نهر الفرات

 

الفرات: الماء الغزير العذب. ونهر الفرات هو أكبر الأنهار في غربي أسيا، وأحد النهرين الشهيرين ببلاد بين النهرين، وهو النهر الرابع من فروع النهر الذي كان يسقي جنة عدن (تك 2: 10-14). ويُذكر كثيراً في الكتاب المقدس باسم “النهر الكبير، نهر الفرات” (تك 15: 18، تث 1: 7، يش 1: 4)، أو باسم النهر فقط (عد 22: 5، ميخا 7: 12، تك 31: 21، خر 23: 31
).

(
أ) -مجراه: ينقسم نهر الفرات إلى ثلاثة أقسام: الأعلى، والأوسط، والأسفل
:

(1)-
الفرات الأعلى: ينبع نهر الفرات من هضبة أرمينية، في فرعين، الأعلى منهما يسمى “قرة صو” أو النهر الطيني أي “الأسود” لكثرة ما يحمله من طمي. والثاني ويسمى “مرادصو” أي النهر الصافي و هو أغزرهما. و ينبع من مكان بالقرب من بحيرة فان و جبل أراراط. ويلتقي النهران في مكان إلى الشمال من ملاطيا في شمالي سورية. و يسير النهر بعد ذلك إلى الجنوب الشرقي، ثم ينحني في قوس كبير إلى الجنوب الغربي قبل دخوله إلى السهل السوري عند سمساط، على بعد ثمانين كيلومتراً إلى الشمال من مدينة حاران القديمة
.

و يبدأ النهر عند منابعه العليا على ارتفاع نحو 2.438 متراً فوق سطح البحر، لكنه لا يلبث أن ينحدر بسرعة في سلسلة من الممرات الجبلية و الشلالات، حتى ينخفض في مستواه إلى نحو 200 متر فوق سطح البحر
.

(2)-
الفرات الأوسط: و يسير في اتجاه جنوبي ماراً بمدينة كركميش التاريخية على شاطئه الغربي، و إلى الغرب منها تقع مدينة حلب، ثم ينحني شرقاً فجنوباً حيث يتصل بنهر البلخ الذي تقع عليه مدينة حاران. ثم يتصل بنهر الخابور. و بعد ذلك بنحو ثمانين كيلو متراً جنوباً، كانت تقع مدينة “ماري” القديمة، ثم ينعطف النهر مرة أخرى إلى الشمال الشرقي، ثم إلى الجنوب الشرقي حيث ينتهي نهر الفرات الأوسط عند مدينة “حت” (“حتو” القديمة). و يهبط مجرى النهر في هذا القطاع الأوسط من إرتفاع نحو 200 متر إلى نحو 67 متراً فوق سطح البحر
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد جديد سفر أعمال الرسل Acts of the Apostles 02

(3)-
الفرات الأسفل: يسير في معظمة في اتجاه جنوبي شرقي. وكان مجرى الفرات الأسفل- في العصور القديمة- أبعد إلى الشرق من مجراه الحالي، فكان في العصور الدقيمة يمر بمدن بابل وكيش و نبو وأرك ,اور. وأخيراً بعد أن يكون قد قطع نحو 3600 كيلو متر (نحو 2200 ميل) يصب في الخليج العربي. ويعتقد كثيرون من العلماء أن طرف الخليج الشمالي كان يمتد شمالاً نحو 230 كيلومتراً (نحو 150 ميلاً) عن موقعه الحالي، فكان لكل من الفرات والدجلة مصب مستقل. ولكن بسبب الطمي الذي حمله النهران، وترسب في الطرف الشمالي للخليج، نزل هذا الطرف عن موقعه الأصلي، واتحد النهران إلى الشمال من البصرة، مكونين شط العرب الذي يجري جنوباً نحو 190 كيلومتراً ليصب في الخليج
.

ويبلغ نهر الفرات أقصى فيضانه في أبريل بسبب ذوبان الثلوج فوق هضبة أرمينية التي ينبع منها. ويهبط مستواه في سبتمبر وأكتوبر حتى ليبدو ضحلاً. وكان القدماء يعتمدون تماماً على مياه النهر لري زراعاتهم، فشقوا الترع والقنوات، ولعل “نهر خابور” (حز 1: 1) كان إحدى هذه القنوات
.

(
ب) نهر الفرات في الكتاب المقدس: كما سبق القول يذكر نهر الفرات في الأصحاح الثاني من سفر التكوين، بأنه الفرع الرابع الذي كان ينقسم إليه نهر جنة عدن (تك 2: 14
).

ثم في وعد الله لإبراهيم: “لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات” (تك 15: 18، انظر أيضاً تث 1: 7، 11: 24
).

وقبل عبور بني إسرائيل نهر الأدرن إلى أرض كنعان، قال الرب ليشوع: “من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبيى، نهر الفرات.. يكون تخمكم” (يش 1: 4). وفي خطاب يشوع الوداعي للشعب، قال لهم: “آباؤكم سكنوا في عبر النهر منذ الدهر.. وعبدوا آلهة أخرى” (يش 24: 2،، 14، 15)، وأخذ الرب” إبراهيم أباكم من عبر النهر” (يش 24: 3
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ش شراب روحي ي

وفي أيام داود الملك، “ضرب داود هدد عزر.. ملك صوبة حين ذهب ليرد سلطته عند نهر الفرات” (2صم 8: 3، 1 أخ 18: 3
).

ويشير إشعياء النبي في نبوته عن استخدام الله للأشوريين لتأديب شعبه: “في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجره في عبر النهر، بملك أشور، الرأس وشعر الرجلين وتنزع اللحية أيضاً (إش 7: 20). ثم يتنبأ عن رد سبي الشعب بالقول: “ويكون في ذلك اليوم أن الرب يجني من مجرى النهر إلى وادي مصر، وأنتم تلقطون واحداً واحداً” (إش 27: 12
).

وفي أيام يوشيا ملك يهوذا “صعد فرعون نخبو ملك مصر على ملك أشور إلى نهر الفرات، فصعد الملك يوشيا للقائه، فقتله في مجدو” (2مل 27: 29). ولكن ملك اشور هزم فرعون نخبو في موقعه كركميش، “وأخذ من نهر مصر إلى نهر الفرات، كل ما كان لملك مصر” (2مل 24:7، 2أخ 35:20
).

وفي نبوة إرميا عن مصر، يذكر هزيمة جيش
 
فرعون نخبو ملك مصر على نهر الفرات في كركميش” (إرميا 46: 2و 10). كما يذكر “نهر الفرات” أربع مرات عندما أمر الرب إرميا أن يتنبأ على إسرائيل، باستخدام منطقته الكتانية كوسيلة إيضاح لما سيحدث لهم في السبي “إرميا 13: 4-7). كما أمر إرميا النبي سرايا رئيس المحلة أن يدخل إلى بابل ويقرأ كل الكلام الذي كتبه إرميا عن الشر الآتي على بابل، وقال له: “ويكون إذا فرغت من قراءة هذا السفر أنك تربط به حجراً وتطرحه إلى وسط الفرات، وتقول: “هكذا تغرق بابل ولا تقوم من الشر الذي أنا جالبه عليها” (إرميا 51: 59-64
).

وجاء في سفر الأخبار أن بعض نسل رأوبين سكنوا “شرقاً إلى مدخل البرية من نهر الفرات، لأن ماشيتهم كثرت في أرض جلعاد” (أخ 5: 9
).

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد قديم سفر المزامير محمد هل أبرع جمالا من بنى البشر ر

وكان نهر الفرات حدَّا فاصلاً بين بلاد النهرين شرقاً، وسورية وفلسطين غرباً. وكانت ولاية سورية وفلسطين في أيام الامبراطورية الفارسية، تسميى “عبر النهر” (عز 4: 10و11، 5: 3و 6: 6، نح 2: 7
).

ويذكر نهر الفرات في العهد الجديد في سفر الرؤيا مرتين، فعندما بوَّق الملاك السادس، سمع الرائي صوتاً، “قائلاً للملاك السادس الذي معه البوق/ فك الأربعة الملائكة المقيدين عند النهر العظيم، الفرات” (رؤ 9: 13 و14
).

ولمَّا سكب “الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات” نشف “ماؤه لكي يعد طريق الملوك الذين من مشرق الشمس” (رؤ 16: 12). (يمكن الرجوع أيضاً إلى الموار “أشور” و “أكد”، و “بابل” بالمجلد الثاني، و “سومر”، و “شنعار” بالمجلد الرابع، “وفارس” بهذا المجلد، للاستزادة من المعرفة بالحضارات التي قامت في وادي الفرات
“.  

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي