من الدم بإصبعه سبع مرات ويطهره ويقدسه من نجاسات بني إسرائيل

(
لا 16 : 15-19 )0

(
جـ) ثم يقدم التيس الحي – الذي خرجت علىه القرعة لعزازيل – الذي كان واقفاً حيَّاً أمام المذبح، و ” يضع هرون يديه على رأس التيس الحي ، ويقر علىه بكل ذنوب بني إسرائيل وكل سيئاتهم مع كل خطاياهم ويجعلها على رأس التيس ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية0 ليحمل التيس علىه كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة فيُطلق التيس في البرية

(
لا 16 : 20-22 )0

وكان التيسان يعتبران ذبيحة واحدة، فيرمز موت الأول إلى التكفير عن الخطية، أما التيس الثاني فيرمز – بالاعتراف بخطايا الشعب على رأسه وإرساله إلى البرية – بالمحو الكامل للخطية، كما في حالة العصفورين عند تطهير الأبرص ( لا 14 : 4-7 )0

الرجا الرجوع إلى مادة ” عزازيل

(10)
أعياد ما بعد السبي
:

(
أ ) عيد الفوريم

وهو العيد الذي أوجبت أستير الملكة ومردخاي إلىهودي، أن يِّعيد جميع إلىهود في كل مكان تذكاراً لإنقاذ الرب لهم من مؤامرة هامان بن همداثا الأجاجي، كما هو مسجل في سفر أستير0

وكلمة ” فوريم ” مأخوذة من ” الفور ” أي ” القُرعة “، لأن هامان ” ألقى فوراً أي قرعة لإفنائهم وإبادتهم “0 وكان العيد يقع في اليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر من شهر آذار في كل سنة0 فقد تحـولت لهم من أيام ” حزن إلى فرح، ومن نوح إلى يوم طيب، ليجعلوها أيام شـرب وفـرح وإرســال أنصـبة من كـل واحــد إلى صـاحبه وعطــايا للفقراء ” ( أس 9 : 20-32 )0 ومازال إلىهود يعيدون هذا العيد حتى الآن لمدة يوم واحد في إلىوم الرابع عشر من آذار، ويصومون في إلىوم السابق ( الثالث عشر ) تخليداً لصيام أستير قبل إقدامها على الدخول إلى الملك أحشويروش من أجل إلىهود (أس 4 : 15 و 16)0 وتشمل الخدمة في المجامع في هذا إلىوم قراءة سفر أستير0 ويسمى ” بيوم مردكأي ” في سفر المكابيين ( انظر 2 مك 15 : 36 و 37 )0

(
ب ) عيد التجديد : ويسمى أيضاً ” عيد الأنوار ” واسمه في العبرية ” حنُّوكاً ” أو عيد التدشين، وهو تخليد لما قام به يهوذا المكابي من تطهير الهيكل وإعادة بناء المذبح في 164ق. م. وقد أتموا تدشين المذبح فى ثمانية أيام، وقدموا المحرقات بفرح، وذبحوا ذبيحة السلامة والحمد، وزينوا وجه الهيكل بأكاليل من الذهب وتروس، ودشنوا الأبواب والغرفات وجعلوا لها مصاريع 000 ورسم يهوذا وإخوته وجماعة إسرائيل كلها أن يُعَّيد لتدشين المذبح في وقته سنة فسنة مدة ثمانية أيام من اليوم الخامس والعشرين من شهر كسلو بسرور وابتهاج ” ( 1 مك 4 : 56-61 )، ” كما في عيد المظال 000 ولذلك سبحوا لمن يسَّر لهم تطهير هيكله وفي أيديهم غصون ذات أوراق وأفنان خضر وسعف ” ( 2
 
مك 10 : 6 و7 )0 ويسمىه يوسيفوس ” عيد الأنوار ” إذ كانت تضاء الأنوار في البيوت والمجامع والشوارع0 وجاء ذكر ” عيد التجديد ” في العهد الجديد ( يو 10 : 22 )0

       
وهناك العديد من المواسم التي كان يحتفل فيها إلىهود بذكريات عزيزة من تاريخهم، لم تذكر في الكتاب المقدس0 ويبين الجدول الآتي الأعياد الكتابية، وأهم الأعياد غير الكتابية عند إلىهود
:

رقم الشهر

اسم الشهر العبري

ما يقابله من السنة الشمسية

إلىوم من الشهر العبري

الأعـــياد

1

نيسان (أبيب
)

مارس / أبريل

14

عيد الفصح وعيد الفطير (خر 12: 3-20، لا 23 : 6، تث 16 : 1-8 )0

2

أيار

أبريل / مايو

 

 

3

سيوان

مـايو / يونيو

6

عيد الخمسين أو عيد الأسابيع أو عيد الباكورات أو عيد الحصاد (خر 23 : 16، 34 : 22، عد 28 : 26، لا 23 : 16- انظر أيضاً أس 8 : 9 )0

4

تموز

يونيو / يوليو

17

*
صيام السابع عشر من تموز ( وهو إلىوم الذي دخل فيه الكلدانيون أورشليم ” ( ارميا 39 : 2، 52 : 6 و 7، انظر أيضاً زك 8 : 19 )0

5

آب

يوليو / أغسطس

9

*
صيام التاسع من أبيب، وهو يوم خراب المدينة والهيكل ( 2 مل 25 : 8 و 9، إرميا 52 : 12 و 13، انظر زك 8 : 19 )0
 

6

أيلول

أغسطس / سبتمبر

 

 

7

تشري

سبتمبر / أكتوبر

1

3

 

10

15-21

 

23

عيد الأبواق ( عد 29 : 1، لا 23 : 24 )0

*
صيام لمقتل جدليا ( 2 مل 25 : 25، إرميا 41 : 2، زك 8 : 19 )0

يوم الكفارة ( لا 23 : 26 و 31، خر 30
  : 10 )0

عيد المظال ( لا 23 : 34، عد 29 : 12-38، خر 23 : 16، 34 : 22، تث 16 : 13 )0

*
عيد الشريعة، فيه يتم ختم القراءة السنوية للشريعة0

8

مرشيزوان(فول
)

أكتوبر / نوفمبر

 

 

9

كسلو

نوفمبر / ديسمبر

25-30

عيد التجديد – ( عيد الأنوار – يو 10 : 22، انظر 1 مك 4 : 36-61 )0

10

طيببت

ديسمبر / يناير

1
و 2

عيد التجديد ( عيد الأنوار – يو 10 : 22، انظر

1
مك
  36-61 )0

صوم لبدء حصار نبوخذ نصر لأورشليم ( 2 مل 25 : 1 – انظر زك 8 : 19 )0
  

11

شباط

يناير / فبراير

 

 

12

أذار

فبراير / مارس

13

14
و15

صوم أستير ( أس 4 : 16 )0

عيد الفوريم ( أس 9 : 17 و 18 و 21 )0

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي