قتل – قَتَلة

 

القتل هو القضاء على حياة إنسان، وكان قايين أو مولود لآدم وحواء قاتلاً، إذ قام على أخيه هابيل وقتله (تك 4: 8). وقال الرب عن إبليس إنه “كان قتالاً للناس منذ البدء” (يو 8: 44). و”القتَّال” صيغة مبالغة من “قاتل”، فهو الذي يكثر القتل
.

وقد نهت الشريعة عن ذلك، فقد جاء في الوصية السادسة من الوصايا العشر: “لا تقتل” (خر 20: 13، تث 5: 17). ويقول الرسول يوحنا: كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس” (1يو 3: 15
).

وتميز الشريعة بين بضع حالات لهذه الجريمة
:

(1) –
القتل عمداً: أي عن ترصد وسبق إصرار. وكانت عقوبة ذلك الإعدام، حسب الأمر الإلهي: “من ضرب إنساناً فمات، يُقتل قتلاً” (خر 21: 12، انظر أيضاً لا 24: 17و24). ولو احتمى “بمذبح الرب”، إذ أمر الرب: “من عند مذبحي تأخذه للموت” (خر 21: 14، انظر 1مل 2: 28-35). وكان الله قد سبق أن قال لنوح: “من يد الإنسان أطلب نفس الإنسان. من الإنسان أخيه. سافك دم الإنسان، بالإنسان يُسفك دمه، لأن الله على صورته عمل الإنسان” (تك 9: 5و6). فمن يقتل إنساناً عمداً فإنه يقتل صورة الله فيه
.

وكان القتل العمد يشمل الضرب بآلة قاتلة مثل الضرب بحجر أو بأداة يد من خشب مما يُقتل به فهو قاتل، أو إن دفعه ببغضة أو ألقى عليه شيئاً بتعمد فمات، أو ضربه بيده بعداوة فمات” (عد 35: 16-21
).

ولم يكن يُحكم على القاتل بالإعدام إلا على فم شاهدين على الأقل، فلا يُحكم عليه بالموت على فم شاهد واحد (تث 17: 6، 19: 15). كما لم يكن يجوز أخذ فدية عن نفس القاتل المذنب، أي من تثبت إدانته “لأن دم القتيل يدنس الأرض، وعن الأرض لا يكفَّر لأجل الدم الذي سفك فيها إلا بدم سافكه” (عد 35: 30-33). وكان من حق “ولي الدم” أن “يقتل القاتل” حين يصادفه يقتله” (عد 35: 19
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ح حصرون ن

(2)
القتل سهواً أو خطأ: أي عن غير عمد أو بدون تدبير مسبق، كأن “دفعه بغتة بدون عداوة. أو ألقى عليه أداة ما بلا تعمد. أو حجراً ما مما يُقتل به بلا روية، أسقطه عليه فمات، وهو ليس عدواً له ولا طالباً أذيته (عد 35: 22-24)، “ومن ضرب صاحبه بغير علم وهو غير مبغض له منذ أمس وما قبله، ومن ذهب مع صاحبه في الوعر ليحتطب حطباً، فاندفعت يده بالفأس … وأفلت الحديد … وأصاب صاحبه فمات” (تث 19: 4و5). فلم يكن على مثل هذا حكم الموت، بل كان له الحق في أن يهرب إلى اقرب مدينة إليه من مدن الملجأ قبل أن يلحق به ولي الدم (تث 19: 6). فيقيم بها – بعد ثبوت عدم تعمده القتل – إلى موت الكاهن العظيم في تلك الأيام. “ولكن إن خرج القاتل من حدود مدينة ملجئه التي هرب إليها، ووجده ولي الدم خارج حدود مدينة ملجئه، وقتل ولي الدم القاتل، فليس له دم … أما بعد موت الكاهن العظيم، فيرجع القاتل إلى أرض ملكه” (عد 35: 26-28
).

(3) –
القتل بطريقة غير مباشرة: (أ) – إذا كان لرجل ثور نطَّاح من قبل، وأشهد على صاحبه ولم يضبطه، فقتل رجلاً أو امرأة، فالثور يرجم وصاحبه أيضاً يقتل، أو يدفع الفدية التي توضع عليه. أما إذا لم يكن معروفاً عن الثور من قبل أنه نطاح، فكان الثور يُقتل ولا يؤكل لحمه، أما صاحب الثور فيكون بريئاً (خر 21: 28-30
).

(
ب) – إذا بنى أحدهم بيتاً جديداً دون أن يعمل حائطاً (سوراً) بسطحه، فسقط عنه ساقط، فإنه يجلب دماً على بيته (تث 22: 8
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ق قعيلة ة

(4)
القتل دفاعاً عن النفس أو الأملاك
:

(
أ) – إن وجد السارق وهو ينقب، فضرب فمات، فليس له دم. ولكن إن أشرقت عليه الشمس فله دم. إنه يعوض” (خر 22: 2
).

(
ب) – إن ضرب إنسان عبده أو أمته بالعصا فمات تحت يده، ينتقم منه. لكن إن بقي يوماً أو يومين لا ينتقم منه لأنه ماله” (خر 21: 20) ولم يحدد هنا نوع الانتقام
.

وقد كان ليسياس أمير الكتيبة الرومانية التي كانت تعسكر في أورشليم، أن الرسول بولس هو الرجل المصري الذي صنع فتنة وأخرج إلى البرية أربعة الآلاف الرجل من القتلة” (أع 21: 38
).

و”المقتلة” هي المذبحة التي يُقتل فيها عدد كبير من الناس (انظر 2صم 18: 7، إش 30: 25
).

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي