كتاب مقدس – الهدف

(
أ )-وحدته
:

                              

          
ليس الكتاب المقدس مجرد مجموعة من الأسفار الدينية، أو مجرد كتاب يشتمل على مقتطفات من الآداب اليهودية والمسيحية، لكنه-رغم أن الله تكلم”قديماً بأنواع وطرق كثيرة”(عب1:1)-يشكل وحدة واحدة كاملة فى ذاتها وروحها وغايتها التى تربط بين جميع أجزائه، والتى تثبت مصدره الإلهى. فالكتاب المقدس هو سجل إعلانات الله عن نفسه للإنسان على مدى الأجيال والدهور(أف8:1-10 ،3 : 5 – 9 ،كو
  5:1
و 26)، وتبلغ هذه الإعلانات ذروتها في تجسد الرب يسوع المسيح وإتمام عمله الفدائي، ثم صعوده وإرسال الروح القدس. هذا الجانب من الكتاب المقدس هو أعظم ما يميزه عن سائر ما بسمونه”كتباً مقدسةً” فى الديانات الوثنية فى العالم، التى ينكشف أمام إي دراسة لها، ما يها من متناقضات، وأنها مجموعة كتابات غير متجانسة، لا ترتيب فيها، ولا خطة واضحة، وذلك لأنها لا تحتوى على إعلان تاريخي يهدف إلى غاية، في مراحل متتابعة من بدايات بسيطة إلى ختام مكتمل. فالكتاب المقدس كتاب فريد لأنه يحتوى على هذا الإعلان، ويستعرض هذه الغاية. ووحدته رغم أسفاره وأجزائه العديدة المتنوعة، هى خير برهان على صدق ما يحويه من إعلانات
.

(
ب)-هدف النعمة
:

(1)-
إن هذا الهدف الروحي في الكتاب المقدس، هو من أوضح الأمور فيه. وهو يضفي على الكتاب المقدس ما يسمى-أحياناً-“الوحدة العضوية”، فله بداية ومسار ونهاية. فالأصحاحات الأولى من سفر التكوين لها ما يقابلها في السماوات الجديدة والأرض الجديدة والفردوس المسترد في الأصحاحات الأخيرة من سفر الرؤيا (رؤ21و22). فقد أصبحت خطية الإنسان هي نقطة البداية للكشف عن نعمة الله. فتاريخ الآباء بعهوده ووعوده يستمر في قصة الخروج والأحداث اللاحقة تنفيذاً لهذه المواعيد. ويلخص سفر التثنية الشريعة التي أعطيت على جبل سيناء. ويروى سفر يشوع امتلاك الشعب لأرض الموعد، فالارتداد والتمرد والفشل لا يمكن أن تحول دون إتمام مقاصد الله، بل تتم السيطرة عليها واستخدامها لإتمام هذه المقاصد. وكان عهد الملكية فرصة لتجديد العهود لبيت داود(2صم7). وربط الأنبياء نبواتهم بالتاريخ الماضي. وفى اللحظة التي بدا فيها أن الأمة ستتعرض للهلاك، رفع الأنبياء رايات الرجاء في مستقبل أعظم بامتداد ملكوت الله إلى الأمم في حكم المسيا. ويقول أحد كبار النقاد، وهو”كوتزك
“(Kautzsch).”
أن القيمة الثابتة للعهد القديم تبدو واضحة في هذا: إنه يؤكد لنا بيقين مطلق، حقيقة تنفيذ خطة إلهية، وطريقة للخلاص، تمت تماماً في العهد الجديد في شخص الرب يسوع المسيح وعمله
“.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر عزرا 07

(2)-
إتمامه في المسيح: ما أصدق القول بأن كل ما كان ناقصاً وانتقالياً
 
و وقتياً في العهد القديم، قد تحقق وكمل تماماً في الرب يسوع المسيح وعمله الفدائي الكامل. فالمسيح هو نبي وكاهن وملك”العهد الجديد”. فذبيحته الكاملة”مرة واحدة وإلى الأبد” قد أبطلت ذبائح العهد القديم الرمزية(عب9، 10). وعطية الروح القدس كانت تحقيقاً لما سبق أن تنبأ به الأنبياء من أن الرب سيكتب شريعته على قلوب شعبه(إرميا31:31-34،30:32و40،حز19:11و20…الخ). وقد أقام ملكوته على أسس راسخة لا تتزعزع ولا نهاية لها (فى9:2و10،عب28:12،رؤ13:5…الخ). وبتتبع خطوط قصد الله في الفداء،-وقد تجلى هذا في المسيح-نجد المفتاح لكل حقائق الكتاب المقدس، فهو إعلان “الإنجيل” أي البشارة المفرحة لكل العالم
.

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي