هابيل

 

وهو اسم لا يُعلم اشتقاقه على وجه اليقين ، ولكن يرجح البعض أنه يعنى ” نفخة ” أو ” بخار ” أو ” بطلاً ” أو ” هشاشة ” . بينما يرى البعض أنه مشتق من كلمة ” يابال ” التى معناها ” راع ” . ويرى البعض الآخر أنه مشتق من الكلمة السومرية ” أبلو ” أو ” البابلية ” أبيل ومعناهما ” ابن
” .

وهابيل هو الابن الثانى لآدم وحواء ، ورابع البشر فى الخليقة . ويرى البعض أنه كان أخا توأما لقايين ، حيث لم تتكرر عبارة ” عرف آدم امرأته ، فحبلت وولدت ” فى العدد الثانى من الإصحاح الرابع من سفر التكوين
.

ويصرح الكتاب بأن هابيل كان ” راعيا للغنم ” ، أما قايين فكان ” عاملاً فى الأرض ” أى ” فلاحاً
” .


وحدث بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانا للرب ، وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه وسمانها . فنظر الرب إلى هابيل وقربانه ، ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر ” ( تك 4 : 3 – 5
) .

ولا يذكر لنا الكتاب شيئا عن كيف أبدى الله رأيه بالنسبة لقربان كل منهما ، أو لماذا نظر إلى هابيل وقربانه ، ولم ينظر إلى قايين وقربانه . فهل كان ذلك راجعاً إلى مادة القربان ، أو إلى كيفية التقديم . فقد كان الإسرائيليون الأوائل يعتبرون التقدمات الحيوانية أفضل جدّاً من التقدمات النباتية . ولكننا نعلم أن ناموس موسى أمر بتقديم النوعين من القرابين
.

ولكن لا شك فى أن تفضيل الله لقربان هابيل كان راجعاً إلى الحالة القلبية لكل منهما ، فلم يكن الأمر متوقعاً على الصورة الظاهرة ( 4 : 7
)
،

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 15

بل على ما كان فى فكر وقلب كل مهما . فقبول التقدمة يتوقف على الدوافع الداخلية ، والحالة الأدبية لمن يقدم القربان . ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين : ” بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين . فبه شهد له أنه بار ، إذ شهد الله لقرابينه ” ( عب 11 : 4 ) . ويكتب يوحنا الرسول : ” ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه . ولماذا ذبحه ؟ لأن أعماله كانت شريرة ، وأعمـــــال أخيه بارة ” ( 1 يو 3 : 12
) .

فالله لا ينظر إلى التقدمات فى ذاتها أو إلى الظواهر ، بل إلى القلب ( ارجع إلى 1 صم 16 : 7 ، أم 23 : 26 ) . فلم يكن قلب قايين نقياً، بل كان نزَّاعا للشر ، وقد تجلى ذلك بوضوح فى حسده لأخيه وقتله له ( تك 4 : 8 – 11 ) ، لأن الإنسان الشرير لا يطيق أن يرى الصلاح فى الآخر . وكان طريق قايين هو طريق الإنسان الطبيعى الذى يحاول إرضاء الله بأعماله وتعب يديه . وما أكثر من يتبعون هذا الطريق ! ( يهوذا 11
) .

ويُعتبر هابيل أول شاهد وشهيد للبر بالإيمان ( مت 23 : 35 . ولكن كان دمه يصرخ من الأرض طالباً الانتقـــام ( تك 4 : 10 و 13 ، ارجع أيضاً إلى رؤ 6 : 9 و 10 ) ، بينما طلب الرب يسوع – وهو على الصليب – الغفران لمن صلبوه ( لو 23 : 34 ) . ولذلك يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين ، إن دم المسيح ” يتكلم أفضل من هابيل ” ( عب 12 : 24
) .

وهكذا نرى فى الأخوين ” قايين وهابيل ” رمزين وممثلين للنوعين من البشر ، والتناقض الصارخ بين الشر والبر ( يمكن أيضاً الرجوع إلى ” قايين

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي