كريت

 

(1)
الموقع: كريت جزيرة جبلية كبيرة في البحر المتوسط، تقع إلي الجنوب من بحر إيجة، وتمتد من خط عرض 50َ
    34
ْ إلى 40َ
  35
ْ شمالاً، وما بين خط طوال 50َ
  23
ْ إلى 20َ
  26
ْ شرقاً، الى الجنوب الغربي من جزيرة رودس، وتشكل جسراً بين بلاد اليونان وأسيا الصغرى· وترتفع في وسط الجيزرة سلسلة جبال تبلغ أعلى قمة فيها – وهي جبل “إيدا” نحو 8193 قدماً، تحيط بها سهول ساحلية وبخاصة في الشمال، وليس بها أنها كبيرة، وأكبرها هو نهر “متروبولو” في السهل الجنوبي، وهو لا يزيد عن مجرى مائي صغير يمكن عبورة خوضاً في أي موضوع منه، ويبلغ طول الجزيرة من الشرق الى الغرب نحو 156 ميلاً، ويتراوح عرضها من الشمال إلي الجنوب ما بين 7 إلى 30 ميلاً، وتربتها خصبة جداً في مناطق عديدة، كما أن بها ميناء أو ميناءين جيدين، وقد لعبت – لموقعها الهام – درواً كبيراً في تاريخ شرقي البحر المتوسط، ولكنها لم تبرز إطلاقاً كقوة كبرى في المنطقة، فالمنازعات الداخلية في العصور القديمة بين الشعوب المختلفة عرقياً من سكانها، إذ كانوا يتكونون من بيتروكريتيين – وهم السكان الاصليون – وبلا سجيين وأخائيين وكندونيين ودوريين، ويرى بعض العلماء أنها هي “كفتور” (إرميا 47 :4 عا 9 :7) فالرجا الرجوع إلى “كفتور

(2)
تاريخها القديم: اشتهر جبل “إيدا” في كريت في الاساطير الإغريقية بأنه كان مسقط رأس “زيوس” كبير الآلهة كما تذكر هذه الاساطير بأن الملك – شبه الاسطوري – “مينوس
” (Minos)
كان ابن زيوس، وأنه ورث عن أبيه الحكمة التي تنسب إليه، كما نجد في كل الأساطير الأغريقية ذكراً لدستور المدن الكيرتية، وقد اعتبر “توسيديدس
” (Thucydides)
و”أرسطو” أن “مينوس” شخصية تاريخية فيقول عنه ارسطو إنه كان أول حاكم يوناني يبني قوة بحرية، وكان من أول انتصاراته القضاء على القرصنة في مياه كريت، وهو عمل عظيم، تكرر على يد بومبيوس الروماني في تاريخ لاحق، وكانت أهم مدن كريت: “كنوسس” (التي استكشفها الاثريون وعلى رأسهم “ارثر إفانز
”  Mr. Arther Evans )  )
و”جورتينا” بالرق من خليج مسَّارا، وسيدونيا ونهرها ايردانوس· وتدل استكشافات مستر إفانز والطليان في “فاستوس” (بالقرب من المواني الحسنة) على أن كريت كانت مركزاً من مراكز الحضارة في البحر المتوسط مند عهد مبكر
·

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر أستير 07

ويقول هوميروس في قصائده إن كريت كان بها مائة مدينة، كما كان الكريتيون في عهده يشتهرون بأنهم ملاحون ماهرون، ولكنهم في العصر الكلاسيكي من التاريخ اليوناني لم يشغلوا مركزاً قيادياً، بل اشتهروا بأنهم كانوا بحارة وجنوداً مرتزق ماهرين في رمي السهام، وظلت كريت حرة في العصر الهيلينى، وقد جعل منها ديمتريوس نكاتور قاعدة لعملياته قبل هزيمته في 148 ق·م
·

وبسبب موقع كريت الاستراتيجي، ولخصوبة تربتها، كانت على مدى العصور مطعماً للتجار والفاتحين
·

وقد بلغت حضارة كريت ذروتها في عهد المينوانيين
( – (Minoans3.000 – 1100
ق·م). وقد تركوا اثار هذه الحضارة في كنوسس (وهي التي كشف عنها الاثري الانجليزي “أرثر افانز” كما سبقت الاشارة). وفي نحو 1950 – 1900 ق·م

كانت كريت تنتج أنواعاً فاخرة من الخزف تصدرها للخارج
·

كما كانت صناعة المعارن متقدمة، واستخدموا الكتابة الهيروغليفية، وقد اندثرت هذه الحضارة بصورة غامضة حوالي 1700 ق·م ربما بثوران بركاني أو زلزلة، ولكن أعيد بناء المدن والقصور بعد ذلك وتمتعت الجيزة بأزهى عصورها، ومازالت اطلال قصر كنوسس تثير حتى اليوم إعجاب السائحين، بما فيه من اعمدة ونقوش بالفسيفساء، ولكن كان ذلك انتهى في 1450 ق·م والارجح أن ذلك كان بسبب ثوران بركاني في جزيرة “سانتوريني
” (Santorini)
القريبة منها
·

(3)
اليهود في كريت: في 141 ق·م كان لليهود نفوذ كبير حتى إنهم ضمنوا حماية روما لهم عندما ضايقهم شعب “جورتينا” فالتمسوا حماية روما لهم، فلبت متلمسهم وكان الرومانيون في تعضيدهم لليهود يحذون حذو سياسة السلوقيين في أسيا الصغرى فقد وجد كل من السلوقيين والرومان أن اليهود من أكثر رعاياهم ولاء لهم، وقد مهَّد تدخل روما دفاعاً عن أنصارها المرجوين، الطريق أمامها لضم الجزيرة إليها في القرن الثاني، ومنذ ذلك التاريخ اصبح لليهود جماعة قوية وناجحة في كريت، وكان بين اليهود المجتمعين في أورشليم في يوم الخمسين، كريتيون (أع 2 :11) وقد أعطى تحالفها مع مثرادتس الأكبر، وما قدمته من معونة للقراصنة الكيليكيين، لروما الفرصة التي كانت تنتظرها فضم “متلس
” (Metellus)
الجزيرة لروما في 67 ق·م وكون منها ومن القيروان في شمالي افريقية ولاية رومانية، وعندما قسم أوغسطس قيصر الامبراطورية بينه وبين مجلس الشيوخ، أعطيت كريت والقيروان لمجلس الشيوخ لاستتباب السلام فيهما
·

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كوز ز

(4)
التاريخ اللاحق: ظلت كريت والقيروان ولاية رومانية واحدة إلى عصر قسطنطين الذي جعل من كريت ولاية منفصلة. وقد استولى العرب على كريت في عام 823 م· ولكن استردها الامبراطور البيزنطي “نيسيفورس فوكاس” في القرن التالي، ثم حكمتها جمهورية البندقية من القرن الثالث عشر إلى القرن السابع عشر، وأصبح اسمها “كانديا” وهو الاسم الذي أطلقه البنادقة على العاصمة العربية للجزيرة “كانداكس” ثم أطلق على كل الجزيرة· وبعد مقاومة عنيفة استمرت من أعوام 1645 إلى 1669 م · وقعت كريت فى يد الأتراك حتى الحرب العالمية الأولى، حين اصبحت جزءاً من بلاد اليونان
·

ولكريت أهميتها فى تاريخ الكنيسة المسيحية، فعندما كان الرسول بولس فى طريقه سجيناً إلى روما، اضطرتهم الرياح الشديدة إلى الالتجاء إلى ميناء المواني الحسنة فى كريت (أع 27 :8)· وحاولت السفينة أن تصل إلى ميناء فينكس لتشتى فيها (أع 27 :12)، ولكن الزوبعة دفعتها بعيداً عن طريقها، وحاول النوتية الالتجاء إلى جزيرة صغيرة إلى الجنوب الغربي من كريت اسمها “كلودي” (أع 27 :16

ويبدو أن الرسول بولس زار كريت بعد إطلاق سراحه من سجنه الأول فى روما، لأنه يقول لتيطس فى رسالته إليه: “من أجل هذا تركتك فى كريت لكى تكمل ترتيب الأمور الناقصة···” (تي 1 :5)، فعلى أساس هذا القول وغيره من الدلائل، يرى الكثيرون من العلماء أن الرسول بولس قد أطلق سراحه من سجنه الأول فى روما (أع 28 :31،31)، واستأنف رحلاته وخدمته قبل أن يلقي القبض عليه فى المرة الأخيرة ويُستشهد (2تي 4 :6

ويصف الرسول بولس الكريتيين بأنهم “دائماً كذابون، وحوش ردية، بطون بطالة”، كما قال أحد شعرائهم (تي 1 :12)، ولكن لابد أن الإنجيل قد غير كثيراً من هذه الصفات، حيث أن اسم تيطس يحظى بالاحترام الكبير فى الكثير من الكنائس والأديرة والقرى فى كريت اليوم
·

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فغور 1

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي