منوح

اسم عبري معناه “راحة” وهو أبو شمشون. وكان منوح من صرعة من سبط دان. وكان ملاك الرب قد ظهر لامرأته التي كانت عاقراً وبشرها بأنها ستّحبل وتلد أبناً، وحذرها من شرب الخمر والمسكر، ومن أكل أي شئ نجس، لأن الصبي الذي ستلده، سيكون نذيراً لله من البطن، وأنه يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين. فلما أخبرت المرأة رجلها، صلى منوح إلى الرب ليرسل له الملاك ليعلّمه ماذا يعملون للصبي الذي يولد، فسمع الله لصوت منوح فجاء الملاك مرة أخرى للمرأة وهي جالسة في الحقل ومنوح رجلها ليس معها، فأسرعت واستدعت رجلها. ولم يكن منوح يشك في وعد الرب، بل سأل الملاك قائلاً: عند مجئ كلامك، ماذا يكون حكم الصبي ومعاملته؟” فذكر له الملاك ما سبق أن قاله للمرأة، فقال منوح لملاك الرب : دعنا نعوقك ونعمل لك جدي مفري، فأخبره الملاك أن يُصعد محرقة للرب. ولما سأله منوح عن اسمه، قال له :”لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟ فأخذ منوح جدي المعزي والتقدمة وأصعدهما على الصخرة للرب… فكان عند صعود اللهيب عن المذبح نحو السماء، أن ملاك الرب صعد في لهيب المذبح ومنوح وامرأته ينظران، فسقطا على وجيههما إلى الأرض” (قض 13: 2-20). وكان من العجيب أن منوح “لم يعلم (من البداية) أنه ملاك الرب” (قض 13: 16) رغم أن امرأته قالت له : جاء إلىّ رجل الله، ومنظره كمنظر ملاك الله مرهب جدّاً” (قض 13: 6)، ولكنه أيقن أنه ملاك الرب عند صعوده نحو السماء في لهيب المذبح (قض 13: 21
).

ولا يظهر منوح بعد ذلك في حياة شمشون إلا عندما نزل منوح وامرأته – بناء على طلب شمشون – ليأخذا له زوجة من بنات الفلسطينيين من تمنة، رغم احتجاجهما عليه بالقول : “أليس في بنات أخوتك وفي كل شعبي امرأة، حتى أنك ذاهب لتأخذ امرأة من الفلسطينيين الغلف؟” (قض 14: 1-3). كما نزل معه لحضور حفل زواجه (قض 14: 10
).

ولما مات شمشون ، “نزل أخوته وكل بيت أبيه وحملوه وصعدوا به ودفنوه بني صرعة واشتأول في قبر منوح أبيه” (قض 16: 31
).