موسى

Moise

مقدمة

1.
عبد الله وحبيبه
:

2.
المحرر ووسيط العهد
:

3.
النبي والمشرّع والشفيع
:

4.
موسى ومجد الله
:

 

 

مقدمة

يُعَدُ موسى في نظر إسرائيل النبي المنقطع النظير ( تثنية 34: 10- 12) الذي عن يده حّرر الله شعبه، وعقد عهده معه (خروج 24: 8)، وأعلن له شريعته (خروج 34: 10، راجع 34: 27). وموسى هو الوحيد بالاشتراك مع يسوع الذي يطلق عليهما العهد الجديد لقب الوسيط “. ولكن بينما أعطى الله الشريعة بواسطة عبده الأمين موسى (عبرانيين 3: 5، غلاطية 3: 19) لشعبه إسرائيل وحده، فهو يخلص جميع البشر بوساطة ابنه (عبرانيين 3: 6) يسوع المسيح (1 تيموتاوس 2: 4- 6). الشريعة أتتنا عن يد موسى، وأما النعمة والحق فقد بلغا إلينا عن يد يسوع المسيح (يوحنا 1: 17). وهذه المقارنة بين موسى ويسوع تبرز الفارق بين العهدين
.

1.
عبد الله وحبيبه
:

يمكننا أن نرى في دعوة موسى تتويجاً لإعداد طويل أتمته العناية الإلهية. فموسى ينحدر من شعب مضطهد (خروج 1: 8- 22). وهو مدين لابنة فرعون الطاغية، ليس بانتشاله من الماء وإنقاذه من الموت فحسب (2: 1- 10)، بل بالتربية إلى حصل عليها والي أعدته لمركز القيادة (أعمال 7: 21- 22). ومع ذلك فلا الحكمة ولا القدرة ولا السمعة التي كان يتمتع بها (راجع خروج 11: 3)، كانت تكفي لتجعله يحرر شعبه. فنراه بالعكس يتعرّض لمقاومة خاصته، (خروج 2: 11- 15، أعمال 7: 26- 28)، ويضطرّ للهرب إلى البرّية، وهنالك يقبل دعوة الله : سيظهر له الله، ويعلن له في نفس الوقت اسمه وقصده ” للخلاص، ويعلمه برسالته، ويمنحهما القوة اللازمة لإتمامها (خروج 3: 1- 15)، وانه سيكون معه (3: 12). وعبثاً حاول المدعو موسى أن يتنصل “من أنا؟” (3: 11). ولكن هذا التواضع الذي جعله في البداية يتردد إزاء مهمة خطيرة كهذه (4: 10- 13)، هو الذي سيمكنه في النهاية من أن يتممها بوداعة لا مثل لها، رغم مقاومة شعبه له (عدد 12: 3 و 13). ومع أن إيمانه تخاذل مرة (20: 10)، قد أعلن الله له أنه الأكثر أمانة من ببن جميع عبيده (12: 7- 8)، وعامله كصديق (خروج 33: 11). ونال موسى نعمة فريدة ألا وهي إعلان اسم الله إن لم يكن إعلان مجده (33: 7 1- 23). وبحديثه معه من وسط الغمام، يعتمده الله قائداً لشعبه (19: 9، 33: 8 – 10
) .

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس الكنيسة القبطية عهد جديد إنجيل متى 00

2.
المحرر ووسيط العهد
:

أول عمل قيادي يقوم به موسى هو تحرير شعبه. كان عليه أن يضع حداً للاضطهاد الذي يمنع إسرائيل من عبادة إلههم الذي يرفض فرعون الاعتراف به (خروج 4: 22- 23، 5: 1- 18). ومن أجل تحقيق ذلك، كان على الله أن يظهر “يده المقتدرة “، وذلك بضرب المصريين ضربات قوية. واختار موسى كأداة لجلب تلك النكبات التي أعلنت دينونة الله. وعند الضربة الأخيرة، يحتفل بنو إسرائيل بالفصح، بأمرٍ من موسى نفسه وهو ممتلئ حكمة من الله (حكمة 10: 16- 20). وعن يده أيضاً، ينجو شعب الله (مزمور 77: 21) من ملاحقة المصريين لهم. ويعبر إسرائيل البحر فما يغرق فيه كلّ مطارديهم (خروج 14). وهكذا تمّ الهدف الأوّل من الخروج، فعلى جبل سيناء، يقدّم موسى الذبيحة التي تكرّس إسرائيل شعبأ لله (19: 4- 6)، خاتماً عهده معهم (24 : 3- 8 ، راجع أيضاً عبرانيين 9: 18- 20
).

وينضمّ إلى شعب العهد كل من اعتمدوا عن يد موسى فساروا تحت الغمام (1 كورنتس10: 2)، أي أولئك الذين صاروا من أتباعه، وجازوا البحر”، ونالوا الخلاص “. وهكذا نرى أن موسى “رئيسهم ومحرّرهم ” (أعمال 7: 35) فهو مثال سابق للمسيح، الوسيط لعهد جديد أفضل وأكمل (عبرانيين 8: 6، 9: 14- 15)، وهو الفادي الذي يحرّر من الخطيئة كلّ الذين يعتمدون باسمه (أعمال 2 : 38، 5: 31
)

3.
النبي والمشرّع والشفيع
:

يكلم موسى هذا الشعب بصفته قائداً له باسم الله، (خروج 19: 6 – 8 ، 20: 19، تثنية 5: ا- 5). وككلّ نبيّ حقيقي، هو فم الله (تثنية 18: 13- 20): يعلن الشريعة الإلهية لإسرائيل، ويعلّمهم كيف يمتثلون بها في سلوكهم (خروج 18: 19- 20، 20: 1- 17)، ويحثّهم على الولاء للإله الواحد والسامي الذي يرافقهم على الدوام (تثنية 6) والذي لمحبته لهم، اختارهم وخلّصهم دون مقابل (تثنية 7: 7 – 9
).

هل تبحث عن  ئلة مسيحية أسئلة حول التجسد د

يقوم دوره النبوي في المحافظة على العهد، وتهذيب هذا الشعب المتمرّد (هوشع 12: 14). وقي سبيل إتمام رسالته هذه، صار أوّل من تعرّض للاضطهاد بين عبيد الله (راجع أعمال7: 52- 53). وفي بعض الأحيان، نراه يرفع شكواه إلى الله: ألعلّي أنا حملت هؤلاء الشعب كلهم. أم لعلي أنا ولدتهم حتى تقول لي:احملهم في حجرك، كما تحمل الحاضن ا لرضيع… فإنه حمل ثقيل علي؟(عدد 11: 12- 14). ونراه مرة تحت وطأة خيانة شعبه (عدد 20 : 10 – 12، مزمور 106: 33) يتزعزع في إيمانه ووداعته ، مع ما كانا عليه من عمق وصلابة (سيراخ 45: 4، عبرانيين 11: 24- 29)، فيحلّ عليه سخط الرب (تثنية 3: 26، 4: 21
).

وبصفته نبياً، يتشفّع موسى من أجل شعبه، ويتضامن معه. وهو يستحق كل إعجاب بممارسة دوره كشفيع. فهو الذي بصلواته يحقق لبني إسرائيل النصر على أعدائهم (خروج 17: 9- 13)، وينال لهم غفران خطاياهم (32: 11- 14، عدد 14: 13- 20، 21: 7 – 9). وهكذا يخلّصهم من الموت، إذ يقف تلقاء وجه الرب ليردّ غضبه الإلهي (مزمور 23:106) “أتوسّل إليك أن تغفر خطيئتهم وإلا فامحني من كتابك ” (خروج 32: 31 – 32
).

بهذه المحبة الملتهبة، يرسم موسى مسبقاً ملامح العبد المتألم الذي سيشفع عن الخطأة، يحمل آثامهم عنهم (إشعيا 53: 12). وهكذا يصير صورة للنبيّ المماثل له ، الذي يتنبأ عن مجيئه (تثنية 18: 15- 18). وسوف يستشهد اسطفانوس بهذه النبوّة (أعمال 7: 37) ، ويعلن بطرس عن إتمامها في يسوع المسيح (أعمال 3: 22- 23). ولهذا “النبي ” المنتظر (يوحنا ا: 21، 6: 14)، يشهد موسى في الأسفار الإلهية (يوحنا 5: 46، لوقا 24: 27)، لذلك نجده بجواره عند التجلي (لوقا 9: 30- ا 3). أما المسيح، فبصفته موسى الجديد، يتعدّى الشريعة بالبلوغ بها إلى الكمال (متى 5: 17)، لأنه هو غايتها (رومة 10: 4). فبعد أن أتمّ يسوع ما هو مكتوب عنه في شريعة موسى، أقامه الآب من الأموات، ليمنح الروح القدس للبشر (لوقا 24: 44 – 49
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ل لباس س

4.
موسى ومجد الله
:

في المسيح يتجلّى حالياً المجد (يوحنا ا: 14) الذي كان انعكاسه ينير وجه موسى، بعد لقاءاته مع الله (خروج 34: 29- 35). ولم يكن شعب العهد القديم قادراً على احتمال بهاء هذا النور رغم مداه (2 كورنتس 3: 7). ولذلك كان موسى يضع برقعاً على وجهه. وقد أعلن بولس أن هذا البرقع يرمز إلى عمى اليهود الذين، عند قراءتهم الكتابات، 1 يكونوا يفهمونها، ولا يرجعون إلى المسيح الذي تنبأت عنه هذه الأقوال (2 كورنتس 3: 13- 15). فالذين يؤمنون إيماناً حقيقياً بموسى يؤمنون أيضاً بالمسيح (يوحنا 5: 45- 47)، وينعكس على وجوههم مجد الربّ، كما كان الحال لموسى، فيحوّلهم إلى صورته (2 كورنتس 3: 18
).

وفي السماء، سوف يرنّم المفديّون “نشيد عبد الله موسى ونشيد الحمل ” (رؤيا 15: 3، راجع خروج 15)، فهو النشيد الفصحي الوحيد للمخلّص الوحيد الذي كان موسى رمزاً له وصورة
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي