فيلادلفيا

 

كلمة يونانية معناها “محبة أخوية”، وهي مدينة من مدن مملكة ليدية القديمة في آسيا الصغرى، في وادي “كاجامس” (“هرمس” قديماً)، على بعد نحو 120 كيلومتراً شرقي مدينة سميرنا (“أزمير” حالياً). وكانت تقوم على حافة هضبة تعلو نحو 650 قدماً فوق سطح البحر، وكانت تحف بها من الخلف جروف بركانية، أطلق عليها الأتراك اسم “ديفيت” (أي آبار الحبر) لكثرة الحمم البركانية التي تغطي المنطقة. وعلى الجانب الآخر من المدينة كانت الأرض شديدة الخصوبة، فكانت مركزاً هاماً لإنتاج افضل أنواع النبيذ الذي تغنَّى بمدحه “فرجيل” شاعر روما الشهير
.

ولم تكن فيلادلفيا مدينة قديمة جداً مثل سائر مدن آسيا الصغرى القديمة، لأنها بنيت بعد 159 ق. م. على إحدى الطرق التي تؤدي إلى داخل شبه الجزيرة، وقد بناها “أتالوس الثاني” (أتالوس فيلادلفوس
– Attalus – 159-138
ق. م.) ملك برغامس، وأطلق عليها اسم “فيلادلفيا” لولائه الشديد لأخيه الأكبر “أومنيس
” (Eumenes)
ملك ليدية، وذلك على أطلال مدينة قديمة كانت تسمى “كالاتيبوس
” (Callatibus)
، وكانت لها أهمية استراتيجية كبيرة لأنها كانت تقع على مفترق طرق تجارية هامة، كما كان موقعها على السفوح السفلى لجبال “تمولس”، يجعل من السهل الدفاع عنها
.

وأطلق عليها في القرن الميلادي الأول اسم “نيوقيصرية” (أي قيصرية الجديدة – انظر رؤ 3: 12) تكريماً للقيصر طيبارويوس. وفي عصر فسباسيان، أُطلق عليها “فلافيا” تكريماً له. كما أطلق عليها في القرن الخامس اسم “أثينا الصغيرة” لكثرة المعابد والمباني الفخمة التي كانت تزدان بها المدينة. ويتضح كل ذلك من العملات التي وُجدت. وتسمى حالياً بالتركية “إلاَّ شهر” (أي مدينة الله
).

وكانت تعتبر مركزاً متقدماً للثقافة اليونانية في الأناضول، فكانت باباً لانتقال الحضارة اليونانية إلى الشرق الأوسط (انظر رؤ 3: 7و8). وسرعان ما أصبحت فلادلفيا مركزاً هاماً وغنياً للتجارة، وازدادت قوة وثراء باضمحلال المدن الساحلية. وظلت تحتفظ بمكانتها حتى أواخر الدولة البيزنطية، وكان بها إحدى كنائس أسيا السبع، التي كتب إليها يوحنا الرائي (رؤ 3: 7-13) رسائله. وأصبحت بعد ذلك مقراً لأسقفية مسيحية
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ى يوئيـــل ل

وكمعظم مدن أسيا الصغرى، كان بها جالية كبيرة من اليهود، لهم مجمعهم الخاص، وكانوا سبب متاعب للكنيسة هناك (انظر رؤ 3: 9
).

وفي أثناء حكم طيباريوس قيصر. تعرضت المدينة لزلزلة عنيفة دمرتها تماماً في 17م. ولكن سرعان ما أعيد بناؤها بمعونة من القيصر ومجلس الشيوخ في روما. وفي القرن الثالث بُني فيها معبد فخم لعبادة الإمبراطور
.

وقد دخلها “فردريك بارباروسا امبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وهو
 
في طريقه إلى حملته الصليبية في 1190 م. وقد حاصرها الأتراك السلاجقة مرتين في 1306، 1324م، ولكنها
 
صمدت واحتفظت باستقلالها إلى ما بعد 1390م، عندما هاجمتها الجيوش التركية والبيزنطية، فكانت بحق – أكثر من أربعة عشر قرناً – قلعة أو عموداً راسخاً (انظر رؤ 3: 12). وفي 1403 م. استولى عليها تيمور لنك المغولي، ويقال إنه بنى حولها سوراً من جثث القتلى
.

ومازالت “إلاَّشهر” مدينة تسكنها غالبية مسيحية، ونحو ربع سكانها من اليونانيين، وبها مقر أسقفية مسيحية
.

ومن الصناعات الرئيسية بها الآن، الصناعات المتعلقة بنبات “عرقسوس”، الذي يقوم الأهالي بالحفر عن جذوره في الحقول المحيطة بالمدينة
.

ويوجد على السفح الذي تقوم عليه المدينة القديمة، أطلال قلعة وأسوار وأساسات مبانٍ يقولون إن بينها أساسات كنيسة قديمة. ويسهل الوصول إلى المدينة الآن عن طريق السكة الحديدية من أزمير (سميرنا قديماً
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي