مكفيلـــة

 

(1 )-
موقعها: ” المكفيلة ” كلمة سامية قد تعنى ” مزدوجة ” للدلالة على أن المغارة كانت تتكون من كهفين، وقد ترجمت فعلاً في الترجمة السبعينية


المغارة المزدوجة ” ( تـك 23: 17 ). وتطلق هذه الكلمة على


الحقل ” ( تـك 23: 19 ، 49: 30 ، 50: 13 )، وعلى المغارة

(
تـك 23: 9 ، 25: 9 ) كما نقرأ عن ” حقل عفرون الذي في المكفيلة

(
تـك 23: 17 ). أمام ممرا التي هي حبرون في أرض كنعان ( تك 23: 19 ). وهو حقل صغير بأشجاره ومغارته المزدوجة ( التى كانت في

طرف الحقل )، وقد اشتراه إبراهيم من عفرون الحثي ليكون قبراً له ولأسرته، وذلك بأربع مئة شاقل فضة. وكان أول من دُفن به ” سـارة ” امرأة إبراهيم

(
تـك 23: 19 )، كما دفن هناك إسحق ورفقة ( تـك 49: 30 و 31 )، كما دفنت ليئة ( تك 49: 31 ). وهناك دفن يعقوب بعد موته في مصر حيث


حمله بنوه إلى أرض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة

(
تـك 50: 13
).

لم يكن بنوحث يودون أن يمتلك غريب في وسطهم، ولكنهم احترموا إبراهيم ، وأقروا بأنه ” رئيس من الله بيننا ” ( تـك 23: 6 ). ولكن لعلهم أرادوا أن يرجع إبراهيم عن رأيه، فغالوا في ثمن الحقل ، ولكن إبراهيم لم يعترض على هذا الثمن المرتفع، بل دفعه فوراً، يشجعه على ذلك وعد الله له بأن الأرض كلها ستكون له ولنسلــه ( 12: 7 ، 13: 15 .. إلخ ). وإجراءات الشراء كما هي مذكورة في تك 23، تتفق تماماً مع العوائد والقوانين التي كانت متبعة في ذلك الوقت في الشرق الأوسط ( كما جاء في قوانين حمورابي ) بل ما زالت سارية في المجتمعات الشرقية
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر أيوب 01

ويجد البعض مشكلة فيما جاء في سفرأعمال الرسل ( 7: 16 ) حيث

نقرأ: ” فنزل يعقوب إلى مصر ، ومات هو وآباؤنا ، ونقلوا

إلى شكيم ووُضعوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم بثمن فضة من بني حمور أبي شكيم ” . وواضح أن التركيز هنا على ” يوسف ” الذي أصعد بنو إسرائيل – عند خروجهم من مصر – عظامه معهم ” ودفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها يعقوب من بني حمور أبي شكيم ” ( يش 24: 32 ). وجاء اسم إبراهيم في موضع اسم يعقوب حفيده، على أساس أن إبراهيم هو أول من اشترى قبراً له ولأسرته في أرض غربتـه
.

(2 )-
تاريخهـــا : ويذكر يوسيفوس آثار إبراهيم: وأثله ” التي ما زالت باقية إلى هذا الوقت ( زمن يوسيفوس ) في المدينة الصغيرة حبرون “. كما يقول إن إسحق دفنه ابناه بجوارزوجته في نفس المغارة. وظلت الأخبار تتواتر منذ ذلك الوقت حتى الآن ، شاهدة على أن قبر إبراهيم هو المكان الذي يسمى ” الحـرم” في حبرون
.

(3 )-
الحرم في حبرون : ويعلوه الآن مسجد إسلامي. وقد نقلت شواهد القبور في 1967 من الحجرات الداخلية إلى الفناء الخارجي. والحرم نفسه يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي بطول 197 قدماً ، ويعرض 110 أقدام، ويبلغ ارتفاع الأسوار نحو 40 قدماً فوق سطح الأرض ، ويتراوح سمك الحوائط الحجرية ما بين ثماني وتسع أقدام .وترجع حوائط الحرم الحجرية إلى عصر هيرودس الكبير، وهي من الرخام الجيد. ويذكر ” المقدسى ” المؤرخ العربي ( نحو 985م ) أن الحصن المنيع الذي يحيط بقبور الآباء، والمبني من حجارة ضخمة مربعة الشكل، هو من أعمال ” الجن “. ومن المؤكد أن المباني الموجودة حالياً ، هي في – غالبيتها – التي رآها الصليبيون عند احتلالهم للبلاد
.

هل تبحث عن  م التاريخ كنيسة أنطاكية تاريخ كنيسة أنطاكية 15

       
والحرم في حبرون ، الذي يعتقد المسيحيون واليهود والمسلمون ، أنه قد بُني فوق مغارة المكفيلة، يعتبر – عند كل هؤلاء- من أقدس الأماكن في العالم، فلم يُسمح إلا للقلائل من كبار الشخصيات في التاريخ برؤية المغارة
.

       
وفي الطرف الجنوبي من المنطقة المسورة ، توجد كنيسة الأرجح أنها من عهد الصليبيين- بها صحن وممشيان، أما داخل الكنيسة، أما شاهدا قبري إبراهيم وسارة فيوجدان في مصليين ثماني الأضلاع، في الرواق المزدوج أمام أبواب الكنيسة. أما شاهدا قبري يعقوب وليئة فيوجدان في حجرتين بقرب الطرف الشمالي للحرم
.

(4 )-
المغارة : وهي مكان تكتنفه الأسرار، فليس بين الأحياء من دخل إليها، ولكن في عهد الصليبين، كان يُسمح للحجاج وغيرهم بزيارة المكان. وكتب عن ذلك في 1163م. المعلم اليهودي بنيامين من ” بلد الوليد ” في الأندلس، وذكر أنه ” إذا أتى يهودي وأعطي حارس المغارة نقوداً إضافية، يفتح أمامه باباً حديدياً- يرجع الى عصور آبائنا الذين يرقدون في سلام- ويمسك الزائر بشمعة مشتعلة في يده، وينزل إلى المغارة الأولى الفارغة، ومنها إلى مغارة ثانية فارغة أيضاً ، وأخيراً يصل إلى مغارة ثالثة تحتوي على ستة قبور ، هي قبور إبراهيم وإسحق، وسارة ورفقة وليئة، كل قبر في مقابل القبر الآخر.. وتتقد شمعة في المغارة وعلى القبر بصفة مستمرة ليلاً ونهاراً “. وهو وصف شبيه بما يجري حالياً في كثير من المزارات الأثرية في فلسطين
.

       
ولكن الآن قد أغلقت جميع المداخل إلى المغارة، ولا يوجد سوى ثقب في أسفل الحائط الخارجي، لعله يتصل بالمغارة الغربية، وفي هذا الثقب يلقي يهود حبرون بقصاصات من الورق عليها أدعية ونذور للآباء المدفونين داخــل المغارة
.

هل تبحث عن  م الكنيسة مكانة الإنسان فى الكنيسة ة

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي