لون – ألوان

 

عرفت الألوان منذ العصور القديمة ، وإن كان من الصعب التحديد الدقيق للمقصود بالكلمات العبرية في كل حالة ، إذ لم يكونوا يُعنون بالتمييز بين الظلال أو الدرجات المختلفة للون ، لذلك كثيراً ما كان الأمر يحتاج إلى توضيح أو تشبيه أو استعارة لبيان المقصود . فتوصف مثلاً المعزي بالقول : “أرقط أو أبلق” ( تك 30 : 33 ) ، ثم يردف ذلك بالقول : العناز الرقطاء والبلقاء . كل ما فيه بياض” ( تك 30 : 35
).

أما قميص يوسف الملون ، فالأرجح أنه لم يكن سوى رداء بأكمام طويلة ، ويصل إلى الكعبين تمييزا له عن الأردية العادية التي لم تكن تصل إلاَّ إلى الركبتين ، ولم تكن لها أكمام

(
تك 37 : 3 و 23 و 32 ، ارجع أيضاً إلى 2صم 13 : 18 و 19
).

أولاً – الألوان في الكتاب المقدس
:

يّرد في الكتاب المقدس أسماء عدد من الألوان ، أهمها
:

( 1 )-
الأرجوان : ( الرجا الرجوع إلى مادة “أرجوان”. ولا ننسى أن أول من آمن في أوربا كانت ليدية بياعة الأرجوان” ( أع 16 : 14
).

( 2 )-
الأسود : وقد وصفت به الخرفان ( تك 30 : 32-40 ) ، والشعر ( لا 13 : 31 و 37 ، نش 5 : 11 ، مت 5 : 36 ) ، والبشرة ( نش 1 : 5 و 6 ، 5 : 11 ) ، والعين ( تك 49 : 12 ) ، ونوع من الرخام ( أس 1 : 6 ) ، والخيل ( رؤ 6 : 5 )، والجو ( 1مل 18 : 45 ، ارجع أيضاً إلى إش 50 : 3 ، إر 4 : 28 ) ، والشمس المظلمة ( رؤ 6 : 12 ) . ويقول أيوب “أسوددت لكن بلا شمس” ( أي 30 : 28 ، أي من المرض أو من الحزن الشديد ) وتترجم نفس الكلمة العبرية إلى “دهم” في وصف الخيل ( زك 6 : 2 و 6
).

( 3 )-
أسمانجواني : وهو اللون الأزرق ، لون السماء (الرجا الرجوع إلى مادة “أسمانجوني

( 4 )-
قرمزي : الرجا الرجو ع إلى مادة “قرمز

( 5 )-
الرمادي : أو لون الشيبة وصفاً للشعر الأشيب ، ويستخدم للدلالة على التقدم في العمر. فيقول يعقوب : إن

أصابته (بنيامين) أذية …تنزلون شيبتي بحزن إلى الهاوية (تك 42: 38، 44: 29و 31، تث 32: 25، 1 صم 12: 2، 1 مل 2: 6و 9، أي 15: 10، مز 71: 18، أم 20: 29، إش 46: 4، هو 7: 9
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة تسبحة ة

(6)
الأخضر: وهو لون النبات، ويستخدم للدلالة على النضارة، فتوصف به النباتات (تك 1: 30)، والأشجار (1 مل 14: 23)، والسعف (أي 15: 32)، والمراعي (مز 37: 2، مرقس 6: 39، رؤ 8: 7)، وأشجار الزيتون (مز 52: 28، إر 11: 16)، والأوراق (إر 17: 8)، وسرير عروس النشيد (نش 1: 16) ، والصدِّيق (مز 92: 14). كما كان الوثنيون يتعبدون تحت كل شجرة خضراء (تث 12: 2، 1 مل 14: 23، 2 مل 16: 4، إش 57: 5، إر 2: 20،حز 6: 13)، وإن كانت الإشارة- كما يبدو- إلى كثافة الأوراق أكثر مما إلى لونها
.

ونقرأ في سفر اللاويين أنه إذا كانت الضربة ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة في الثوب أو في الجلد، في السدي أو اللحمة، أو في متاع ما من جلد، فإنها ضربة برص، فتعرض علي الكاهن (لا 13: 49
).

(7)
الأحمر: وتوصف به البشرة (تك 25: 25)، وطبيخ العدس (تك 25: 3)، والعين المحمرة من الخمر (أم 23: 29)، والوجه من البكاء (أي 16: 16)، والبقرة الحمراء (عد 19: 2). والمياه الممتزجة بالدم (2 مل 3: 22)، والخمر (أم 23: 31)، والثياب الملطخة بالدماء (إش 63: 2)، والترس الذي غطته دماء الأعداء (نا 2: 3)، والخيل (زك 1: 8، 6: 2، رؤ 6: 4
).

وتوصف به مجازياً الخطية (إش 1: 18).وقد تكون ضربة البرص ضاربة إلى الحمرة (لا 13: 19و 24و 42و 43و 49، ارجع أيضاً إلى 14: 37)، ويوصف به التنين العظيم (رؤ 12: 3)، والجو (مت 16: 2و 3
).

ويذكر البحر الحمر في العهد القديم باسم “بحرسوف ” أي بحر القصب أي الغاب (خر 10: 19، 15: 4)، ولكنه يذكر في العهد الجديد باسم البحر الأحمر” (أع 7: 36، عب 11: 29
).

وكان من أغطية خيمة الشهادة “جلود كباش محمرة” (خر 25: 14، 36: 19). فذكر “المعزة” مرتين (إر 22: 14، حز 23: 14) وهي أكسيد الحديديك الضارب إلى الحمرة
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أدمي ي

(8)
الأبيض: وهو لون الجلد والشعر المصاب بالبرص (خر 4: 6، لا 13: 4و 10و 17) والشعر الأشيب (تث 5: 36، رؤ 1: 14)، والمن (خر 16: 13)،والثلج (2 مل 5: 27، مراثي 4: 7)، واللبن والأسنان (تك 49: 12)، وبعض الخيل (رؤ 6: 2، 19: 11)، والأتن الصحر (قض 5: 10)، والصوف (حز 27: 18)، وبعض الأحجار (رؤ 2: 17)، والنور (مت 27: 2)، والسحاب (رؤ 14: 14). والحقول التي نضجت للحصاد (4: 35). كما وصفت به أنسجة أو ستائر قصر أحشويرش الملك (أس 1: 6). وكان ثوب مردخاي الملكية “أسمانجوني وأبيض (أس 8: 15- أنظر أيضاً جا 9: 8، دانيال 7: 9، مرقس 16: 5، رؤ 3: 5و 18، 4: 1). وثياب الملائكة (يو 20: 12، أع 1: 10)، وعرش الدينونة العظيم الأبيض (رؤ 20: 11
).

ويستخدم اللون الأبيض مجازياً للدلالة على التطهير من الخطية (مز 51: 7، إش 1: 18، دانيال 12: 10، رؤ 7: 14
).

(9)
الأشقر: وهو ما أشرب بياضه حمرة. والشقرة حمرة صافية وبخاصة في الخيل مع ميل البشرة إلى البياض. ولا يذكر هذا اللون في العهد الجديد. وقد يوصف به شعر الأبرص (لا 13: 30و 32و 36). وقيل عن داود إنه كان أشقر مع حلاوة العينين (1 صم 16: 12)، كما كان بين الخيل التي رآها زكريا النبي “خيل شقر” (زك 1: 8، 6: 3و 7
).

(10)
رأى زكريا النبي أربع مركبات خارجات من بين جبلين من نحاس: في المركبة الأولي خيل حمر، وفي المركبة الثانية خيل “دهم”. والدهم هو السواد. (زك 6: 2و 6). وفي المركبة الثالثة “خيل شهب” والأشهب هو ما خالط بياضه سواد. وفي المركبة الرابعة، “خيل منمرة شقر”، والمنمرة ما كانت عليه شبه النمر وهو أن يكون به بقعة بيضاء وبقعة أخرى على أي لون كان
.

(
ب) الاستخدام الرمزي للألوان في الكتاب المقدس
:

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ص صَرير الأسنان ن

ليس من العسير أن نعلم ما كانت ترمز إليه الألوان المختلفة في العصور القديمة. ويقول فيلو (وهو كاتب يهودي إسكندري، عاش في عصر المسيح) إن اللون البيض يمثل الأرض، والأرجوان البحر، والأزرق (الاسمانجوني) الهواء، والقرمز النار. وهي العناصر الأربعة كما ذكرها الفيلسوف أرسطو. وظن المعلمون اليهود القدماء أن الخيل التي رآها النبي زكريا ترمز إلى الأمم، فمثلاً ترمز الخيل الحمر إلى “بابل” لأنها سفكت دماً كثيراً. ويفسر سكوفيليس (1909) الأوان التي استخدمت في خيمة الشهادة، بأن الذهب يرمز إلى اللاهوت، والفضة إلى الفداء، والنحاس إلى الدينونة، والأسمانجوني (الأزرق) إلى السماء، والأرجوان إلى الملوكية، والقرمز إلى الذبيحة
.

       
ويذكر الكتاب المقدس ما ترمز إليه بعض الألوان، ولكن ليس معنى هذا أن ما يرمز إليه لون في موضع هو ما يرمز إليه في كل موضع آخر. ويغلب أن الأسود يشير إلي النوح والحزن (إرجع إلى إر 4: 28، 8: 21، 14: 2، 4: 2، إش 50: 3، أي 30: 3)، وإلى الخيانة (أي6: 15, 16)، وربما إلى اليأس أيضاً (ميخا 3: 6، يهوذا 13
).

       
ويشير الأسمانجوني إلى الحكمة (حكمة بن سيراخ 6: 31)، وبخاصة في الملوك، ولذلك فهو يشير إلى الملوكية. ويرى الكثيرون أنه يرمز أحياناً إلى “الألوهية” لأنه لون السماء
.

والقرمز توصف به الخطية (إش 1: 18)، كما أنه لون دم الذبائح وبخاصة ذبيحة المسيح التي كفرت عن خطايانا (ارجع مثلاً إلى جبل القرمز الذي كان العلامة لنجاة راحاب وأهل بيتها- يش 2: 17, 18
).

والأخضر يشير أحياناً إلى مواضع عبادة الأوثان (انظر مثلاً تث 12: 2، 1 مل 14: 23)، كما أنه يشير إلى النضارة والنجاح (انظر أي 5:32، مز 23: 2، 37: 35، إر 11: 16
).

وكان الأرجوان لباس الملوك والأغنياء (لو 16: 19)، فهو إذاً يشير إلى الملوكية والشرف والمكانة الرفيعة
.

والأبيض يرمز إلى الطهارة والقداسة والبر (دا 11: 35، 12: 10، إش 1: 18، رؤ 19: 8
).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي