لابان

 

اسم عبري معناه “الأبيض” وهو اسم
:

( 1 )-
لابان بن بتوئيل بن ناحور أخي إبراهيم خليل الله . وكان لابان أخاً لرفقة زوجة إسحق بن إبراهيم ( تك 24 : 15 و 16 ) . وكان هذا الفرع من عائلة تارح يقيم في حاران ( تك 11 : 32 ) ، ولذلك دُعي لابان مراراً عديدة “لابان الأرامي” ( تك 25 : 20 ، 28 : 5 ، 31 : 20 و 24 ) . ويبدو أن لابان وأباه بتوئيل كانا يعرفان الرب

(
تك 24 : 50
).

يرد ذكر لابان لأول مرة في مناسبة وصول عبد إبراهيم إلى “مدينة ناحور

(
تك 24 : 20 ) بحثاً عن زوجة لابن سيده ، إسحق . ومع أن بتوئيل كان مازال على قيد الحياة عند وصول عبد إبراهيم ، إلا أن لابان كان هو الذي تكلم باسم العائلة ( تك 24 : 29 و 30) . وقد أظهر في استقباله لعبد إبراهيم كرم الضيافة الشرقي المعهود في ذلك العصر ( تك 24 : 31-33 ) ، كما أبدى دهاء وحكمة تجليتا – بأكثر وضوح – في معاملته لابن أخته “يعقوب” فيما بعد ( تك 24 : 30 – انظر أيضاً 29 : 15-19
).

وبعد ذلك بسنين عديدة ، عندما اضطر يعقوب لمغادرة بيت أبيه خوفاً من بطش أخيه عيسو ، أرسلته أمه رفقة إلى خاله لابان ، إلى حاران ( تك 27 : 43 ) . وكانت حاران هي المدينة الرئيسية في منطقة فدان أرام
.

وكان لابان معروفاً جيداً ، لأنه كان صاحب ممتلكات كثيرة ، فعندما سأل يعقوب الرعاة الذين اجتمعوا حول البئر ، عن لابان بن ناحور ، ظهر أنهم يعرفونه جيداً ، وقالوا ليعقوب : “هوذا راحيل ابنته آتية مع الغنم” ( تك 29 : 5 و 6
).

وسرعان ما اكتشف يعقوب أن لخاله ابنة جميلة ، فوقع في حبها ( تك 29 : 9-20). وأبدى لابان ليعقوب كرم الضيافة المعهود الذي سبق أن أبداه لعبده إبراهيم

(
تك 29 : 13
).

وبعد مضي شهر ، عرض لابان على يعقوب أن يحدد أجره في خدمته له ، فانتهز يعقوب هذه الفرصة ، وعرض على لابان أن يخدمه سبع سنين براحيل ابنته الصغرى ، فرحب لابان بذلك ، قائلاً : “أعطيك إياها أحسن من أن أعطيها لرجل آخر” ( تك 29 : 14-20
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فينيقية 1

وعند نهاية السنوات السبع ، طلب يعقوب من خاله أن يعطيه امرأته . وهنا ظهر خداع لابان ، إذ “أخذ لابان ليئة ابنته” الكبرى وأتى بها إلى يعقوب ، فدخل عليها. وفي الصباح اكتشف يعقوب أنها ليئة ، وكانت عيناها ضعيفتين وأقل جمالاً من راحيل
.

وعاتب يعقوب خاله لابان ، قائلاً : “أليس براحيل خدمت عندك ، فلماذا خدعتني ؟” . فكان عذر لابان أنه “لا يُفعل هكذا في مكاننا ، أن تُعطى الصغيرة قبل البكر . أكمل أسبوع هذه ، فنعطيك تلك أيضاً بالخدمة التي تخدمني أيضاً سبع سنين أُخر . فرحب يعقوب بهذا العرض ، “فأكمل أسبوع هذه ، فأعطاه راحيل ابنته زوجة له . فدخل على راحيل أيضاً . وأحب أيضاً راحيل أكثر من ليئة

(
تك 29 : 21-29
).

ولما ولدت راحيل يوسف ، قال يعقوب للابان : “اصرفني لأذهب إلى مكاني وإلى أرضي” ، فالتمس منه لابان أن يبقى في خدمته ، لأن الرب باركه بسبب يعقوب، وطلب من يعقوب أن يعيِّن أجرته . فاتفقا على أن تكون أجرة يعقوب هي : “كل شاة رقطاء وبلقاء ، وكل شاة سوداء بين الخرفان ، وبلقاء ورقطاء بين المعزى

(
تك 30 : 31-36
).

 

وليس من الواضح إن كان يعقوب قد اعتقد فعلاً ، أن استخدمه القضبان المقشورة ، ووضعها في الأجران في مساقي الماء أمام الغنم لتتوحم عند مجيئها لتشرب ( تك 30 : 37-43 ) سيؤدي إلى النتيجة التي يرجوها ، ولكنه شهد أخيراً أن الله هو الذي سلب مواشي لابان وأعطاها له ، رغم محاولة لابان التلاعب به

(
تك 31 : 5-9
).

وهكذا تناقصت قطعان لابان ، بينما تزايدت قطعان يعقوب ، دون أن يخون يعقوب الأمانة . وسمع يعقوب كلام بني لابان قائلين : “أخذ يعقوب كل ما لأبينا ، ومما لأبينا صنع كل هذا المجد . ونظر يعقوب وجه لابان ، وإذا هو ليس معه كأمس وأول من أمس . وقال الرب ليعقوب : ارجع إلى أرض آبائك وإلى عشيرتك ، فأكون معك” ( تك 31 : 1-3 ) . وقال يعقوب لزوجتيه : “إله أبي كان معي . وأنتما تعلمان أني بكل قوتي خدمت أباكما . وأما أبوكما فغدر بي وغيَّر أجرتي عشر مرات . لكن الله لم يسمح له أن يصنع بي شراً” . وقال له الله في حلم : “قد رأيت كل ما يصنع بك لابان . أنا إله بيت إيل .. الآن قم اخرج من هذه الأرض وارجع إلى أرض ميلادك

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أحيام م

(
تك 31 : 4-13
).

فقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال . وساق كل مواشيه وجميع مقتناه الذي كان قد اقتنى .. في فدان آرام .. وخدع يعقوب قلب لابان الأرامي ، إذ لم يخبره بأنه هارب.. وجعل وجهه نحو جبل جلعاد” ( تك 31 : 17-20
).

وحالما بلغ لابان في اليوم الثالث أن يعقوب قد هرب ، “أخذ إخوته معه وسعى وراءه مسيرة سبعة أيام ، فأدركه في جبل جلعاد” في الجنوب الشرقي من الجليل
.

وفي هذه المقابلة الأخيرة بين فرعي بيت تارح ، ظهر الجانب العنيف في لابان ، فاتهم يعقوب بأنه خدعه وساق بناته كسبايا السيف بدون وداع ( تك 31 : 26-28 ) ، كما اتهمه بسرقة آلهته ، وقد أنكر يعقوب ذلك لأنه لم يكن يعلم بسرقة راحيل لأصنام أبيها ( تك 31 : 19 و 31 و 32
).

ففتش لابان كل ركب يعقوب ، ولم يجد أصنامه ، فاغتاظ يعقوب ، وخاصم لابان قائلاً له : “ماذا وجدت من جميع أثاث بيتك .. الآن لي عشرون سنة في بيتك . خدمتك أربع عشرة سنة بابنتيك ، وست سنين بغنمك . وقد غيرت أجرتي عشر مرات. لولا أن إله أبي، إله إبراهيم وهيبة إسحق كان معي ، لكنت الآن قد صرفتني فارغاً . مشقتي وتعب يديَّ قد نظر الله ، فوبخك البارحة” ( تك 31 : 33-42 ) . وكان الله قد أتى “إلى لابان الأرامي في حلم الليل ، وقال له : احترز من أن تكلم يعقوب بخير أو شر” ( تك 31 : 24
).

فاقترح لابان على يعقوب أن يقطعا عهداً بينهما . “فأخذ يعقوب حجراً وأوقفه عموداً.. وأخذوا حجارة وعملوا رجمة وأكلوا هناك على الرجمة ، ودعاها لابان يجر سهدوثا . وأما يعقوب فدعاها جلعيد” . وقال لابان : “ليراقب الرب بيني وبينك حينما نتوارى بعضنا عن بعض . إنك لا تذل بناتي ، ولا تأخذ نساء على بناتي . وليس إنسان معنا . انظر الله شاهد بيني وبينك .. شاهدة هذه الرجمة ، وشاهد العمود أني لا أتجاوز هذه الرجمة إليك ، وأنك لا تتجاوز هذه الرجمة وهذا العمود إلىَّ للشر . إله إبراهيم وآلهة ناحور ، آلهة أبيهما يقضون بيننا . وحلف يعقوب بهيبة أبيه إسحق . وذبح يعقوب ذبيحة في الجبل ودعا إخوته ليأكلوا طعاماً ، وباتوا في الجبل ودعا إخوته ليأكلوا طعاماً . فأكلوا طعاماً ، وباتوا في الجبل ودعا إخوته ليأكلوا طعاماً . فأكلوا طعاماً ، وباتوا في الجبل .. ثم بكر لابان صباحاً وقبَّل بنيه وبناته وباركهم ومضى . ورجع لابان إلى مكانه” ( تك 31 : 44-55 ) . ولا يُذكر لابان بعد ذلك في الكتاب المقدس
.

هل تبحث عن  هوت مقارن الخلاص الخلاص وبدعة الحصول عليه فى لحظة 07

وبدراسة ألواح “نوزي” ندرك مرمى راحيل من أخذها أصنام أبيها ، لأنها بامتلاكها لهذه الأصنام كان في إمكانها أن تدَّعي وراثتها لبيت لابان
.

( 2 )-
لابان موقع يذكر في سفر التثنية أن بني إسرائيل نزلوا “في عبر الأردن في البرية في العربة ، قبالة سوف ، بين فاران ونوفل ولابان وحضيروت وذي ذهب . أحد عشر يوماً من حورريب ، على طريق جبل سعير إلى قادش برنيع” ( تث 1 : 1 و 2 ) . وفي هذا الموقع ، “كلم موسى بني إسرائيل حسب كل ما أوصاه الرب إليهم” ، وذلك في السنة الأربعين من خروجهم من مصر” ( تث 1 : 3 ) . ولعل المقصود بهذا الموقع هو “لبنة”، ولكنها تبدو بعيدة إلى الشمال
.

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي