صموئيل ثاني7 - تفسير سفر صموئيل الثاني

تفسير

الكتاب المقدس – العهد القديم – القمص تادرس يعقوب


سلسلة “من تفسير وتأملات الآباء الأولين”

صموئيل ثاني7 – تفسير سفر صموئيل الثاني

اشتياق داود
لبناء بيت الرب



محتويات
:


(إظهار/إخفاء)



* تأملات في كتاب

صموئيل ثانى
:


تفسير سفر صموئيل الثاني:

مقدمة سفر صموئيل الثاني
|
صموئيل ثاني 1 |

صموئيل ثاني 2

|

صموئيل ثاني 3

|

صموئيل ثاني 4

|

صموئيل ثاني 5

|

صموئيل ثاني 6

|

صموئيل ثاني 7

|

صموئيل ثاني 8

|

صموئيل ثاني 9

|

صموئيل ثاني 10

|

صموئيل ثاني 11

|

صموئيل ثاني 12

|

صموئيل ثاني 13

|

صموئيل ثاني 14

|

صموئيل ثاني 15

|

صموئيل ثاني 16

|

صموئيل ثاني 17

|

صموئيل ثاني 18

|

صموئيل ثاني 19

|

صموئيل ثاني 20

|

صموئيل ثاني 21

|

صموئيل ثاني 22

|

صموئيل ثاني 23

|

صموئيل ثاني 24

|

ملخص عام

نص سفر صموئيل الثاني:
صموئيل الثاني 1 |

صموئيل الثاني 2

|

صموئيل الثاني 3

|

صموئيل الثاني 4

|

صموئيل الثاني 5

|

صموئيل الثاني 6

|

صموئيل الثاني 7

|

صموئيل الثاني 8

|

صموئيل الثاني 9

|

صموئيل الثاني 10

|

صموئيل الثاني 11

|

صموئيل الثاني 12

|

صموئيل الثاني 13

|

صموئيل الثاني 14

|

صموئيل الثاني 15

|

صموئيل الثاني 16

|

صموئيل الثاني 17

|

صموئيل الثاني 18

|

صموئيل الثاني 19

|

صموئيل الثاني 20

|

صموئيل الثاني 21

|

صموئيل الثاني 22

|

صموئيل الثاني 23

|

صموئيل الثاني 24

|
صموئيل ثاني
كامل

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية:
1
234
5678
91011
121314
151617
181920
212223
242526
272829


شعر داود النبي والملك بإحسانات
الرب إليه فأراد أن يبني له بيتًا، إذ حسب أنه ليس من اللائق أن يسكن هو في بيت من
الأرز بينما يسكن تابوت العهد في خيمة من الشقق.





1.
رغبة داود في بناء بيت الرب:

لم يتبع الكاتب التسلسل الزمني، إذ أراد
الكشف عما ورد في قلب داود النبي والملك من جهة بناء بيت للرب عوض الخيمة مباشرة
بعد ذكره إحضار التابوت إلى مدينة داود، بينما ما جاء هنا غالبًا ما تحقق بعد
الحرب التي وردت في الأصحاح التالي. لقد قيل هنا: “وأراحه الرب من كل الجهات من جميع أعدائه” [1].



St-Takla.org Image:
Now it came to pass when the king was dwelling in his house, and the LORD had
given him rest from all his enemies all around, that the king said to Nathan the
prophet, “See now, I dwell in a house of cedar, but the ark of God dwells inside
tent curtains.”(2 Samuel 7:1, 2)

صورة في موقع الأنبا تكلا:
داود الملك يتحدث مع ناثان النبي (صموئيل الثاني 7: 1، 2)

بلا شك ظهر هذا الفكر في أعماق داود
النبي عندما بدأ في بناء بيته، وربما اشتهى أن يبني بيت الرب قبل بيته، حاسبًا
الله أولًا في كل أمور حياته. هذا الفكر تزايد بالأكثر بعدما أُحضر التابوت إلى
مدينته، لكنه لم يتحدث مع ناثان النبي إلا بعدما استراح من الحروب، قاصدًا أن يبني
بيتًا ضخمًا جدًا يحتاج بناؤه إلى أزمنة سلام، أي إلى تفرغ للبناء دون ارتباك
بالحروب.

كان ناثان نبيًا أمينًا لله وللملك وله
وقاره الخاص، قام بحزم وشجاعة لكنه في أدب بتوبيخ الملك عندما ارتكب الخطية مع امرأة


أوريا الحثي
(2 صم 12: 1-15). قام هو وجاد الرائي بترتيب
خدمة بيت الرب (2 أي 29: 25). عمل مع بثشبع على
إقامة سليمان ملكًا (1 مل 8-45).

وافق ناثان في البداية على طلب داود
الخاص ببناء بيت للرب، إذ حسبه طلبًا صالحًا ولائقًا، لكنه إذ استشار الرب أجابه
ألا يعمل ذلك بل يترك الأمر لابنه من بعده.





2. ابن داود
يبني البيت:

يبدو أن الله تحدث مع ناثان خلال رؤيا
الليل [4، 17]، وقد رفض الله أن يبني داود بيتًا مقدمًا له هذا
التعليل بأن الله لم يسكن في بيت منذ إخراجه للشعب من مصر، ولا طلب ذلك منهم. إنه
ليس إنسانًا يحتاج إلى بيت (إش 66: 1). أكد الله ذلك لئلا يظن
شعبه أنه حقق لهم انتصارات لأجل إقامة هيكل عظيم له، ولكي لا ينشغلوا ببيت الله
فيما بعد كمبنى عظيم. هم أنفسهم بيته الحيّ، يود أن يسكن في وسطهم معلنًا حضوره
الدائم فيهم خلال الحياة المقدسة. هذا ما كشفه العهد الجديد بأكثر وضوح. عندما طلب
التلاميذ من السيد المسيح أن ينظر الأبنية العظيمة التي للهيكل. أكَّد لهم أنه لن
يبقى حجر على حجر إلا وينقض (مت 24: 1-2)؛ كما تحدث عن
الهيكل بكونه هيكل جسده هو الذي ينقضه اليهود على الصليب ليقوم في اليوم الثالث
(يو 2: 19-22) واهبًا إيانا الحياة المقامة خلال
اتحادنا معه. حدثنا أيضًا القديس بطرس عن الهيكل الحيّ الذي يقوم بحجارة حيَّة هي
جماعة المؤمنين (1 بط 2: 5).

سبق أن تحدثنا في كتاب “الكنيسة بيت
الله” عن ارتباط المبنى الكنسي بالحياة الداخلية، حيث استعرضت مقتطفات لكلمات

العلامة
أوريجانوس
،
جاء فيها:

[أهِّلني يا رب يسوع المسيح
أن أساهم في بناء بيتك…

إني أتوق أن أقدم ذهبًا
للغطاء (خر 25: 17)، أو لتابوت العهد أو للمنارة أو
للسرج! …



St-Takla.org Image:
Then Nathan said to David the king, “Go, do all that is in your heart, for the
LORD is with you.”(2 Samuel 7:3)

صورة في موقع الأنبا تكلا:
ناثان النبي يرد داود بشأن بناء بيت للرب (صموئيل الثاني 7: 3)

هلم نبني خيمة إله يعقوب
يسوع المسيح ربنا، ونزّينها
(41)].

[ليكن للنفس مذبح في وسط
القلب، عليه تُقدم ذبائح الصلاة ومحرقات الرحمة، فَتُذبح فوقه ثيران الكبرياء
بسكين الوداعة، وتُقتل عليه كباش الغضب وماعز التنعم والشهوات…

“لتعرف النفس كيف تقيم
داخل قدس إقداس قلبها منارة تضئ بغير انقطاع
(42)].

إن ما يمجّد الله ليس في
المباني المادية الضخمة، بل في النفوس الحية التي أقامها السيد المسيح من الأموات،
وتعلن حضوره في وسطها وملكوته في داخلها. لذلك أبرز الله معاملاته مع داود كيف
أقامه الله من المربض من وراء الغنم ليصير رئيسًا لشعبه، كيف كان معه أينما وُجد
واهبًا له النجاح والغلبة. وكأنه مع كل نصرة روحية وكل نجاح داخلي يُعلن بيت الرب
المجيد فينا.

على أي الأحوال، لم يحرم
الله داود سؤال قلبه، إنما وعده بتحقيق ذلك خلال ابنه الذي يخرج من
أحشائه
، مقدمًا تبريرًا لذلك كما جاء في (1 أي 22: 8).
بأن داود سفك دمًا كثيرًا وعمل حروبًا عظيمة، لذلك يليق بناء بيت الرب في أيام
سليمان حيث تكون أيامه سلامًا.

الذي يقيم بيت الرب هو
سليمان، وكان رمزًا للسيد المسيح ابن داود حسب الجسد الذي أقام كنيسة العهد الجديد
بيتًا روحيًا يسكنه الثالوث القدوس.

يقول




القديس أغسطينوس
:

[من يظن أن هذا الوعد العظيم
(2 صم 7: 12-16) قد تحقق في سليمان يخطئ خطأ عظيمًا، إذ
يسمع القول “هو يبني لي بيتًا” لكنه لا يسمع للقول: “بيته يبقى
أمينًا وتكون مملكته أمامي إلى الأبد”. ليته ينصت ويتأمل بيت سليمان المملوء
نساءً غريبات يتعبَّدن لآلهة غريبة، بل والملك نفسه الذي كان حكيمًا خُدع بواسطتهن
وسقط في


عبادة الأوثان
نفسها. ليته لا يتجاسر أحد فيظن أن الله قد وعد بذلك باطلًا
أو أنه كان غير قادر أن يعرف ما سيكون عليه سليمان هذا وبيته.

إذن، يليق بنا ألا نشك في أن
هذه الأمور قد تحققت في المسيح ربنا الذي جاء من نسل داود حسب الجسد (رو 1: 3)،
لئلا تكون نظرتنا هنا باطلة مثل اليهود الجسدانيين الذين يدركون أن الابن المذكور
هنا والموعود به لداود ليس سليمان ومع ذلك فبعماهم العجيب عن الموعود به (المسيح)
والمعلن عنه يقولون إنهم ينتظرون آخر.

حقًا لقد ظهرت في سليمان
صورة لما حدث فيما بعد، إذ بنى الهيكل وكان له سلام كاسمه (لأن سليمان يعني سالم)،
وكان في بداية حكمه مستحقًا للمديح بطريقة عجيبة، بينما أظهر المسيح ربنا -بكونه
ظلًا له- لكنه لم يماثله في شخصه
(43)].

جاء في الوعد الذي قدمه الله
لداود أن ابنه يقوم ببناء البيت الآتي:



St-Takla.org Image:
Prophet Nathan tells King David of the vision that he saw(2 Samuel 7:4-17)

صورة في موقع الأنبا تكلا:
ناثان النبي يخبر داود بالرؤيا التي نظرها (صموئيل الثاني 7: 4-17)

أ. “أثبت كرسي
مملكته إلى الأبد” [13]
. لقد ملك سليمان أربعين سنة، أما
نسله فملكوا حتى نهاية المملكة
.(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلا
في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).

السيد المسيح هو الذي ليس لملكه نهاية (مز 89:
27، 36، 37). لقد سقطت مظلة داود (عا
9: 11)، أما مملكة المسيح فلن تسقط أبدًا.

جاء في عنوان المزمور
72 أن سليمان يملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقصى الأردن،
سليمان هذا رمز للسيد المسيح الذي ملك من النهر أي خلال الأردن، مياه المعمودية،
حيث يقيم مملكته في قلوب المعمدين كأعضاء جسده الخاضعة للرأس.

ب. “أقيم بعدك نسلك
[12] يرى




القديس أغسطينوس
أن سليمان ملك
أثناء حياة داود، قبل موته، لهذا فالوعد في جوهره ينطبق على غيره، على المسيح الذي
بنى الهيكل الروحي (1 كو 3: 17).

يقول أيضًا الأب
لاكتانتينوس
: [تسلم سليمان المملكة من أبيه نفسه بينما تحدث الأنبياء عمَّن
(يبني البيت) أنه يولد بعد أن يرقد داود مع آبائه. هذا ولم يكن حكم سليمان أبديًا،
إذ ملك لمدة أربعين سنة. ثانيًا لم يُدع سليمان قط ابن الله بل ابن داود، والبيت
الذي بناه لم يثبت على الدوام مثل الكنيسة التي هي الهيكل الحقيقي لله، هذه التي
لم تُبن من حوائط بل من القلوب (1 بط 2: 5) بإيمان الذين آمنوا
به وقد دُعوا مؤمنين. أما


هيكل سليمان
فبُني باليد وهُدم باليد. أخيرًا تنبأ في
المزمور 126 عن عمل ابنه (حسب الجسد): “إن لم يبن الرب
البيت فباطلًا تعب البناؤون، وإن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا سهر الحراس”
(44)].

ج. هيكل الله ليس

هيكل سليمان
الذي هدمه نبوخذنصَّر بل جسد المسيح (يو 2:
19-21) الذي حل بيننا وصعد إلى السماء ليقيمنا فيه
أبديًا، به صرنا


شركاء الطبيعة الإلهية
(رؤ 21: 3).

د. “أنا أكون له أبًا
وهو يكون لي ابنًا
[14]. صار سليمان كابن لكنه
تعوَّج واحتاج إلى تأديب، إما السيد المسيح فهو الابن الأزلي الذي وهبنا فيه
البنوة، خلاله لا تنزع عنا الرحمة الإلهية، لكننا إن أخطأنا يؤدبنا بقضيب الناس
وبضربات بني آدم [14].

يقول



القديس أغسطينوس
:
[بالنسبة للمسيح نفسه الذي هو رأس الكنيسة لا يمكن أن يوجد فيه أية خطية تحتاج إلى
تأديب إلهي بتصحيحات بشرية [14]… إنما توجد في جسده وفي أعضائه
الذين هم شعبه. لذلك ما قيل في سفر صموئيل “إن هو (تعوَّج)” جاء في
المزمور (89): “إثم بنيه”، (“إن ترك بنوه شريعتي”
(مز 89: 30)
(45)).



St-Takla.org Image:
“But it happened that night that the word of the Lord came to Nathan, saying,
“Go and tell My servant David, ‘Thus says the Lord: “Would you build a house for
Me to dwell in?” (2 Samuel 7: 4-5) (1 Chronicles 17: 3-4) – 2 Samuel, Bible
illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في
موقع الأنبا تكلا
: “وفي تلك الليلة كان كلام الرب إلى ناثان
قائلا: «اذهب وقل لعبدي داود: هكذا قال الرب: أأنت تبني لي بيتا لسكناي؟” (صموئيل
الثاني 7: 4-5) – “وفي تلك الليلة كان كلام الله إلى ناثان قائلا: «اذهب وقل لداود
عبدي: هكذا قال الرب: أنت لا تبني لي بيتا للسكنى” (أخبار أيام الأول 17: 3-4) –
صور سفر صموئيل الثاني، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

نختم حديثنا عن الوعد الإلهي
لداود ببناء بيت الرب بيدي ابنه بالملاحظات التالية:

أ. الله في حديثه يقول:
هل تكلمت بكلمة إلى أحد قضاة إسرائيل الذين أمرتهم أن يرعوا شعبي إسرائيل
قائلًا: لماذا لم تبنوا لي بيتًا من الأرز؟!
[7]. كأن بناء
بيت الرب المفرح له هو رعاية شعبه والاهتمام بهم، يسيرون مع شعبه ويحامون عنه
ويعتنون به كما يعتني الراعي بقطيع غنمه.

ب. لئلا يظن داود أن عدم
بنائه للبيت يقلل من مركزه لدى الله قال ليوناثان: “هكذا تقول لعبدي
داود”
(2 صم 8: 7). كأن الله ينسب نفسه لداود شخصيًا، علامة
الاعتزاز به.

ج. عدم بناء البيت إلى عصر
سليمان لا يعني رفضه شعبه، إذ يهتم هو بهم وعيّن لهم حتى أرضهم: “عينت
مكانًا لشعبي إسرائيل وغرسته، فسكن في مكانه ولا يضطرب بعد …” [10]

هكذا هو بيت الرب الثابت: قدسيّة حياة مؤمنيه.





3.
داود يشكر الله:

جلس داود غالبًا على الأرض
وأحنى رأسه أمام الرب ليشكره من أجل هذا الوعد الذي أنعم به عليه قائلًا:

من أنا يا سيدي؟!
وما هو بيتي؟! حتى أوصلتني إلى هنا؟!
[18]. لقد أدرك
أنه ليس عن استحقاق شخصي ولا عن كرامة لبيت أبيه نال هذا الوعد الإلهي، إنما هو
نعمة إلهية فائقة جاءت به إلى كرسي المُلك ليكون في حضرة الرب ينعم بسكناه وحلوله
معه وسخاء نعمه عليه.

ما أحوجنا أن نجلس في هدوء
داخلي أمام الرب نسمع مواعيده المفرحة ونتحدث معه، مدركين عظمة عطيته المجانية،
فقد أقامنا معه من الفساد وجعلنا له ملوكًا وكهنة، وحسبنا أبناء له ننعم بشركة
أمجاده.

وبماذا يعود داود
يكلمك وأنت قد عرفت عبدك يا سيدي الرب
[20]. شعر
داود بالخجل أن يتحدث مع الله الذي يعرفه تمامًا؛ يعرف ضعفات داود وخطاياه ومذلته
كما يعرف محبته وغيرته وجهاده وصبره… ليس شيء مخفيًا عن الله.

“فمن أجل كلمتك وحسب
قلبك فعلت هذه العظائم كلها لتعرف عبدك” [21]. ما تقدمه من عطايا
فائقة ليس من أجل برّ ذاتي في الإنسان وإنما من أجل وعدك الإلهي، وكلمته الثابتة
إلى الأبد، حسب محبتك
السرمدية تقدم المواعيد العظمى لعبدك.

من أجل وعده لشعبه أَعطى
داود هباتٍ كثيرة، فقد ثبَّت الله لنفسه شعبًا يفتديه بكونه إلهم الذي يتمجد فيهم.
من أجل الكنيسة المقدسة التي تحمل اسم المسيح يمنح أسراره الفائقة لمؤمنيه.

يختم داود صلاته بطلب
البركة: “فالآن ارتض وبارك بيت عبدك ليكون إلى الأبد أمامك، لأنك أنت يا
سيدي الرب قد تكلمت، فليُبارك بيت عبدك ببركتك إلى الأبد
[29].
هذه هي البركة، أن يكون الإنسان أمام الله على الدوام.

_____


الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
:


(41)
On Exod. hom. 13.


(42)
Ibid hom. 9.


(43)
City of God 17:8.


(44)
Lactantius: The Divine Institutes 4:13.


(45)
City of God: 17:9.


← تفاسير أصحاحات
صموئيل الثاني:


مقدمة |
1 |

2
|

3
|

4
|

5
|

6
|

7
|

8
|

9
|

10
|

11
|

12
|

13
|

14
|

15
|

16
|

17
|

18
|

19
|

20
|

21
|

22
|

23
|

24

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا


هل تبحث عن  كلمات ترنيمة من أجل صراخ عبيدك *

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي