كلمات عشر

 

(
أ ) –”الكلمات العشر “(خر 34 :28 ، تث 4 :13، 10 :4) هي الوصايا العشر (خر 20 :1-17) التي نطق الله بها من فوق جبل سيناء “الملموس والمضطرم بالنار” الذي كان يغطيه “ضباب وظلام و زوبعة وهتاف بوق ” (عب 12 :18 و19) على مسمع ومرأي من الشعب (خر 19 :16-20 :17، تث 4 :33 :5 :23 ) وقد كتبها الله باصبعه مرتين على لوحي حجر من الجانبين (خر 31 :18 ، 32 :15و 16، 34 :1و 28). وقد كسر موسى اللوحين الاولين، في اشارة رمزية لكسر بني إسرائيل للعهد (خر 25 :16، 40 :20) وقد أعاد موسى ذكر هذه الوصايا على الشعب في نهاية أيام البرية (تث 5 :6-21) قبل عبورهم إلي كنعان
.

    
ويطلق على هذه الكلمات العشر “العهد”في قول موسى للشعب: “وأخبركم بعهده الذي أمركم أن تعملوا به، الكلمات العشر، و كتبه على لوحي حجر (تث 4 :13)كما تسمى”كلمات العده (خر 34 :28 – انظر أيضاً تث 29 :1 و9) وتسمى أيضاً الشهادة (خر 25 :16، 41، 40 :20) فيسمى اللوحان “لوحي العهد”(تث 9 :9 و11 و15) كما يسميان “لوحي الشهادة” (خر 31 :18، 32 :15، 34 :39)·ويمهد الله لهذه الوصايا بالقول: “أنا الرب إلهك اخرجك من ارض مصر، من بيت العبودية (خر 20 :2) فهو الذي فداهم وجعل منهم شعباً خاصاً له
·

(
ب ) -معنى الكلمات العشر
:

(1)              –
الوصية الاولى: “لا يكن لك آلهة اخرى أمامي (خر 20 :3، تث 5 :7) فهي تنص على وجوب الولاء للرب (يهوه) وحده فيجب إلا يكون لأي إسرائيلي إله آخر غير الله فالله ينتظر منه ولاء كاملاً له يجب ألا يكون ثمة منافس للرب في قلوب شعبه
.

(2)              –
الوصية الثانية: “لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، و ما في الماء من تحت الأرض، لا تجسد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك، غيور افتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي، واصنع احساناً إلي ألوف من محبي وحافظي وصاياي” (خر 20 :4-6، تث 5 :8-10). وهذه وصية مزدوجة فهي تحرم صنع التماثيل والصور كذلك السجود لها فحيث أن الرب (يهوه) هو الخالق، فتمثيله بشيء مخلوق أو مصنوع انما هو تجديف واضح، فكأنه أقل من خلائقه لانهم هم صانعو التمثال أو الصورة، ولابد ان تجربة إسرائيل لعبادة الله في صورة تمثال كانت تجربة قوية لان الصور والتمثال أو الصورة، ولابد ان تجربة إسرائيل لعبادة الله في صورة تمثال كانت تجربة قوية، لان الصور والتماثيل في كل ديانات الشرق القديم، ولكن إله إسرائيل لم يكن مثل آلهة سائر الامم، بل هو رله سام غير محدود، ولا يمكن ان يهبط قدره إلي محدودية صورة أو تمثال، فالنزول بالله إلي هذا المستوى إنما هو جهل مطبق، إذ بذلك لا يكون الله هو خالق كل الكون، وقد تغيرت الصورة في عالم اليوم إذ لم يعد الإنسان يأخذ الأزميل و يصور له من الخشب أو الحجر أو غيره صورة لله، لكنه يستطيع ان يكَون صورة لله في افكاره أو خياله لا تقل تجديفاً عن صورة الخشب أو الحجر، فالله يجل عن كل تصور فهو غير محدود واسمى من اي كلمات يستطيع الإنسان ان يصفه بها فالوصية الثانية تقف حائلاص دون امتهان عظمة الله غير المحدود، وسره الذي يسمو فوق كل عقل
.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر صموئيل الثانى القمص تادرس يعقوب ب

(3)             
الوصية الثالثة: لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً، لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً (خر 20 :7، تث 5 :11) فهذه الوصية توجب احترام الرب (يهوه) بالامتناع عن اساءة استخدام اسمه الذي يعلن طبيعته، ولكمة “باطلاً “لها بضعة تفسيراتع محتملة، فيرى البعض أنها تنهي من استخدام اسم الرب في ممارسة السحر، التي كانت تقتضي استخدام اسم “إله” اعتقاداً بأن استخدام اسم الإله، كفيل بأن يجعل الساحر قادراً على تسخير قوة ذلك الإله ويرى اخرون أنها تنهي عن الحلف كاذباً أو الحلف باسم الرب على أمر لا يستطيع تحقيقه، و آخرون يرون أنها تعني الظهور أمام الله بيد فارغج لعل كل ذلك وارد في الوصية فهي تنهي عن كل ما يمكن أن يشين اسم الله
·

(4)             
الوصية الرابعة: اذكر يوم السبت لتقدسه ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك، وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك، لا تصنع عملاً ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وامتك وبهيمتك ونزيلك الذي ادخل ابوابك، لان في ستة أيام صنع الرب السماء والارض والبحر وكل ما فيها واستراح في اليوم السابع، لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه (خر 20 :8-22، انظر أيضاً تث 5 :12-15) وهي وصية تتعلق باستخدام الوقت استخداماً سليماً (الرجل الرجوع إلي مادة “سبت

(5)             
الوصية الخامسة: أكرم أباك و أمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك (خر 20 :12، تث 5 :16) تعالج هذه الوصية مسؤولية الابناء من نحو الوالدين فهذه الوصية تتضمن احترام الوالدين وطاعتهم و أن يحيوا حياة لا تجلب الخزي أو الاهانة للولادين بل بالحري
 
تكون لمدحهم واكرامهم
.

(6)             
الوصية السادسة: “لا تقتل” (خر 20 :12، تث 5 :17) وهي لا تمتد إلي قتل الحيوان أو الإنسان في ظروف معينة تقتضي ذلك (انظر تك 9 :6) لكنها تختص بالقتل الناتج عن البغضة
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ ألقاطان ن

(7)             
الوصية السابعة: “لا تزن” (خر 20 :14، تث 5 :18 ) فالزنا خيانة وعدم امانة لشريك الحياة الزوجية فهذه الوصية بالنسبة لشريك الحياة تقابل الوصية الأولى بالنسبة لله، التي تقتضي الامانة الكاملة لله، والوصية السابقة تقتضي الامانة الكاملة لشريك الحياة
.

(8)             
الوصية الثامنة: لا تسرق (خر 20 :15، تث 5 :19) أي لا تأخذ شيئاً ليس لك، بل هو ملك لاخر، فهي تحمي حق كل انسان في امتلاك ماله
.

(9)             
الوصية التاسعة: لا تشهد على قريبك شهادة ذور (خر 20 :16، تث 5 :20) وهي تحريض على الأمانة والصدق، خاصة في تأدية شهادة أمام القضاء، فالله يهتم بما نقول، ويريدنا ألا ننطق إلا بالصدق وقد أوصت الشريعة بأن الشاهد الكاذب، يعاقب بما كان ينوي أن يوقعه بأخيه (تث 19 – 16 – 19
).

(10)         
الوصية العاشرة: لا تشته بيت قريبك لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثورة ولا حماره ولا شيئاً مما لقريبك (خر 20 :17، تث 5 :21)·وهي وصية تمتد إلي المشاعر الداخلية للانسان فتمنع اشتهاء ما ليس لنا فيجب ان تكون رغبات قلب الإنسان موافقة لافكار الله من جهة الإنسان (مز 37 :4، مز 1 :17
).

(
جـ) الوصايا العشر في العهد الجديد: يجب أن نعرف أن الوصايا العشر ليست وحدة قائمة بذاتها، ولكنها جزء لا يتجزء من ناموس موسى كما هو واضح جداً من سفري الخروج و التثنية، ويتضح الأمر أكثر من الوصية الرابعة المختصة بيوم السبت، حيث يقول الله لموسى
: ” 
أنت تكلم بني إسرائيل قائلاً سبوتي تحفظونها لأنه علامة بيني وبينكم في اجيالكم….هو بيني و بين بني إسرائيل علامة إلي الأبد (خر 31 :12-17)الرجا الرجوع إلي مادة “سبت

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أشبيل ل

         
و”الناموس ” وحدة متكاملة، فمن” حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة فقد صار مجرماً في الكل” (يع 2 :11 و12) وكان الغرض منه أن يكون “مؤدبنا إلي المسيح” (غل 2 :24) لأن “غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن (رو 10 :4) ولكن ليس معنى هذا ان الوصايا الأدبية في الناموس لم تعد ملزمة، لأن مبادئ الخطأ والصواب مبادئ دائمة، وتردد بجوهرها في العهد الجديد، كمبادئ للحياة المسيحية و لكن هذا ليس مجرد تكرار للمبادئ الخطأ و الصواب مبادئ دائمة، و ترد بجوهرها في العهد الجديد، كمبادئ للحياة المسيحية و لكن هذا ليس مجرد تكرار للمبادئ إذ إن العهد الجديد يذهب إلى ما هو
 
أبعد مما ذهب إليه العهد القديم، فالحياة المسيحية هي قبل كل شيء و بعد كل شيء الإيمان بالمسيح واتباعه، أي الاقتداء به (مت 19 :16-30، مرقس 10 :17-29، لو 18 :18-30
).

    
وفي الموعظة على الجبل، صحح المسيح مفاهيم اليهود للناموس، وبين المقاصد الحقيقية للوصايا (مت 15 :17-46، مت 15 :3-6، مرقس 2 :23-28
).

      
وفي تناوله للوصيتين السادسة والسابعة من الوصايات العشر، يلعن أن الغضب هو الخطوة الأولى إلي القتل، وأن الاشتهاء هو الزنا في القلب وهكذا يذهب بالأمور إلي جذورها، كما يوجز التزام الإنسان من نحو الله والإنسان في كلمة واحدة هي “المحبة” لان الإنسان الذي يحب الله في قلبه،ن وكذلك يحب قريبة، لا يخطى الي أي منهما (مت 22 :36 – 40، انظر أيضاً يو 13 :34 و35) وهو ما يؤكده الرسول بولس أيضاً (رو 13 :8 – 10، غل 5 :14
).

 
فالعهد الجديد لا يكتفي بتكرار المبادئ الأدبية في الوصايات العشر، بل يؤصلها على أساس المحبة التي فيها تكميل كل الوصايات من نحو الله والناس، فليست الوصايا العشر إذا هي معيار الحياة المسيحية، بل المعيار الأسمي للحياة المسيحية هو حياة المحبة بالانقياد للروح القدس الذي يطبع صورة المسيح على حياة المؤمن، فيحيا لا هو بل المسيح يحيا فيه (غل 2 :20، 5 :22-25
).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي