نصر

Victoire

مقدمة

العهد القديم

1.
انتصارات شعب الله
:

2.
هزائم شعب الله
:

3.
نحو نصرآخر
:

أ) النصر في آخر الأزمنة
:

ب) نصر الأبرار
:

العهد الجديد

1.
نصر المسيح
:

2.
نصر الشعب الجديد
:

 

 

مقدمة

إن النصر يفترض الكفاح والتعرّض للهزيمة. ولا يخفى كيف يفتتح الكتاب المقدس في الواقع درامة البشرية، بهزيمتها عن يد إبليس بالخطيئة وبالموت
.

غيرأنه ابتداء من هذه الهزيمة، ترتسم خطوط الوعد بنصر في المستقبل على الشر (تكوين 3: 15). وإن تاريخ الخلاص هو تاريخ المسيرة المتجهة نحو ذلك النصر النهائي
.

العهد القديم

يجرب شعب الله النصر والهزيمة، فهو أول ما جربهما، في تاريخه الزمني. إلا أن هزيمته لم تكن كلها للضرر، فقد نجم عنها أنه أخذ يوجّه إيمانه نحو توقغ نصرآخر، يتحقق على مستوى آخر
.

1.
انتصارات شعب الله
:

يقيس الإسرائيليون في البداية قوة إلههم على مستوى غاية قي النقص، هو مقياس نجاحهم العسكري. ولذا فإن نصر الله على الشر يختلط في نظرهم بالإنتصارات التي يفوزون بها. فعندما يكونون في حرب، ألا يؤلّفون ” جيوش الرب ” (خروج 12: 41، قضاة 5: 13، 1 صموئيل 17: 26)؟

فالله هو الذي يحارب من أجلهم ويضمن لهم النصر: تحت قيادة موسى (خروج14: 14، 15: 1- 21، 17: 8-16)، وفي عهد يشوع (يشوع 6: 16، 10: 10)، وعهد القضاة (قضاة 7: 15)، وعهد الملوك (1 صموئيل 14: 6، 2 أيام 14: 10- 11، 20: 15- 29
) .

إذن لا بد ّمن معركة، ولكن لا بدّ أيضاً من الحصول على النصر كنعمة وعطية ” من عند الله (مزمور 18: 32- 49، 20: 7- 10، 118: 10- 27
).

على أن القوم في حقبة متأخرة من عصر المكابيين، لا يترددون في أن ينسبوا إلى الله نجاح سلاحهم (1 مكابيين 3: 19، 2 مكابيين 0 1: 38، 13: 5 1، 15: 8- 24
).

ومن ثم، يبدو الله كالحليف الذي لا يُقهر (يهوديت 13:16، تثنية 32: 22- 43، إشعيا 0 3: 27- 33، ناحوم 1: 2- 8، حبقوق 3، 1 أيام 29: 11- 12). فمثلما سيطر في البدء على قوى الخواء (تكوين1: 2) التي كانت تمثّلها وحوشه ” العملاقة (مزمور 74: 13)، كذلك يواصل الله في التاريخ انتصاره على الشعوب الوثنية التي تجسّد كل تلك القوى، وتقاوم قصده الخلاصي
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر إشعياء 22

ولذا يستطيع الإسرائيليون أن يتغلبوا على أعدائهم؟ وهذه خبرة لا يمكن إنكار مضمونها الدنيء، وإن ظلت مبهمة. تُرى، أفلا يغريهم الحال بأن يفكروا أن نصر الله يتطابق بالضرورة مع مقدرتهم الزمنيه؟ إن خبرة مستكملة سوف تقيهم هذا الضلال
.

2.
هزائم شعب الله
:

منذ ساعة النجاح يذكّر الأنبياء الشعبَ الاسرائيلي بأن النصر المُعطى لهم من الله لا يكون بالضرورة مكافأة لهم عن حسن سلوكهم (نثنية 9: 4- 6)، إلا أنما يبتلون به من النكبات هو ضروري لكي يدركوا حقيقة. عجزهم الأدبي
.

هذا وإن اختبار الخروج (عدد 14: 42- 43، تثنية 8: 19- 20)، وبطء غزو كنعان (يشوع 7: 1- 12، قضاة 2: 10- 23)، والهزائم التي تكبدتها الملكية (2 أيام21: 14، 24: 20، ء2: 8- 20)، ولا سيما كارثة السبي (إرميا 15: ا- 9، 27: 6، حزقيال 22)، تُبيَن لهم أن الله لا يتردّد في أن يصارع ضدهم عندما يخونونه
.

وتلك الهزائم ما هي إلا عقاب الخيانة ، (مزمور 78، 106). وتلك الهزائم التي مُني بها إسرائيل، فإنها أبعد من أن تعني أن الله سيد الممالك قد خذله، بل تعني بالأحرى أن الله قد نصره، لكن على مستوى آخر يختلف كل الاختلاف عن سمتوى النجاح الزمني، إذ إنها ستؤدي باسرائيل إلى إدراك النصر الحقيقي الوحيد، وإلى الإعداد له
.

3.
نحو نصرآخر
:

إن نبوّات الأنبياء تعلن في الواقع عن” آخر الأزمنة”، نصراً إلهياً سيفوق من كل الوجوه كل انتصارات الماضي، كما يبرز الحكماء بوضوح نصراً روحياً لا يكون إحرازه في حال من الأحوال بفضل قوة السلاح
.

أ) النصر في آخر الأزمنة
:

يحلو لأنبياء ما بعد السبي أن يقدموا أزمنة التاريخ الأخيرة بمثابة حرب ” هائلة، سيواجه الله فيها أعداءه المتحالفين معاً. وسيسحقهم سحقاً (راجع إشعيا63: 1- 6)، كما سحق من قبل الوحوش الأولى (إشعيا27: 1). إن هذا النصر سيمهّد السبيل لملكه الأخير (زكريا 4 1، راجع حزقيال 38، 39
).

وهناك نصوصٌ أخرى تقدّم ذاك الذي سيكون صانعاً لهذا الانتصار النهائي، فتارة يتخذ ملامح المسيح الملكي (مزمور 2: 1- 9، 110: 5- 7)، وتارة يشخص بابن البشر” المتسامي، الذي أمامه يفني الله الحيوانات (دانيال 7
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ق قطاني ي

ويزيد من المفارقة أنها تميز نصر عدب يهوه، الذي يقوم انتصاره بذبيحته (إشعيا 52: 13- 15، 53: 11- 12)، ويقود قصد” الله نحو تحقيقه. فإذا كان نصر ابن الإنسان يفوق المستوى الزمني، لولوعه فيما وراء التاريخ، فإن نصر العبد يقع مباشرة على المستوى الروحي، المستوى الوحيد الذي له في النهاية الأهمية كلها
.

ب) نصر الأبرار
:

إن هذا النصر يمكن أن يكتسبه فوراً الأبرار الذين ينتصرون على الخطيئة. هذه الفكرة نجدها في خلفية كلَ تعاليم الحكماء، ولكن تتجمسم في ختام العهد القديم في كتاب الحكمة: فالأبرار سيكللون بإكليل الطفر مدى الدهور، لأنهم إنتصروا في المعارك الطاهرة (حكمة 4: 1- 2) وسيمنحني الرب هذه المكافأة المستحقة في اللحظة الي سيقوم فيها الرب قومه الأخير ضد الأشرار (حكمة 5: 15- 23
).

ذلك هو أيضا ًالنصر الذي سيحرزه المسيح وكل المسيحيين من بعده
.

العهد الجديد

1.
نصر المسيح
:

إن خطة المعارك الزمنية قد انقضى عهدها مع المسيح نهائياً. والمعركة التي يخوض المسيح غمارها هي من نوع آخر. فمن أول حياته العامة، يؤكد أنه هو “الأقوى” وينتصر على ” القوي ” (لوتا 11: 14-22)، أي إبلبسرئيس هذا العالمثم إنه في عشية موته، يحذر التلاميذ من خشية العالمِّ الشرير الذي سوف يتعقبهم ببغضه: “ثقوافإني قد غلبت العالم ” (يوحنا 33:16). وهنا هذا النصر يردّد المعالم الخارقة لنصر عبد يهوه، فيحقّقها حرفياً. إلا أنه بالقيامة يثبت النصر كحقيقة واقعية ونهائية. إذ بها قد انتصر المسيح على الخطيئة وعلى الموت، وخلع أصحاب الرئاسة والسلطة وعاد بهم في ركبه ظافراً (كولسي 2: 15
).

فهو أفضل من ملوك إسرائيل القدامى، هوذا الأسد من سبط يهوذا قد غلب (رؤيا 5: 5)، لقد غلب هذا الحمل المنبوح (5: 12)، وصار سيد التاريخ البشري. وسيظهر نصره في النهاية بكل بهائه، عندما سينتصرعلى القوات المضادّة (17: 14، 19: 11- 21)، وسينتصر إلى الأبد على الموت ذلك العدو الأخير (1 كورنتس 15: 24- 26). فالصليب، الذي هو في الظاهر هزيمة قد أكد نصر القدوس على الخطيئة، ونصر الحي على الموت
.

2.
نصر الشعب الجديد
:

على مثال نصر المسيح يكون نصر الشعب الجديد، الذي يبدبه وراءه. لم يعُد بعد نصراً زمنياً، فعلى هذا الصعيد قد يبدو بالأحرى هزيمة. هكذا كان نصر الشهداء، لقد سحقهم الوحي (رؤيا 11: 7،13: 7، راجع 6: 2)، إلا أنهم مع ذلك قهروه بفضل دم الحمل (12: 10- 11، 15: 2
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر صموئيل الأول I Samuel 30

وهكذا يكون نصر الرسل ، الذين يصطحبهم المسيح في مهرجان نصره (2 كورنتس 2: 14)، وإن أرهقتهم اختبارات الرسالة (4: 7- 16). وهكذا أخيراً يكون انتصار كل المسيحيين، الذين بفضل معلمَهم أباهم وتغذية نفوسهم بكلمته، قد هزموا الشرير (1 يوحنا 2: 13- 14). فلأنهم وُلدوا من الله، قد غلبوا العالم (5: 4)، إذ نصرهم إيمانهم بابن الله (5: 5)، الذي بفضله ينتصرون أيضاً عن، المسحاء الدجالين (4: 4
).

على أنه يبقى أن يعرز هذا النصربمعركة روحية: فبدلاً من أن يقهرنا الشر، يجب أن نقهر الشر بالخير (رومية 12: 21). ولكنّ المسيحيين، يعرفون أنهم بقوة الروح يمكنهمٍ أن ينتصروا من الاَن فصاعداً على كل العقبات: إن شيئاً لن يفصلهم منذ اليوم عن محبة المسيح (8: 35-37
).

إنهم باشتراكهم في نصر قائدهم، سيكون لهم نصيب أيضاً في مجده. ويذكر العهد الجديد، مكافأة المنتصرين هذه بصور مختلفة: فى إكليل أعِد لهم في السماء، إكليل حياة (يعقوب 1: 12، رؤيا 2: 10)، وإكليل مجد (1 بطرس 5: 4)، وإكليل عدل (2 تيموتاوس 4: 8)، إكليل لا يبلى ولا يفنى، بعكس الأكاليل التي ينالها المرء هنا على الأرض (1 كورنتس 9: 25)، إكليل حي مكون من الذين قادهم الرسل إلى الايمان (فيلبي 4: 1، 1 تسالونيكي 2: 19). إن كتاب الرؤيا على وجه الخصوص، المتنبه إلى حال المسيحيين المشتبكين في حرب ” مع الوحش، يصف المصير المعد للمنتصرين: سيكونون أبناء الله (رؤيا 21: 7)، وسيجلسون على عرش المسيح (3: 21)، وسيرعون معه الأمم ” (2: 26)، وسيُعطى لهم إسماً جديداً (2: 17)، ويولدون من شجرة الحياة (2: 7)، وسيصبحون أعمدة في هيكل إلههم (3: 12). وبعد أن يدخلوا الحياة الأبدية، لن يخشوا من بعد الموت الثاني (2: 11)، على عكس المنهزمين، و الأ نذال ، وا لمرذ ولين (18: 8
).

بمثل هذا النصر المشرق يختتم العهد الجديد
.

وعلى هذا النحو يتحقق للمنتصرين، فيما يتجاوز كل رجاء، الوعد الأصلي: إن الإنسان الذي هزمه فيما مضى الشيطان، وهزمته الخطيئة والموت، قد انتصر في النهاية بفضل المسيح يسوع
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي