منف

 

(1) –
تاريخها : كانت عاصمة مصر في أوائل عصورها، ويقول هيرودوت إن الملك مينا- مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى- هو الذي بناها على أرض استخلصها من النيل بعد تحويل مجراه، وذلك منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، بعد توحيده لمصر السفلى ومصر العليا، لتكون في موقع متوسط بينهما. وسميت في البداية “إنب حط”، أي الحائط المبيض، ثم أطلق عليها اسم “من – يفر” على اسم هرم الملك بيبي الأول من الأسرة السادسة، ثم تحول الاسم إلى “منف”. ويقول “مانيثون” – المؤرخ المصري- إن الأسرات من الثالثة إلى الخامسة، والسابعة والثامنة كانت عاصمتهم منف، فقد قام الملك زوسر (الأسرة الثالثة) بتجميل المدينة، وقام “أمحوتب” – مهندسه الشهير- ببناء الهرم المدرج في سقارة، حيث كانت توجد جبانة منف، ويعد هذا الهرم أقدم بناء حجري في مصر. وكان معبود منف هو “بتاح”، ولذلك دعيت “حي –كا- بتاج” أي “مسكن روح بتاح”، وهو الاسم الذي تحور إلى “ايجبت” في اليونانية، الذي أطلق على مصر كلها (ومنها جاءت كلمة قبط
).

وقد احتفظت منف بأهميتها حتى بعد منافسة طيبة لها (فى أيام الدولة الحديثة من 1580 –1100 ق.م.)، ولم تفقد أهميتها إلا بعد أن قام الاسكندر الأكبر ببناء الاسكندرية، في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد وجعل منها عاصمة مصر، ومع ذلك فإن بعض البطالمة احتفلوا بتتويجهم في منف وليس فى الاسكندرية. وظل الحال هكذا إلى الفتح العربي
.

وفى 670 ق.م. غزا الأشوريون منف، وظلت لها أهميتها في العصر الفارسي، وقد زارها هيرودوت – المؤرخ اليوناني الشهير. وبعد الفتح العربي، نقلت أحجار آثارها المنهدمة، لبناء الفسطاط لتكون عاصمة جديدة لمصر
.

هل تبحث عن  مريم العذراء أقوال الآباء عن مريم العذراء بروكلس س

(2) –
الحفائر الأثرية فيها : بدأت الحفائر الأثرية فيها بمعرفة “فلندرز بيتري” في 1909-1913 ، حول القلعة ومعبد بتاح، وفي 1915- 1919، 1921 – 1922 قام (فيشر
) (C.S. Disher)
بالكشف عن قصر مرنبتاح، كما كشفت هذه البعثات عن معبد لرمسيس الثاني، (1301- 1234 ق.م) ومنه أخذ تمثال رمسيس القائم حالياً في ميدان محطة مصر، ومازال يوجد به تمثال آخر أضخم، وبعض القبور التي ترجع إلى نحو 800 ق.م. وبقايا بيت لتحنيط العجول (أبيس)، ونقوش بأسماء نخو وأبريس (حفرع – في الكتاب المقدس) وشيشونق (شيشق-في الكتاب المقدس) كما يوجد بها تمثال لأبي الهول
.

وتوجد إلى الغرب من موقع المدينة القديمة، جبانة سقارة بمقابرها الملكية، لملوك الأسرتين الأولى والثانية. كما بنى بها زوسر هرمه المدرج كما سبق القول. ثم بنى فراعنة الأسرة الرابعة أهرام الجيزة الغنية عن التعريف. وبنى ملوك الأسرة الخامسة معابدهم وأهراماتهم في أبو صير بين سقارة والجيزة. ولأهرامات الأسرتين الخامسة والسادسة أهميتها، حيث نقشت على جدران حجراتها الداخلية مناظر وكتابات مشهورة باسم “نصوص الأهرامات”. كما يوجد في سقارة “السرابيوم” (مدافن عجول “أبيس” من بداية الأسرة الثامنة عشرة إلى نهاية عصر البطالمة
.

(3) –
الإشارات الكتابية إليها: تذكر منف أو “نوف” في الكتاب المقدس ثماني مرات (إش 19: 13، إرميا 2: 16، 44: 1، 46: 14و 19، حز 30: 13 و16، “موف” هو 9: 6). فيتنبأ هوشع عن أن بعض اليهود سينزلون إلى مصر، وهناك ستدفنهم “موف”. ويصف إرميا النبي إتمام ذلك، فقد أخذه معهم اليهود الذين نزلوا إلى مصر بعد مقتل جدليا الذي ولاّه نبوخذ نصر على البلاد، وذلك رغم تحذير إرميا لهم من النزول إلى مصر (إرميا 41: 16 –18، 42: 19- 22، 43: 1-7، 44: 1)، فقد رأى كل من النبيين إشعياء وإرميا العواقب الوخيمة لالتجاء يهوذا إلى مصر (إش 19: 13) (إرميا 2: 16). كما أنبأ إرميا بالمصير الرهيب الذي كان ينتظر “نوف” (إرميا 46: 14 و19)، وكذلك تنبأ حزقيال بأن الرب سيسكب غضبه علي مصر “ويبيد الأصنام ويبطل الأوثان من نوف” (حز 30: 13- 16)، وهو ما حدث تماماً ، وبخاصة في العصور الوسطى حين أخذت حتى حجارتها، فلا يرى الزائر لها اليوم إلى تمثالاً ضخماً نائماً على ظهره لرمسيس الثاني، وتمثالاً لأبي الهول، وبعض قواعد الأعمدة والأحجار المتناثرة
.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا كتب نقد الرّاعي لهرماس س

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي