كنياهو

 

اسم عبري معناه “يهوه سيثبت” (إرميا 22: 24 و28، 37: 1)، وهو اسم آخر للملك “يهوياكين” (2مل 24: 6 و8 و 12 و15، 25: 27، 2أخ 36: 8 و9، إرميا 52: 31)، ويسمى أيضاً “يكنيا” (1أخ 3: 16 و17، أس 2: 6، إرميا 24: 1، 27: 20، 28: 4، 29: 2، مت 1: 11و 12)، كما يسمى “يوياكين” (حز 1: 2). واسم أمه “نحوشتا بنت ألناثان” من أورشليم (2مل 24: 8)، ولعله “ألناثان بن عكبور” المذكور في نبوة إرميا (26: 22، 36: 12 و25
).

وقد ملك ثلاثة أشهر وعشرة أيام (2أخ 36: 9). وكان عمره ثماني عشرة سنة حين ملك عقب موت أبيه يهوياقيم (2مل 24: 6 و8- أما الثماني السنوات المذكورة في 2أخ 36: 9 فخطأ من النساخ إذ إنه كان متزوجاً وسبيت نساؤه معه 2مل 24: 15). وقد ورث عرشاً خاضعاً لملك بابل، محاصراً بجيوش الملك نبوخذنصر، ولم يكن أمامه بد من الاستسلام أمام الظروف القاهرة
.

وبناء على ما جاء بالسجلات البابلية وحوليات ملوك بابل، دخل نبوخذنصر سورية وفلسطين في ديسمبر 598 ق.م. واستولى على أورشليم في 16 مارس عام 597ق.م. ونهب البابليون القصر وكنوز الهيكل، وأخذوا الملك يهوياكين وأسرته والقادة العسكريين البارزين، وجميع الصناع والأقيان، مسبيين إلى بابل، ولم يتركوا إلا مساكين شعب الأرض (2مل 24: 12- 16، 2أخ 36: 10). وقبل أن يعود ملك بابل المنتصر إلى بابل، وضع على عرش يهوذا، متنيا عم يهوياكين، وغيَّر اسمه إلى صدقيا
.

وبناء على ما جاء في سفر إرميا، كانت الصدمة الناتجة عن الغزو البابلي ليهوذا –وما صاحبها من قلاقل- ساعد عليها توالي ثلاثة ملوك على العرش في مدة أربعة أشهر- قليلة الأثر في الحالة الروحية للشعب (إرميا 37: 38). وقد سبق أن أنبأ إرميا بسبي الملك يهوياكين، وأنه لن يكون له نسل يخلفه على العرش (إرميا 22: 24-30). وعلى العكس من ذلك تنبأ النبي الكذاب حننيا بعودة يهوياكين إلى عرش يهوذا في خلال سنتين (إرميا 28: 3 و4 و11 مع 12-17
).

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا كتب نقد إنجيل برنابا إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح 01

وقد ظل يهوياكين معتَبراً الملك الشرعي ليهوذا، كما يبدو ذلك من أن حزقيا النبي يؤرخ أقواله بسنة سبي الملك يهوياكين، وليس بسنة تولي صدقيا العرش (حز 1: 2، 8: 1، 20: 1.. الخ). وتؤيد السجلات البابلية ذلك. وقد استعاد يهوياكين لقبه كملك، وحظى أخيراً بمعاملة طيبة من البابليين، فقد جاء بأحد الألواح المسمارية اسم “يوكين ملك أرض يهوذا”. ويتضمن هذا اللوح قائمة بالجرايات من الزيت والشعير التي كانت تقدم للملك وأبنائه الخمسة، مما يدل على أنهم لم يكونوا مسجونين، بل كانوا يعيشون حياة عادية في بابل. وأخيراً في عهد أويل مرودخ، أطلق سراح يهوياكين ملك يهوذا من السجن “وكلَّمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل، وغيَّر ثياب سجنه وكان يأكل دائماً الخبز أمامه كل أيام حياته” (2مل 25: 27-30، إرميا 52: 31-34)، ولعل يهوياكين كان قد سُّجن فترة قبل ذلك لمحاولته الهروب، أو بسبب محاولة يهوذا التمرد على البابليين في عهد صدقيا
.

ويظهر اسم “يهوياكين” باسم “يكنيا” في سلسلة نسب الرب يسوع المسيح (مت 1: 11 و12). ويظن البعض أن ذلك يتعارض مع نبوة إرميا بأنه سيكون عقيماً (إرميا 22: 30)، ولكن من الممكن اعتبار أن بركة حجي النبي لزربابل (حجي 2: 20-24) إلغاء للعنة التي نطق بها إرميا، واستعادة نسل يهوياكين لعرش داود (عرش المسيا –ارجع إلى إش 56: 3-5
).

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي