لوط

 

ومعنى الاسم : “غطاء” أو “ستر” ( وفي المعجم العربي : “لاط الشيء” أخفاه ) . ولوط شخصية بارزة في الكتاب المقدس لصلته بإبراهيم خليل الله ورفقته له . فلوط هو ابن “هارون” أخى إبراهيم الأصغر ( تك 11 : 27 و 31 و 12 : 5). وقد وُلد لوط في أور الكلدانيين ، التي كانت تقع على بعد نحو 160 ميلاً إلى الشمال من الخليج العربي . وقد هاجر مع جده تارح وعمه إبراهيم وزوجته سارة إلى حاران ، ومنها إلى كنعان . ويمكن تلخيص قصة حياته في النقاط الخمس الآتية
:

( 1 )-
عندما مات أبوه في “أور الكلدانيين” . أصبح في رعاية جده تارح ، فهاجر معه ومع عمه أبرام إلى حاران ، إلى أن مات تارح ، فانتقل مع عمه أبرام إلى كنعان حيث توقفوا في بضعة مواقع ، أقاموا فيها مذابح وقدموا ذبائح للرب : في شكيم ، وفي بيت إيل قبل أن يستقروا في بئر سبع ( تك 11 : 27-32 ، 12 : 4-10 ، 13 : 1
).

وواضح من تك 13 : 1 أن لوطاً رافق أبرام وسارة في النزول إلى مصر هرباً من المجاعة في كنعان . وبعد العودة من مصر . استقر أبرام وجماعته بالقرب من بيت إيل ( تك 13 : 3
).

( 2 )-
تكاثرت مواشي أبرام ومواشي لوط ، “فحدثت مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط .. فقال أبرام للوط : لا تكن مخاصمة بيني وبينك ، وبني رعاتي ورعاتك” وبخاصة أنهما كانا يواجهان الكنعانيين والفرزيين

الذين كانوا مازالوا ساكنين في الأرض ( تك 13 : 7 ) . فعرض أبرام على لوط أن يختار الأرض التي يريدها ، فاختار لوط دائرة الأردن لأنها كانت أرضاً جيدة الري “كجنة الرب كأرض مصر” . فسكن لوط في “مدن الدائرة” ، ونقل خيامه إلى سدوم . وكان أهل سدوم أشراراً وخطاة لدى الرب جداً” ( تك 13 : 10-13 ) . لقد كانت نظرة إبراهيم – في هذا الاختيار – أسمى روحياً ( تك 13 : 14-18 ) . وهناك دلائل أركيولوجية على أن دائرة الأردن كانت كثيفة السكن منذ الألف الثانية قبل الميلاد
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر العدد 26

( 3 )-
أصبحت هذه المنطقة المحيطة بالبحر الميت هدفاً لغارات أربعة ملوك ( أو شيوخ قبائل ) من الشرق . وفي إحدى هذه الغارات ، هزم كدر لعومر وحلفاؤه ، ملك سدوم وحلفاءه الأربعة ( تك 14 : 1-16 ) في عمق السديم ونهبوا سدوم ، وأسروا لوطاً وأملاكه . وعندما نما خبر ذلك إلى أبرام ، أخذ غلمان بيته المتمرنين على القتال ، وتبع الغزاة إلى حوبة التي عن شمال دمشق ، وأخذهم على غرة ، فكسرهم واسترجع لوطاً وأملاكه
.

( 4 )-
لم يكتف لوط بالسكن في دائرة الأردن ، بل شيئاً فشيئاً زحف إلى سدوم ودخل إليها واستقر فيها . ولشرها العظيم ، قرر الرب أن يهلكها . وتوقف ثلاثة ملائكة – وهم في الطريق إلى سدوم – عند خيمة إبراهيم ، ليخبروه بوجهتهم . وتوسل إبراهيم من أجل المدينة ، ولكن لم يكن فيها عشر أبرار ، وهكذا تقرر مصيرها . وسار اثنان من الملائكة إلى سدوم لتحذير لوط وإنقاذه . وقد قابلهما لوط بالكرم الشرقي المعهود ، واستضافهما في بيته . ولم يكن لوط إلا متغرباً في سدوم ، وعندما حاول حماية ضيوفه من الشهوات الفاجرة لأهل سدوم ، اتهموه بأنه يريد أن يحكم حكما ( تك 19 : 9 ) . فعرض في سبيل حماية ضيفيه ، أن يُخرج لهم بنتيه ، إلى الجموع الهائجة لإشباع غرائزهم الجامحة . ولكن رجال المدينة أصروا على غرضهم وأرادوا أن يكسروا الباب ليأخذوا الرجلين . ولكن الملاكين ضرباهم بالعمي . ثم حذر الملاكان لوطاً من الدينونة الوشيكة بخراب سدوم ، وحثاه على مغادرة المدينة قبل فوات الوقت. ولم يكن للوط أي تأثير على أصهاره عندما حاول حثهم على مغادرة المدينة معه بل كان كمازح في أعينهم ( تك 19 : 14 ) . ولما تباطأ لوط في الخروج من المدينة ، “أمسك الملاكان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه – لشفقة الرب عليه – وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة” ( تك 19 : 15 و 16 ) . وعندما نظرت امرأته إلى الوراء مخالفة بذلك أمر الملاكين ، تحولت إلى “عمود ملح” ( 19 : 26 ، لو 17 : 29
).

هل تبحث عن  م الكتاب المقدس أساسيات مسيحية 04

وواضح أن إنقاذ لوط كان من فضل الله الذي “ذكر إبراهيم وأرسل لوطاً من وسط الانقلاب” ( تك 19 : 29 ، لو 17 : 28 و 29 ، 2بط 2 : 7 و 8
).

( 5 )-
لقد طلب لوط من الملاكين أن يلجأ هو وابنتاه إلى صوغر بالقرب من الطرف الجنوبي الشرقي للبحر الميت ، فلم يصبها ما أصاب مدن الدائرة من الدمار بالنار والكبريت . ولكن يبدو أن لوطاً خشى أن يصيبها ما أصاب مدن الدائرة ، فتركها وأقام في مغارة في الجبل . وإذ يئست الابنتان من أن تجد لهما زوجين لإبقاء نسل لأبيهما . دبرتا حيلة بها تحبلان من أبيهما ، فأسكرتا أباهما في ليلتين متعاقبتين ، واضطجعت كل منهما بدورها مع أبيها دون أن يدري . وواضح أن الابنتين خرجتا مع أبيهما من سدوم ، لكن سدوم وشرورها لم تخرج منهما . وكانت نتيجة هذه الفعلة القبيحة ، أن حبلتا فعلاً من أبيهما ، “فولدت البكر ابناً ودعت اسمه موآب ، وهو أبو الموآبيين .. والصغيرة أيضاً ولدت ابناً ودعت اسمه بن عمي . وهو أبو العمونيين” ( تك 19 : 30-38 ) . وكان الموآبيون والعمونيون من ألد أعداء شعب إسرائيل طوال تاريخهم القديم
.

وبالرغم من كل ضعفات لوط ، فإن الرسول بطرس يكتب عنه ، أن الرب “أنقذ لوطاً البار مغلوبا من سيرة الأردياء في الدعارة . إذ كان البار ، بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم ، يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة . يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين” ( 2بط 2 : 7-9
).

وقد أشار الرب إليه قائلاً : “كما كان في أيام لوط ، كانوا يأكلون ويشربون ، ويشترون ويبيعون ، ويغرسون ويبنون . ولكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم ، أمطر ناراً وكبريتاً من السماء فأهلك الجميع . هكذا يكون في اليوم الذي فيه يظهر ابن الإنسان” ( لو 17 : 28-37
).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر إرميا وليم ماكدونلد د

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي